رحلة إيمان الصاد هو سندر سنغ المسيحى الهندى

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
أنا هو الراعى الصالح والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف
يوحنا 10 : 11
‏باسم الآب والابن والروح القدس اله واحد آمين
نبذة عن تاريح حياة الصاد هو سندر سنغ
‏انظروا الى نهاية سيرتهم وتمثلوا بايمانهم (عب 13 : 7)

ولد الشاب الهندى سندر ابن شيرسنغ فى اوائل شهر سبتمبر سنة 1889 فى قرية لامبور وكانت ديانته السيخية وكان رجال الدين السيخى يلقبون بـ الصادهو وكان ابوه رئيسا لولاية وكان يمتلك أرضا زراعية تدر عليه الكثير
وكادن الولد يقوم مبكرا مثل أمه ويتلو الصلوات بجوارها ويقرأ فى الكتب الهندوسية. ولما توفيت أمه ضاق العالم فى وجهة لانه كان يحبها كثيرا, وحتى نهاية حياته كان يتحدث عنها بكل وجدانه أذ كان يعتبر‏ها الشخص الوحيد الصالح فى نظره.
وبقى سندر منعزلا حزينا على أثر الصدمه وقد حاول أن يمارس تعاليم اليوجا ولكن بدون جدوى, كما أبغض معلميه ثم تغير فجأة من طالب هادىء الى انسان عنيف. ولما أعلن له مدرس مسيحى ذات مرة أن يسوع المسيح يستطيع أن يمنحه السلام الذى يتوق اليه, فكأنه قد أشعل فيه شرارة حقده المكبوث ضد كل ما قدمه الية, ومن شدة رفضه للدين المسيحى استطاع أن يقنع والده بتحويله من المدرسة المسيحية الى المدرسة الحكومية. وكان يسير مسافة ستة أميال عبر صحراء البنحاب يوميا ذهابا وايابا, ومرة جمع حوله بعض الصبيان الأشقياء الأشرار وفكر أن يحطم المدرسة المسيحية وأن يجبر المرسلين المسيحيين فى ذلك المكان على الجلاء من بلدته, فكان يقذفهم بالحجارة فى الشوارع ويلقى بالأترية عليهم غى اجتماعاتهم ويصيح بأعلى صوته ضد كل محتج. أما المسيحيون فقد عاملوه بكل رأفة, وظنوا أن ذلك نتيجة حزنة بسبب وفاة أمه. ومع عودة الصيف واشتداد الحرارة طلب من أبيه أن يعود الى المدرسة المسيحية فى قريته رامبا مرة أخرى, أما المدرسون الذين سبق أن رماهم بالحجارة فقد قبلوه بدون تردد ولكنه صار فى حالة اكتئاب شديد حتى انه تمنى الموت لنفسه.
 
التعديل الأخير:

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
‏وكان اخر مظهر لسندر ضد الله أن أخذ نسخة من العهد الجديد وفتحها وبدأ ينزع منه ورقة تلو الأخرى ويلقى بها فى هدوء الى النار, وفجأة لمحه أبوخ وفى يده الكتاب وهو يلقى بصحفاته الى النار حتى تتحول الى رماد, فصاح فيه قائلا: هل جننت أيها الولد فتحرق كتاب المسيحيين؟ انه كتاب صالح وهكذا كانت تقول أمك. وأنا لا ‏أريد لهذه الاعمال الشريرة أن تحدث فى منزلى. ونظر سندر الى أبيه ثم القى بالكتاب كله الى وسط النار ودفعه بقدمه, ثم اتجاء فى سكون ودلف الى منزله وظل حبيس غرفته ثلاثة أيام كاملة بدون طعام أو شراب ثم قال: اذا كان الله يريدنى أن أعيش فليقل لى ذلك بنفسه ....آه يا رب . . ان كان هناك اله فليعلن لى نفسه هذه الليلة. وبيت أمرا فى نيته وهو أن يتجه الى خط السكة الحديديه ويضع رأسه على القضبان فى ظلام الليل فى انتطار القطار الذى يضع حدا لشقائه. ثم ترك غرفته وذهب الى غرفه الحمام وفى صقيع الليل ترك المياه البارده تنصب على راسه وعلى كتفيه لمدة ساعه كاملة قبل أن يعود الى غرفته وكانت هنالك سبع ساعات باقيه قبل مرور القطار وصرخ سندر: أه يا رب ان كان هناك رب فليعلن نفسه لى قبل أن أموت والا فانى سأنهى حياتى, ومن الساعه الثالثه صباحا حتى الرابعة والنصف ظللت أهذى بهذه الكلمات ولم يكن قد بقى أمامى سوى نصف ساعه فقط ويمر قطار الساعة الخامسه صباحا بالقرب من البيت وقد وطدت العزم على أن أضع رأسى على شريط السكه الحديد وينتهى كل شىء ولكن حدث شيء ما كنت اتوقعه على الاطلاق, فاذا بسحابه لامعة مضيئة ملأت الغرفه فجأه ومن خلال هذا النور رأيت شخصيه تقف أمامى, فى باديء الأمر ظننت أنها لبوذا أو كريشنا أو واحد آخر من الذين أتعبد لهم, ولكننى ذهلت حين سمعت هذه الكلمات: الى متى , لقد مت من أجلك, بذلت حياتى فى سبيلك لأهبك الحياة. ولم أستطيع أن أجيب بكلمة واحدة ولم أدرك شيئا حتى رأيت أثار المسامير فى يدى المسيح الحى المبارك. لقد كنت اظن أن المسيح إنسانا عظيما عاش فى فلسطين فترة ما أما الأن فقد انقطع عن هذا الوجود ولكن ها أنا أراه حيا أمامى وليس مجرد قصة عابرة. ها هو أمامى بذاته وشخصه ووجهه المشرق بالمحبه ومع أننى أحرقت انجيله أول أمس الا أن شيئا من الغضب لا يبدو عليه الأن. تغير كيانى من تلك الساعه وعرفت المسيح الحى مخلصى ومخلص العالم. وفاض قلبى بفرح وسلام لا ينطق به ومجيد.
