القديس ليونارد من نوبلا

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,067
مستوى التفاعل
5,425
النقاط
113
123873925_2743584385898816_7268365891843858533_n.jpg

القديس ليونارد من نوبلا
تذكار القديس ليونردوس المعترف
شفيع السجناء
St. Leonard of Noblac
(عيده7نوفمبر)

...
الميلاد والنشأة:
إسمه "ليونارد" وهو اسم منقسم لقسمين من الأصل lion-heartedويعني قلب الأسد أو القلب الشجاع.
وُلِدَ في بلاد الغال (فرنسا حالياً) حوالي عام 496م، بقلعة ڤوندوم التابعة لمدينة أورليون، لعائلة نبيلة، ضمن البلاط الملكي لعائلة "كلوڤيس" ملك الفرانكش آنذاك، وجميع أقاربه كانوا من الشخصيات البارزة والقادة العسكريين والأشخاص ذوي الامتياز في المجتمع.
بسبب إيمان والديه قبل سر المعمودية في طفولته عن يد "ريمي" أسقف رامس (القديس ريمي أسقف رامس فيما بعد) وكان الملك كلوڤيس هو أشبينه (أباه الروحي). [ويُذكَر أن اسقف ريمي كان قد سبق وعمَّد الملك كلوڤيس عندما آمن بالمسيح].

إيمان نقي:
في طفولته المبكرة، تعرضت المملكة للتهديد من قبل جيشٍ غازي. كانت زوجة الملك كلوڤيس، وقد لاحظت إيمان الصبي ليونارد المطلق بيسوع المسيح، ويبدو أنها لم تكن قد آمنت بعد، فاقترحت مازحةً على الطفل أن يطلب مساعدة إلهه لصد الغزو. وببراءة الأطفال أخذ ليونارد الموقف على محمل الجدّ وصلّىَ بإيمان أن تنجو بلاده من ويلات الإحتلال، فكانت النتيجة أن انقلبت وتيرة المعركة وكانت لصالح جيوش الغال برغم كونها ليست أقوى من الغزاة!
وقد كانت تلك الحادثة نواة لإيمان كثيرين وقبولهم المعمودية عن يد الأسقف ريمي.

