مفهوم قيامة الأجساد عند القديس أُغسطينوس

amgd beshara

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
1 يونيو 2012
المشاركات
2,537
مستوى التفاعل
617
النقاط
113
الإقامة
cairo- egypt
ليس من كاتب مسيحي اهتم بتأكيد أن الموت الجسدي للإنسان جاء ثمرة للخطية التي ارتكبها الإنسان الأول مثل القديس أغسطينوس[1]. لم يقف أثرها عند الموت الجسدي، وإنما يمتد إلى موت النفس الذي حل بكل البشرية، فاحتاجت إلى نعمة المسيح. لهذا صار الإنسان في احتياج إلى نوعين من القيامة: قيامة النفس وقيامة الجسد.

علاقة النفس بالجسد:

أول إشارة لقيامة الجسد في كتابات القديس أغسطينوس هي في كتابه: "On the Grandeur of the Soul" أو (عن عظمة النفس) وذلك في عام 388م. فيه يتحدث عن سمو النفس وعظمتها حيث تهتم بالتأمل في الحق. وهو يتحدث عن أنشطة النفس تحدث عن حيوية الجسد ووحدته ودوره في التأمل، لكنه يعود فيرى أن الشرط الضروري للتأمل هو التحول عن كل العالم المادي بما فيه الجسد[2].

وقد تحدث هذه المرحلة الأخيرة قائلاً:
[سنرى أن هذه البيعة الهيولية… تخضع لتغيرات كثيرة (إلى الأفضل) حتى أننا قيامة الجسد كأمرٍ أكيد مثل إشراق الشمس (المباهج التي للتأمل في الحق ستكون هكذا) إن الموت الذي في البداية يخافه الإنسان يصير شهوة في النهاية ويُحسب أفضل هبه، لأن الموت هو هروب بكل وسيلة من هذا الجسد. (فالنفس بعد الموت) تكون أقل انشغالاً عن الارتباط بالحق المطلق بكل القلب (عن حالها وهي مرتبطة بالجسد الذي في صحبة النفس للبلوغ إلى التأمل في هذه الحياة(Grandeur 33:76).]

تغيرت نظرة القديس أغسطينوس في التسعينات (390م) في العلاقة بين النفس والجسد، لكنه كان متمسكًا بما كتبه في كتابه عن "عظمة النفس" بأن المعرفة الحقيقية ليست في معرفة الحواس أو حتى الناجمة عن الحواس[3].

في كتابه “On Music" حوالي عام 390م كتب:
[الأجساد هي صالحة إلى الدرجة التي بها تغتني (بالتناغمات الحسية كمثال)، لكن النفس تصير إلى حالٍ أفضل عندما تنسحب من هذه الأمور التي تتقبلها من الجسد عندما تتحول عن حواس الجسد وتشكل نفسها من جديد بالتناغمات الإلهية التي للحكمة[4].]

بسبب الخطية الأولى صار للجسد القدرة غير الطبيعية على التأثير على النفس فهو إذ يستمع إلى الصوت يحمل القوة لينقل إلى النفس.

[تعجب بالأحرى أن الجسد له القدرة أن يفعل أي شيء للنفس. ربما لم يكن الحال هكذا لو لم يتغير الجسد بعد الخطية الأولى إلى حال أردأ ويخضع للفساد والموت هذا الجسد الذي كانت النفس – قبل خطية آدم – حيوية وكانت تتحكم فيه بسهولة دون متاعب(On Music 6:4:7).]

غير أنه في حواره المستمر مع أتباع ماني كرر كثيرًا الحديث عن صلاح الجسد البشري الذي خلقه الله.
[للجسد جماله الخاص، وبهذا الجمال اللائق تتزكى كرامة النفس التي يستحقها(On Music 6:4:7).]

في وقت متأخر من حياته (405-410م) تحدث القديس أغسطينوس عن الجسد أنه يجب ألا يُستبعد، لأن المطوبين في السماء سيكون لهم أجساد، غير فاسدة، أبدية، وأن الأجساد التي في هذه الحياة مصدر آلام ستكون هناك زينة(Dermon 241:7:6).

قيامة المسيح في حياتنا:

v (الجسم السماوي) سيدعى جسمًا ويمكن دعوته جسمً سمائيًا. نفس الشيء قيل بواسطة الرسول عندما ميّز بين الأجسام. "كل جسد ليس هو نفس الجسد، بل للبشر جسد، وآخر للحيوانات، وآخر للطيور، وآخر للسمك. توجد أجسام سمائية وأجسام أرضية" (1 كو 39:15-40). كل جسد هو جسم لكن ليس كل جسم هو جسد[6].

رؤية الله:

يرفض القديس أغسطينوس القول بأن الجسد القائم من الأموات هيولي وأن الله يُرى بالأعين بطريقة مادية(Letter 147:49)

اقتبس كلمات القديس أمبروسيوس في تفسيره لإنجيل لوقا:
[حتى في القيامة نفسها ليس من السهل أن يُرى الله إلا للأنقياء القلب(Letter 147:18).]

أيضًا تقتبس منه:
[الله لا يرى في أي موقع محلي، إلا في القلب النقي، أي أنه لا يطلب بالعيون الجسدية، ولا يُحد بنظرنا(Letter 147:201).]

إنه يقاوم القائلين [إنه في الحياة المقبلة سنرى الله ببصيرة جسدية، حتى الأشرار سيرونه(Letter 92:4).]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] Against Frotunatus, 22.

[2] On the Grandeur of the Soul, 33:73.

[3] The Literal Meaning of Genesis, Book 7:14:20; On the Trinity 8:6:9.

[4] On Music 6:4:7.

[6] Sermon 362:18:21.
 
إنضم
24 يناير 2009
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مصر ـ القاهرة ـ العباسية
نشكر الأستاذ أمجد على هذا البحث الهام فى حياتنا الروحية . فما نصنعنه فى حياتنا الأرضية سيكون له أثره على أجسادنا التى سوف نقوم بها .
وقد ظهرت فى عصرنا الحالى بعض أراء تقول أننا سوف نقوم بأجساد روحانية نورانية لا مادة فيها .
وفى هذا الوقت ظهر كتاب يرد على هذا الفكر اسمه " بأى جسد سوف نقوم ؟ " للإيبدياكون مهندس ليشع حبيب يوسف ، وقد راجعه المتيح نيافة أنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى ، وقدم له ، ونشره ضمن منشورات أسقفية البحث العلمى عام 1990 ، ثم أصدرته مكتبة المحبة فى طبعة ثانية فى عام 2007
 
أعلى