حجة الكلام الكونية ودلالة وجود الخالق

إنضم
22 أكتوبر 2007
المشاركات
6,131
مستوى التفاعل
494
النقاط
83

أ أما الملحد ـ وهو الأسهل بالمناسبة في ردّه والأقرب للمؤمن رغم أنه ظاهريا الأصعب أو الأشرس ـ فالخطأ لديه أكثر جذرية، ألا وهو إنكار الحضور الإلهي ذاته! (بينما نجد في المقابل، كما عند كبار القديسين مثلا، ناهيك عن اليهود الكاباليين والصوفية المسلمين وغيرهم، أنه لا حضور في الحقيقة إلا الحضور الإلهي وحده، أي على النقيض تماما مما يذهب إليه الملحد! لذلك يرى القديسون الله في كل شيء ويستشعرون حضوره وعظمته وفيض محبته في كل مكان، بينما يبصر الملحدون نفس الإله، في كل شيء أيضا، ولكن تعمى رغم ذلك عقولهم عن رؤيته وإدراكه)!


أخى الحبيب خادم البتول وخادم القديسين وخادم المؤمنين وخادم الرب فيهم جميعاً
+++ إسمحلى بأن أوضح لإخوتنا الشباب هذه النقاط التى أعرف يقيناً بأنك قتلتها بحثاً وتعرف أكثر ألف مرة مما سأقوله ، ولكننى أتكلم من أجل إخوتى الشباب والذين ليس عندهم وقتاً للبحث والدراسة فى هذه الأمور ، وذلك بخصوص: الحضور الإلهى فى منظور القديسين وفى منظور الآخرين ، وكذلك بخصوص الكاباليين:-
(أ) – الحضور الإلهى عند القديسين يعنى رؤية عمل الخالق فى مخلوقاته ، فعندما يرون مخلوقاً ذكياً أو حكيماً أو قوياً ،يمجدون الخالق صاحب الحكمة المطلقة وصاحب القوة المطلقة ، الذى وضع في هذا المخلوق هذه العطية (كل موهبة تامة هى نازلة من فوق من عند أبى الأنوار) .
++ وكذلك يعنى حضور الإله فى وسطنا (عمانوئيل إلهنا فى وسطنا الأن ...) مثلما قال الرب: ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر ، وكذلك: حيث إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمى فهناك أكون فى وسطهم.
+ بينما عند بعض الفلسفات الوثنية يعنى إمتزاج اللاهوت بالمخلوقات (حتى أنهم جعلوا ملوكهم آلهة بل وجعلوا بعض الحيوانات آلهة وعبدوها) ، وهو ما رفضته المسيحية منذ البدايات وحتى الآن ، حتى أننا نقول عن رب المجد فى كل قداس إلهى: أؤمن أن لاهوته إتحد بناسوته بغير إختلاط ولا إمتزاج.
++ فإن كنا نرفض إمتزاج اللاهوت بناسوت رب المجد الذى هو الأقدس ، فإننا بذلك ننفيه بوجه مطلق على كل ما هو دونه.

(ب) – وبخصوص الكاباليين ، إسمحلى بتوجيه كلمة مختصرة لإخوتنا الشباب لتعريفهم بهم لئلا يظنون أنهم حاجة محترمة بسبب الإسم الفخم ، وسأعتمد على المرجع اليهودى الشهير للأستاذ الدكتور اليهودى فى الجامعة العبرية بإسرائيل: "جيرشوم شوليم": وإسم المرجع:-