ظهر وجه وصورة يسوع المسيح يتحدث معى ويقول: الى متى تضطهدنى؟ لقد اتيت لأخلصك, لقد كنت تصلى لتعرف الطريق الصحيح فلماذا لا تحصل عليه؟ انا هو الطريق والحق والحياة, وكان حديثه بلغتنا, نعم لقد تحدث معى. ثم سقطت عند قدميه. ولا ا‏علم كم استغرق ذلك من وقت لكنى بعدما نهضت ذهبت الرؤيا وربما تمنيت أن ارى كريشنا او واحدا من آلهتنا لكن ليس يسوع.
وظل أبوه يراقبه وهو يقص عليه ذلك حينما اندفع مسرعا ودخل حجره أببه. لكن سندر استمر يفول: انا الأن مسيحى ولا يكفينى أن أخدم أحدا سوى يسو, ولكن شيرسنغ تكلم فى هدوء حينما اقتاده الى باب غرفنه قائلا: انك حتما مجنون لأنك تأتى الى فى نصف الليل وتقول أنا مسيحى ومنذ ثلاثة أيام فقط تحرق الكتاب المسيحى. فنظر سندر بجفاء الى يديه وقال: ان هاتين اليدين قد فعلتا ذلك ولا يمكن أن اطهرهما من تلك الخطيه حتى يوم وفاتى, ولكن حتى ذلك اليوم ستبقى حياتى ملكا للمسيح.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
فى يوم 3 من شهر سبتمبر لسنة 1905 صعد سندر التل المؤدى الى مدينة سملا ووجه نظره ‏نحو مبنى كنيسة المسيح الذى توسط أعلى المكان وكان قد بلغ السادسة عشرة من عمره واصبح رشيدا حرا طبقا لقوانين بلاده, فى ذلك اليوم الذى صار مسيحيا بعد أن اعترف بايمانه أمام مذبح كنيسة القديس توما. وقد كان وقوفه وحيدا فى الكنيسة وقت عماده اعلانا عن انفصاله عن العالم, اذ اعتبر أقل من ميت بالنسبة لعائلته. ولكن المعركة كانت معركته وبدأ يسير بقدميه العاريتين وقد نفذت اليهما أشواك الغابة ولكن كانت ترن فى اذنيه كلمات المزمور المحبب اليه والتى استع اليها أثناء عماده ووقف صامتا. لكن هل كان الصوت من داخل قلبه أو كان من من مصدر اخر بجانبة وقد سمع هذه الكلمات: الرب راعى فلا يعوزنى شىء, فى مراع خضرة يسكننى, الى مياه الراحة يوردنى, يرد نفى. يهدينى الى سبل البر من أجل اسمه, ان سلكت فى وسط ظلال الموت فلا أخاف شرا لأنك أنت معى, عصاك و¬عكازك هما يعزياننى, هيأت قدامى مائدة تجاه مضايقى, مسحت بالزيت راسى, وكأسك روتنى مثل الصرف, ورحمتك تدركنى جميع أيام حياتى ومسكنى فى بيت الرب مدى الأيام. هللويا. والتفت سندر جانبا كأنما توقع ان يرى المتكلم, فقد كان الصوت حقيقيا, وكان الصوت يختلف عن أى صوت أخر سمعه من قبل باستثناء ذلك الصوت الذى تكلم اليه مرة داخل غرفته فى قريته رامبر وعندئذ تأكد انه صوت الرب يسوع المسيح الذى سوف يكون معه طيلة ايام حياته.
ولم يبد أقارب سندر اهتماما بأقواله فى بادىء الأمر وظنوا أن عزمه على اتباع ديانة المسيح لابد وأن يفتر بمرور الوقت, لقد كان عارا كبيرا فى عرفهم أن يترك أحدهم ديانة أجداده. ولمكنهم حينما رأوا عناده حاولوا جهد الطاقة أن يثنوه عن عزمه, ولما لم تجد معه كلمات المحبة والرفق والمحاجة الرقيقة هددوه بالويلات والاضطهادات. وفى يوم من الأيام حلق خصلة شعره التى كانت الأسرة تعتبرها كعلامة مميزة لاتباع ديانة السيخ, واعلن جهارا عزمه على ترك دين ابائه.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
طرده والده من البيت. وقبل مغادرته المنزل دس أقرباؤه له السم ممزوجا بالطعام. ولم يجد سندر مأوى له الا بيت أحد اصدقائه المسيحيين, وحينما وصل الى ذلك البيت كان السم قد أتى بمفعوله وبدا أنه على حافة النهاية. أما الطبيب الهندوسى الذى استدعى على عجل فقد خشى أن يموت المريض فتثور حوله الشبهات, فرفض أن يقوم بعلاجه أو يعطيه أى دواء, ولكم سندر كان يعرف أن الله يعده لرسالة عظمى ه, وانه لابد وان يلمسه بلمسة الشفاء وقد كان. ولما رأى الطبيب ايمانه كيف نال الشفاء المعجزى تأثر بذلك, وبعد مرور عامين من ذلك الحادث اعتنق دييانة المسيح وأصبح خادما للأنجيل.
التحق سندر بعد ذلك بالمدرسة العليا التى تديرها احدى الرساليات فى لوزيانا.
‏وفى أؤائل سبتمبر لعام 1905 بعثته الارسالية بخطاب توصية الى أحد المرسلين ويدعى القس ريدمان ضمن هيئة
الارسالية المسيحية فى سملا, فحص المرسل سندر وتأثر بمعرفة الصبى العميقة بحياة المسيح وتعاليمه. وتيقن أن سندر مخلص حقا وانه لابد وقد نال اختبارا شخصيا, وعرف المسيح مخلصا له. اما سندر فقد كان ‏ممتلئا حماسة حتى أنة قال انه على استعداد ان يذهب وينادى بكم صنع به الرب ورحمه.
