ميزات المحبه

أرزنا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أبريل 2007
المشاركات
1,100
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
ميزات المحبة

يعود السؤال : ما هو الحب ؟ ليس المقصود ان نكون عاطفيين ، اذ يجب علينا ان نكافح العاطفية والعقلانية على السواء.

الحبّ = قبول وعطاء
قلّبوا الاشياء كما تريدون ، فالحب هو عطاء وقبول. القبلة رمز جميل جدا" الى الحب ، وهي تدل على العطاء والقبول في آن واحد. لا تعطى القبلة حقا" ، ان لم تقبل. شفاه الرخام والتمثال لا تقبل القبلة ، اذ لا بدّ من شفاه حيّة. والحال ان الشفاه الحيّة هي شفاه تقبل وتعطي في آن واحد. والقبلة حركة رائعة ، ولذلك بالضبط لا يجوز الحطّ من قدرها واللعب بها ، بل يجب الاحتفاظ بها علامة" لشيء عميق جدا" (نحن هنا في صميم ما تعتقده الكنيسة في شأن الاخلاق الجنسية). القبلة هي تبادل النفخات ، وهو يعني تبادل اعماقنا: أنفخ نفسي فيك ، وأزفر نفسي فيك ، وامتصك فيّ بحيث اكون فيك وتكون فيّ.
اي اني أزيح عن المركز لئلاّ اكون بعد اليوم مركزا" لنفسي ، بل تكون انت مركزي. أنت من أحبّه ، انت مركزي ، أحيا بك وفي سبيلك. وانا عالم بأنك انت أيضا" تزيح عن المركز وأنك لم تعد مركزا" لنفسك ، بل انت مرّكز عليّ. اني مرّكز عليك وأحيا في سبيلك. وانت مرّكز عليّ وتحيا في سبيلي ، وكلانا يحيا الواحد بالآخر. الحب هو الحياة في سبيل الآخر (العطاء) والحياة بالآخر (القبول) . الحب هو الكفّ عن الحياة في النفس وبالنفس وفي سبيل النفس.
هذا هو جوهر سر الثالوث. ان كان الحب عطاء" وقبولا"، فلا بدّ ان يكون هناك عدة اشخاص في اللّه. لا يعطي الانسان نفسه لنفسه ، ولا يقبل الانسان نفسه بنفسه. وحياة اللّه هي حياة القبول والعطاء هذه. فليس الآب الاّ حركة نحو الابن ، وليس هو الاّ بالابن. سيداتي ، ان اولادكنّ هم الذين يمكّنونكنّ ان تكنّ امهات. فبدون اولادكنّ ، لا تكوننّ امّهات. ليس الآب الاّ ابوّة ، فليس هو الاّ بالابن وليس هو الاّ في سبيل الابن. وليس الابن الاّ ابنا"، فليس هو الاّ في سبيل الآب وبالآب. وأما الروح القدس فهو القبلة المشتركة.
ولمّا كانت حياة اللّه حياة القبول والعطاء هذه ، وبما انه عليّ ان اصبح ما هو اللّه ، لا يمكن ان اريد ان اكون انسانا" منعزلا"، لا أشبه اللّه. وان كنت لا أشبه اللّه ، لا يجوز لنا أن نتحدث عن المشاركة في حياته للأبد. وهذا ما أسمّيه الخطيئة ، وهو ان لا أشبه اللّه ، وأن لا أسعى لأصبح ما هو ، اي عطاء" وقبولا".
ان لم يكن اللّه الاّ محبة ، كان فقيرا" ، مرتبطا" ، متواضعا". يبدو ذلك مستحيلا" لأول وهلة ، ومع ذلك فان هناك جملة للمسيح تسود كل شيء ، فلا بدّ ان نقف منها موقفا" جديّا". حين أرى يسوع راكعا" عند أقدام الرسل وعلى وسطه منديل ومنشغلا" بغسل أقدامهم ، عندئذ اسمعه يقول :"من رآني رأى الآب" ، اي "من رآني رأى اللّه" (يو ١٤\٩). اجل ، ان المفارقة شديدة ، وقد نشعر يترنّح عقلنا ، لكن لا حيلة لي. فان اللّه لا يكشف لنا نفسه كائنا" لامتناهيا". ليس الاله الذي نؤمن به اله الفلاسفة ، اله ارسططاليس او افلاطون ، بل هو الاله الذي أوحى به يسوع المسيح.
سنتقصّى هذا التأمل انطلاقا" من اختبارنا البشري. فان لم يكن لنا أية خبرة في الحب ، لا نعلم ما نقوله حين نقول : ليس اللّه الاّ محبة. لا بدّ من الكلام عن خبرة ، والاّ كان كلامنا نظريا" وغير واقعيّ ، ونحن نعلم بأن الشبيبة تكره ما يعلّم بسلطان، من دون ان يكون له اي نقطة اتصال بالاختبار.
1- فقر الله
http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=35767
2- ارتباط الله
http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=35768
3- تواضع الله
http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=35769
4- الموت والقيامه..............
http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?p=581201#post581201
 
التعديل الأخير:

فادية

ديفيد حبيبي
مشرف سابق
إنضم
19 أكتوبر 2006
المشاركات
9,073
مستوى التفاعل
44
النقاط
0
الإقامة
منقوشة على كفيه
رد على: ميزات المحبه

تسلم ايدك عزيزي ارزنا على الموضوع الجميل
ربنا يباركك​
 
أعلى