Origins of the Kabbalah - by GERSHOM SCHOLEM
أصول الكابالاه لمؤلفه جيرشوم شوليم

1 – يقول المؤلف اليهودى أن الكاباليين يعتمدون على العمل السرى ، ونادراً ما يكون لهم كتاب معروف خارج دائرتهم السرية ، وأنه بذل مجهودات كبيرة للوصول إلى كل ما تم إكتشافه أثرياً تحت الأنقاض القديمة ، وأنه لف على كل المكتبات العالمية وفتش فيها عن مخطوطات أثرية عبرية أو يهودية بأى لغة.
++ ولهذا يصعب تحديد جذورهم من تتبع كتاباتهم ، فإن أقدم كتاب وجده لهم أو عنهم كان من القرن التاسع ، ولكن الكاتب يشير لأن جذورهم قديمة جداً ومنذ قبل التاريخ الميلادى ، معتمداً على تتبع الخيوط التى تربط أفكارهم فى كل عصر.
+++ وعن ذلك يقول أيضاً الماسونى(الماسونية والصهيونية مولودتان من الكابالاية) جيم هوريكس:- "الكابالا مشتقة من ممارسات الكهنوت العبرية القديمة"
“Kabbalah (קض· בض¸ض¼×œض¸×”) is derived from ancient Hebraic priesthood practices”
Kabbalah and Krav Maga, the mind _ body connection, Jim Hoerricks, PhD
++ كما يقول الداعية الماسونى الشهير ألبرت بايك: "الكابالاه هى مفتاح كل علوم السحر ، والغنوسية وُلدت من الكابالاه" :
“The Kabalah is the key of the occult sciences; and the Gnostics were born of the Kabalists”
Morals and Dogma, by Albert Pike,[1871][page 626]

++ ويقول المؤلف جيرشوم بأن تعليم السفروتات (وهى متوالدات من الإله الأول) مشترك بين الغنوسيين (ولو بإسم الآيونات ، أى الأجيال ، بمعنى الأجيال المتوالدة: فالتؤأم ذكر وأنثى المتولد أولاً من الإله المخنث ، وهما الجيل الأول ، ثم الأجيال الكثيرة الأخرى توالدت من بعضهم البعض. وقد كانوا يضعون قائمة طويلة لأسماء هذه الأجيال الكثيرة وأنسابهم ، وقد أشار الإنجيل لذلك:- وَلاَ يُصْغُوا إِلَى خُرَافَاتٍ وَأَنْسَابٍ لاَ حَدَّ لَهَا، تُسَبِّبُ مُبَاحَثَاتٍ دُونَ بُنْيَانِ اللهِ الَّذِي فِي الإِيمَانِ 1تى 1: 4) وبين التلموديين (وهم الحاخات ، الذين يقدسون التلمود ، الذى هو مجموع تعاليمهم القديمة منذ سبى بابل وخلال كل العصور ، التى حصلوا عليها من تحضير الأرواح أو من تفسيراتهم هم ، ويعتبرون أن له شرعية أعلى من الكتاب المقدس وتلغى كل ما كان فيه مختلفاً عن التلمود ، إذ يعتبرون الكتاب المقدس قاصراً والتلمود هو الصح ، ويوضح المؤلف ذلك فى مواضع أخرى كثيرة ومتفرقة من هذا المرجع ، ويوضح كيفية قضائهم على كل التيارات اليهودية الأخرى المعتدلة حتى صارت لهم السيادة المطلقة منذ القرون الوسطى وحتى الآن ، وشعارهم هو النجمة السداسية السحرية (إنظر: https://www.pinterest.it/pin/682576887269117026/) ، كما أنها تعبر عن معتقداتهم مثل سداسية أركان الكون ، وبعدما إتخذوها شعاراً لإسرائيل ثارت عليهم الأقلية اليهودية المعتدلة المناوئة لهم ، وطالبوا بإتخاذ الشمعدان اليهودى بدلاً من هذا الرمز الوثنى ، فرفضوا ، ثم إخترعوا له إسماً كاذباً هو نجمة داوود ، وهى كذبة مفضوحة إذ يستحيل أن يتخذ داوود النبى شعاراً كان يستخدم آنذاك فقط للآلهة الوثنية مثل عشتاروت أو عشتار ، فإن ذلك يشبه أن تتخذ الكنيسة المسيحية الهلال الوثنى شعاراً لها بدلاً من الصليب ، هى كذبة مفضوحة لإسكات الأقلية اليهودية المعتدلة المناوئة للحاخامات التلموديين المتسيدين على اليهود واليهودية كلها) ، وبين الكاباليين
++ ويوضح المؤلف فى مواضيع عديدة أخرى عدم إستقرارهم جميعاً (يهود غنوسيين وتلموديين وكاباليين) على تعليم واحد بخصوص طبيعة السفروتات. (الشيطان يشجع الإختلافات وإنشقاقات الهرطقات لهرطقات أخرى أكثر ، فكلما زادت الهرطقات زادت فرضة القضاء على التعليم الإلهى الصحيح نهائياً ، ولأنهم جميعاً من الشيطان تجدهم جميعاً متكاتفين ضد التعليم الصحيح ، برغم إختلافاتهم)