لقد كانت رغبة سندر منذ أمد بعيد أن يصبح "صادو" والصادو فى بلاد الهند يلبس ثوبا واحدا. يعيش أعزبا زاهدا فى كل شىء متجولا بين المنازل. فأذا أحسن اليه أحدهم بصدقة أو مأوى للمبيت. وجد طعامه ومأواه, والا فانه يبقى على الطوى يفترش أفاريز الشوارع ويلتحف السماء الزرقاء. اختمرت الفكرة فى عقل سندر, فلماذا لا يكون "صادو" مسيحيا على نفس نمط الصادو الهندى؟ فبعد المعمودية بثلاثة وثلاثين يوما, أى فى السادسم‏من أكتوبر من نفس العام قرر أن يحيا نذيرا راهبا مبشرا متجولا مناديا بأسم المسيح لا يتقاضى من الارسالية أو من أى كائن أخر أجرا أو راتبا. فاذا قدم له الطعام لا يرفضه, والا فسيتجول سائرا على قدميه من مكان الى مكان, مقدما البشارة دون طعام. واذا تحنن أحدهم عليه ودعاه للمبيت, فسيتقبل ذلك بكل امتنان والا فمأواه كهف فى الصخر, أو تحت شجرة فى الغابة او قارعة الطريق, وقد أتبع هذا النظام بكل أمانة. وخلال سنى حياته الأولى حينما لم يكن اسمه معروفا بين الناس, قاسى الكثير بسبب ذلك. فكثرا ما كان يقضى الأيام الطويلة دون طعام متعرضا لاخطار بنومه فى العراء أو قلب المغاور وحتى فى اقسى الأصقاع والاجواء برودة, لم يزد على ردائه القطنى الرقيق الأصفر, الصورة التى كانث تميزه خلا رحلاته الطويلة فى العالم أجمع.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
وما بين عامين 1906 & 1907 شاركه فى خدمته وتجواله شاب شاب ثرى امريكى يدعى مستر ستوكس أعجب بمثال المسيح ومثال الأسيسى, قديس القرون الوسطى, فى ذلك الشاب الحدث وفى أفظع الاحياء امتلاء بالأوبئة والقذارة. فى بلاد تستوطن فيها الكوليرا والطاعون والجزام, كان الاثنان يشاهدان وهما يحملان طعام الروح والجسد للقلوب والنفوس الجائعة. استمع الى ذلك الثرى الأمريكى, يتحدث عن الصادو المسيحى الصغير فيقول: لم يكن أكثر من صبى ولكنه كان يتحمل بكل شجاعة وصبر الجوع والعرى والمرض وحتى السجن فى سبيل سيده. كنا نسافر معا مئات الأميال على الأقدام فى اقسى المناطق الموبوءة, وبدا لى كأن العدوى قد انتقلت اليه. فكانت حالته الصحية تزداد سوءا يوما بعد يوم وحرارته تزداد ارتفاعا|, وفى ليلة من الليالى بينما كنا نعبر أحد المعابر الجبلية القريبة ءن أحد الانهار لم تقو قدماه على متابعة السير فسقط فى الطريق, كان يرتعش بشدة بسبب الحمى وكان وجهه متقلصا بسبب آلام فى أمعائه وشعرت بالارتباك وأنا الى جواره لأننا كنا بعيدين عن العمران بينما كان الجو شديد البرودة. جاهدت بكل قواى وسحبته الى شاطىء النهر حيث بللت جسده المحترق فى الماء الجارى, مجتهدا أن ارفع راسه, انحنيت عليه وانا اسأل عن شعوره فكنت أعرف أنه لن يشكو, ولكننى أردت أن أسمع من فمه كلمة. واننى لا أنس منظره حيثما فتح عينيه وقال لى والابتسامة تعلو شفتيه: اننى سعيد .. بل سعيد جدا. ما احلى أن اقاسى المرض والألم والمتاعب فى سبيل سيدى.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
بين عام 1909 وعام 1911 كان لقاء سندر مع ك. أندرسون استاذ فى كلية سان ستيفن بمدينة دلهى. اعتاد هذا الاستاذ ان يأتى الى منطقة سملا الجبلية لجوها الجاف. وهناك ‏كان اللقاء بين الأستاذ الجامعى والشاب المسيحى الهندى, لقاء اثمر عن صداقة استمرت حتى نهاية حياة الصاد. ولقد قدم لنا أندروسن لمحات مشرقة عن سندر وعن عمله وجهاده خاصة فى تلك السنوات التى كان فيها خامل الذكر غير معروف, ولا ضير اذا أعطينا القارىء بعض الأمثلة التى تظهر لنا كيف كان سندر يقوم بخدمته فى هذه السنين الاولى.
لقد كان الطابع المميز لخدمته هو طاعته الطاملة لصوت الروح وارشاده فى اعماقه, مهما كلفة ذلك من متاعب. فى ليلة فى مدينة كوتجارت, وكان الوقت ليلا, قام من صلاته وقد عزم على الخروج, أما اصدقاءه فقد نصحوه بالبقاء حتى الصباح حيث ان الطريق التى اعتزم ان يسلكها كانت عبر غابة كثيفة, لكن سندر اصر على الرحيل, وبعد مضى عدة ايام عاد الى اصدقاءه ليخبرهم ان الشخص الذى عزم على زيارته كان فى اشد الحاجة الى من يعاونه, فقد كان وحيدا فى بيته, يتقلب على فراش الضعف والمرض, هذه الطاعة, دون الاكتراث بالعواقب, كانت الطابع القوى الذى ميز حياة سندر وخدماته.
فى أوقات متفرقة كان يقوم بزيارة الطلبة فى كلية سان ستيفن فى دلهى. وكان الطلبة يلتفون حوله ويتبادلون معه الاحاديث حتى ساعة متأخرة من الليل, وكان له تأثره الكبير عليهم. فقد كان صغيرا نظيرهم صادق الحس والقلب فائض الحماس, ونتيجة لذلك اختار أحدهم طريق الخدمة المسيحية مفضلا اياه على الوظيفة الحكومية. وأصبح الأخر قسيسا فى كنيسة المسيح . وابتدأن الفروق الطبقية تتلاشى فى دائرة الطلبه, وما أقسى هذه الفروق فى بلاد الهند. فهناك طبقة المنبوذين الذين لا تعامل معهم ولا مخالطه, ولا تزاوج وقد حدث أن واحدا منهم وقد كان يعمل كناسا فى الكليه أصيب بمرض وانقطع عن الحضور الى عمله. فقام بعيادته واحد من الطلبه وذهب اليه فى حى المنبوذين وسهر على تمريضه ورعايته حتى نال الشفاء, الأمر الذى ما كان يسمع عنه من قبل.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
ويؤكد لنا اندرسون ثقة الصادو المطلقة بما هو خارق للطببعة وقد أكد ايمانه بذلك الرؤى المعجزية التى كانت تعلن له وهكذا اصبح من اليسير لديه الايمان بأن الله يعمل فى كل حين ويعمل بطريقة تفوق المعتاد لينقذ أحباءه من الاضطهاد والضيق والموت وبكلمات أخرى نقول انه كان يعيش فى أرض ما فوق الطبيعة أرض الرؤى والمعجزات. وكثيرا ما كان يختلط عليه الفكر المعلن له وأفكاره الذاتية. أما الرؤى والاحلام فكثيرا ما كان يراها حقائق وقعت له فى أرض الواقع.
