تأملات فى إنجيل يوحنا الإصحاح الأول الجزء الثالث

fikry

Member
عضو
إنضم
6 يونيو 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
9
النقاط
18
الإقامة
الولايات المتحدة
تأملات فى إنجيل يوحنا
الإصحاح الأول
الجزء الثالث​

مقدمة

شفنا لحد دلوقتى علاقة الكلمة بالله فى الأزلية وفى الكينونة الدائمة وأن الكلمة كان الله وبعدين شفنا علاقة الكلمة بالخليقة ككل وأن الكلمة كان فيها الحياة والحياة كانت نور الناس وأن الكلمة هى النور أيضا الذى يضىء لكل الخليقة , ومن الكلمة تستمد الخليقة كل حياة وكنا وقفنا عند الآية الأخيرة (النور يضىء فى الظلمة , والظلمة لم تدركه) , قصة الصراع المستمر ما بين الظلمة وما بين النور وكانت بداية إنحياز الإنسان الأول ناحية الظلمة يوم ما آدم وحواء تخلصوا من نور الله ودخلوا فى ظلمة الخطية ودخلت الخطية إلى حياته , وغاب الله لما غابت الوصية من حياتهم وغابت كلمة ربنا من حياتهم ,وصار فى حجاب بينه وبين النورالحقيقى اللى هو شخص الله , وكان كل محاولات الإنسان فى أنه يلحق النور أو أنه يمسك النور أو يوصل للنور , وبعد كده محاولات من الصعوبة نتيجة الخطية الموجودة ما بين الإنسان وما بين الله والخطية اللى حاجبة النور عن الإنسان , وعلشان كده نشوف أن خطة التجسد الإلهى ,إذا كان الإنسان أنحجب عن الله , فالله جاء لما أخذ الجسد (الكلمة صار جسدا) لكى ما يصل النور إلى الإنسان اللى عاجز أنه يصل بقدرته إلى هذا النور فالنور جاء لحد عنده علشان كده بيقول (كان النور الحقيقى الذى يضىء لكل إنسان آتيا إلى العالم) يعنى جاى لحد العالم , وشفنا أن بالرغم أن الظلمة كانت تتعقب النور بإستمرار لكن الظلمة لم تقدر أن تدركه وتنتصر عليه أو أنها تنهيه من حياة الإنسان لأن شفنا النصرة النهائية اللى النور أنتصرها لأنه نزل لحد الإنسان وأعلن نفسه بمنتهى الوضوح للإنسان , والحقيقة أن الله كنور وشخص المسيا بالذات نور نجد أن هذا الموضوع أتلمس فى العهد القديم لمسات جميلة جدا وخاصة فى سفر أشعياء , فلو شفنا تدرج النور فى العهد القديم فى سفر أشعياء 9: 1- 2 1 وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. 2اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظَِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. بنشوف أو لمحة عن المسيا هذا اللى جاى حايكون نور , وفى أيضا أشعياء 9: 6 6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. إذا النور العظيم الذى أبصره الشعب الجالس فى الظلمة كان هذا الإبن المولود لنا شخص المسيا , وأيضا فى أشعياء 42: 6- 8 6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ. 8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ. بيتكلم عن عمل المسيا وعلشان كده بنشوف سمعان الشيخ اللى واقف أول ما بتدخل السيدة العذراء ويوسف النجار ومعاهم السيد المسيح , فيقول له أطلق عبدك بسلام لأن عينيا أبصرت خلاصك الذى تجلى أمام جميع الشعوب نورا تجلى للأمم لأن هو كان المسيا سوف يكون نورا للأمم , وأيضا فى أشعياء 49: 5- 6 5وَالآنَ قَالَ الرَّبُّ جَابِلِي مِنَ الْبَطْنِ عَبْداً لَهُ لإِرْجَاعِ يَعْقُوبَ إِلَيْهِ فَيَنْضَمُّ إِلَيْهِ إِسْرَائِيلُ (فَأَتَمَجَّدُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَإِلَهِي يَصِيرُ قُوَّتِي). 6فَقَالَ: «قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْداً لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ». فكان فى العهد القديم معروف أن شخص المسيا سيأتى نورا للأمم , وليس لشعب الله فقط بل لكل الأمم ولكل الخليقة ولكل الشعوب وحتى أن المرنم بيقول آية لطيفة جدا لما بيكلم ربنا ويقول الظلمة لا تظلّم لديك , يعنى أنت يارب ليس عندك ظلمة , ويقول المرنم والليل مثل النهار بيضىء , وعلشان كده يوحنا فى رسالته بيقول (الله نور وليس فيه ظلمة البتة) ماعندهوش ظلمة خالص وإتكلمنا عن معنى الظلمة سواء من العجز أو من الخوف أو من الكآبة أو من الفشل دى مش عند الله لأن الله كله نور وهو يشرق على الجالسين فى الظلمة وظلال الموت , وإذا كانت الظلمة لم تدرك عمل النور بمعنى لم تتغلب عليه ولم تعرفه أيضا ولم تعاينه فكانت الظلمة التى أعطيناها تعريف أن الظلمة لم يكن لها كيان والله لم يوجد الظلمة , لكن معنى الظلمة غياب النور أو النور ليس بموجود , أو بمعنى أوضح أن الله غير ظاهر فى حياة الإنسان فإذا كان الله محجوب عن الإنسان فالإنسان تلقائيا يكون فى الظلمة وإذا كان فى الظلمة فهو فى الدينونة , يعنى واقع تحت الديونة لأن النور لم يشرق عليه .