++ فيقول المؤلف أنه لم يجد لهم تعليماً واحداً ثابتاً (كما يظهر فى هذه مخطوطات الأثرية لكتاباتهم السرية التى أمكن إكتشافها) ، فبعضهم يقول صراحة بتزاوج وتعدد الآلهة (السفروتات sefiroth) ، والبعض يقول أن السفروتات هى قوى لله أو أنها مجرد صفات لله ، بينما البعض الآخر ينفى ذلك تماماً ويقول أن السفروتات كائنات مستقلة ، والبعض الآخر يحاول تمرير التعددية بطريقة مخففة وبمبررات مغطاة لتلافى الإعتراضات.



2 – ويقول المؤلف اليهودى أنهم جميعاً يعتمدون على السحر وتحضير الأرواح ، ويعطى أمثلة على ذلك:
++ فعن السحر يذكر المؤلف اليهودى أن بعض الحاخاميين التلموديين (المؤلف يثبت العلاقة المشتركة بينهم جميعاً فى مواضيع كثيرة جداً) قالوا بقدرتهم على خلق أى شيئ من العدم بإستخدام سحر الأعداد (هم يبنون سحر الأعداد على أعداد كل حرف من حروف كلمة يهوه ، ولذلك يتمسكون بها بعبريتها ويرفضون ترجمة معناها إلى: "الكائن" مثلما كان القديسون من اليهود ثم من المسيحية يفعلون ، ويمكن بالأخص لأن ربنا يسوع قال عن نفسه أنه: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن) ، ويعطون دليلاً بأن إثنين من حاخاماتهم التلموديين خلقا عِجلاً ، ثم ذبحاه وأكلاه:-
From them, direct paths lead to the magical conception of the creative and miraculous power of letters and words. It is by no means absurd to imagine that our text not only pursued theoretical aims, but was intended for thaumaturgical use as well. That is how the tradition of the early Middle Ages understood it, at least in part, and it would not have been wrong, in this case, to establish a connection between our text (or its prototype) and the story of the two masters of the Talmud, Rabbi Hanina and Rabbi Oshayah, who every Friday studied the "halakhoth concerning Creation" and by means of it created a calf that they then proceeded to eat. 53

++ وعن تحضير الأرواح يعطى المؤلف اليهودى مثالاً بأن الحاخام تادروس (من اليهود الحاسيديين فى ألمانيا ، المرتبطين بالكابالية وتلقوا تعليمهم السحرى من معلميهم اليهود الآتين من الشرق حسبما يوضح المؤلف فى مواضع آخرى) قام بتحضير روح إبنه المقتول ليعرف منه معلومات عن قاتله ، بواسطة سحر الأرقام لحروف الأسماء الإلهية
A certain Rabbi Todros, it is reported there, received permission from "Rabbenu Jacob of Ramerupt [that is, R. Jacob Tam, the grandson of Rashi] and from Rabbenu Eliyahu of Paris to bring down to earth, by means of these names, the soul of his son [who had been murdered]" in order to obtain information concerning the circumstances of the crime. This leads us to the milieu of the French Jews of the twelfth century. The sequence of twelve names is also transmitted in a magical collection coming from the same Hasidic circle in Germany, but undoubtedly copied from a much older source.

