القديس يوحنا الذهبي الفم

جورج فارس رباحي

New member
عضو
إنضم
28 أكتوبر 2009
المشاركات
119
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
القديس يوحنا الذهبي الفم
Saint John Chrysostom
المهندس جورج فارس رباحية
لُقب القديس ‏يوحنا‏ ‏بطريرك‏ ‏القسطنطينية‏ ‏من‏ ‏سنة‏ 398-407 م ‏بيوحنا‏ الذهبي‏ ‏الفم‏ ‏أو‏ ‏يوحنا‏ ‏فم الذهب‏ CHRYSOSTOMOS‏وهي‏ ‏كلمة‏ ‏يونانية‏ ΧΡΥΣΟΣΤΟΜΟΣ ‏تتألف‏ ‏من‏ ‏مقطعين‏ ‏أو‏ ‏كلمتين‏ CHRYSOS ‏أي‏ (‏الذهب‏) ‏ثم‏ STOMOS ‏الصفة‏ ‏المشتقة‏ ‏من‏ STOMA ‏أي‏ (‏فم‏)، وذلك‏ ‏اعترافا‏ ‏بفصاحته‏ ‏وبلاغته‏ ‏وجمال‏ ‏أسلوبه‏ ‏وعبارته‏ ، ‏وقوة‏ ‏كلماته‏ ، ‏وتأثير‏ ‏عظاته ‏‏معنى ‏‏ومبنى .‏
كما ويوصف القديس يوحنا الذهبي الفم كاهن أنطاكية ورئيس أساقفة القسطنطينية في الخدم الليتورجية بكثير من الصفات فهو:
ــ واعظ المسكونة الأول الذي صان عقله نقيا من الأهواء
ــ وصار مماثلا لله بعدما امتُحن بالتجارب كالذهب في النار
ــ وهو الآلة الملهمة من الله والعقل السماوي
ــ وعمق الحكمة والكارز بالتوبة ونموذج المؤمنين
ــ والملاك الأرضي والإنسان السماوي
ــ وهو كذلك خزانة أسرار الكتب واللسان الذي بمحبة بشرية رسم لنا طرق التوبة المتنوعة
ــ وهو أيضا أبو الأيتام والعون الكلي الحماسة للمظلومين
ــ ومعطي البائسين ومطعم الجياع وإصلاح الخطأة وطبيب النفوس الحاذق الكلي المهارة
كل هذه الباقة من الصفات التي قلدت الكنيسة بها قديسها العظيم إنما تدل على مكانته المميزة فيها وعلى الدور الهام الذي لعبه في حياتها.
ولد في أنطاكية بين سنة 345 و349 (لعدم معرفة الوقت المحدد للولادة) كان والده سكوندوس قائد القوات الرومانية في سورية ، وتوفى في عنفوان شبابه اي بعد ولادة القديس يوحنا وله اخت تكبره ، ووالدته القديسة أنثوسا كرست حياتها لتربية ولديها ، تربية مسيحية حقيقية . وكانت في في تقدير المؤرخين ، زينة الأمهات المسيحيات الأنطاكيات
كان قصير القامة ، أصلع الرأس ، نحيلا غائر الخدين والعينين ، عريض الجبين أجعده وكان صوته عذبا لكنه ضئيلا. لم تكن حياة الذهبي الفم هادئة ولا سهلة ، فقد كان ناسكا وشهيدا. درس يوحنا اللغة والبيان في مدرسة الفيلسوف ليبانيوس أشهر فلاسفة عصره ورئس مدرسة أنطاكية. فأجاد القديس يوحنا اليونانية التي ساعدته كثيراً في مواعظه وشروحاته.