فى عام 1909 ارسله الاسقف لفروى الى كلية سان جون فى لاهور لدراسة اللاهوت تمهيدا لتنصيبه راعيا لاحدى الكنائس الانجليكانية, وكانن سندر يحترم الاسقف فنزل على رغبته ولكنه فى قرارة نفسه ما كان يجد فى جو الحياة الدراسية ما يوائم نفسيته, لقد كانت حياة الدراسية جريا وراء العلم والتحصيل, لكنها لم تترك الفرصة الكافية للجلوس عند أقدام المسيح, وبمرور الزمن ازداد يقينا انة يستطيع أن يتعلم أكثر عند قدمى الرب يسوع من أن يعرف ما كتب عنه على صفحات الكتب.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
‏أما زملاؤه فلم يكن لهم نفس النظرة لأنهم لم يتمتعوا بنفس هذا الا‏ختبار. وهكذا لم يفهموا مثال الخدمة والتضحية الذى وضعه الصادو نصب عينيه. لقد كان سندر على حد تعبير أندروس كعصفور الغابة الطليق الذى أرادوا له أن يكون حبيس قفص مغلق، ومن أين له أن يغرد. لقد فقد السلام والتعزية والفرح. البركات التى كانت تميز حياته فى كوتجارت حيث الطبيعة الهادئة وسلام المرتفعات الجبلية. ولما تساءل سندر ان كان ممكنا له بعد انهاء الدراسة ونوال اجازته العلمية أن يقوم بالخدمة فى كل الكنائس وأن يمد يده الى مائدة الشركة مع أية طائفة كان جواب الأسقف بعدم امكانية ذلك لأن خدمته ستكون وقفا على الطائفة الإنجليكانية. شعر بخيبة أمل كبرى واحس بأن هذا لا يتفق مع مثال كنيسة المسيح الجامعة, وهكذا بعد كثير من الصلاة والتدبر قرر قطع دراسته فى كلية سان جون اللاهوتية ولم يكن قد مضى عليه أكنر من ثمانية أشهر. يقول فى مذكراته: لقد تعلمت فى الكلية أشياء كثيرة وهامة ولكنها لم تكن ذات فائدة روحية لى. كانت تدور مناقشات ودراسات عن الطوائف المختلفة وعن يسوع المسيح وعن أمور أخرى هامة ولكنبى تعلمت كل الحق عند أقدام سيدى, وحين كنت أقضى الساعات راكعا فى محضر الرب كان يفيض على باستنارة عجيبة ويعلمنى أشياء وأفكار تفوق ما يدركه العلماء. تعال معى واجلس عند اقدام المسيح فى روح التعبد والصلاة, هنا أعظم كليه لاهوت فى الوجود, ألا يستطيع رب اللاهوت أن يلقنك كل معضلات اللاهوت؟ ألا يستطيع أن يفيض عليك فى ثوانى معدودات ما يحتاج منك الى عام كامل من الدراسة المضنيه؟ أن كل ما تلقنته كان عند أقدام سيدى.
‏ومن عام 1912 ابتدأت زيارات الصادو لبلاد التبت, تلك البلاد المغلقة تماما فى وجه كل أجنبى وفى وجه كل دين أخر غير البوذية, واذا تجاسر مبشر مسيحى ونادى هناك بانجيل المسيح فمصيره السجن والاستشهاد. هذه الصورة كانت تثير فيه روح المخاطرة والاقدام فى سبيل خدمة سيده. ولكنه وجد أنه لن يستطيع أن يوالى رحلاته فى ربوع التبت الا خلال اربعة أو ثلاثة اشهر التى تذوب فيها الثلوج. أما باقى ايام السنة فالثلج يتساقط بشدة. وعلى ذلك رتب برنامج خدماته أن يقوم بالخدمة خلال شهور السنة التسعة فى سهول الهند بينما يقوم بجولاته وخدماته الدينية فى التبت خلال الشهور الثلاثة الباقية. ويبدو أنه قام بجولاته فى التبت على مدى ثمانيه أعوام كامله. ومن حسن الحظ أنه ترك لنا تقارير مفصلة عن رحلاته هذه نشرها باللغة الاردية فى صحيفة مسيحية بعنوان " نور أفشان".
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
على انه الى جانب الاخطار من السلطات واخطار الاضطهاد من أبناء التبت المتعصبين للبوذبه كانت هناك أخطار الطريق من اللصوص وقطاع الطرق والوحوش الكامنة فى المغائر الجبليه والمعابر الضيقه النى تحدها وهاد سحيقه. ولكن الصادو الشجاع ما كان يحسب حسابا لشىء فى سبيل خدمة سيده ومخلصه يسوع المسيح.
وهكذا اصطحب معه صديقا مسيحيا من أهل التبت يدعى "نسيب على" لعبور الحدود الجبلية المغطاة بالثلوج التى ترتفع الى ما يزيد على خمسة عشر الف قدم, وحين وجد الاثنان انه من المستحيل عليهما أن يشقا الطريق وسط الثلوج المتراكمة اتجها الى بلدة قريبة تعرف باسم "تاتشى جانج" ويشرف عليها لاما كبير أو رئيس للبوذيه له مكانته فى التبت. كائت البلدة ترقد وسط مرتفعات جبلية وتبعد عن المكان حوالى خمسة أميال.
كان البرد قارسا حتى كادت أطرافهما أن تتجمد ولم يستطيع الوحد منهما ان يحرك لسانه فى فمه ويتحدث الى أخيه, أما اللاما فقد كان متفتحا فاستقبلهما ببشاشة وأرسل الى أهل البلدة ليجتمعوا لسماع الصادو الشاب وكان سندر يتحدث بلغته ويقوم "نسيب" بالترجمة, واستمر خطابه ثلإثة ساعات كاملة.
