رد على: كم عدد المسيحيين العرب ؟؟؟؟؟
عدد مسيحيي الأردن يقترب من ربع المليون
تعكف إحدى السيدات في بولونيا، وهي من أصل أردني، وتنحدر من إحدى العشائر الكريمة في الأردن ، على الإعداد لرسالة الماجستير حول المسيحيين في الأردن، تاريخهم، وحضورهم في المجتمع، والتحديات التي تواجههم . وتقول أنّها مسرورة لهذا العمل الذي تقوم به، إلى جانب تربية ابنها الصغير وحياتها مع زوجها البولوني. لكنّها لا تفرح لأنها ستحصل على الشهادة الجامعية ، بمقدار فرحها لأنها تكتب عن بلدها الأردن وسكانه الطيّبين وتاريخه الحافل.
قادتها خطى البحث على الانترنت، إلى موقع "أبونا"، فطلبت ما لدي من معلومات، حول " الحضور المسيحي في الأردن" . وهنالك طبعا الكثير الكثير ليقال عن هذا الموضوع الذي أصبح شاغلا للعديد من الباحثين والمهتمين ، ليس فقط حول المسيحيين في الأردن، وإنّما في الشرق قاطبة . ولا يكاد يمر أسبوع ، دون أن تصلني رسالة أو أكثر، من باحثين ومهتمين حول هذا الأمر. والمهم هو أن يعرف الباحث عن أي جهة يريد التحدّث، وما هي الخطة العامة التي يرسمها لبحثه.
أرسلت ما تيّسر من مراجع، بعضها كان معروفا للأخت الباحثة، وبعضها الآخر كان جديدا عليها . وأرسلت لها العديد من المقالات والمحاضرات التي نشرتُها أو ألقيتُها . لتأتي إلى سؤال مهم: كم عدد المسيحيين في الأردن؟
اتصلت مع صديق يعمل في دائرة الإحصاءات العامة، وآخر في دائرة الأحوال المدنية ، فجاء الجواب مفرحا . أقول مفرحا ، ليس لأنّ العدد هو أهم شيء، بل لأنّ العدد يأتي في وقت ارتفاع التحليلات التي تقول بأنّ مسيحية الشرق إلى زوال ، بسبب خطر الهجرة الداهم. صحيح أنّ هذه من أقسى المعضلات التي تواجه المسيحيين في الشرق ، لكنّها تبقى نسبية ، وتختلف من بلد إلى آخر، فالأردن - والحمد لله- بلد آمن، ونصلي من أجل بقاء هذه النعمة دائما، لكنّ الهجرة تضرب وبعنف بلدانا شقيقة نصلي من أجل انتهاء الغمّة ومن أجل استتباب الأمن فيها، وبخاصّة في فلسطين والعراق ولبنان .
عدد سكان الأردن، هو 5 ملايين و 400 ألف نسمة . وعدد المسيحيين فيه هو 245 ألف و 249 نسمة . وبلغة النسب المئوية هو 4,5 % . هذا هو عدد المسيحيين الأردنيين بتاريخ 12\2\2008 الساعة 10:45 صباحا. ونقول هنا أنّ العدد يشمل كل من يحمل الجنسية الأردنية وبات مسجلا لدى الأحوال المدنية. وبالطبع، هنالك العديد من المغتربين المسجلين ، لكنهم لا يسكنون في الأردن . المهم هو أن عدد مسيحيي الأردن بات يقترب من الربع مليون، وهو عدد لا يستهان به. ففي عام 2000، وفي الاجتماعات التحضيرية لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني ، حيث كان الهم الشاغل لوسائل الإعلام العربية والأجنبية ، عدد المسيحيين في الأردن. وأذكر في أحد الاجتماعات ، أنني قلت لنتفق على رأي واحد، وهو أن عدد المسيحيين ، ما بين 160 إلى 180 ألفا . فقال أحد الحاضرين، ولماذا هذا التشاؤم بإظهار صورة هزيلة ؟ فلنقل أنه ربع مليون . ضحكنا وقتها، لكنّ هذا الكلام سيتحقق قريبا - بإذن الله-، وفي عام 2003 كان العدد 183 ألفا ، وها هو يقفز بطريقة رائعة.