تنبهت‏ ‏فيه‏ ‏تعاليم‏ ‏أمه‏ (‏أنثوسا‏) ‏التي‏ ‏أرضعته‏ ‏إياها‏ ‏مع‏ ‏لبن‏ ‏الرضاعة‏، فتشددت‏ ‏روحه‏ ، ‏واعتزم‏ ‏على‏ ‏أن‏ ‏يبقى ‏منقطعا‏ ‏لخدمة‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏أحد‏ ‏الأديار وكان‏ ‏لا‏ ‏يخرج‏ ‏إلا‏ ‏لعمله‏ ‏ثم‏ ‏يعود‏ ‏إلى ‏عكوفه‏ ‏مستغرقا في الأسهار والأصوام والصلوات. في‏ ‏هذه‏ ‏الأثناء‏ ‏رسمه‏ ‏البطريرك‏ ‏ملاتيوس‏ (360-381) ‏شماسا‏ ‏برتبة‏ (‏قارئ‏) ‏للفصول‏ ‏الكنسية‏ (‏أناغنوستيس‏) ‏وظل‏ ‏يخدم‏ ‏مع‏ ‏البطريرك‏ ‏مدة‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات بعد وفاة أمه عاش في رهبنة مشتركة مدة ست سنوات توّحد بعدها في إحدى المغاور ولدرجة نسكه وتقشفه مرض واضطر للقدوم إلى أنطاكية للمعالجة . ولما كان النسك بالنسبة ليوحنا هو توجه روحي أكثر منه تنظيم معين للحياة اليومية وهذه الحالة يمكن تحقيقها أولا بواسطة التخلي ونكران الذات ، وعبر الحرية الداخلية والاستقلال عن الظروف الخارجية وشروط الحياة في العالم هكذا عاش ناسكا طيلة حياته باستقلال عن مكان وجوده.
ونتيجة لمرسوم إمبراطوري بفرض ضرائب إضافية اهتاج الشعب في إنطاكية وحطم كثيرا من تماثيل الأسرة الحاكمة الأمر الذي كان يعاقب عليه بالموت. برز يوحنا في هذه المحنة كبطل محام عن الشعب ورافع لمعنوياته إذ وقف إلى جانب المؤمنين حتى تبددت هذه السحابة الثقيلة التي كانت قد جثمت على صدورهم لأسابيع طوال.
لقد تجلت في هذه الظروف الصعبة مقدرته على الوعظ والتهدئة والإرشاد كما وأقنع البطريرك فلابيانوس بطريرك أنطاكية بأن يسافر إلى القسطنطينية لجلب العفو عن الشعب بعد ان كان قد زوده بالكلمات التي سيقولها في حضرة الإمبراطور ليحنن قلبه ويستعطفه.
وبقي يوحنا في انطاكية يقوي الشعب ويعزيهم ويزرع في نفوسهم الأمل حتى عاد البطريرك مع الإعفاء ولكن هذه الأزمة أنهكت يوحنا وجعلته يلازم الفراش طويلا.
بعد وفاة نكتاريوس رئيس أساقفة القسطنطينية سنة 397 سارع الكثيرون لمحاولة ملء الكرسي الشاغر لكن صيت يوحنا الذي كان قد فاح في كل إرجاء الإمبراطورية وسبقه إلى القسطنطينية جعل العيون ترتقي إليه.
هكذا اختطف بالحيلة من إنطاكية وتمت رسامته في القسطنطينية سنة 398 م
فهو ما لبث أن حمل على حياة البذخ والترف وتقوى الأغنياء المصطنعة المرائية. وقد التزم الفقر الإنجيلي وأخذ يزيل معالم الترف من المقر الأسقفي. باع ما كان داخله وحول الأموال لبناء المستشفيات ومضافات الغرباء ومآوٍ للفقراء.