+ وبالطبع هم الذين يدَّعون عن أنفسهم هذه القدرات السحرية ، ولم يعطى الكاتب دليلاً واحداً على صحة ما يدَّعون.


3 – وهم يقولون أنهم يتلقون من الأرواح شرحاً للتوراة يفوق ما كان يعرفه الأنبياء أنفسهم ، ويقولون أنهم يفهمون أسفار موسى النبى أكثر من موسى النبى نفسه ، لأن ما يتلقونه من الأرواح يفوق معرفته.
Moses said: I know the paths of the powers, but I do not know how the mahshabaH extends itself in them. I know that the truth [another aeon, which according to section 94 "acts through the mahshabah "] is in the mahshabah. But I do not know its parts [the parts of the truth] 139 and I would like to know them, but he was not allowed to know it.

This ignorance indicates an older state of kabbalistic speculation that, in the thirteenth century, believed it knew full well what Moses himself, according to our text, did not yet know. It even ascribed this knowledge to Moses. 140


+++ وعندما تبحث عن هذه الشروحات تجد أنها مجرد ألاعيب شيطانية تربط كل كلمة وكل حرف بأرقام وأعداد ، وتخرجها عن معناها الأصلى تماماً إلى خرافات وثنية.
+++ وذلك يتوافق مع ما ذكره رب المجد عن معلمى اليهود المنحرفين ، فى ذلك الزمان:-
" لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ .... قَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ .... وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ" مت 15: 1 – 9
++ وأيضاً: " وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَقَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ ، وَلَمَّا رَأَوْا بَعْضاً مِنْ تَلاَمِيذِهِ يَأْكُلُونَ خُبْزاً بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ لاَمُوا ، لأَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ الْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ بِاعْتِنَاءٍ لاَ يَأْكُلُونَ مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ ، وَمِنَ السُّوقِ إِنْ لَمْ يَغْتَسِلُوا لاَ يَأْكُلُونَ ، وَأَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّمُوهَا لِلتَّمَسُّكِ بِهَا مِنْ غَسْلِ كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ وَآنِيَةِ نُحَاسٍ وَأَسِرَّةٍ ، ثُمَّ سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ: لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ الشُّيُوخِ بَلْ يَأْكُلُونَ خُبْزاً بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ ، فَأَجَابَ: حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً ، وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ ، لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ وَأُمُوراً أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ ، لأَنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ يَشْتِمُ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ أَيْ هَدِيَّةٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي فَلاَ تَدَعُونَهُ فِي مَا بَعْدُ يَفْعَلُ شَيْئاً لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ ، مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ ، وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ"
++ وأيضاً: "تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله" - مت 22 : 23 - 32


4 – وإسم الكاباليين يعنى المتلقين ، أى ما تلقوه من هذه الأرواح التى يحضرونها ، التى تلقوها هم مباشرةً أو من خلال شيوخهم السابقين.




5 – وهم يدعون بقدرتهم على إستحضار مركبة روحانية كالتى رآها حزقيال النبى فى السماء ، من خلال طقوس سحرية مبنية على أعداد حروف الأسماء الإلهية ، فيركبونها ويتجولون بها فى السموات حتى يصلون إلى عرش الله نفسه
(وذلك يذكرنا بسير القديسين التى كانت الشياطين فيها تسيطر على أحد الأشخاص وتعده بإصعاده للسماء ، ثم يسقط متحطماً ، وهو ما قيل أيضاً عن سيمون الساحر)



+++++++++++ ختاماً ، أستسمحك أخى الحبيب فى مراجعة ما كتبته ، إذ أعتقد أن عباراته مفككة ومبهمة فى أكثرها ، وحاولت جعلها واضحة ، ولكنها مازالت فى حاجة لمراجعتك

