يوجد أيضاً رجاء للآنية المكسورة

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
401701278.gif


يوجد أيضاً رجاء للآنية المكسورة

(تأمُّل في نبوَّة إرميا النبي أصحاح 19،18)

+ «أَمَا أستطيع أن أصنع بكم كهذا الفخَّاري يا بيت إسرائيل، يقول الرب» (إر 18: 6).

لا تخلو حياة إنسان من مآزق وورطات بل وكوارث. ولكن رسالة النبي إرميا لك ولكل إنسان، أنه ما تزال أمامك فرصة أخرى لتبدأ من جديد. فإن كنتَ تحس بهذا الإحساس عينه، فإن كلمة الله تُقدِّم لك اليوم هذه الأخبار المُفرحة:
إن الله يريد أن يُجدِّد حياتك، وهو يستطيع ذلك، إن كنتَ أنت أيضاً تريد وتعطيه الفرصة لذلك.

لقد أرسل الله نبيَّه إرميا ليُعلِّم بني إسرائيل هذا الدرس، لأن هذا الشعب كان قد ترك الله، فوقع في ورطات مُخيفة مُهلكة. يقول إرميا النبي:

+ «الكلام الذي صار إلى إرميا من قِبَل الرب قائلاً: قُم انزل إلى بيت الفخَّاري، وهناك أُسْمِعُكَ كلامي» (18: 2،1).

وصناعة الفخَّار من أقدم الفنون في العالم وعلى الأخص في الشرق، وما زالت قائمة كما كانت حتى وقتنا الحاضر. ويقوم الفخَّاري بأخذ قطعة من الصلصال ويعجنها ويلفها ثم يطرقها طرقاً شديداً حتى يخرج منها كل الفقاعات الهوائية والمواد العادمة الغريبة، على أن تصير ناعمة قابلة للتشكيل حسب فن الصانع. ثم يضع هذه العجينة على ”الدولاب“، وهي الآلة التي تُدار بدوَّاسة. ثم يُلقي الفخاري بالعجينة على عجلات هذه الآلة ويجعلها تدور بالعجينة. ثم يُملِّس الفخَّاري على هذه العجينة بلطف بأصابعه الموهوبة حتى يجعلها ملساء. ومن هذه العجينة الغشيمة قبلاً، تخرج آنية رائعة الجمال والفن.

كيف يُحوِّل الله البشرية مثل الفخاري؟

في الآية رقم 6 من الأصحاح الثامن عشر، يُخبرنا الله بوضوح جداً أنه هو الفخاري، والبشرية هي العجينة: «أَمَا أستطيع أن أصنع بكم كهذا الفخَّاري يا بيت إسرائيل، يقول الرب. هوذا كالطين بيد الفخاري أنتم هكذا بيدي يا بيت إسرائيل».

فالله هو الصانع المُبدع، وهو يقدر أن يُخرِج من الطين إناءً غاية في الجمال في حياتك الشخصية، طالما العجينة في يده.

الإناء الجميل بيديِّ الله:

هناك أمران يجعلان الإناء الجميل يخرج: يد الفخاري، والعجلات التي تدور. أما العجلات فهي ظروف حياتنا اليومية الشخصية، والله يراها وهي تدور حول أحداث تقابلنا، والله دائماً يلمس حياتنا وأشخاصنا بيديه الحانيتين المُبدعتين لكي يُخرِج منهما ما يريده، آنية جميلة تُمجِّد الله.

الإناء يتلف، لكنه ما زال في يد الفخاري:

لكن إرميا يقول إن الإناء قد تَلَفَ وهو في يديِّ الفخاري. ولكنه تلف ليس بسبب الفخاري بل بسبب الطين.

