دراسة حديثة.. اليود قد يؤخر تعافي طبقة الأوزون

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,067
مستوى التفاعل
5,425
النقاط
113
580

ثمانينيات القرن الماضي، ومع انتشار استخدام الثلاجات وأجهزة التبريد التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة، اكتشف العلماء ثقب الأوزون في طبقة الستراتوسفير.
ولأن طبقة الأوزون تحمي كوكب الأرض من الإشعاعات الضارة التي قد تسبب سرطان الجلد أو تدمر المحاصيل الزراعية، وقعت جميع الدول بروتوكولا دوليا يهدف إلى حماية طبقة الأوزون، أطلق عليه "بروتوكول مونتريال" الذي يعد واحدا من أنجح المعاهدات الدولية.
يود في الستراتوسفير
وقد فسرت دراسة حديثة نشرت في مجلة "بروسيدنغز أوف ناشونال أكاديمي أوف ساينس" (Proceedings of the National Academy of Sciences) في 13 يناير/كانون الثاني الماضي أسباب تأخر أجزاء من طبقة الأوزون في التعافي.

وقد أرجع الباحثون الأسباب إلى وجود نسبة ضئيلة من عنصر اليود في طبقة الستراتوسفير Stratosphere (الطبقة الجوية التي يوجد بها الأوزون).
افترضت الدراسة أن ثمة روابط وثيقة الصلة بين ثقب الأوزون في طبقات الجو الدنيا وتلوث الهواء على سطح الأرض، فكلما تقلصت طبقة الأوزون، ازداد خطر اختراق الأشعة فوق البنفسجية الضارة إلى الأرض.
يقول "ثيودور كوينيغ" -الباحث الرئيسي في الدراسة والباحث بجامعة كولورادو بولدر- في البيان الصحفي "إن اليود قد يتسبب في تآكل طبقة الأوزون التي تقع في طبقة الستراتوسفير السفلى والتي تعلو المناطق الاستوائية والمناطق المعتدلة".
ويضيف "وجدنا أن طبقة الأوزون تقلصت بنسبة تتراوح بين 1.5% إلى 2%، وقد يعتقد البعض أن النسبة ضئيلة ولكنها في غاية الخطورة".


يقول راينر فولكامير الباحث المشارك في الدراسة وأستاذ الكيمياء في جامعة كولورادو بولدر "إن طبقة الأوزون تتعافى تدريجيا في طبقة الستراتوسفير العليا، ولكن، على النقيض، فإن الأوزون في طبقة الستراتوسفير السفلى لا يزال يتقلص لأسباب غامضة".
ويستكمل فولكامير "سالفا، اعتقد الباحثون أن تداخل تيارات الهواء بين طبقتي الستراتوسفير والتروبوسفير السبب وراء تقلص طبقة الأوزون في طبقة الستراتوسفير السفلى. ولكن الآن، اكتشفنا أن الكيمياء تلعب دورا في هذا الخلل، إذ وجدنا أن عنصر اليود الذي يتصاعد من المحيطات هو المسؤول".
يقول بيدرو كامبوزانو -الباحث المساعد بالدراسة- "كان من المتعذر على العلماء رصد عنصر اليود في الأوزون، ولكن بفضل التقنيات الحديثة والأجهزة المتقدمة التي تمتلكها كل من وكالة ناسا ومؤسسة العلوم الوطنية الأميركية، تمكنا من رصد نسب عنصر اليود بالإضافة إلى عنصري الكلورين والبرومين، اللذين ينتميان للمجموعة الكيميائية نفسها مع اليود (أي بينها تشابه في الخصائص الكيميائية).
يشرح فولكامير أن "كمية اليود في طبقة الستراتوسفير ضئيلة للغاية، فقط تخيل أن شخصا ألقى بضع زجاجات من المياه العذبة في المحيط، بالطبع لن تؤثر في ملوحة المحيط، ولكن، لهذه الكمية الضئيلة من اليود تأثير بالغ في تدمير الأوزون في طبقة الستراتوسفير السفلى
يعد وجود غاز الأوزون القريب من سطح الأرض، واحدا من ملوثات الهواء، ووفقا للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة فإن غاز الأوزون يتسبب في أمراض الرئة.
فعندما يتفاعل غاز الأوزون كيميائيا مع أسطح المحيطات، يجذب عنصر اليود ويرفعه إلى طبقات الجو العليا. وقد أظهرت دراسات أخرى أن نسبة اليود في الغلاف الجوي ارتفعت ثلاث مرات منذ 1950.
يقول كوينيغ، "إن ما توصلنا إليه أن غاز الأوزون على سطح الأرض تسبب في تقلص طبقة الأوزون في طبقة الستراتوسفير".
ويختتم كوينيغ حديثه بأننا "لا ننكر النجاح الذي حققه بروتوكول مونتريال، ولكن كنا نأمل أن يتعافى الأوزون في طبقة الستراتوسفير السفلى لا أن يتقلص".
ويستطرد "إن نصف الأماكن التي أجرينا عليها بحثنا لم تختبر من قبل، ونتمنى أن نجري مزيدا من الأبحاث حول اليود لفهم حال طبقة الأوزون في المستقبل".
المصدر : الجزيرة
 
أعلى