إيماننا الحي - إعادة فحص حسب إعلان الكتاب المقدس الجزء الأول

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0


إيماننا الحي - إعادة فحص

مفهوم الإيمان الصحيح وكيف نعيشه
المعنى الأول للإيمان في الكتاب المقدس
+ الثقة - בָטָח - Πιστεύω +
(للدخول على الجزء الثاني أضغط هنــــــــــــا)

أولاً تمهيد عام + معنى الكلمة في الكتاب المقدس (الجزء الأول)
+ تمهيد:
الإيمان بالنسبة للكتاب المقدس، هو منبع ومركز الحياة الروحية الأصيلة – أي الحياة مع الله برغبة قلبية جادة حقيقية واعية واضحة صريحة – ولا تستقيم الحياة مع الله أو يكون لها أي وجود قائم بلا إيمان واضح يُنير الذهن ويفتح مدارك الإنسان على الله الحي ليرى كل شيء بوضوح أمامه فيتخطى الحالة النفسية الانفعالية المتقلبة وينطلق بلا عائق في الطريق المرسوم من الله، لأن الانفعال النفسي لا يكون دليلاً على الإيمان الحي الحقيقي، لأنه – عادةً – الانفعالات والهياج العاطفي تعني أن الإنسان لازال في مرحلة الطفولة وتقلب المزاج ولم يبلغ بعد ليكون رجلاً يستطيع أن يأخذ قرار واضح يلتزم به للنهاية ليحقق هدفه الذي أمام عينيه حاضراً لينال القيمة العظيمة التي يسعى إليها:
+ وجعل العهد في جسده وعند الامتحان وُجِدَ أميناً (حفظ شريعة العلي فأقام معه عهداً وجعل الختان علامة العهد وعند الامتحان وجد أميناً)؛ فقال له سيده نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير، أدخل إلى فرح سيدك. (سيراخ 44: 21؛ متى 25: 21)
فطبيعة الطفولة هو عدم الالتزام وتتميز باللعب وعدم الاكتراث وكثرة التردد وأحياناً كثيرة عدم الثقة والتراجع للخلف، كما أن الإنسان الذي لا زال يحيا في مرحلة المراهقة لا يستطيع أن يتخذ قرار إرادي واعي واضح ثابت للنهاية، لأنه عادة مستعجل ولا يستطيع أن يحسب بكل دقة كل ما يُقبل عليه وبخاصة أمام المواقف المصيرية التي تحتاج حسم ليتخذ فيها موقفاً جاداً واضحاً إزائها، بل يظل – بسبب طفولته وفكره المراهق – يلهو ويسقط ويقوم ويتقدم ويتقهقر ويتعثر في خطواته ولا يُميز تمييز واضح بين الحقيقة والخيال والصواب والخطأ، وأيضاً لا يعرف ماذا يُريد على وجه الدقة، لذلك الذين لا زالوا أطفالاً في الإيمان لا يستطيعوا أن يسلكوا باستقامة أو يقبلوا الألم والضيق – بسهولة – من أجل إيمانهم ويحملوا الصليب مُلبيين دعوة المسيح الرب الصريحة: وقال للجميع إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني... ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً (لوقا 9: 23 و27)، وبذلك تستحيل التلمذة الحقيقية وبالتالي تستحيل التبعية، بل تتعوق النفس وتفشل وتعود للوراء وتترك المسيح الرب، وان استمرت تستمر شكلاً في الطريق الروحي وتظل تعبث مثل الأطفال أو المراهقين من جهة الانفعالات النفسية المتقلبة وذلك يظهر في اتخاذ القرارات بعزم شديد بعد الانفعال بموضوع تمت قراءته أو عظه تم سماعها ثم الرجوع عنه بعد زوال المؤثر وتبديله بقرار آخر بسبب انفعال آخر.

لذلك فأن وصية الرب لا تحتاج أولاداً مراهقين يمكثوا عند مدخل باب الطريق الروحي أو يدخلوا لبدايته أو منتصفه ثم يتوقفوا، بل تحتاج لرجال إيمان يحيون بها وعندهم الرغبة أن يستمروا في الطريق لنهايته مهما ما كانت التكلفة من مشقات وأتعاب وآلام لأنها أفضل من حالتهم السابقة – قبل الإيمان بالمسيح – لأنهم كانوا ماكثين في الظلمة وظلال الموت لكنهم الآن دخلوا في سرّ الحياة الجديدة وأعينهم مرفوعة نحو الجالس عن يمين العظمة في الأعالي، لذلك فأن قول الرب يسوع: فأن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها والقها عنك، خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تُلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان (متى 18: 8)، هذه الآية تحتاج لرجال إيمان حي وليس أطفال أو أُناس يحيون في حالة من الرومانسية الحالمة، لذلك فأن الرب يسوع تكلم بوصايا تُظهر موقف الإنسان من الطريق الروحي الضيق، طريق الجلجثة والآلام مع المسيح.