لحد دلوقتى أتكلم يوحنا عن علاقة اللوجوس بالله وعن علاقة اللوجوس بالخليقة وعن علاقة اللوجوس بالنور ودلوقتى حايكلمنا عن علاقة اللوجوس بالتاريخ , وما هى علاقة اللوجوس الكلمة بتاريخ البشرية ؟

6*و7*و8* 6 كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا.7 هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ.8 لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. نلاحظ هنا ولكى نعرف مدى قصور اللغة العربية عن اليونانية أن فى العدد الأول (كان الكلمة) ولقب كان أو لفظ كان بيستخدمه يوحنا للدلالة على الكينونة وعلى الوجود ولكن كان هنا بالنسبة ليوحنا والترجمة هنا ليست بصحيحة ولكن ترجمتها الصحيحة صار إنسان مرسل من الله ,والكلمة باليونانية جينوميه أو صار

Γίνομαι ginomai ghin'-om-ahee A prolonged and middle form of a primary verb; to cause to be (“gen” -erate), that is, (reflexively) to become (come into being), used with great latitude (literally, figuratively, intensively, etc.​

وأتكلمنا عن كلمة صار بمعنى ظهور الشىء كنتيجة نهائية لعملية الخلق وأبتدأ يتكلم عن يوحنا المعمدان وكلمة يوحنا معناها يهوه يتحنن لأن يوحنا المعمدان كان نموذج جميل جدا لتحنن الله على البشرية اللى عايشة فى الظلمة , وتحنن الله اللى حايعلنه من خلال يوحنا لكى ما يعلن للبشرية النور الحقيقى , فكان قصد مجىء يوحنا حاجة واحدة فقط وهى أنه يشهد للنور وعلشان كده شبهه بأن هو السراج المنير الذى أضاء وقال للناس على السيد المسيح , الحقيقة أن يوحنا جاء من أجل الشهادة للنور بالرغم من أن النور مش محتاج لحد يشهد له ! لأن النور محتاج لحد يراه , يعنى مش معقول آجى أقول لأى حد تعالى شوف ده نور! لأنه هو قادر أنه يشوفه أن هو نور يعنى النور مش محتاج إلى شهادة لكن النور محتاج إلى رؤية أن الإنسان يراه , لكن للإسف كانت حالة البشرية التى وصل ليها الإنسان حالة من العمى الروحى , ولو فى إنسان أعمى لا يرى نهائيا لن تفرق معاه سواء نور أو ظلام وتقول له الدنيا نور يقول لك أنا مش شايف كل اللى قدامى ظلمة , فعلشان كده الإنسان الأعمى محتاج لشهادة إنسان مبصر يرى , والبعض يسأل طيب ما كلنا بنشوف ؟ الحقيقة يا أخى لأ ده كل الخليقة كانت فى حالة عمى روحى والسيد المسيح أتكلم كده عن الناس أنهم كانوا عميان (لهم عيون ولا يبصرون) فإحتاجوا ليوحنا علشان يشهد للنور بالرغم أن النور محتاج إلى رؤية وليس إلى شهادة , ولكن درجة التدنى التى وصل إليها الإنسان أنه أعمى وحتى النور مش شايفه فكان محتاج لواحد أنه يشهد للنور وكان مجىء يوحنا لكى يشهد لهذا النور وكلمة شهادة باليونانية التى أستخدمها يوحنا الحبيب فى كتابته كلمة مارتيريا
Μαρτυρία marturia mar-too-ree'-ah ; evidence given (judicially or generally): - record, report, testimony, witness.