إنّ القيمة العددية ، تجعلنا ننتقل فورا إلى الحديث عن القيمة النوعية ، وهي أيضا مميّزة في الأردن، فالحضور بارز ، إمّا من جانب المؤسسات الكنسية الحية والحيوية، في مجالات التربية والتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والاهتمام بالفقراء واللاجئين، والمجالات الاقتصادية ، وإمّا في مجالات الحضور البارز للأفراد في كافة المواقع الرسمية والمدنية .
أقول هذا وأنا متفائل من الحضور المسيحي الفاعل في الوطن العربي ككل، وإنْ واجه المسيحيون فيه بعض التحديات، فهذه هي الحياة، فيها أيام بيضاء وأخرى سوداء. المهم أنّ مسيحيي الأردن لا يعيشون في جزر معزولة ، هم أردنيون مئة بالمئة ، ولذلك هم مخلصون لمجتمعهم ولوطنهم، ويعملون جنبا إلى جنب مع أخوتهم المسلمين من أجل خدمة الوطن ورفعته وازدهاره. يبقى أن نطلب لهم – أو منهم- أيضا مزيدا من الالتزام الكنسي من خلال الانخراط في العمل الكنسي إلى جانب العمل المجتمعي في مناحيه كافة. فنسبة الملتزمين في الحياة الكنسية ، وفي العمل المسيحي داخل الرعية وداخل الكنيسة ما زال ، مع الأسف، قليلا ولم يصل إلى الدرجة المأمولة. وهذا يتطلب عملا وفعلا ومبادرات من أجل ألا يكون " الربع مليون" محصورا فقط في القيمة العددية وفي شهادات الميلاد والعماد، بل بالنوع والإصغاء إلى صوت الكنيسة الداعي إلى الحق والمحبة والحوار مع كل أطراف المجتمع الأردني العزيز.
عدد مسيحيي الأردن يقترب من ربع المليون
تعكف إحدى السيدات في بولونيا، وهي من أصل أردني، وتنحدر من إحدى العشائر الكريمة في الأردن ، على الإعداد لرسالة الماجستير حول المسيحيين في الأردن، تاريخهم، وحضورهم في المجتمع، والتحديات التي تواجههم . وتقول أنّها مسرورة لهذا العمل الذي تقوم به، إلى جانب تربية ابنها الصغير وحياتها مع زوجها البولوني. لكنّها لا تفرح لأنها ستحصل على الشهادة الجامعية ، بمقدار فرحها لأنها تكتب عن بلدها الأردن وسكانه الطيّبين وتاريخه الحافل.
قادتها خطى البحث على الانترنت، إلى موقع "أبونا"، فطلبت ما لدي من معلومات، حول " الحضور المسيحي في الأردن" . وهنالك طبعا الكثير الكثير ليقال عن هذا الموضوع الذي أصبح شاغلا للعديد من الباحثين والمهتمين ، ليس فقط حول المسيحيين في الأردن، وإنّما في الشرق قاطبة . ولا يكاد يمر أسبوع ، دون أن تصلني رسالة أو أكثر، من باحثين ومهتمين حول هذا الأمر. والمهم هو أن يعرف الباحث عن أي جهة يريد التحدّث، وما هي الخطة العامة التي يرسمها لبحثه.