+++++ ربنا يسوع المسيح يعوض تعب محبتك بكل الخير لك ولأسرتك ولخدمتك المباركة
 
التعديل الأخير:

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

[FONT=&quot]العفو يا أستاذنا الحبيب، مَن أنا حتى أراجع وراءك؟! بل نتعلم بالأحرى من عباراتك هذه "المفككة" و"المبهمة" كما تقول، وهي بالطبع ليست كذلك أبدا بل هي بالعكس متماسكة مُحكمة وفي غاية الوضوح.​


[FONT=&quot]نعم، أتفق معك بالطبع حول مسألة "الحضور الإلهي" وكيف أن هناك فرق بين سادتنا القديسين وبين الكاباليين والصوفيين وغيرهم. فقط كنت أجمع في عبارتي المختصرة بين التيارات الروحية المختلفة، في المسيحية واليهودية والإسلام، دون التفات إلى التفاصيل الدقيقة التي لا تهم القارئ كثيرا ولا يسمح حتى السياق بها.​


[FONT=&quot]في مناجاة للشيخ الروحاني، القديس يوحنا سابا، وبعد سلسلة طويلة من التطويبات:​
[FONT=&quot]طوبي للحامل في قلبه ذكرك في كل وقت، لأن نفسه... طوبي لذاك الذي يطلبك في داخله كل ساعة، لأن منه... طوبي لذاك الذي يطلبك في شخصه، فإن قلبه... طوبي لذاك الذي أفكاره فيك... طوبي للذين احترقت خدودهم بدموع محبتك... طوبي للذي خلط نومه بحبك... طوبى للذي بسط فراشه بعجب أسرارك...

[FONT=&quot]ثم أخيرا يقول:​
[FONT=&quot]طوبي للذي نسي حديث العالم بحديثه معك، لأن منك تكتمل كل حاجاته.

[FONT=&quot]أنت هو أكله وشربه! أنت هو بيته ومسكن راحته، إليك يدخل في كل وقت ليستتر!

[FONT=&quot]أنت هو شمسه ونهاره، بنورك يري الخفيات!

[FONT=&quot]وفي موضع آخر، يخاطب الإنسان هذه المرة: [/FONT]
[FONT=&quot]ولكن لماذا لا تشعر بنعيمك في داخل نفسك؟! أليس لأنك لم تخلط أعمالك به؟! إذا جلست انظر شعاعه متحدًا بك! وإذا قمت فبغمام مجده تَطَهَّر! وإذا مشيت ارفع الأرض عن نظرك وأجعل مسلكك في نور الرب! وإذا نِمت فَبِلُجَج نورهُ تَغَطَّى! وفي شُرْبِكَ امزج شرابك بمنظر الذي أحيا الجميع![/FONT]
[FONT=&quot]
هذه الأقوال ـ رغم ركاكة الترجمة كما هو واضح ـ هي ربما من أفضل ما يعبر عن المقصود بحالة الحضور الإلهي عند آبائنا القديسين، حيث يصير الله فكرهم وحديثهم، أكلهم وشربهم، شمسهم ونهارهم، بيتهم ومسكن راحتهم، يتغطون حتى بنوره حين ينامون، ويمزجونه حتى بشرابهم حين يشربون! [/FONT]

[FONT=&quot]
أما إذا حاولنا "التنظير" لهذه الخبرة الفريدة: فعندئذ يبدأ الخلاف وتقع العثرة. كيف نصوغ نظرية عقلية للتعبير عن خبرة روحية تفوق العقل تماما وكليا؟ كيف نحتوى اللامحدود الذي أدركه القلب داخل إطار محدود يستطيع العقل فهمه؟ من هنا نقع في العثرة! نقع في "الغنوصية"! نقع في "وحدة الوجود"! نقع في "الحلول" و"الاتحاد"! نقع حتى ـ مسيحيا ـ فيما يسمى "تأله الإنسان"! وهو تعبير آبائي أرثوذكسي سليم تماما، بل هو هدف الحياة المسيحية كلها وهدف التجسد ذاته. مع ذلك فهو أيضا تعبير خاطئ فاسد تماما لو أننا أخذناه هكذا على ظاهره، أو فهمناه فقط حسب العقل دون القلب![/FONT]