ومارتيريا يعنى واحد شاف وبعد ما شاف شهد على اللى شافه , إذا فهو شاهد لأنه شهد ونظر وشهادته ليست مجرد بالكلام لكن شهادته وصلت حتى الدم أنه يضع نفسه من أجل هذه الحاجة التى رآها وبيشهد ليها وأنه ممكن يضحى بحياته من أجل هذه الشهادة وعلشان كده بيسموا هؤلاء الشهداء (مارتيروس) وتعنى واحد بيشهد لحاجة شاهدها ونظرها بعينيه ويشهد شهادة حتى الدم بحياته وسنجد أن كلمة الشهادة بتتكرر فى إنجيل يوحنا 14 مرة أستخدم يوحنا تميزا عن الإنجيلين الثلاثة الآخرين كلمة الشهادة , ويحنا كان ليه بعض الكلمات كده بيتميز بيها عن بقية الإنجيليين الثلاثة وكانت من ضمنهم كلمة الشهادة اللى كررها كثيرا , الناس لم تستطع أن ترى ولذلك كانت محتاجة أن حد يشهد لها وكان يوحنا هو هذا الشاهد الذى رأى النور فأنعكس عليه النور الذى رآه لدرجة أن الناس أفتكرت أن يوحنا المنيرمن إنعكاس النور أنه منور من ذاته أو يوحنا بيضىء من ذاته ولذلك نجد يوحنا الحبيب يكتب (لم يكن هو النور بل ليشهد للنور) وأن النور اللى نوّر بيه يوحنا كان مجرد إنعكاس لنور السيد المسيح و علشان كده من شدة ما الناس أتلخبطت بين يوحنا وإستضاءة يوحنا و بين نور السيد المسيح فأرسلت له وقالت له أنت مين ؟ أمسيّا أنت ؟ إتلخبطوا فيه , ويوحنا قال لهم مش أنا ولكن يأتى بعدى الذى سار قبلى ونشوف هذا فى بداية الكنيسة الأولى أن حتى فى إنتشار الكرازة صار ناس متمسكين بيوحنا كرمز لخلاصهم لما كان بولس بيجوز فى النواحى العالية ووجد ناس قال لهم أنتم آمنتم وأعتمدتم فقالوا له إحنا لا نعرف غير معمودية يوحنا , يعنى إعتمدتم بالروح القدس فقالوا له ولا سمعنا أنه يوجد روح قدس , فكانت الدرجة الشديدة التى وصل ليها يوحنا من الإستضاءة لدرجة إن الناس أتلخبطت ولذلك نجد أن يوحنا الحبيب لما ييجى يتكلم عن يوحنا وقد يظن إن يوحنا يريد أن يحط من قدر يوحنا المعمدان أو يقلل من شأنه علشان كده وبعدين يعيد العبارة بتركيز أكثر(لم يكن هو النور بل ليشهد للنور) لكن فى واقع الأمر يوحنا الحبيب يريد أن يضع الأمور فى نصابها أو فى وضعها الصحيح وهى أن يوحنا المعمدان هذا قد جاء للشهادة فقط وليشهد للنور , والنور كان محتاج لشهادة بعكس أن النور كان محتاج إلى رؤية , وذكرنا أنه كان محتاج لشهادة لأن الناس كانت كلها عمياء ومش قادرة تشوف وعايزة حد يقول لها ويشهد للنور اللى هم مش قادرين يعاينوه. وفى تأملاتنا لإنجيل يوحنا سنجد أن فى سبعة شهدوا للسيد المسيح , ورقم سبعة هو رقم الكمال , فى سبعة شهادات قدمت للسيد المسيح تشهد للسيد المسيح أنه هو الله , وعلى حسب نظام العهد القديم أن الشهادة كانت تقوم على فم شاهدين لكن بالنسبة للسيد المسيح فى سبعة شهدوا للسيد المسيح , طيب مين هم هؤلاء السبعة الذين شهدوا للسيد المسيح؟.
أولا : الآب شهد للسيد المسيح فى يوحنا 5: 37 37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ، شهادة من الآب للأبن.
ثانيا : السيد المسيح ذاته شهد لنفسه يوحنا 8: 14 14أَجَابَ يَسُوعُوَقَالَ لَهُمْ: « وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ، لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. لما دخل الفريسيين معاه فى حوار وقالوا له أنت بتشهد لنفسك فشهادتك ليس حق فقال لهم لأ أنا بأشهد لنفسى وشهادتى حق لأنى عارف أنا جاى منين ورايح فين , فالسيد المسيح شهد لنفسه .
ثالثا : الروح القدس شهد للسيد المسيح ويشهد للسيد المسيح فى يوحنا 15: 26 26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. إذا الآب يشهد للإبن , الإبن يشهد لنفسه , والروح القدس يشهد للإبن .
رابعا : الأعمال التى يعملها السيد المسيح تشهد ليه يوحنا 10: 25 25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. إذا أعمال السيد المسيح تشهد له , وأعمال السيد المسيح ليست هى مجرد أعماله المعجزية أو المعجزات التى يعملها لكن أعماله الحياتية , إتضاعه ومحبته وبذله وتضحيته ولم يكن فيه غش ( من منكم يبكتنى على خطية) علشان بعض الناس بتفتكر أن أعمال السيد المسيح هى المعجزات اللى عملها لأ هذا سلوكه وسيرته , معجزاته بتشهد ليه وسلوكه وسيرته وحياته على الأرض تشهد ليه .
خامسا : الكتب والأسفار المقدسة , والسيد المسيح بيقول فى يوحنا 5: 39 39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. وفى يوحنا 5: 45- 46 45« لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى، الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ. 46 لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. يوجد موسى الذى اشكوكم اليه وهو كتب عنى , إذا الذى شهد للسيد المسيح الرموز والنبوات وأسفار العهد القديم .
سادسا : كانت مجموعة أشخاص متفرقين وأولهم التلاميذ ويقول السيد المسيح فى يوحنا 15: 27 27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ. ونشوف نثنائيل يقول له 49 أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ: « يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»وبطرس يقول له فى يوحنا 6: 69 69وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». أنت هو المسيح أبن الله ويوحنا فى يوحنا 21: 24 24هَذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهَذَا وَكَتَبَ هَذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ.. الذى رأى آمن ويشهد وشهادته حق , والمرأة السامرية التى قالت أنظروا إنسان قال لى كل ما فعلت ألعله المسيح , والمولود أعمى الذى يشهد ويقول له إنى كنت أعمى والآن أبصر , ففى ناس كثيرة شهدت للسيد المسيح من تلاميذه .
