المسيح ذبيحة خلاصنا نحن البشر

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,338
مستوى التفاعل
1,738
النقاط
76
احبنا الله محبة لا متناهية متفانية اذ اخذ من اجل خلاصنا نحن جنس بني البشر وانحنى وهو الاله العظيم الجبروت وكلي القدرة والسلطان وملكه ازلي ابدي ودخل رحم فتاة يهودية عذراء وهي القديسة العذراء مريم اخذاً جسداً بشرياً مائتاً ونفسا عاقلة وخالدة وبلا خطية وهو الرب يسوع المسيح وولد منها لغاية سامية عظيمة وهي ليكون حمل الله الحامل خطايا العالم بأسره على مد العصور منذ بداية الخليقة والى انقضاء هذا الدهر اذ كنا امواتاً بخطايانا ومستحقين الهلاك الابدي اذ قدم المسيح ذاته طوعياً ليحمل في جسدة ويتجرع كأس اثامنا ويحمل خزينا وعارنا ويسدد بالكامل في ذبيحة جسده الكفارية على عود الصليب ثمن خلاصنا فاصبح فديةً لنا
وكان يشار للفدية انذاك مثل شراء،‏ مصالحة،‏ استرضاء،‏ وكفارة.‏ لكنَّ افضل كلمة معبِّرة على الارجح هي التي استخدمها يسوع نفسه.‏ فقد قال:‏ «ابن الانسان لم يأتِ ليُخدم،‏ بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية [باليونانية،‏ ليتْرون‏] عن كثيرين‏.‏
1.بما أنَّ الفدية يجب أن تكون على الأقل مساوية في قيمتها للشيء المطلوب فداؤه، وبما أنه لا يساوي الإِنسان إلا إنسان مثله لأنه ليس له نظير بين الكائنات يعادله ويساويه، لذلك فالفدية أو بالحري الفادي الذي يصلح للتكفير عن نفوسنا، يجب أن لا يكون حيواناً بل أن يكون على الأقل إنساناً.
2. وبما أنَّ هذا الفادي سيكون فادياً ليس لإِنسان واحد بل لكل الناس، لتعذُّر وجود فادٍ لكل واحد من بلايين البشر الذين يعيشون في العالم، في كل العصور والبلاد، يجب أن تكون قيمته معادلة لكل هؤلاء الناس.
3. وبما أنه لو كان الفادي من جنس يختلف عن جنسنا (على فرض وجود مثل هذا الجنس)، لَما استطاع أن يكون نائباً عنا، لأنّ النائب يكون من جنس الذين ينوب عنهم، لذلك فإنّه مع عَظَمته التي ذكرناها يجب أن يكون واحداً من جنسنا.
4. وبما أنه لو كان الفادي خاطئاً مثلنا، لكان محروماً من الله وواقعاً تحت قضاء القصاص الأبدي نظيرنا، ولا يستطيع تبعاً لذلك أن ينقذ واحداً منا من هذا المصير المرعب، لأنّه يكون هو نفسه محتاجاً إلى من ينقذه منه، لذلك فالفادي مع وجوب كونه واحداً من جنسنا، يجب أن يكون خالياً من الخطية خلواً تاماً.
5. وبما أنَّ خلوّه من الخطية وإن كان أمراً سامياً، لا يقوم دليلاً على كماله، وبالتالي على أهليّته ليكون فادياً. فآدم مثلاً رغم أنه خُلق خالياً من الخطية غير أنه لم يكن معصوماً منها، لأنه عندما عاش على الأرض سقط فيها، لذلك لا يكفي أن يكون الفادي خالياً من الخطية، بل يجب أن يثبت بالدليل العملي أنه معصوم منها أيضاً.
6. فضلاً عن ذلك، بما أنه لو كان مخلوقاً، لكان بجملته ملكاً لله. وشخص ليس ملكاً لنفسه بل ملكاً لله، لا يحقّ له تقديم نفسه فدية لله عن إنسان ما، إذاً فالفادي يجب أن يكون أيضاً غير مخلوق ليكون من حقه أن يقدم نفسه كفارة.
7. بما أنه لا يمكن الحصول على الغفران والتّمتّع بالوجود في حضرة الله إلاّ إذا تمّ أولاً إيفاء مطالب عدالته وقداسته التي لا حدَّ لها، إذاً فالفادي يجب أن يكون أيضاً ذا مكانة لا حدَّ لسموها حتى يستطيع إيفاء مطالب الأولى بتحمّل كل قصاص الخطية عوضاً عنا، وإيفاء مطالب الثانية بإمدادنا بحياة روحية ترقى بنا إلى درجة التوافق مع الله في صفاته الأدبية السامية.
ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا لينقلنا من الضلال الى معرفة الحق وقام في اليوم الثالث ليقيمنا معه الى الحياة الابدية وليحيي مماتنا بموته المحيي واعطانا اسراره المقدسة لنتذكر نعمته العظيمة الينا فلنتذكر هذه النعمة بحبٍ كبير وتواضعٍ عميق وبالصلاة النقية وبالحزن المعقول نشترك في اسرار الكنيسة ونحن عائدون عن زلاتنا ومتألمون عن خطايانا ونطلب الرحمة والغفران من الله رب الكل ونصفح عن زلات اخوتنا
ونحن ممتنون وبفيض الشكر نقدم تسبيحاتنا وصلواتنا قرباناً و ذبيحة حية ومهما شكرنا لن نوفيه حقه ولن تستطيع الكلمات البشرية المحدودة ان تعبر عن مدى شكرنا لله اللامحدود المتفاني في حبه لنا
 
التعديل الأخير:
أعلى