[FONT=&quot]فإن كان لابد من التنظير، حتى نساعد "أهل الله" على الفهم والاقتراب، فعندئذ يكون ذلك فقط لمن هم أهل له، لمن هم حقا أهل الله وطلابه، لمن استقامت أولا أخلاقهم وطبائعهم تماما وتطهروا كليا بتعاليم السيد تبارك اسمه، بحيث يستطيعون ـ عند الشرح ـ إدراك المراد لا بعقولهم ولكن بقلوبهم وحدسهم دون أن يقعوا بأي خطأ أو عثرة. دون أن يضلوا ويهلكوا من حيث أرادوا أن ينموا ويرتفعوا. فهؤلاء ـ وهؤلاء فقط ـ هم مَن يدركون حقا تلك المعاني السامية الباهرة كالحضور الإلهي، أو كتأله الإنسان! [/FONT]

[FONT=&quot]من هنا[/FONT][FONT=&quot] «لا تطرحوا درركم قدام الخنازير»! من هنا «إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن»! ويقول الرسول «وأنا أيها الإخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين، بل كجسديين. كأطفال في المسيح. سقيتكم لبنا لا طعاما، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الآن أيضا لا تستطيعون»! أيضا من هنا نفهم لماذا كان حتميا ـ لأجل الناس لا ترفعا عليهم ـ أن تكون معظم هذه الرؤى والشروح والمدارس والمذاهب ـ خاصة الكابالا ـ مذاهب سريّة! [/FONT]

[FONT=&quot]***[/FONT]​

[FONT=&quot]أما بقية هذه الرسالة ـ عن الكابالا ـ ففيها نظر. أتفق مع معظمها ولكن أتحفظ على بعض ما ورد بها، والذي يكشف فقط إما عن تشويه متعمد للكابالا من هذا الكاتب أو ذاك، أو عن جهل (أو بتعبير ألطف: نقص بالمعلومات) حول حقيقة هذا المذهب، والذي هو سريّ بطبيعته كما ذكرنا. ولكن بعض الكاباليين ـ من ناحية أخرى ـ يستحقون هذا التشويه بالفعل، لأنهم جنحوا بالكابالا نحو السحر والشياطين وقوى النفس والكون المختلفة، من ثم وقعوا في أحط الشرور، أساءوا لاسم الكابالا عامة، وصحّ للأسف كل ما قيل عنهم في هذا الباب! [/FONT]

[FONT=&quot]
هذا على أي حال خارج تماما عن السياق، أستاذنا الحبيب. :) كما أن الوقت فيما أرى داهمنا أيضا. كنت أنتظر إيضاحك الأخير ـ حتى أبدأ تعليقي ـ فإذا بك تأخذنا فجأة في اتجاه جديد تماما! حسنا، أستطيع أن أمنحك وقتي وصبري وانتظاري، ولكن لا أضمن لك تصاريف القدر! [/FONT][FONT=&quot]
icon10.gif
وها هو الأستاذ روك ـ الذي كان على الأرجح بانتظارك أيضا ـ قد يئس تماما فيما يبدو بعد هذا الجنوح المفاجئ نحو الكابالا فقرر أن ينشر حلقة جديدة! (كما أخبرتك: أضمن لك صبري، ولكن لا أضمن لك أبدا تصاريف القدر، وروك طبعا هو ممثل القدر ووكيله في هذا الموقع). [/FONT][FONT=&quot]
icon10.gif