سابعا : الشهادة دى إختص بيها شخصية معينة اللى هى شخصية يوحنا المعمدان ويوحنا المعمدان بيقول كده أنا قد رأيت وشهدت أن هذا إبن الله .
أذا فى سبعة شهادات بيقدمها لنا إنجيل يوحنا تشهد للسيد المسيح أن هو إبن الله وإبتدأ يوحنا الحبيب يتكلم عن شهادة يوحنا المعمدان كأولى الشهادات وإن القصد من مجىء يوحنا المعمدان هو أن يشهد للنور , وإذا كان فى هذه السبعة شهادات للسيد المسيج كمال الشهادة نشوف قد أيه الموقف المتطلب منا أننا نقوم بدورنا أيضا فى الشهادة , كما يقول ربنا فى سفر أشعياء 43: 10 10أَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. أنتم شهودى يقول الرب , يعنى كل واحد منا لابد أن يحيا فى شهادة , وإذا كان للسيد المسيح سبعة شهادات , فلابد أنت أيضا أن تقدم شهادتك عن السيد المسيح , وشهادتك عن السيد المسيح بالدرجة الأولى من حياتك اليومية السلوكية وليست بالمعجزات ولا أنك تشفى أمراض ولا إنك تعمل حاجات خارقة للطبيعة , لكن شهادتك للسيد المسيح بسلوكك الإيمانى وبسلوكك المقدس والطاهر وإن لم نشهد للسيد المسيح لا نستطيع أن نكون من خاصته وأتباعه ولذلك يقول أنتم شهودى يقول الرب .

9* 9 كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ.وكلمة الحقيقى هنا بيستخدمها باللفظ اليونانى أليسيا التى تعنى الشىء الكامل الدائم المستمر الذى لا يتغير الذى لا ينطفىء الذى لا تتبدل طبيعته.
ἀληθινός alēthinos al-ay-thee-nos'From ἀληθής alēthēs al-ay-thace' ; (as not concealing) truthful: - true.​
النور العادى ليس نور حقيقى وليس آليسيا لماذا؟ لأن بييجى وقت الكهرباء بتتقطع وبييجى وقت اللمبة بتتحرق , والفتيلة بييجى وقت والفتيلة بتخلص وعلشان كده هذا ليس نور حقيقى ولكن هذا نور غير دائم وغير مستقر وغير كامل , ولكن أستخدم للسيد المسيح لقب النور الحقيقى الآليسيا , وسنجد أن يوحنا بيكرر كثيرا جدا لقب الآليسيا أو الحقيقى هذا عن السيد المسيح لما بيقول أنا هو الكرمة الحقيقية وأبى الكرام , الكرمة الحقيقية التى لا تتغير ولا تشيخ والتى لا تتبدل , وعلشان كده بيستخدم لقب الحقيقى بإستمرار , وكان العالم فى وقت محتاج فيه إلى هذا النور لدرحة أن الفلاسفة لما كانت بتيجى تتكلم عن الله بتقول تعبير صعب قوى (من العسير أن نكتشف الله ومن العسير أن نصفه للآخرين) يعنى شىء صعب أن الإنسان يكتشف ربنا ويشوفه , ولو شفناه مستحيل أو مفيش إمكانية خالص أن أنا أوصفه لغيرى لأنى لا أستطيع أن أعبّر عنه , وكان الشعب حاسس بنوع من اليأس نتيجة الظلمة المحيطة به , وهو مدرك تماما للخطية الموجودة بداخله لكن مش قادر يعمل لها أى حاجة , فكان محتاج نور السيد المسيح , ونور السيد المسيح ليس هو النور اللى بيقول أمشى فى الطريق من هنا ومش من هنا وينور لك فقط ولكن نور السيد المسيح الذى يعطيك قوة أنك تسير فى الطريق , وعلشان كده السيد المسيح بيختلف عن الأديان الأخرى , لأن الأديان الأخرى بتشاور على الطريق وتقول لك أمشى , لكن السيد المسيح لا يشاور لك على الطريق , لكن السيد المسيح بيقدم لك نفسه طريق تسلكه وقوة وحياة أنك تعيش كلامه وليس مجرد إرشادات ووصايا , ولكن قوة حياة أنك تعيش هذه الكلمة , وكلمة ينير هنا بالفعل المضارع الذى فيه ديمومة وفيه إستمرار , يعنى أنه مازال ينير كل إنسان آتيا إلى العالم , وكلمة آتيا إلى العالم دى عايدة على النور مش على الإنسان , إن النور لما عجز الإنسان إنه يصل إليه , فجاء النور لحد الإنسان , النور جاء إلى العالم وحانشوف تجسده وظهوره الذى سيتكلم عنه يوحنا دلوقتى , ولازم نلاحظ كلمة لكل إنسان , يعنى لا يمكن لأى إنسان مننا أنه يستغنى عن النور , لأن النور هو شرط أساسى وكيانى وضرورى لكل إنسان , وعلشان كده اللى بيغيب النور عنه أو الذى لا يكتشف النور بيكون تحت الدينونة لأنه فى الظلمة يمضى ولا يعلم أين يمضى .

