- إنضم
- 24 ديسمبر 2012
- المشاركات
- 2,622
- مستوى التفاعل
- 786
- النقاط
- 113
حنان دجاجة
اشتم أحد المزارعين الأمريكيين رائحة دخان قوية ، ففتح القناة الخاصة بالأخبار المحلية بالراديو . عرف أن النيران قد أشتعلت على بعد أميال قليلة من مسكنه . اشتعلت فى حقول القمح الشاسعة ، وذلك قبل تمام نضجه بحوالى أسبوعين .
إنه يعلم أنه متى اشتعلت النيران فى مثل هذا الوقت يصعب السيطرة عليها ، فتحرق عشرات الأميال المربعة من زراعة القمح .
عرف المزارع أيضاً أن الرياح تتجه بالنيران نحو حقله ، فبدأ يفكر هكذا :
ماذا أفعل ؟
لابد للنيران أن تلحق بحقلى وتحطم منزلى وحظيرة الحيوانات ، وأفقد كل شئ !.
بدأ يحرق اجزاء من حقله بطريقة هادئة حتى لا يصير بيته وحظيرة حيواناته محاطة بحقول قمح فيحترق بيته وحظيرة حيواناته . استطاع أن يحرق كل حقله تماماً دون أن يُصاب بيته ..
فأطمأن أن النيران لا تنسحب إلى بيته ..
حقاً لقد أحرق بيديه محصوله ، لكنه افتدى بيته وحيواناته وطيوره .
إذ اطمأن على بيته بدأ يسير بجوار حقله المحترق وهو منكسر القلب ، لأنه فقد محاصيله بيديه .
رأى دجاجة شبه محترقة وقد بسطت جناحيها . تطلع بحزن إليها ، فقد طار بعض اللهب إليها فحرقها . تسللت الدموع من عينيه وهو يرى طيراً قد مات بلا ذنب .
بحركة لا إرادية حرك الدجاجة بقدمه ، فإذا بمجموعة من الكتاكيت الصغيرة . تطلع إلى تلك الدجاجة البطلة الحنونة التى أحاطت بجسمها صغارها وسلمته للموت ، احترقت دون أن تحرك جناحيها أو تهرب ، بل صمدت لتحمى صغارها ، بينما يحزن هو على خسائر مادية !
رفع عينيه نحو السماء وهو يقول :
" مخلصى وربي الحبيب يسوع الحي .. الآن أدركت معنى كلماتك :
كم مرة أردت أن اجمع أولادك ، كما تجمع الدجاجة فراخها . أشكرك لأنك وأنت لم تعرف الخطية ، سلمت جسدك للموت لأجلي بفرح لتحمل نيران الغضب عن خطاياى . ظنت النيران أنها تقدر أن تحطمك ، لكن فى حبك حملتنى بموتك المحيى إلى الحياة " .
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين
يسوع يحبك ...