أما من جهة الطين، فهناك شيئان يجعلان حياتك أبعد ما تكون عن القصد الذي يقصده الله من تجديد حياتك إلى إناء جميل: أن يحوي الطين نجاسة مختفية، وتصدُّعاً مختفياً تحت السطح. ففي عمق أعماق نفسك وحياتك هناك خطية سرِّية لا يعرفها أحد، أو قد تكون الطينة ليست سلسة بما فيه الكفاية ليُشكِّلها الله كما يريد إناءً جميلاً. قد تكون خشونة في سلوكك، أو عدم خضوع في نفسك لمشيئة الله. الله يطلب منك أن تشهد له، وأنت لا تريد. يطلب منك أن تعطي، وأنت تمتنع عن العطاء. يريدك الله أن تغفر، وأنت تقول لا أستطيع.

الإناء يتجدَّد:

ولكن الله عنده لك أخبار سارة. إنه ما يزال هناك رجاء أمامك. تقول الآية 4 من الأصحاح الثامن عشر: «... فعاد (الفخَّاري) وعَمِلَه وعاءً آخر كما حَسُنَ في عيني الفخاري أن يصنعه».

إن حياتك ما زالت في يدي الفخاري الذي هو الله. والله قادر أن يُعيد صُنع هذا الإناء مرة أخرى، لأن العجينة كانت ما تزال ملساء بما فيه الكفاية.

فالله يقدر أن يأخذك الآن حيثما تكون ويجعل من حياتك إناءً جديداً جميلاً بدل الذي تَلَفَ. الله يستطيع أن يُصلِح الحياة التالفة المنكسرة إن كنتَ تُسلِّم له كل القطع التالفة. ما عليك إلاَّ أن تلتفت إلى الله، وتقول له: ”هأنذا يا رب، وهذه هي حياتي التالفة“. الله يريد أن يُعطيك الفرصة الثانية!

البناء يتهشم ويتفتت (رسالة تحذير):

ولكن مع رسالة الرجاء هذه، تأتي رسالة تحذير خطيرة. ففي الأصحاح (19) يدعو الله إرميا أن يأخذ إناءً من الفخاري. ففي الآية (10) يقول له: «ثم تكسر الإبريق أمام أعين القوم الذيـن يسيرون معك». وكأن الله يقول: ”انظر إلى هذا الإناء الفخَّار! وتأمله وهـو مُهشَّم إلى فتافيت صغيرة“، «بحيث لا يمكن جَبْره بعد» (آيـة 11).

ويريد الله أن يقول إن الناس ينساقون في خطاياهم حتى ينكسر إناءهم ويصعب إصلاحه. إن الله هو إله الفرصة الثانية. ولكن قد يأتي وقت حينما تتقسَّى الحياة بسبب الخطية، فيتخلَّى الله! لقد تعدَّيتَ كل الخطوط الحمراء، وكإناء مُهشَّم، لا يمكن أن تعيد تجديد الإناء فيما بعد! فاحذر، أيها القارئ، واحذر واحذر.

إن هذا ليس في خطة الله لحياتك ولا هذه هي مشيئته. إن الله يشتاق إلى العجينة الملساء التي هي قلوبنا ليستطيع أن يصيغها من جديد ويجعلها جميلة ونافعة. فسلِّم واخضع للمسات يد الله الحانية المُبدعة!
وأنت تصير إناءً جديداً جميلاً.

منقوووووووول للامانة
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,887
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
إن الله يشتاق إلى العجينة الملساء التي هي قلوبنا ليستطيع أن يصيغها من جديد ويجعلها جميلة ونافعة. فسلِّم واخضع للمسات يد الله الحانية المُبدعة!
وأنت تصير إناءً جديداً جميلاً.

+++++

شكرا جدا

للموضوع الرائع

والمجهود الجميل جدااا
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
إن الله يشتاق إلى العجينة الملساء التي هي قلوبنا ليستطيع أن يصيغها من جديد ويجعلها جميلة ونافعة. فسلِّم واخضع للمسات يد الله الحانية المُبدعة!
وأنت تصير إناءً جديداً جميلاً.

+++++

شكرا جدا

للموضوع الرائع

والمجهود الجميل جدااا
أشكرك أستاذى المبارك للمرور والمشاركة الطيبة
346247123.gif
 
أعلى