10* 10 كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. بالرغم أنه كان موجود فى العالم , والحاجة الأعجب من كده أن العالم كُوِّنَ به يعنى العالم موجود بيه لكن العالم لم يعرفه , وهنا القديس يوحنا بينقلنا من عمل الكلمة اللوجوس على مستوى الخلق وعلى مستوى الحياة وعلى مستوى الإضاءة إلى مستوى عمل الكلمة بالحضور الشخصى فى الكون , وهذه الآية بتختص بالفترة التى زمنها ما قبل تجسد السيد المسيح , أن السيد المسيح كان فى العالم بالرغم أن العالم كُوِّنَ به ولكن العالم قبل التجسد لم يعرفه لأن الإنسان ضل وحمق وعبد الأصنام وعبد ذاته وعبد لذاته وشهواته , والذى تعلنه لنا هذه الآية أن الله لم يدخل العالم كغريب عن العالم لأنه ليس غريب لأنه كان فى العالم والعالم به كُوِّنَ , لأن العالم هذا هو منه , وكما قلت الله لما جاء إلى لم يكن شىء غريب على العالم لأن العالم موجود بالله لكن العالم لم يعرفه وسبب عدم المعرفة ليس لأن النور ماكانش منور أو إن الإستضاءة لم تكن موجودة لأ لأن النور كان منور والإضاءة موجودة , لكن إستقبال هذا النور لم يكن هناك مستقبلات للنور لأن الإنسان كان أعمى , ولم يكن لديه الحواس التى تستطيع أن تدرك أو تستقبل النور , كان النور موجود , وعدم مقدرة الإنسان للتعرف على النور لم تكن عجز فى طبيعة النور لكن كانت عجز فى طبيعة الإنسان , وعلشان كده لما بيقول العالم لم يعرفه , ليس لأن ربنا لم ينير كويس لأن الإنسان عجز أن يستقبل هذا النور , ولم يكن لديه الأعضاء الحساسة التى تستطيع أن تدرك هذا النور وتستقبله ولذل لم يستطيع أن يتعرف معرفة شخصية بالله ولم يستطع تكوين علاقة به لكن عمل علاقات مع أشياء كثيرة إلا الله , وبالتالى وقف الإنسان منحاز إلى الظلمة ضد الله ولم يستطيع أن يصل إلى النور الحقيقى اللى هو الله وعاش فى الظلمة , ولكن لابد أن نعى جيدا أن الظلمة لم يصنعها الله , والله لم يوجد ظلمة , لكن الظلمة كانت نتيجة لغياب النور أو إستقبال النور فى حياة الناس , لأن ربنا صنع نور ولم يصنع ظلمة , وأصبح المسئول عن وجود الظلمة ليس الله ولكن الإنسان هو المسئول عن وجود الظلمة , وأصبح غياب النور يساوى غياب ربنا على طول , وغياب ربنا على طول يساوى الدينونة ويساوى الهلاك الأبدى , ولذلك الله جاء لكى ما يعلن هذا النور لكى ما ينقذ الإنسان من الدينونة ومن غياب هذا النور , فكان المجىء الشخصى للسيد المسيح هو لكى ما يضىء بإستعلانات واضحة جدا للإنسان لكى يستطيع الإنسان أن يتعرف على شخص الله .

11* 11 إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. ونعرف من الكتاب المقدس ودراستنا فيه إن الله إختار شعب معين لكى ما يجعل هذا الشعب خاصة له لكى يعدّه لمجىء السيد المسيح الذى سيكون نور لكل الأمم وليس لشعبه فقط ولذلك شفنا فى سفر التثنية بيقول 32: 9 9إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ. يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ. وفى سفر الخروج بيقول 19: 5- 6 5فَالآنَ إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. 6وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هَذِهِ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُكَلِّمُ بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ». فكان شعب إسرائيل هو الشعب اللى ربنا إختاره وليس فقط إختاره ولكن أيضا فداه من العبودية , وليس فقط فداه من العبودية ولكن أيضا جاء وسكن وسطهم وحل بينهم فى خيمة الإجتماع , وكان شعب إسرائيل هو الشعب الوحيد الذى يتمتع بحضور الله ويسكن الله فى وسطه وهذه هى خاصته , لكن هذا الشعب أحب الظلمة أكثر من النور ومال إلى عبادة الذات والشهوة وعبادة الأصنام وحياة الزنا وبالتالى أنحجب عنه نور ربنا , ولكن مع هذا ربنا جاء من هذا الشعب ومن هذه الخاصة وهذا ما يقوله الله على لسان بولس الرسول فى رسالة رومية 3: 3- 4 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟4 حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ». عدم