[/FONT]
[FONT=&quot](وطبعا لا لوم عليك أبدا، هذه حقا تصاريف القدر وإرادة الرب سبحانه، بما في ذلك تركك لتسلسل الحوار وجنوحك هكذا فجأة نحو الكابالا، لحكمة لا شك قائمة وهدف لا شك أسمى، وإن لم يصل علمنا بعد لهذه الحكمة أو ذاك الهدف)![/FONT]

[FONT=&quot]أستأذنك بالتالي أن يتوقف حوارنا هنا ليوم أو يومين على الأقل، حتى نعطي هذه الحجة الجديدة فرصتها أيضا في الظهور على الصفحة الرئيسية للمنتدى، كما أنه أقل تقدير ومشاركة من جانبنا لجهد الرجل ووقته وتعبه في إعداد هذه الحلقات. بعد ذلك يوجهنا الرب حسب مشيئته (لمزيد من الكابالا أو لما كنا نتحدث بشأنه)، فتحياتي ختاما أستاذنا الحبيب، مع شكري وبالغ تقديري لتعبك أيضا ومتابعتك واهتمامك، وحتى نلتقي.[/FONT]

[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 
إنضم
22 أكتوبر 2007
المشاركات
6,131
مستوى التفاعل
494
النقاط
83
أخى الحبيب خادم البتول ، لا تزعل منى ، ولا تظن فىَّ أننى أردت الخروج عن الموضوع الأساسى
++ بل يعلم الله أننى ما تطرقت لهاتين النقطتين إلاَّ بعدما وجدتهما فى ردك المختصر ، وأنا أعلم أنك كنت تختصر الكثير جداً فى مداخلتك الأخيرة ، ولكنى خفت على إخوتنا الغير دارسين أن يفهموا كلامك بطريقة خاطئة ، ووجدت أنه ليس من اللياقة أن أطالبك بتوضيحات مسهبة للنقاط المختصرة ، التى أعلم أنك ذكرتها بغير رغبة فى التوسع فيها
++ لذلك قدمت هذه التوضيحات ، ليس من أجلك أنت كما أكدت مراراً عديدة ، بل من أجل إخوتنا الشباب
++ وبخصوص الكابالا ، فما قدمته كان من المرجع الأشهر عنهم لأستاذ دكتور يهودى فى الجامعة العبرية ، فهذا الكتاب كان يدرَّس فى الجامعة العبرية ، أى أنه ليس من أعداء لهم يتجنون عليهم ، بل من ذاتهم هم
++ وقد ذكرت أيضاً ما ذكره عن تعدد إتجاهاتهم وأقوالهم ، ما بين تعدد الآلهة مثل الغنوسيين ، وما بين التوحيد ، فهو يذكر أن التياران موجودان فعلياً
++ أرجوك ما تكونش زعلان
 
التعديل الأخير:

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أبدا، لا زعل ولا أي شيء أبدا، العفو يا أستاذنا الحبيب، وأعتذر لو أن هذا ما ظهر من حديثي. ليس هذا أبدا هو المقصود. فقط أعتقد أن من الأفضل عموما، لنا وللقارئ عموما شيبة وشبابا، هو الترتيب والحفاظ على تسلسل الأفكار، هذا كل المقصود. بالتالي كان من الممكن، مثلا، أن نعود بعد انتهاء حوارنا تماما إلى مراجعة شاملة لكل هذه التفاصيل الدقيقة، ليس فقط عن الكابالا ولكن عموما، تجنبا لأية إساءة فهم محتملة. مقصدك نبيل جميل يدل بالعكس على اهتمامك وأبوتك ومحبتك البالغة، ولكنها فقط مسألة ترتيب وأولويات وتسلسل منطقي لا أكثر.