الرسالة:
كان ليونارد شديد التأثر بمعلمه الأسقف ريمي، مما سبب في تشكيل دعوته للتكريس، صار منذ شبابه رجل صلاة حقيقي، يعيش حياة عذبة مع إلهه، وقد كانت أولى المهمات التي أُسنِدَت إليه هي رعاية السجناء. فأحسن التعامل معهم روحياً ونفسياً، بل وقرر مساعدتهم، بأن طلب من الملك أن يعطيه صلاحيةً بإطلاق سراح السجناء الذين تابوا فعلياً وهو سيعرف ذلك بموهبة من الروح، فوثق به الملك رغم صغر سنّه وأذن له بهذه الصلاحية.
كذلك إكتسب سمعة طيبة كـ ناسك وصانع معجزات شفاء جعلت الفقراء والمرضى يأتون إليه من جميع أنحاء المملكة لنيل البركة ومعجزة الشفاء عن يديه، وكان ذلك يثير في نفسه رغبة في الإختفاء وعدم تضخيم كبريائه الذي ربما يحدث بسبب تقدير الناس واحترامهم الكبير له.
لقد كرس نفسه لكل إنسان يلتقيه، ليس فقط لرعاية احتياجاته الجسدي ولكن لإخباره عن تعاليم المسيح وخبرة معايشتها وتعليمهم ما يلزمهم معرفياً عن الإعتقاد المسيحي، حتى يستغل حضورهم من أجل الشفاء الجسدي في تغيير حياتهم الروحية.
أراد الملك، الذي كان سعيداً بالسمعة الطيبة لرجل الله ليونارد، أن يحتفظ به ويكرمه بجعله مرافق روحي له، ليقيم في القصر الملكي ليكون له من يخدمه ويعيش حياة مُريحة بلا عناء، لكن الراهب المتواضع دائماً، أجاب أنه يفضل أن يعيش في بساطة ودون إكرامٍ أرضي، كما كان اختيار المسيح لنفسه خلال تجسُّده على الأرض، وقد استأذن الملك بأن يعيش في محبسة بدير فقير في أورليون.
في دير أورليون، لاحظ الأباتي "ماكسيم" (القديس مكسيم الأباتي فيما بعد)، أن ليونارد لم يطلب لنفسه كرامة، وبر غم استحقاقه السريع لرتبة الشموسية، إلا أنه لم يحاول استخدام أي امتياز له على أقرانه الذين سبقهم إلى الشموسية.
كذلك شعر أن نوال سرّ الكهنوت قد يعطيه كرامةً أكبر، فبرغم استحقاقه له بعد الدراسة، لكنه لم يتقدم إليه، واكتفى فقط بأن يكون رجل صلاة، ومُبشِّر، حيث طلب إلى رئيس الدير أن يسمح له بالخروج لتبشير الوثنيين في مقاطعة ليموج الفرنسية، فسمح له.
خلال رحلاته التبشيرية، اكتشف ليونارد جبلاً قريباً غنياً بالغابات ومناسب للعُزلة التامة. هناك بنىَ محبسة صغيرة من فروع الأشجار الساقطة وبقي لبعض الوقت، يعيش على الكفاف، مُعتمداً في غذائه على ما يرسله له الرب من أعشاب وثمار، ويرتوي من مياه الينابيع.
وفرت له هذه الفترة ما يحتاجه من السلام الداخلي والهدوء، فقضى الوقت في الصلاة والتأمل في الطبيعة والكلمة، والإماتات الجسدية بنيّة خلاص الأنفس.
وقد بنى في عُزلته مكاناً للصلاة على اسم العذراء مريم، وكانت هذه الحياة ملاذ له من تمجيد العالم، لكن سرعان ما عرف طالبي رهبنة مكان الناسك ليونارد، فحضرا إليه ليتعلما منه خبراته الروحية.
بالوقت بدأ كثير من الفقراء والمرضى التعرُّف على مكان اعتزال الراهب ليونارد، وتوافدوا عليه لطلب الصلاة، كما أصبحت شهرته بصلاحية إطلاق سراح المساجين التائبين تتم بشكل معجزي، فقد أصبح السُجناء ظُلماً والسُجناء التائبين يتشفعون بالراهب ليونارد بنيّة إطلاق سراحهم، فتنحل قيودهم بشكل إعجازي ويصبح إطلاق سراحهم أمراً مفروغ منه، برغم عدم وجود ليونارد في المكان، وقد كان مشهوداً لهذه الأمور من حُرّاس ورؤساء السجون.
بعدها يخرج السجناء بنيّة الحجّ الروحي والسير مع الصوم والصلاة وتمجيد الله، حاملين سلاسل قيودهم المنحلّة رغم ثقل وزنها، حتى يصلوا إلى مكان اعتكاف الراهب ليونارد، فيضعونها أمامه بإمتنان لقداسته.
إستقبل الأخ ليونارد جميع هؤلاء بترحيب وباحترام، وصلّى معهم مُمجداً الله، ولبّىَ طلب عدد غير قليل منهم قرَّر تكريس حياته لله، والتتلمُذ عن يده، فأعطاهم بعد إذن الملك أماكن لبناء قليات للسكن، وأعطاهم الناسك القديس أدوار خدمية نحو الفقراء والمرضى، كذلك يخدمون في مكان الصلاة ويتعلمون التأمل في الطبيعة.
صار عدد التابعين كثير، لدرجة دفعتهم لبناء دير جذب عدد أكبر من الراغبين في التلمذة الروحية عن يد الناسك ليونارد.

الوفاة والقداسة:
حوالي عام 559م، أثناء تواجده بمحبسته شعر بأنه مريض وعلم بالروح أنه شارف على الموت، فانتقل بشكل عجائبي إلى مكان الصلاة وهناك رقد بعطر القداسة عن عمر ناهز الثالثة والستين، بعد حياة ملئها الصلاة والتواضع والبشارة.
مزاره الرئيسي هو كنيسة سان ليونارد دي نوبلا – أوتفين - فرنسا.
هو شفيع السجناء، وأسرى الحروب، والتائبين.
تُكرِّمه الكنيسة الكاثوليكة والكنائس الأرثودكسية والأنجليكانية.
شهادة حياته وبركة شفاعته، فلتكن معنا. آمين.
 
أعلى