أمانة الإنسان لا تبطل أمانة الله , ولذلك ربنا لم يجىء من المصريين اللى كان عندهم حضارة , ولم يجىء من الرومان اللى كان عندهم القوة , ولم يجىء من اليونانيين اللى عندهم الحكمة والفلسفة , ولكن جاء إلى خاصته اللى إختارهم وفداهم وسكن فى وسطهم , ولكن خاصته اللى هى شعبه رفضته ولم تقبله , وهذا يضعنا أمام سؤال مهم جدا سأطرحه للتفكير ,وهو إذا كان بيقول جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله يعنى كانت النتيجة أن ربنا أترفض وربنا قعد فى العهد القديم من خلال الرموز والنبوات والشخصيات اللى ظهرت والأحداث اللى ظهرت يجهز شعب علشان مجيئه وعلشان لما ييجى يقبلوه لكن لما جاء لم يقبلوه , إذا السؤال اللى بيطرح نفسه , هل معنى كده أن ربنا فشل فى خطته وفى كل اللى عمله؟ , وإذا كان ربنا قعد يجهز فى شعب وكلمهم عن المسيا وكان هذا المسيا هو الرجاء المنتظر , ولكن يوحنا بيقول جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله فهل فشل الله فى الخطة التى وضعها من أجل مجيئه؟ وهل ربنا لم يستطيع أن يحقق ما كان يريده؟ سأترك هذا السؤال للتفكير وسأجاوب عليه لاحقا لأن بالتأكيد لأ طيب أيه الإجابة؟
وكلمة جاء يعنى أنه تخطى كل الحدود ولم يشتغل من بعيد , بواسطة ملائكة وبواسطة أوامر ووصايا ودخان ونار لكن جاء عن قرب بنفسه , وجاء فى مجىء محدد وواضح وظاهر ومرئى و مسموع وملموس كما يقول يوحنا فى رسالته الأولى 1: 1 1 اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. يعنى جاء مجىء محدد وواضح وملموس وظهر علانية من أجل أنه يعلن النور بطريقة محسوسة وتجسدة مرئية للإنسان لكى يستطيع الإنسان أن يدرك الله , اللى قالوا عنه الفلاسفة أن عسير أن نراه ومستحيل أن نصفه للآخرين , وعشان كده ربنا بيقول 18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. هو الذى أعلن وأظهر الشىء الصعب اللى كان الإنسان عاجز أنه يشوفه ,وإذا كان اليهود كما يقول بولس الرسول (بزلتهم صار خلاص للأمم) يعنى لما اليهود رفضوا السيد المسيح فالأمم قبلوا السيد المسيح , طيب لو اليهود قبلوا السيد المسيح ؟ إذا كان بزلتهم وبرفضهم صار خلاص طيب قبولهم ماذا ستكون نتيجته؟ ده مش خلاص وبس ده خلاص جبار جدا وغنى لكل العالم ولكل الخليقة كما يقول عنهم بولس الرسول فى رسالة رومية , وهذا ما تنتظره الكنيسة فى آخر الدهور وهو قبول هؤلاء لشخص السيد المسيح.
طيب إذا كان فى خاصة جاء إليها ولم تقبله ورفضته وهذا لم يكن يعنى بأى حال من الأحوال فشل الله فى خطته لأن نجاح الله بيكمل على طول فى الآية التالية .

12* 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. الرفض هنا أوجد نوع من الفضول عند جماعة أخرى الذين قبلوه ولازم نضع خطا كبيرا تحت كلمة كل (أما كل الذين قبلوه) يعنى ليس شعبا معينا ولا مجموعة معينة ولا ناس معينين , وكما نعرف أن كان أمتياز العهد القديم لشعب الله المختار أنه كان إمتياز فريد ومجانى وعظيم جدا ربنا أفتتح بيه علاقته مع البشرية أنه أطلق على إسرائيل الشعب المختار لقب (إبنى البكر) وده بنشوفه فى سفر الخروج لما ربنا قال لموسى أذهب وقول لفرعون إطلق إسرائيل إبنى البكر , وفى سفر هوشع بيقول من مصر دعوت إبنى , فكان الإمتياز الحلو اللى ربنا أعطاه لشعبه المختار كبداية علاقة بينه وبين البشرية أنه يعطى هذا الشعب لقب الأبن لكن بمجىء السيد المسيح أصبحت هذه العلاقة مفتوحة لكل الذين قبلوه ولم يصبح هناك شعب مختار وإمتياز لناس معينة لكن لكل اللى يقبله , وعلشان كده أطلق الله هذا الإمتياز بلا قيود وبلا حدود لجنسية أو لشعب معين لكن أصبح لكل فرد يقبل السيد المسيح ويدخل فى هذه العلاقة , وبعدين كلمة فأعطاهم , إذا هذا السلطان الذى سيتكلم عنه هذا الإمتياز هو عبارة عن عطية مجانية , يعنى لما قبلوه أعطاهم , وعلشان الرجل الشحات الغلبان المسكين الذى لا يساوى أى شىء يقدر يقعد مع السيد العظيم صاحب كل شىء هناك شيئين لازم يحصلوا وكيف يقعد الشحات الغلبان مع السيد العظيم؟ 