ولم يكن كل الرؤساء البوذيين بهذه الروح السمحة, ففى فرصة أخرى كان عقاب سندر على التبشير باسم المسيح القاءه فى بئر جافة مهجورة بأمر من السلطات. ولعل هذا كان فى غضون عام 1912, استمع اليه يكتب عن هذه الحادثة فى مذكراته قائلا: انني لا انسى ذلك اليوم حين كنت فى احدى جولاتى التبشيرية فى بلاد التبت حيث القوا الايادى على وطرحونى فى بئر جافة عميقة عقابا لى. قضيت فى هذه البئر العفنة ثلاثة أيام وثلاث ليالى بلا طعام ولا شراب. كان للبئر بابها الذى أحكموا اغلاقه حتى أن الانسان ما كان ليرى يده بسبب الظلمة الرهيبة, وحينما اتجهت ملتمسا ما حولى لم أجد الا عظام الموتى والجثث العفنة المتآكلة. كان المكان هو الجحيم بعينه. وبدأ المجرب يتحدانى بالقول: ها أنت الان رهين السجن. هل يستطيع مسيحك أن ينقذك؟ لكننى لا انسى مطلقا سلام الله العميق الذى كان يغمر قلبى فى هذه الساعات الرهيبة. وتعثرت فسقطت على وجهى وانكسر ذراعى . وخيل الى انها ساعتى الأخيرة . ففد أطبقت الروأح العفنة على انفاسى وكدت أختنق. ولكن الجحيم تحول الى سماء, وأحسست بحضور المسيح الحى معى انه على الدوام معنا حسب وعده وما كنت أتصور أن حمل الصليب يجلب السلام العميق الى قلبى حتى اختبرت ذلك.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
‏ثم حدث شىء عجيب للغاية. قلت اننى كنت اعتقد أن نهايتى اقتربت واننى على ابواب السماء حينما فتح الباب وأحسست بيد تلمسنى لأقوم. لم أكن أرى أحدا. ولكننى أيقنت أن معجزة عظيمة خلصتنى وان اليد التى لمستنى لم تكن يدا بشرية, ان انسانا عاديا لا يستطيع أن يفتح بابا مغلقا بالأقفال, انها قوة الله, ولعل هذا ملاك الله, وها انا احيا واتحرك واعظ لا عن مسيح قرأت عنه بل عن مسيح اختبرته, مسيح عرفته فى اختبارى الحى, انه المسيح الحى ولو لم يكن المسيح حيا لما اختبرته وعرفته ولا استطاع انجيله أن يلمس القلوب ويغير الناس.
وفى أوخر ذلك العام كان سندرسنغ يعظ فى مكان مكشوف فى الطريق العام بمدينة كلكتا, وتصادف مرور اثنى عشر شخصا من كبار معلمى الهندوس. فبعد أن استمعوا اليه قليلا هتف احدهم: ان يسوع المسيح هو بحق تجسد الله العذرى المنزه عن الخطأ, ووافق معه بقية زملائه قائلين: لكم نود أن نصبح-تلاميذه وخدامه المتواضعين. لقد كانوا درسو كتب الفيداس فى بنارس مدينة الهندوس المقدسة. ومن وقتها كانوا فى حيرة عما اذا كانت المسيحية هى طريق الخلاص ام ديانة الهندوس. أربعة منهم أعلنوا ايمانهم بالمسيح عن ثقة, وبعد ثلاثة أيام جاءوا الى حيث يقيم سندرسنغ وقضوا معه فى نقاش ثلاث ساعات كاملة كان لها أثرها المبارك ولو أن انضمامهم لحظيرة المسيح قد تم بعد هذا التاريخ بسنوات ثلاث.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
ولقد كان شوق سندرسنغ فى الآونة الأخيرة أن يتمثل بسيده فى صوم طويل يدوم أربعين يوما. وهكذا فى شهر يناير لعام 1913 سافر الى قرية تدعى "يشى كيش" حيث توجد بالقرب منها غابة يتوافد اليها الرهبان الهندوس من كافة انحاء للعزلة والتعبد. وعلى بعد منها توجد غابة أخرى أخرى اكثر التفافا معظم نباتاتها من البامبو المرتفع ولا يرتادها ألا قاطعوا هذه الاشجار. نعم الى هذه الغابة السحيقة المظلمة التى تكمن فيها الوحوش الضارية والزواحف السامة ذهب سندرسنغ. فهو لا يهاب الوحوش ولا يأبه للاخطار, واعد لنفسه سريرا من أغصان الأشجار وبدأ فى صومه, ولكنه بعد أيام عدة احس بالضعف والعجز الشديد حتى أنه لم يكن يستطيع أن يتحرك أو يقوم من ‏مكانه, ولكن الرب دبر له مرور اثنين س قاطعى الأخشاب حملاه إلى الغابة الثانية بعد أن ربطا ملاءته الى عامودين من الغاب ومن هنكاك بالقطار الى قرية تدعى "آن فيلد" حيث سهر علي رعايته وتطبيبه ‏أصدقاءه المسيحيون, ولقد وصل به الحال أنه ما كان يستطيع أن يقوم من موضعه, ولا حتى أن ينطق بكلمة. فى اليوم التالى فقط استطاع أن يتكلم ولكنه لم يستطيع أن يقدم صورة كاملة لما حدث معه فى تلك الفترة لا بعد مرور عشرة أيام, وهذا جانب منها. يقول: لقد كان حلما يراودنى بعد سنوات عديدة من الخدمة أن أعتزل فى احدى الغابات وأقضى فترة من الزمن فى الصوم والصلاة وتجديد تكريسى لله. ورأيت أن تكون هده الفترة ‏أربعين يوما متشبها بسيدى فى صومه فى البرارى, وفى الأيام الأولى لصومى كان ذلك شاقا على للغاية ولكن بعد مرور فترة من الزمن لم أحس بتعب فى موالاة صومى غير أن الدم قد جف فى عروقئ وفارقتنى قوة البصر والنطق. بل وفقدت حاسة السمع كذلك. ولكن قواى الذهنية والروحية كانت مرهفة الى حد بعيد حتى أنى أيقنت تماما أن الروح دائرة أخرى تختلف بالكلية عن دائرة الجسد, وانها تستطيع أن تستمر فى الحياه والوجود بعيدا عن دائرة المادة. فى هذه الفترة اختبرث حضور الله بصورة أعمق من أن اصفها بالكلمات, هذا وقد أكرمنى الرب أيضا برؤية شخصه العحيب المبارك فى صورة مجيدة أكدت لى أن حياتى لابد أن تمتد ان فترة أخرى لمولاة خدمتى.
