قهر الذات

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


قهر الذات
قداسه البابا



يمكننا أن نتخلص من سيطرة الذات بالأمور الآتية:

١) قهّر الذات:

الصوم والعفة يدخلان في قهر الذات، من جهة ضبط طلبات الجسد وشهواته. وهناك قهر آخر للذات من جهة شهوات النفس. فقد تشتهى النفس حب الظهور، وأن تعلن عن ذاتها وتسعى وراء العظمة، في هذا كله ينبغى أن نقاومها. وسعيد هو الإنسان الذي يراقب نفسه ويمنعها كلما تشرد وراء التنعمات العالمية، ويقنعها بأن التنعم بالله أفضل.

إن مالت نفسك أو مال جسدك إلى متع هذا العالم، أمنعهما بشدة. لا قسوة عليهما، إنما ضمانًا لأبديتك. لأن الذي يدلل نفسه هو يهلكها.


والذى يتراخى في ضبط ذاته، تقوى ذاته عليه، وتتمرد على سلوكه الروحى. بعكس الذي يدرب ذاته ويروضها في دروب الرب. إن الوسيلة التي تبنى بها ذاتك، هى أن تقهر ذاتك وتغلبها. لأنك بقهر الذات وتغلبك عليها، تصل إلى المجد الحقيقى للذات. الذي هو غير المظاهر الخارجية من العظمة واللذة والشهرة.. كل هذه الأمور البرانية. بينما ينشد المرتل قائلًا فى المزمور «كل مجد إبنة الملك من داخل» (مز ٤٥).


ثق أن في قهر الذات لذة روحية، لا تعادلها كل ملاذ الجسد.

لذلك إن أردت أن تبنى ذاتك، إقهرها من جهة تطلعاتها الخارجية، لكي تبنيها من الداخل. وحينئذ تجدها في الله، وتجد الله فيها، وتبصرها صاعدة نحو الأبدية.


ومن هنا كان الزهد من وسائل علاج الأنا.

وفى الزهد تبنى ذاتك - لا في هذا العالم الحاضر - إنما في العالم الآتى وكما كان يوسف الصديق يخزن قمحًا للسنوات المقبلة، كذلك أنت إخزن ما ينفعك يوم تقف أمام الديان العادل. وكما خزنت العذارى الحكيمات زيتًا لحين مجئ العريس (مت٢٥). كذلك أخزن أنت زيتًا من عمل الروح القدس فيك...

أقهر ذاتك في أمور العالم، لأن العالم يبيد وشهوته معه (١يو٢: ١٧).


إن أرادت نفسك أن تنتصر على الغير، إقهرها، فالإنتصار الحقيقى هو الإنتصار على الذات.

أما الغير، فبدلًا من أن تنتصر عليهم، إكسبهم، لأن الكتاب يقول «رابح النفوس حكيم» (أم ١١: ٣٠)... إن الإنتصار على الناس سهل. ولكن كسب الناس هو الذي يحتاج إلى مجهود، إن كنت فيه تقهر ذاتك..
 
أعلى