1- لازم أن السيد العظيم يفتح له بيته ويقدم له دعوة ويعطيه عطية يعنى لازم السيد يفتح ويدعو ويعطى , 2- لازم الخطوة التانية أن الشحات يقبل الدعوة والعطية , بإختصار هو ده اللى عمله الله مع الإنسان , أن الله أعطى وكان على الإنسان القبول , لكن لم يكن ممكن أن يدخل الإنسان إلى حضرة الله وإلى أقداس الله بدون أن يدعوه الله , وكانت الدعوة الممثلة لكل البشرية هى تجسد السيد المسيح , وبقى على الإنسان أنه يقبل لأن ممكن ييجى هذا السيد العظيم ويقول للشحات أنا بأدعوك , فالشحات يقول له أنا مش مصدق مأقدرش أدخل ومأستحقش (أظن ده كلام بنسمعه كل يوم من ناس كثيرة جدا) وبالتالى يقوم ما يقبلش الدعوة لأنه ما يقدرش يدخل , وعلشان كده كان العمل من جانب الله أنه قدم دعوة مجانية (أعطاهم) وكان العمل من جهة الإنسان هو قبول العطية , وبعدين بيقول سلطانا , يعنى فى سلطان وفى إمتياز ولكن عكس سلطان إسرائيل إبنى البكر الأول اللى كان بيكتسب بالولادة من أب يهودى وأم يهودية , فعرف نصيبة من محبة الله وعناية الله ومن بركات الله طوال ما هو مولود من جنس يهودى لأن كل خيرات العهد القديم كانت لليهود أو لشعب الله , فكانوا يرثوا هذا بالجسد من أب يهودى ومن أم يهودية , ولكن صار سلطان السيد المسيح الذى يعطيه سلطانا شخصيا لكل فرد على حدى بصرف النظر عن جنسيته أو عن سلالته أو عن شخصيته , وعلشان كده أعطى الله الإنسان علاقة بنوية مباشرة ما بينه وما بين الله أى أنه يصير إبن لله أو أولاد الله مباشرة وعلشان نكون دقيقين فى اللفظ يوحنا هنا بيستخدم لقب معين وهو أولاد الله ولم يقل أبناء الله والترجمة الصحيحة أولاد الله لأن كلمة أبن لا يعطيها إلا للسيد المسيح وهذه هى الترجمة الصحيحة وعلشان كده ساعات بنشوف فى بعض الأجبيات مكتوب أبناء وطبعا الكلمة دى غلط والكنيسة كلها مش واخده بالها والأساقفة مش واخدين بالهم مش عارف ليه هل هو جهل أو قلة إكتراث لا أعلم , ما علينا وبيطلع علينا الناس الجهابذة ويقولوا هم أولاد يعنى أبناء لكن أيها الأخوة لأ لأ لأن لقب أبن كما سنرى كيف أنه بيخصصه للسيد المسيح فقط لكن بيخصص لينا كلمة أولاد الله , قبول السيد المسيح معناه ثقة فى السيد المسيح وإيمان بيه , وأسم السيد المسيح وأسم الله بيعلن الحضرة الإلهية والأسمين الذين سمى بيهم السيد المسيح ويعرف بيهم هم الكلمتين الحلوين المعروفين : 1-عمانوئيل والذى معناه الله معنا , 2- يسوع ومعناه مخلّص , وهاتين الكلمتين هما اللى يقبلوا الدعوة أن الله يبقى معاهم وربنا بيخلصهم , وهؤلاء هم من صدّقوا فى شخص السيد المسيح أن ربنا معاهم وأن ربنا مش مجرد فكرة وخيال أو موجود فى الكنيسة أو موجود فى الدير أو موجود فى الكون , لكن لأ لأ لأن ربنا موجود معى أنا وفى حياتى الشخصية , عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا , وفى نفس الوقت يسوع هو مخلّص لأنه يخلّص شعبه من كل خطاياهم , وبقبول الدعوة يعنى أن السيد المسيح أعطانى سلطان وهذا السلطان فى أنه هو معى وإذا كان الله معى أو إذا كان الله لى فيكون ماذا ينقصنى؟ وماذا يخيفنى؟وماذا يقلقنى؟ وماذا يحزننى؟ أخواتى الأحباء ولو أردنا أن نأخذ اللاهوت بمعنى إختبارى حلو فأنت يا إنسان ربنا أعطاك سلطان أن عمانوئيل يكون ليك لكن للأسف أنت مش واخد بالك من هذا السلطان , وعمال تلف وتدور على حاجة تطمنك وحاجة تفرحك وحاجة تحميك وحاجة تشبعك ومانتش لاقى وحزين وتعبان ومكتئب لأنك لم تعرف عمانوئيل , ومشكلتك أنك ماشى وورائك ضمير مثقل بالخطايا وتعبان بينما ليك يسوع الذى يخلّص من الخطية , يا أخى أنت ليك سلطان لكن أنت مش آخد بالك من هذا السلطان وكمان مش متمتع بهذا السلطان , وعلشان كده لو أردنا أن نحول اللاهوت اللى معظم الناس بتقول عليه صعب حتى بعض رجال الكهنوت مع الأسف , لأ هو مش صعب لأن اللاهوت هو يتعاش لكن عايز قلب بيتحرك ناحيته وعايز ذهن مفتوح ليه علشان يتعرف على هذا السلطان , والكنيسة كل يوم بتعلمنا فى القداس وبصلاتك فى الأجبية كل يوم بتبدأ بصلاة باكر بتضع ليك هذا الإنجيل هل سألت نفسك الكنيسة عايزة تقول لك أيه ؟ عايزة تقول لك أنك مولود من الله وعايزة تقول لك أن ليك سلطان , عايزة تقول لك أنك أبن لله تتصرف بهذه البنوة وتسلك كما يليق بهذه النبوة وتتمتع بهذه البنوة , ولكن للأسف نقف لو صلينا صلاة باكر كما هو فى كل كنائسنا بنكر الإنجيل كر ولا فاهمين ولا متمعنين وعايزين نخلّص وهو فاكرين أننا بنضحك على ربنا أتعتقد يا أخى أن ربنا ممكن أن تضحك عليه باللى أنت بتعمله لكنك بتضحك على نفسك لأنك بتقرأ بدون فهم أو وعى ةعايز تخلّص المزامير والعشية بسرهة زهقان أنت والأب الكاهن مع الأسف , دى حتى أبانا الذى ... اللى علمنا إياها رب المجد بتخلص بسرعة أبانا الذى فى السموات......................لأن لك القوة والمجد إلى الأبد آمين وتاه الكلام اللى فى المنتصف , طيب يا أخى ماذا أخذت من هذا الكر اللى أنت كريته هل تعتقد أنها تعويذة أو فرض عليك لازم تكره , أخى الحبيب هذه ليست بتعويذه , لكن أكتشف كل يوم أنك مولود من الله وأن ليك سلطان وأتمتع بهذا السلطان وأسلك كما يحق بهذه البنوية كأبن لله بدل ما انت رايح يمين وشمال ومش عارف تعمل حاجة , أنظر إلى الله كأبن أنت ليه وأدخل فى العلاقة الشخصية فأنت قبلته وآمنت بيه وأسمه دعى عليك لكن ينبغى أنك تحول هذا القبول إلى حياة وإلى إختبار معاش وإلى سلوك إلى تمتع أنك تشعر بعمانوئيل وبمعية الله فى حياتك وأنك تشعر بيسوع المخلّص , تلاقى ناس تعبانه وزعلانه , طيب يا جماعة إحنا لينا مخلّص زعلانين ليه ومكتئبين ليه وفاشلين ليه لأننا لم نحيا بعد مع هذا المخلّص , وعلشان كده مهم لما نيجى نقف ونصلى هذه الآية أننا نعرف العمل الذى يعمله لنا ربنا كأبناء وأولاد ليه .

13* 13 اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ. فى ولادة على مستوى آخر غير المستوى البشرى اللى إحنا عارفينه مستوى الدم والمشيئة والرغبة والشهوة والجسد والإنسانية , ولادة على مستوى روحى وهبة روحية من الله , يعنى ميلاد لا تتدخل فيه العناصر الطبيعية لكن ميلاد من فوق , وينبغى أن تولدوا من فوق , والمعنى هو غياب كامل للغرائز الطبيعية وسطوتها وسلطانها على الإنسان , طيب إذا كان الدم هو مصدر الحياة , كما يقول الله أن دم الحيوان فى نفسه , والجسد هو المحرّك الطبيعى للحياة المخلوقة , يعنى الجسد عايز ياكل ويشرب ويتناسل وعايز وعايز وعايز ..... , فالإنسان هو مجموع إتحاد الجسد بالدم (النفس), والذين ولدوا ليس بتفاعل الشهوة ولا برغبة الإنسان ولا بحسب الدم لكن من الله ولدوا , أو ولاده من فوق أوولادة طبيعية وهذه الولادة الجديدة تستطيع أن ترفعهم فوق مستوى الدم ومستوى الشهوة ومستوى الإنسان , وعلشان كده موضوع الولادة الروحية من أكثر الناس اللى كتبوا عنه هو يوحنا فى إنجيله وفى رسائله ( كل من ولد من الله لا يخطىء , المولود من الله لا يخطىء والشرير لا يمسه , كل من يؤمن أن يسوع المسيح هو أبن الله هو أبن لله مولود من الله ) وعلشان كده إن كان فى جماعة رفضت السيد المسيح لكن فى أفراد قبلوا السيد المسيح , وكانت الجماعة التى رفضت السيد المسيح هى شعب إسرائيل ككل , وأصبح قبول السيد المسيح على المستوى الفردى لكل واحد أو لكل شخص , ويمكن دى بتوضح لينا أكثر هل الله فشل فى خطته اللى كان واضعها من أجل الحقيقة لما جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله , ويبتدأ يعلن فى آية 14 كل سر التجسد بكل بركاته والتجسد ليس مجرد أن الله صار جسدا وما هى طبيعة هذا التجسد وما هى البركات اللى موجودة لى من تجسد السيد المسيح ؟ لأنى أخشى أقول أن لى حاجات كثيرة فى تجسد السيد المسيح وأنا مش متمتع بيها لأنى لا أعرفها أو لأنى لم أعطها أى أهمية , وهذا ما سنتكلم عنه فى الجزء التالى من خلال الكلمة صار جسدا وحلّ بيننا , ولما صار جسدا وحلّ بيننا نقدر نراه ونشوفه ونشوف النعمة والحق وأيضا نشوف كل شىء إحنا محتاجين ليه .

والى اللقاء مع الأصحاح الأول الجزء الرابع من إنجيل يوحنا راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
+++
أخوكم
فكرى جرجس

 
أعلى