وتتضارب الأراء عن الفترة التى قضاها فى صومه أما هو فلا يستطيع أن يجزم بشىء لأن حالته كما أسلفنا ما كانت تعينه على أن يعرف الوقت الذى مر به. ولكن من !لقرائن العديدة يستطيع كاتب السطور أن يؤكد أن صومه الانقطاعى عن الطعام والشراب قد استمر لا أقل من ثلاثة وعشرين يوما كاملة‏.
هذا الصوم يبدو لنا كحجر الزاوية فى حياته الروحية, فلقد زالت شكوكه ونال بغزارة قوة جديدة للخدمة الحية.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
وفى عام 1914 سافر الى بلاد فيبال لتقديم رسالة الانجيل. فقد سمع أن مواطنا مسيحيا من أهل تلك البلاد يدعى "بودى سنغ" وفتتح مستشفى صغيرة لعيادة المرضى, وأنه يقوم بتطيبهم من أدواء الجسد والروح. ولكن الحكومة بعد أن وصل اليها خبر ذلك المسيحى أغلقت المستشفى وأمرته بمغادرة البلاد فورا. ثم أصدرت مرسوما بأن من يقوم بالمناداة بالمسيحية فى البلاد يحاكم بالحبس ستة شهور, ولما سمع سندر سنغ هذا النبأ قرر أن يحل محل ذلك الانسان. لكنه كان فى حيرة ان كان الرب يدعوه لهذه الخدمة. ولما فتح الانجيل كانت اول كلمات وقعت عليا أنظاره: "أنظر هأنذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا, لا يستطيع أحد أن يغلقه" رؤ 3 : 8, وهكذا قام على الفور وحمل ملاءته حسب العادة على كتفه وكتابه المقدس فى يمينه وسار فى رحلته وهو يردد الترنيمة المعروفة: يا جنود الرب هيا للأمام, , ثم حدث ما كان متوقعا, فقد قبضوا عليه وزجوا به فى السجن, ولنستمع إليه وهو يروى قصته فيقول: " خلعوا عنى ملابسى بالكامل وضبطوا يدى وقدمى فى المقطرة ثم احضروا مجموعات من دود القلق مصاص الدماء والصقوها بجسدى, ثم اغلقوا على الباب ومن فتحة بالجدار راحوا يلقون على القاذورات ونفايات الإنسان, فى الساعات الاولى كان الالم لا يطاق, ولكن حضور الرب بعد ذلك حول سجنى الى فردوس, امتلأت بالسلام العميق الكامل حتى انى بدأت ارنم فى ملئ الفرح, وتجمهر كثيرون حول باب غرفة السجن وراحوا يصغون الى فى دهشة, فبدأت أبشرهم بشخص المسيح, واخيرا اطلقوا صراحى ولكن الدود كان قد امتص كميات كبيرة من دمى حتى أنى بدأت أحس بالضعف الشديد والدوار يصيبنى, مجدا لله الذى شرفنى بأن أهان من أجل اسمه"
وشأنه شأن كل صادوا اعتاد سندر أن ينام فى المغائر والكهوف حين لا يدعوه أحد للمبيت فى بيته . . . وهذا اختبار فريد يرويه لنا فى مذكراته أذ يقول: "كان الوقت ليلا والسماء ممطرة حين وصلت إلى مدينة دوالا ولم يدعنى أحد للمبيت فذهبت ا‏لى خرابة قذرة لأقضى الليل هناك, كان المكان ممتلئا بالقاذورات والنفاية والحطام ولكننى لم أجد أفضل منه. فرشت على الأرض ملاءتى المبللة بمياه الامطار مفترشا نصفها وملتحفا بالنصف الأخر. وكنت متعبا فرحت فى نوم عميق. وفى الفجر استيقظت من نومى لأجد ثعبانا من النوع السام الخطير يشاركنى فى الملاءة, فصرخت فى رعب ولكن سرعان ما تقدمت بشكرى لله لانه ان كان الرب قد حفظنى من هذا الوحش السام طيلة الليل فلابد وأن يسد فمه حتى أمضى بسلام, وهكذا قمت من مكانى وسحبت الملاءة بهدوء وتركته مكورا كاللفافة الكبيرة حيث هو, حقا ان السيد الرب أمين لوعده فى قوله: ها أنا معكم كل الأيام والى أنقضاء الدهر, وهو يحفظنا من كل خطر يوما بعد يوم.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
‏وهذه شهادة محرر فى صحيفة "نور افشان" أرسلها كتقرير الى رئيس التحرير: كنت أهبط التل بعد قضاء بعض المصالح حينما شاهدت صادو يصعد مدارج التل وهو يلهث والعرق يتصبب من جسده, فقد كانت ساعة الظهرة, كان يحمل تحت ابطه كتبا بالهندية والأردية. وعلى كتفه ملاءته الصفراء . وبعد فترة من الصعود المضنى وصل الى قرية صغيرة على السفح. وهكذا توقف هناك وجفف عرقه بمنديله وجلس على كتلة من الخشب ‏وأبتدأ يترنم قائلا:
بينما كنت غريقا .... فى الذنوب والآثام
سيدى الفادى اتانى .... بالخلاص والسلام
‏أما أنا فاننى تابع .... لهيئة الارياسماج
ولكن المسيح اجتذبنى .... فوجدت فيه وحدة الحياة​
هكذا قال ذلك الصادو, وابتدأ الدم يغلى فى عروقى وأنا أصغى اليه لكنى كتمت غيظى. ولكن واحدا من الجموع لم يستطيع أن يملك نفسه فهجم عليه وطرحه على الارض الصخرية, وحين انتهى من ضربه رأيت وجهه مغطى بالدماء. ولكنه كان شجاعا فلم يكترث لذلك, بل قام من مكانه وربط يده التى أصيبت أيضا بقطعة من شاش عمامته وعاد الى الترنيم والصلاة طالبا المغفرة لمضطهديه, واستمر على هذا النحو يعظ ويصلى من اجلنا ساعة كاملة والدم يقطر من جبينه والدموع تقطر من عينيه من شدة التأثر. هل يمكن أن دماء ودموع ذلك الرجل العظيم تذهب بلا ثمر ..... حاشا.
منذ عام 1917 ابتدأت شهرة سندر سنغ تطبق الأفاق وانهالت عليه الدعاوى من كل مكان, فى خلال ذلك العام والعام الذى تلاه زار كل مناطق الهند على وجه التقريب. وفى عام 1918 قام بالتبشير فى بورما والملايو والصين واليابان. وخلال عام 1920 زار انجلترا وامريكا واستراليا, وفى عام 1922 ‏غطت زياراته دول وسط أوربا والمانيا.