فالآية السابقة وغيرها الكثير التي تتكلم عن الترك والإخلاء وتبعية الرب وحمل الصليب واحتمال المشقات بصبر للنهاية بكل أمانة وإخلاص المُحبين، لا يقدر أن يُنفذها أحد أو يحياها أن لم يخرج من مرحلة الطفولة والمراهقة – من جهة الانفعالات النفسية – ويُصبح رجل إيمان، لذلك فأن الرب طالب الإنسان الذي يتبعه أن يحسب النفقة أولاً: ومن منكم وهو يُريد أن يبني بُرجاً لا يجلس أولاً ويحسب النفقة، هل عنده ما يلزم لكماله (لوقا 14: 28)، ولذلك نجد في سفر الرؤيا يتكلم عن الأمانة للنهاية قائلاً: لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به، هوذا إبليس مُزمع أن يُلقي بعضاً منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام، كن أميناً إلى الموت فسأُعطيك إكليل الحياة. (رؤيا 2: 10)

فكل واحد – قبل أن يتخذ أي قرار في المسيرة الروحانية – ينبغي عليه أولاً أن يحسب الأمر جيداً جداً، لأن من جهة العالم فسيخسر فيه خسارة فادحة للغاية، فهل يستطيع أن يتخلى عن كل شيء من قلبه ويترك كل شهوات نفسه بلا رجعة حتى لو ضعف مرة وسقط ولا يستمر ويقوم سريعاً بتوبة جادة امينة، ويكمل للمنتهى متكلاً على نعمة الله مسنوداً على ذراعة القوية وعنده الوصية أغلى من كل شيء في حياته (وهذا ما ينبغي أن يكون عنده لكماله)، عالماً بكل ما سوف يأتي عليه من مشقات واتعاب بسبب تبعيته لمسيح الحياة الذي قال: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه (لوقا 9: 58)، لذلك يقول الرسول: فلنخرج إذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره (عبرانيين 13: 13)، وبناء على ذلك يقول بولس الرسول لكل من نال نعمة وسار في الطريق بجدية عالماً بمن آمن:
*** اسهروا، اثبتوا في الإيمان، كونوا رجالاً، تقووا. (1كورنثوس 16: 13)
لذلك فأن الدليل الأكيد على الإيمان الحقيقي الحي هو تجاوب الإنسان بطاعة الإيمان مع قصد الله الذي يحققه خلال الزمن. فعلى منوال ابراهيم أب كل المؤمنين (رومية 4: 11) نعيش ونموت في الإيمان (عبرانيين11) الذي يتممه يسوع حتى الكمال (عبرانيين 12: 2)، فتلاميذ الرب يسوع الأخصاء هم الذين آمنوا به وصدقوه لذلك تركوا كل شيء وتبعوه (لوقا 5: 11)، وعاشوا حياة مقدسة شريفة وشركة مع بعضهم البعض ومع جميع القديسين في النور حاسبين كل الأشياء – بلا استثناء – خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع الذي من أجله خسروا كل الأشياء وحسبوها نفاية لكي يربحوا المسيح الرب (فيلبي 3: 8):
** وجميع الذين آمنوا كانوا معاً، وكان عندهم كل شيء مشتركاً. (أعمال 2: 44)
** شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور. (كولوسي 1: 12)
** الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح، أن قلنا إن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق، ولكن أن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية (1يوحنا 1: 3 – 7)
فكل من يحب الرب ويصدق عمله متكلاً على نعمته المُخلِّصة، يؤمن به بعمق ويتأصل في هذا الإيمان الحي العامل بالمحبة ، الذي هو فرح القديسين في النور، لذلك في تعبيرات مُركزة عميقة يصف فيها القديس بولس القديس فليمون (وبالطبع نفس ذات الكلام موجه لكل من يؤمن هذا الإيمان الصريح الواضح) قائلاً: أشكر إلهي كل حين ذاكراً إياك في صلواتي. سامعاً بمحبتـــك والإيمـــان الذي لك نحو الرب يسوع ولجميع القديسين. لكي تكون شركـــة إيمـــانك فعالـــة في معرفة كل الصلاح الذي فيكم لأجل المسيح يســـوع. لأن لنا فرحاً كثيراً وتعزية بسبب محبتك لأن أحشـــاء القديسين قد استراحت بك أيها الأخ. (فليمون 1: 4 – 7)

وهذا هو عمل الإيمان الحي حينما يسكن قلب الإنسان، لأن البار بالإيمان يحيا :
+ وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى. فأنه في هذا شهدا للقدماء... بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين فيه شهد لهُ أنه بار... بالإيمان نُقِلَ أخنوخ لكيلا يرى الموت ولم يوجد لأن الله نقله إذ قبل نقله شهد له بأنه قد أرضى الله . ولكن بدون إيمان لا يمكن (مستحيل) إرضاؤه... بالإيمان إبراهيم لما دُعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيداً أن يأخذه ميراثاً، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي. بالإيمان تغرب في أرض الموعد ... بالإيمان سارة نفسها أيضا أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقاً... بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مفضلاً بالأحرى أن يُذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية، حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة، بالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لأنه تشدد كأنه يرى من لا يرى... فهؤلاء كلهم مشهوداً لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد. إذ سبق الله فنظر لنا شيئاً أفضل لكيلا يكملوا بدوننا (أنظر عبرانيين 11)

_____يتبــــــــــــــــع_____
ملحوظة قد سبق وتم وضع الموضوع على صفحات المنتدى
وكان ينقصه الكثير لذلك سيتم وضعه مرة أخرى بأكثر تفصيل وأكثر دقة مما كان

 
التعديل الأخير:

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,038
النقاط
113
حياتنا المسيحيه مش مجرد مظاهر
لكن هى حياة ايمان بنعيشها بصدق
موضوع رائع استاذ ايمن ربنا يعوضك
 

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,038
النقاط
113
حياتنا المسيحيه مش مجرد مظاهر
لكن هى حياة ايمان بنعيشها بصدق
موضوع رائع استاذ ايمن ربنا يعوضك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
فرحك الله ووهبنا أن نثبت على هذا الإيمان الحي
حتى نحيا له بكل صدق القلب في تبعية أمينة لا تهتز
مسنوده ومتكله على شخصه العظيم القدوس آمين

 
أعلى