- إنضم
- 21 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 30,377
- مستوى التفاعل
- 2,099
- النقاط
- 0
- الإقامة
- Je rêve que je suis un papillon
المسيح فى سفر أعمال الرسل
إذا كانت البشائر الأربعة (الأناجيل) قد تكلمت عن حياة السيد المسيح بالجسد مدة وجوده على الأرض , فإن سفر أعمال الرسل يتناول الكلام عن المسيح العامل بروحه القدوس فى كنيسته التى جسده غير المنظور بعد صعوده إلى السماء.
لقد وعد المسيح تلاميذه بأن يرسل لهم الروح القدس. وهذا ما تم فى يوم الخمسين لقيامة الرب من بين الأموات , حين انسكب الروح القدس بقوة وغنى على أعضاء الكنيسة الأولى. ومنذ تلك الساعة ابتدأ التلاميذ يشهدون للمسيح , إتماماً لرغبته وقصده " تكونون لى شهوداً فى أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أعمال الرسل 1 : 8).
إن هذا السفر كله يشهد للمسيح . ولا عجب فهذا عمل الروح القدس أنه يشهد للمسيح . " ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب , روح الحق الذى من عند الآب ينبثق فهو يشهد لى " (يو 15 : 26 ). وهو يمجد المسيح أيضآ.
"ذاك (الروح القدس) يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم " (يوحنا 16: 64).
إن سفر أعمال الرسل كله هو شهادة حية لصدق أقوال المسيح وصدق تعاليمه وفاعليتها . " وبقوة عظيمة , كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع . ونعمة عظيمة كانت على جميعهم " (أعمال الرسل 4 : 33).
لقد تمجد الرب يسوع بآيات ومعجزات كثيرة صنعها رسله وتلاميذه باسمه كما فى معجزة شفاء الرجل المقعد عند باب الهيكل الجميل , الذى بعد أن ظل مقعداً عاجزاً عن النهوض على قدميه , هب واقفآ عليهما بقوة اسم يسوع المسيح (أعمال الرسل3).
لقد أثبت السيد المسيح فى هذا السفر صدق مواعيده التى وعد بها تلاميذه وهو معهم بالجسد قبل إرتفاعه إلى السماء , وإنه بالفعل معهم كل الأيام وحتى إنقضاء الدهر.
لقد عمل السيد المسيح بالتلاميذ , وتكلم فيهم وثبت كل ما قالوه , ولم يسقط حرف واحد منه . هكذا نشاهد قوة كنيسة المسيح فى شفاء مقعد باب الهيكل الجميل (أع 3). ونرى مهابتها وسلطانها فيما حدث مع حنانيا وسفيرة (أع 5). وحتى أن القديس لوقا كاتب سفر أعمال الرسل يقول " وصار خوف فى كل نفس" (أع 2 : 43 ). ونرى ظل القديس بطرس الرسول يشفى الأمراض(أع 5:15). والخرق التى يلقيها القديس بولس الرسول عن جسده تشفى الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع 19 : 12 ).
فى هذا السفر نرى كيف تحولت تعاليم المسيح الشفوية إلى فضائل معاشة . نرى المحبة المسيحية العملية فى حياة الشركة التى عاشتها الكنيسة الأولى , حتى أن " جميع الذين آمنوا كانوا معآ وكان عندهم كل شئ مشتركآ والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج "
(أع 2: 44 , 45 ).
فى سفر أعمال الرسل نرى كيف تم كلام السيح فى مثل حبة الخردل والخميرة التى خبأتها امرأة فى ثلاثة أكيال دقيق (مت 13 : 31 - 33). وأن مثل حبة الخردل يشير الى إنتشار المسيحية وانفتاحها على العالم . ومثل الخميرة التى خبأتها المرأة فى الثلاثة أكيال دقيق, يشير إلى عمل النعمة الإلهية فى داخل الإنسان.
المرجع
عن كتاب - كتابنا المقدس
بحث فى علوم وتاريخ الكتاب المقدس للراهب ويصا الأنطونى.