ثم ابتدأت الرسائل تأتى اليه من نيوزيلندا ووسط أفريقيا وأمريكا الجنوبية. إن ذلك الصبى الصبى القروى من البنجاب ما كان يحلم أن اسمه يدوى فى العالم بهذه الصورة ولكنه ما كان هدفه هذا, زد على ذلك, ان أثره كان عظيما جدا فى الهند حتى أن كثيرين من كبار الهندوس ومن الشخصيات العظيمة هناك كانت تقبل بكل سرور أن تعتمد على يديه.
على أنه لم يكن متعصبا لطائفة واحدة, كان ملكا لكل الطوائف, وفى اوائل 1920 قام بزيارة انجلترا وهناك قضى أسبوعا كاملا مع جماعة الأصدقاء التى تتخذ مقرا لها بالقرب من أكسفورد حيث قضى فترة طيبة فى ضيافة جمعية سان جون الكاثوليكية.
لقد كان يتجول وسط كل طائفة وكأنها طائفته وجميع الطوائف كانت ترحب به. وحيثما حل كانت الألوف المؤلفة تتقاطر لسماع عظاته كما أنه كان يقيم اجتماعات خاصة لمن لهم مشكلاتهم وأمثلتهم. وكان يجيب على كل سؤال ببداهة وصدر رحب
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
ترى ما هو سر شهرة سندرسنغ وزيوع صيته فى بلاد الغرب.
‏أعتقد ‏أن منظره الفريد كان له أثره فى نفوس الكثيرين, فقد كان طويل القامة مكتنز الجسم, وكانت ثيابه صورة مميزة له. كان يلبس جلبابا برتقالى اللون فضفاضا واسعا ويحيط رقبت بكوفية من نفس اللون تنسدل على كتفيه. أما عمامته فقد كانت أيضا برتقالية اللون, مرتبة وأنيقة, أما وجهة فقد كان يشع بالوقار والسلام حتى انه يلفت أنظار الناس وهو سائر فى الطريوق, البعض من المعجبين به كانوا يرون فيه صورة المسيح وهو على الارض, أما قصة رحلاته البطولية فى ربوع التبت, والا‏ضطهادات التى قاساها فى سبيل المناداة باسم المسيح فقد كسبت لة شهرة واسعة. وكثيرون من الذين كانوا يعملون فى الحقول التبشيرية ومن الذين كانوا يعضدون العاملين فيها, رأوا فيه مثلا عظيما للمرسل المسيحى الحقيقى الذى يستحق كل اكرام وتعضيد.
ومن العسير علينا أن نقدر الفوائد الجمة الروحية التى نجمت عن رحلات ذلك المسيحى الهندى وخدماته فى كافة بقاع العالم. لقد أكد كثيرون من ا‏صدقائه المقربين أن حصادا وفيرا من النفوس التى رجعت للرب بواسطة مجهوداته. وكانت رزم خطابات تصله وخاصة بعد جولاته فى الغرب يؤكد له فيها أصحابها أنهم وجدوا عونا كبيرا فى خدماته. أما من كانوا يعملون فى كرم ا‏لارساليات فقد كان مثاله القوى حافزا لهم لحياة أقدس, وجهادا أعظم فى خدمة يسوع المسيح والسعى لربح النفوس بهما عظمت التضحيات.
ولقد ظهرت العشرات من المقالات فى الشرق والغرب تتحدث عن سندرسنغ وكتبت عن حياته كتب ثلاثة فى أكثر من دولة من الغرب. لعل اكثرها شيوعا ما قدمه "كافن ستريتر" بالاشتراك مع ا‏لدكتور "أباسى" أسقف كوا باتور. أما الدكتور "ناثان سودربلوم السويدى" ورئيس اساقفة أبسالا, فقد كتب عنه كتابا باللغة السويدية. والبروفسير هيلر من ماربرج بالمانيا كتب عنه بالالمانية كتابا بعنوان "انجيل سنددرسنغ". هذه الكتب الثلاثة كان لها اثرها فى تعريف العالم الغربى بحياة ذلك الرجل العظيم . . .
وهناك جانب خفى من حياة سندر, انه لسنوات عديده اختبر ما عبر عنها بولس فى احدى رسائله "أفى الجسد لست اعلم أم خارج الجسد لست أعلم. أختطف الى السماء الثالثة" ولقد زادته هذه الرؤى اختبارا ومعرفة بما جمعه فى كتاب "رؤى من العالم الروحى" وفى كل هذه الرؤى أو الغيبوبات التى كانت تحدث له كل ثلاثة أيام على وجه التقريب, كان يرى يسوع المسيح فى الوسط وهو يشع بكل بهاء وجمال ويبتسم له ابتسامة الرضى وحول عرش المسيح جماهير من القديسين والملائكة. وكان صادو يسأل مستفسرا عن المشاكل التى تستعصى عليه والملائكة تجيب عليه مقدمة له الحل. وجميع ما سجله من هذه الرؤى والاستفسارات والاجابات لا يتعارض مع الحق الانجيلى, اجوبه عن القيامة والدينونة والسماء والجحيم, وفى خلال الغيبوبة, كما يؤكد, كان ذهنه أكثر توقدا وروحه أكثر انطلاقا, كما انه ما كان يحس بالجسد ولا بحاجياتة من طعام وشراب ولا بمرور الوقت. وفى احدى المرات وكان مدعوا للخدمة فى اجتماع روحى وافته الغيبوبة فلم يذهب الى هناك.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
‏على أن هذه المجهودات المتواصلة والخدمات ا‏لعديدة والجولات الروحية فى أكثر من دولة قد بدأت تهد كيانه, فابتدأت صحته فى التدهور. كما أن السنوات الاولى التى كان فيها خامل الذكر وكان يقضى أكثر من يوم على الطوى دون أن يعطيه أحد طعاما, ويبيت فى العراء اذ لا يجد من يأويه كان لها أيضا أثرها فى ذلك, فى السنين اللاحقة بعد أن صار ذائع الصيت كان لا يجد صعوبة فى المأوى أو الطعام. أما قبل ذلك فانه قاسى الكثير. ومنذ عام 1922 اصبح يقاسى من المرض ومن الأزمات القلبية. فى احدى المرات اضطر الى أن يقطع احدى رحلاته التبشيرية فقد أصيب بنزيف حاد, وعلى هذا لم يستطيع ان يلبى أكثر الطلبات التى كانت تصله تباعا من كافة أنحاء العالم حتى فى بلاد الهند, ما كان يقبل الا بالخدمات التى تسمح بها صحته, وعى الدوام كان يفضل المدن الساحلية لجفاف جوها وملاءمته لظروفه الصحية.