أرسلت ما تيّسر من مراجع، بعضها كان معروفا للأخت الباحثة، وبعضها الآخر كان جديدا عليها . وأرسلت لها العديد من المقالات والمحاضرات التي نشرتُها أو ألقيتُها . لتأتي إلى سؤال مهم: كم عدد المسيحيين في الأردن؟
اتصلت مع صديق يعمل في دائرة الإحصاءات العامة، وآخر في دائرة الأحوال المدنية ، فجاء الجواب مفرحا . أقول مفرحا ، ليس لأنّ العدد هو أهم شيء، بل لأنّ العدد يأتي في وقت ارتفاع التحليلات التي تقول بأنّ مسيحية الشرق إلى زوال ، بسبب خطر الهجرة الداهم. صحيح أنّ هذه من أقسى المعضلات التي تواجه المسيحيين في الشرق ، لكنّها تبقى نسبية ، وتختلف من بلد إلى آخر، فالأردن - والحمد لله- بلد آمن، ونصلي من أجل بقاء هذه النعمة دائما، لكنّ الهجرة تضرب وبعنف بلدانا شقيقة نصلي من أجل انتهاء الغمّة ومن أجل استتباب الأمن فيها، وبخاصّة في فلسطين والعراق ولبنان .
عدد سكان الأردن، هو 5 ملايين و 400 ألف نسمة . وعدد المسيحيين فيه هو 245 ألف و 249 نسمة . وبلغة النسب المئوية هو 4,5 % . هذا هو عدد المسيحيين الأردنيين بتاريخ 12\2\2008 الساعة 10:45 صباحا. ونقول هنا أنّ العدد يشمل كل من يحمل الجنسية الأردنية وبات مسجلا لدى الأحوال المدنية. وبالطبع، هنالك العديد من المغتربين المسجلين ، لكنهم لا يسكنون في الأردن . المهم هو أن عدد مسيحيي الأردن بات يقترب من الربع مليون، وهو عدد لا يستهان به. ففي عام 2000، وفي الاجتماعات التحضيرية لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني ، حيث كان الهم الشاغل لوسائل الإعلام العربية والأجنبية ، عدد المسيحيين في الأردن. وأذكر في أحد الاجتماعات ، أنني قلت لنتفق على رأي واحد، وهو أن عدد المسيحيين ، ما بين 160 إلى 180 ألفا . فقال أحد الحاضرين، ولماذا هذا التشاؤم بإظهار صورة هزيلة ؟ فلنقل أنه ربع مليون . ضحكنا وقتها، لكنّ هذا الكلام سيتحقق قريبا - بإذن الله-، وفي عام 2003 كان العدد 183 ألفا ، وها هو يقفز بطريقة رائعة.
إنّ القيمة العددية ، تجعلنا ننتقل فورا إلى الحديث عن القيمة النوعية ، وهي أيضا مميّزة في الأردن، فالحضور بارز ، إمّا من جانب المؤسسات الكنسية الحية والحيوية، في مجالات التربية والتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والاهتمام بالفقراء واللاجئين، والمجالات الاقتصادية ، وإمّا في مجالات الحضور البارز للأفراد في كافة المواقع الرسمية والمدنية .
أقول هذا وأنا متفائل من الحضور المسيحي الفاعل في الوطن العربي ككل، وإنْ واجه المسيحيون فيه بعض التحديات، فهذه هي الحياة، فيها أيام بيضاء وأخرى سوداء. المهم أنّ مسيحيي الأردن لا يعيشون في جزر معزولة ، هم أردنيون مئة بالمئة ، ولذلك هم مخلصون لمجتمعهم ولوطنهم، ويعملون جنبا إلى جنب مع أخوتهم المسلمين من أجل خدمة الوطن ورفعته وازدهاره. يبقى أن نطلب لهم – أو منهم- أيضا مزيدا من الالتزام الكنسي من خلال الانخراط في العمل الكنسي إلى جانب العمل المجتمعي في مناحيه كافة. فنسبة الملتزمين في الحياة الكنسية ، وفي العمل المسيحي داخل الرعية وداخل الكنيسة ما زال ، مع الأسف، قليلا ولم يصل إلى الدرجة المأمولة. وهذا يتطلب عملا وفعلا ومبادرات من أجل ألا يكون " الربع مليون" محصورا فقط في القيمة العددية وفي شهادات الميلاد والعماد، بل بالنوع والإصغاء إلى صوت الكنيسة الداعي إلى الحق والمحبة والحوار مع كل أطراف المجتمع الأردني العزيز.