‏فكان‏ ‏عليه‏ ‏أن‏ ‏يقف‏ ‏ضد‏ ‏الملك‏ ‏والإمبراطورة‏ ‏الطاغية‏ ‏الظالمة‏ ‏المستبدة‏، ‏وكل‏ ‏أجهزة‏ ‏المملكة‏ ‏وسطوتها‏ ‏وقدرتها‏ ‏الساحقة‏...‏وهذه المواجهة لم تتأخر ومما سرع فيها تصرفاته وعظاته التي أدت إلى تباين المواقف بشأنه وكثر الحاسدون له والمنافقون ضده وخاصة بين صفوف الأغنياء وجماعة القصر الملكي.
هذا اثر كثيرا على علاقة يوحنا بهم وخاصة علاقته بالإمبراطورة افدوكسيا التي في أول مرة وافقت على نفيه هز المدينة زلزالا جعلها تشعر بأن الله غاضب عليها فأقنعت زوجها الإمبراطور باستعادة يوحنا.
هذه العودة ليوحنا كانت قصيرة لأن الإمبراطورة أقامت لنفسها تمثالا فضيا على عمود من الرخام مقابل كنيسة الحكمة المقدسة.
أما أنا فالموت لا أخافه ، بعد هذه القصة عزمت الملكة على التخلص نهائيا من يوحنا الذي رغبة منه بعدم تحميل الشعب المؤمن نتائج غضب الملكة سلم نفسه إليها وخرج القديس يوحنا إلى المنفى. جرّوه جلادوه حتى الموت ثلاث سنوات وثلاثة أشهر باتجاه الحدود بين كيليكيا وأرمينيا، على قرية منعزلة اسمها كوكوزا ومن ثم نحو قرية منعزلة اسمها كوماني وعندما وصل إلى مشارفها أسلم الروح ناطقا بآخر كلماته :
"المجد لله على كل شيء".
كان ذلك في 14 أيلول من العام 407 للميلاد. تم نقل رفاته بعد 13 سنة من رقاده في 27 ك2 من العام 438 للميلاد. !".
إكرام المؤمنين للذهبي الفم كقديس بدأ حتى في حياته. وقد جرى نقل رفاته إلى القسطنطينية بعد إحدى وثلاثين سنة من رقاده، في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 438 للميلاد.
رفات وجمجمة القديس يوحنا الذهبي الفم ويده اليمنى
توجد في الجبل المقدس آثوس رفات من جسد القديس يوحنا الذهبي الفم، جمجمته التي تُحفظ في دير الفاتوبيذي Βατοπαίδι، ويده اليمنى في دير فيلوثيو Φιλοθέου، وهي تُحفظ وتُكرَّم ككنزٍ مفيضٍ نعماً وبركات.في جمجمة القديس، اما يد القديس اليمنى حُفظت بنعمة الله غير متحلّلة ، هذه اليد التي طالما بارك بها القديس رعيته وأغنامه الناطقة
ما هي قصة أذن القديس يوحنا الذهبي الفم ..
أحد المرات في القسطنطينية ،أراد رجل لقاءً مع القديس يوحنا الذهبي الفم. لذلك ذهب سكرتير القديس ليعلن وصول هذا الرجل فوجده مشغولا مع شخص آخر ،الذي كان قريبا من أذن القديس ويملى عليه شيئا بينما القديس يوحنا الذهبي الفم يكتب على الورق ما يسمعه منه .فلم يرغب السكرتير في إزعاجهم وطلب من الزائر الانتظار. ولكن في كل مرة يذهب يجد السكرتير نفس الامرفي النهاية ، كان الزائر منزعجا وغادر. عندما وجد القديس وحده ، أخبره عن الزائر الذي غادر.فقال القديس يوحنا متعجبا : لماذا لم ينقله على الفور إلى المكتب فلا ينزعج الزائر.
فبرر السكرتير تصرفه هذا بأنه لم يريد ازعاجه مع الضيف الموجود معه ..لكن القديس يوحنا أخبره أنه لم يكن هناك أي شخص آخر في مكتبه طوال هذا الوقت وأنه كان بمفرده.