‏على أنه كانت هناك نتيجة مباركة لضعف واعتلال صحته, فحينما اضطر الى لزوم المنزل أكثر الوقت. اتجه الى خدمة القلم وقد ¬ترجمت أعماله الى أربعين لغة. وفى فترة من الفترات أكد له الناشر فى اللغة الدنماركية أن ما يزيد عن 160 الف من كتبه قد بيعت فى ترجمتها لتلك اللغة.
اما والده الذى كان أحد المعترضين عليه فى كونه مسيحيا فقد أمن بالمسيح أخيرا وقبيل موته أوصى بشيئ من امواله لابنه. الأمر الذى أعانه على شراء احدى الدور التى كانت تملكها ارسالية أجنبية وخصصها لشئون النشر. ولقد كان يعمل كل يوم اثنتى عشرة ساعة فى مجال الكتابة.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
وفى أخريات أيامه ألحت عليه فكرة تقديم بشارة الانجيل فى بلاد التبت. وقد قام برحلاته المتكررة الى هناك وكانت اخرها فى منتصف أبريل عام 1929, كانت صحته قد ازدادت تدهورا ولكن الدافع للبشارة كان قويا فلم يقو على مقاومته. وهكذا شد الرحال الى هناك. على أنه لم يسمع عنه أى خبر فيما بعد......‏وكل المجهودات التى بذلها أصدقاؤه للبحث عنه باءت بالفشل, لعله لقى حتفه فى أحد الأخاديد الجبلية الوعرة . أو لعل الوحوش الكاسرة فتكت به. أو لعل عدوى الكوليرا وصلت الية وقضت عليه. أو لعل شباب التبت من المتعصبين للبوذية قتلوه ولكن رحلته كانت رحلة الى الأمجاد. وهكذا انتقل الى محضر سيده ربنا يسوع المسيح الاله الحى والى ربوات الملائكة والقديسين.
‏احتمل سندر فى جسده ‏بصورة عجيبة أقصى درجات البرودة آلاما وتعذيبا مرات كثيرة واضطهادا يفوق الوصف, ولم يعبأ بتهديد أو وعيد. وكان كل هدفه فى الحياة هو خدمة الفادى يسوع المسيح والسير فى أثر خطواته. فكان بسيط الملبس بهى الطلعة حاد النبرات. شابه تلاميذ الرب فلم يحمل مالا أو ز‏ادا فى الطريق, ولم يهتم بشىء إلا بأن يرضى من دعاه. فقضى حياته فى التأمل والصلوات والاصوام وقدم المسيحية فى قالب وطنى للهنود لابسا ثوبه الاصفر. واستمر يجول فى أنحاء الهند حتى وصل الى جبال كايلاسى وهضبة التبت اثنى عشرة مرة وبشر بالسيد المسيح فى حصون البوذيين.
ورغم سيامته كاهنا فقد أعاد شهادته الى الكلية ‏التى تخرج منها وأعلن أئه سوف يخدم حرا دون اى ارتباط بكنيسة محلية لكى يكون كارزا للهند كلها بل للعالم كله الذى رحب به لإنه قدم طريقة فريدة عن حياة الكنيسة.
وقد قوبل بالاحترام فى فرنسا وسويسرا والسويد والدنيمارك والمانيا وهولندا وانجلترا وامريكا وهناك حدثهم عن تعيمق الحياة الروحية وقال مرة لسامعيه: لقد وجدت قطعة من الحجر فى احدى المستنقعات ولما كسرتها وجدتها جافة جدا من الداخل وهكذا انتم هنا فى الغرب, ولكم الآن قرون فى أحضان مياه المسيحية لكنها لم تدخل بعد الى قلوبكم.
وبعد أن شاهد الجمود الروحى بينيم كان يعلن لهم قائلا: فى يوم الدينونة سيكون حال غير المسيحيين فى الشرق أكثر حتمالا مما لكم أنتم الذين فى الغرب لأنهم لم يسمعوا عن الانجيل اما أنتم فقد كانت لكم الفرصة لكنكم لم تستفيدوا منها.
ومؤخرا قامت احدى شركات الأفلام الأمريكية بتصوير قصة حياته فى فيلم ملون رائع بمنوان "رحلة الى السماء" ولقد عرض مرارا فى عديد من الكنائس بمصر وكان له الاثر البالغ فى نفوس الكثيرين, والآن بعد أن عرضنا لتاريخ حياته نبدأ بتقديم كتاب الرؤى السماوية التى يقدم فيها رؤياه العجيبة عن السماء وشركة القديسين, تلك الشركة الروحية العميقة التى ليس من السهل للسان البشرى ان يعبر عنها.
 

rafaatbarsoum

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 أبريل 2010
المشاركات
861
مستوى التفاعل
58
النقاط
0
الإقامة
Birmingham Uk
Well don My Rock Happy Christmas and a new year full of hoop for a plinth people hear and try Jesus Christ of third lives in matter of fact we need to read and hear a lot about other saint's who preach about Jesus Christ and we don't know about them once against I thank you for that offering and I would like to tell me mor resource about SAD SACH and his book the Journey to Heaven
 

zezza

يا رب ...♥
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
11,015
مستوى التفاعل
339
النقاط
0
لسة قارية سيرته فى كتاب ده من قيمة شهرين
بس حسيت ان فى حاجات فى السيرة فوق تصور العقل ..معقولة فى كدة و فى ايمان بالشكل ده ؟!!
بجد كانت سيرته غريبة اوى و تأثر فى الواحد كتير
 

+GOSPEL OF TRUTH+

اسيرة احسانه
عضو مبارك
إنضم
4 ديسمبر 2009
المشاركات
8,728
مستوى التفاعل
814
النقاط
0
الإقامة
+كنيستي+
بيفكرني بحال سيدنا توما الرسول كاروز الهند و الصين...
 
أعلى