هل انت غبى

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,038
النقاط
113

هذه الليلة
فقال له الله: يا غبي! هذه الليلة تُطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون


إن فكر الغباوة دائمًا يقود إلى طريق المرار «الأغبياء يرثون الحماقة»
ونحن نتأمل في هذا الرجل الغني الذي وصفه الرب بالغبي رغم كل حساباته الصحيحة لتدبير أمور الزمان. وهناك أسباب كثيرة دَعَت الرب أن يصفه بالغبي. وإليك بعض الأسباب:

(1) لقد أخصبت كورته حاملة له غنى البركات، لكن لم نسمع منه شكرًا لله ولا كان منه عطاءٌ للفقراء.

(2) انشغل تفكيره بنفسه، مُعلنًا ذلك بكلماته: أثماري، مخازني، غلاتي، خيراتي.

(3) كانت له رؤية ممتدة في المشاريع الأرضية، ولكنه بلا رؤيا للأمور السماوية.

(4) انحصر تفكيره في ضمانات الجسد الفاني جاهلاً ما للروح الخالدة، وما هو للباقي.

(5) لقد اعتبر نفسه واحدة من أملاكه، ناسيًا أنه ملك الرب «الذي بيده نفس كل حي وروح كل البشر»


في تلك الليلة التي جلس فيها ذلك الغني يخطط مشاريعه، جاء صوت الموت لينهي ويكسر كل المشاريع، إذ تقابلت أفكاره الوهمية مع الإعلانات الإلهية الحقيقية موضحة في الصورة الآتية:

ـ بالنسبة للغني؛ كانت تلك الليلة ليلة الضمانات، لكنها فعليًا ليلة الخسارات.

ـ كانت ليلته ليلة الآمال العريضة، فإذ بها تنقلب لتكون ليلة أخيرة.

ـ في هذه الليلة أعلن لنفسه: «يا نفس استريحي هذا زمانك»، فإذ به يسمع صوتًا في العذاب: "يا غبي! هذا مكانك".

ـ قال يا نفسُ استريحي وكُلي واشربي وافرحي، فإذ بصوت الحقيقة قائلاً لنفسه: إلى الشقاء اذهبي.

ـ ليلة انتظر فيها ضوء الصباح، فإذ به يدخل ليل أبدي حيث الصياح.

ـ هذا الغبي عمل كل شيء صحيح، لكنه نسى أهم شيء مرتبط به مصيره الأبدي، فذهب إلى الهلاك.

هل تُسرع لنداء الحكمةلنترك طريق الغباء، فتضمن الحياة والغنى الحقيقي والكرامة، وتعفو نفسك من نتائج الحماقة
 
أعلى