يقال أن هذا الرجل الضيف كان الرسول بولس في ذلك الوقت يملي على القديس يوحنا الذهبي الفم تفسير رسائله.لهذا السبب أضحت أذن القديس يوحنا معجزة الى اليوم فهي لم تفنى وهي في الدير المقدس لفاتوبيدي على جبل آثوس.
لا تزال أذنه باقية غير متحلّلة رغم مرور القرون الستة عشر على رقاده. يروى أنها الأذن التي بها سمع القديس الكلمات الإلهية ، كما شهد تلميذه بروكلوس الذي رأى بولس الرسول يلقنه فيها تفسير تعاليمه ورسائله.
وقال في طريقه إلى المنفى : أيها الآب القدوس اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
‏ ــ تحتفل‏ ‏به‏ ‏الكنيسة ‏القبطية‏‏ ‏في‏ 26 ‏من‏ تشرين الثاني‏
‏ــ يحتفل‏ ‏به‏‏ ‏الروم‏ ‏الأرثوذكس والموارنة‏ ‏في‏ 13 ‏من‏ تشرين الثاني‏.
‏ــ تعيّد له الكنيسة اللاتينية في 27 كانون الثاني ‏ ‏وهو‏ ‏اليوم‏ ‏الذي‏ ‏يعيد‏ ‏فيه‏ ‏الروم‏ ‏الشرقيون‏ ‏لنقل‏ ‏جسده‏ ‏الطاهر‏ ‏إلى ‏القسطنطينية
ــ البعض يعيّد له في 31 أيلول‏.
هكذا لا تحتفل الكنائس بعيده في يوم رقاده حفاظا على عدم تغييب أهمية هذا القديس وخدمته الليتورجية الرائعة طالما يصادف يوم رقاده عيد رفع الصليب الكريم
أعمال القديس يوحنا
للقديس مجموعة كبيرة من المؤلفات تقع في 19 مجلدا ــ كتابات ليتورجية ومع الابحاث ــ عظات في الكتاب المقدس ــ عظات في العقيدة والحياة ــ الرسائل
من أقوال القديس يوحنا الذهبي الفم :
ــ الصلاة سلاح عظيم وكنز لا يفنى
ــ على الإنسان ان يُردّد على الدوام صلاة : ( ربّي يسوع المسيح يا ابن الله ارحمني أنا الخاطئ )
ــ يُّها المؤمن المسيحي : لا تظن أنَّ الصوم هو الإمتناع عن الطّعام حتى الليل فقط. بل الصوم هو الإمساك عن جميع الرذائل والتمسُّك يجميع الفضائل، بمنع النّفس عن اللذات البدنية كالأطعمة والأشربة وسواها.
ــ إن اردت ألا يأتى لك حزن فلا تحزن إنسانا ما .
ــ الحب هو جواز السفر الذى به يعبر الإنسان كل أبواب السماء دون عائق .
ــ الصلاة سلاح عظيم ، و كنز لا يفرغ ، و غنى لا يسقط ابدا ، ميناء هادىء و سكون ليس فيه اضطراب
ــ الشخص الرحوم هو الإنسان العظيم والرجل الكريم ، الفاعل الخير ببشاشة واشتياق من غير تقطيب ولا حزن الرحمة تصعد الإنسان إلى علو شامخ
ــ باستطاعتنا إن أردنا ألا نكون في الجسد ولا على الأرض بل في الروح في السماء .
ــ من يقرأ الكتاب المقدس كمن يجد كنزا .
ــ العذراء مكرمة اكثر من الشاروبيم وممجده أكثر من السيرافيم.
ــ مريم العذراء هى الكرمة المثمرة التى من ثمرتها الإلهية أكلنا فإنتقلنا من الموت الى الحياة .
14/11/2018 المهندس جورج فارس رباحية
 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,062
مستوى التفاعل
5,422
النقاط
113
شكرااااا للسيرة الجميلة
الرب يبارك خدمتك
 
أعلى