هل ستُخدع؟

antoon refaat

حب الله افضل
عضو مبارك
إنضم
9 ديسمبر 2005
المشاركات
1,048
مستوى التفاعل
21
النقاط
0
إلى متى ستستمر حياتي هكذا؟ إلى متى سأعاني وأتألم؟ قدماي تدميان من أشواك الطريق وآلام العالم... لماذا أنا أعاني وكثيرون حولي سعداء لا يتألمون مثلي؟؟ لماذا أنا؟؟؟



أنا أرى آلامك وجراحاتك...وأشعر بك... وأريد راحتك... أنت لست وحدك في العالم...



لا أحد يهتم بي... لا أحد يشعر بما أعانيه بداخلي... كل إنسان يفكر في مصلحته ويدوس على كل من حوله... لا أحد يساعدني إلا إذا كان يريد من ورائي مصلحة ما... لماذا يحدث كل هذا لي؟؟!!



أنا أهتم بك جدا... لا تظن أنني سعيدا بآلامك التي تمر بها... حاولت مساعدتك كثيرا، لكنك كنت دائما ترفض المساعدة... كنت تغلق الباب في وجهي... لكني لن أتركك وسأكون هنا بجانبك حتى لو رفضتني... أنا أريدك أن تكون سعيدا في حياتك...



ماذا ستفعل من أجلي؟



أستطيع فعل الكثير... أنا هنا من أجلك... أنظر حولك وتأمل... من يفتح لي الباب ويتعاون معي لا أخذله أبدا... وأعطيه كل ما يريد... حكمة... راحة... سعادة... فلا يحتاج بعد ذلك أن يلجأ إلى أحد سواي... للأسف... أنت أغلقت الباب في وجهي... كلما آتي إليك وأحاول مساعدتك وأعطيك الحلول تطردني ولا تجيبني... أنت غالي في عيني ياعزيزي... وأنا قدمت الكثير من أجلك، لكنك لم تتجاوب مع محبتي لك... أنا هنا من أجلك... من أجل راحتك الجسدية والمادية والروحية...



ماذا تريدني أن أفعل؟؟



فقط أريد منك أمرا واحدا...



ما هو؟؟



أن تسلم كل إرادتك لي... هذا إختيارك وحدك... ولا أستطيع أن أجبرك على هذا... أعطني إرادتك كلها... وستختفي الأشواك من حياتك... وسترى ورودا وأشجارا... ستحيا حياة جديدة... ستجد طرق جديدة واسعة لم تراها من قبل... تجد فيها كل الراحة التي طلبتها... وأبوابا تتفتح أمامك, وكل ما تريده ستجده يتحقق... لن أخذلك أبدا...



فرضنا أنني فعلت هذا... ماذا بعد ذلك؟؟



أريد أن أسألك سؤال مهم.... ما سبب آلامك؟؟



الحياة أصبحت صعبة... هل سيبقى حالي هكذا؟ كيف سأكون نفسي؟؟ ليس لدي مال كافي حتى أحصل على ما أريد... كثيرون من زملائي سعداء ومرتاحين ماديا... رغم أنهم في نفس عمري وخبرتي...



ألم تسأل نفسك لماذا الأمر هكذا؟ لماذا هم مرتاحون وأنت تعاني؟؟



نعم... سألت نفسي... لكن...



لكن ماذا؟؟؟



لا أستطيع أن أفعل ما يفعلوه...



وماذا يفعلون؟؟



منهم من يرتشي... ومنهم من يختلس أموال الشركة... ومنهم من لا يؤدي عمله إلا أذا أخذ مقابل من العميل...



عزيزي... هل هم سعداء؟ أم يتألمون مثلك؟ هل كونوا أنفسهم؟ أم مازالوا يعانون مثلك؟؟



بالتأكيد هم سعداء... ولا يعانون مثلي... لديهم أموال تكفيهم وتؤمن حياتهم... لكن لا... لا أستطيع فعل ما يفعلوه... مبادئي تمنعني....



هل إستفدت شيئا من تلك المبادىء؟ أنت مازلت فقير، لم تشتري شقة تعيش بها وحدك... ماذا ستفعل بتلك المبادىء؟؟ لو كانت مبادئك ستجعلك تعيش مرتاحا وسعيدا سوف اكون أول من يشجعك على التمسك بها، لكن للأسف الأمر ليس كذلك. عزيزي، لماذا تسير في طريق مسدود لا يفيدك؟ لماذا لا تحيا مثل الناس الطبيعيين الذين حولك؟ هل يعقل أن تكون أنت وحدك الذي على حق, وكل الناس على خطأ؟؟



الكتاب أوصانا أن نبتعد عن طريق الأشرار، ونحيا في بر وقداسة. يوحنا الرسول يقول أن محبة العالم هي عداوة لله... كيف أكون عدوا لله؟؟



لا تبالغ في الأمر ياحبيبي... هل سيكون الله عدوا لك لأنك تريد أن تعيش مرتاحا وسعيدا في العالم؟؟ ولو كان الأمر هكذا، كيف يحيا كثير من زملاؤك في العمل مرتاحين وسعداء؟ الله هنا يتكلم عن الخطايا الكبيرة كالزنا والقتل والشذوذ... لكن كل ما قلته أمور صغيرة...



الرشوة.. الإختلاس!!! أمور صغيرة!! إذا قبض على أحدهم سيسجن ويضيع مستقبله كله...



لماذا تختار هذه التسميات الصعبة... فكر في الأمر ولا تبالغ... أنت ببساطة تأخذ أجرا من العميل حتى تنهي عمله، مكافأة منه على تعبك. هي هدية أو "كدوه"... وعندما تأخذ مال الشركة، الأمر ببساطة هو "سلفة"، وستعيد المال عندما تتحسن ظروفك المادية...



إذا عرف أحدهم ستحدث لي مشاكل كبيرة...



لا تخف ياعزيزي... لن يحدث هذا... فقط فكر قبل كل خطوة تفعلها... ولا تجعل أحد يشعر بما تفعله. لا تقلق، فسأكون بجانبك وأعطيك أفكار وخطط حتى تنهي ما تفعله بنجاح. هل حدث شيئا لمن هم معك في العمل؟؟



لا...



هل فكرت لماذا؟ لأن "الكل فيها"، وإذا تكلم أحد سوف تكون كارثة له ولمن حوله. الكل يعمل في هدوء ويأخذ ما يريده. افعل مثلهم، وتأكد أن الأمور ستكون على ما يرام. لا تقلق، فأنا لن أكذب عليك، وأريد مصلحتك.



لماذا أثق بك؟ ما الذي يجعلني أصدقك؟



أنظر إلى النتائج، أنظر إلى زملاؤك، وانتظر حتى ترى النتائج عندما تمشي برفقتي. إن لم تكن مرتاحا معي فاتركني وارجع إلى ما كنت عليه، فأنا لن أجبرك على فعل شيء، بل أنت الذي تختار، لك كامل الحرية يا عزيزي.



عزيزي، هل خٌدعت في بداية الحوار وظننت أن الذي يتكلم هو المسيح؟؟ هذه هي طريقة الشيطان، فهو يحاول ويتفنن في أن يظهر في صورة الحمل الوديع، الذي يريد الخير لك، لكن في الحقيقة هو ذئب خاطف ينتظر اللحظة المناسبة التي يهجم فيها على فريسته...





لو كان هذا الحديث مع السيد المسيح، ماذا كان سيقول؟؟
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
تعالوا الي ياجميع المتعبين والثقلي الاحمال وانا اريحكم
 
أعلى