عموما حصل خير، وكما أخبرتك بالفعل وأكرر: هذه مشيئة الرب يا أستاذنا، إزاي يعني أزعل؟ :) ضعفي بالعكس أقدر تماما جهدك وأمتن له فوق ما تتخيل، أشكرك بالعكس من كل قلبي وأعتذر مرة أخرى عن هذا المعنى الذي لم أقصده بالطبع أبدا. بالأحرى بركة كبيرة حضورك ومشاركتك يا أستاذ مكرم، أيّا كان ما تكتب أستاذنا الحبيب. :16_4_10:

(وأما الكابالا فبحرها واسع كما يقال. أعرف طبعا هذا المصدر وأشهد بجودته، ولكن من الصعب جدا ـ فيما أرى ـ فهم الكابالا ما لم تأخذها من مصادرها مباشرة، ثم تجتهد أيضا بعد ذلك ـ لسنوات وسنوات ـ حتى تفهم المعاني الأعمق وراء ما يقولون! سوف أخبرك لاحقا ـ إذا شاء الرب ـ بما أتحفظ عليه في رسالتك، وهما نفطتان فقط على ما أذكر الآن، ولذلك قلت أنني أتفق بالفعل مع معظم ما ورد بالرسالة).

_____________________

* نقطة منهم مثلا هي التسمية نفسها: نعم هم "المتلقين" ولكن ليس ما «تلقوه من هذه الأرواح التى يحضرونها» كما ذُكر بالرسالة. بل المقصود هو المتلقين لحكمة الكابالا وأسرارها ـ كل منهم مباشرة عن شيخه ـ في سلسلة متصلة تصل إلى آدم نفسه، وآدم تلقى مباشرة من الله. فهذا هو مصدر الكابالا: الله ذاته، على الأقل حسب اعتقادهم. فالتلقي هنا يشبه بالضبط "سلسلة العنعنة" في علوم السند والحديث (فلان عن فلان غن فلان حتى نصل إلى النبي). بل نرجح أن علم السند الإسلامي نفسه مأخوذ من الكاباليين تحديدا واليهود عموما. فهذا مما تحفظت عليه، أستاذنا الحبيب، فقط على سبيل المثال.


 
إنضم
22 أكتوبر 2007
المشاركات
6,131
مستوى التفاعل
494
النقاط
83

أبدا، لا زعل ولا أي شيء أبدا، العفو يا أستاذنا الحبيب،
+++++++++
كان من الممكن، مثلا، أن نعود بعد انتهاء حوارنا تماما
++++++++++++++++++


+++++++++++++++
نقطة منهم مثلا هي التسمية نفسها: نعم هم "المتلقين" ولكن ليس ما «تلقوه من هذه الأرواح التى يحضرونها» كما ذُكر بالرسالة. بل المقصود هو المتلقين لحكمة الكابالا وأسرارها ـ كل منهم مباشرة عن شيخه ـ في سلسلة متصلة تصل إلى آدم نفسه، وآدم تلقى مباشرة من الله.



[/SIZE]


طمنتى أخى الحبيب خادم البتول
++ ربنا يديم المحبة
++ العلم سيبطل ..... المحبة لا تسقط أبداً (1كو13:..)
++ بخصوص التسمية هم أنفسهم (بحسب هذا المرجع) يعترفون بأن ما تلقوه كان عن طريق أرواح يسمونها إيليا النبى أو موسى النبى أو غيره ، وهم فى نفس الوقت يقولون بأنهم يفهمون التوراة أكثر من موسى النبى والأنبياء (وقد قدمت الإقتباس بنصه الأصلى من الكتاب)
++ وعندما نقارن النتيجة النهائية ، نجدها مجرد إستخدامات سحرية رقمية ، حسبما يؤكد الكتاب كذلك
+++++++++++++

+++ العلم سيبطل ، والمحبة لا تسقط أبداً ، إن كان أكل اللحم يعثر أخى فلن آكل لحماً إلى الأبد
++ وإن كان كلامى يعثر إخوتى الأحباء ، فلن أنطق حرفاً

+++ ربنا يديم محبتك الغالية فهى أهم عندى من كل شيئ

+++ أستودعك فى حضن المحبة الإلهية الفائقة
 
التعديل الأخير:
أعلى