ماذا تعني رموز الأسماك في المسيحية؟

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
ماذا تعني رموز الأسماك في المسيحية؟


articles_image120180821153121hSkl.jpg

عشتار تيفي كوم - البوابة/


يوجد كثير من الرموز في الحياة المسيحية منها السمك، فالسمك من المخلوقات التي سلط الله عليها الإنسان، كما سلطه على الحيوانات وكل ما يدب على الأرض مثلما ورد في آية (تك 1: 26).
ويكثر السمك في فلسطين، ولا سيما في بحر الجليل (بحيرة طبريا) ومن المعروف ان صيد السمك كان الحرفة الأساسية لمعظم سكان فلسطين، أما الصيادون فكانوا يأتون بالسمك ليبيعوه في أورشليم، وكان هناك باب يدخلون منه يسمي باب السمك (2 أخ 33:14)، ومن الملاحظ أن بيت صيدا تعني بيت الصيد لأن أهلها اشتغلوا بصيد السمك.
السمك في حياة المسيح
كان للسمك مكانة خاصة عند السيد المسيح، وقد كان علي الأقل أربعة من تلاميذ السيد المسيح يشتغلون بصيد السمك، فالمسيح اختار بعضا من تلاميذ من أرباب هذه الحرفة، ليجعلهم صيادي الناس بدلا من صيادي سمك “هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس”.
كما بارك في الخمس خبزات والسمكتين “فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب، ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطي الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجمع” (مت 14: 19). وبارك مرة ثانية في السبع خبزات وقيل من صغار السمك (مت 15: 36).
وكانت اول معجزاته مع تلاميذه هي صيد السمك الكثير “فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ولكن علي كلمتك ألقي الشبكة، ولما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا فصارت شباكهم تتخرق” ( لو 5: 5، 6)
وعندما طلبوا منه أن يدفع الجزية، سددت ضريبته سمكة “أذهب إلي البحر والقي صنارة والسمكة التي تطلع أولا خذها ومتي فتحت فاها تجد إستارا فخذه وأعطهم عني وعنك ( مت 17: 27).
السمكة رمزًا للسيد المسيح والمسيحيين
يقول موقع الأنبا تكلاهيمانوت القبطي الأرثوذكسي عن رمزية السمكة للمسيحيين والمسيح بإن الحروف اليونانية لكلمة (سمكة) ἰχθύς (الحروف الكبيرة هي: ΙΧΘΥΣ أو ΙΧΘΥϹ) تحوى الحروف الأولي لكلمات: (يسوع المسيح ابن الله المخلص - Ἰησοῦς Χριστός، Θεοῦ Υἱός، Σωτήρ)، أي Iēsous Christos، Theou Huios، Sōtēr. والكلمة تُنْطَق "إخثيس" وأحيانًا "إخثوس"، وبالإنجليزية Ichthys، Ichthus، Ikhthus.
كذلك الآباء شبهوا المسيحيين بالسمك. لأنه يتم اصطياد آلاف السمك من البحر حتى يُظن أن السمك قد انتهى من البحر ولكنه لا ينتهي. هكذا المؤمنين، ففي أيام الاستشهاد يقتل الآلاف ويُظن أن المسيحيين سوف ينتهوا من العالم ولكن هذا لا يحدث، فمهما يخرج من بحر العالم، ومهما تصطاد شبكة الكرازة مؤمنين لملكوت الله، يظل هناك مؤمنين في بحر هذا العالم. فلذلك أصبح المؤمنين يُشبهوا بالسمك.
السمكه كرمز للايمان
في العصور الأولى للمسيحية كانوا الحكام الوثنيين يضطهدون المسيحيين فكان المسيحيين يتعرفون على بعضهم برسم اشارة الصليب على الارض لكي يتعارفوا ولكن تم اكتشاف هذه الرسمه فكان السمك علامة التعارف الجديده بينهم، فالتقليد يذكر لنا: عن المسيحي في عصور الاضطهاد كان عندما يتقابل مع نظيرة المسيحي، يرسم له رأس ونصف جسم سمكة، فيبادله الآخر برسم نصفها الثاني مع ذيلها، فيتعارف الاثنان على أنهما مسيحيان.
رموز السمكة في العهد الجديد
وللسمك معني رمزي في المسيحية، فمنذ الأجيال الأولي والمسيحيون يتخذون من السمك رمزا لهم في كثير من فنونهم وصناعاتهم، فقد كان الفنانون القدماء ينقشونه علي حوامل الأيقونات القديمة، والقديس “إكليمنضس السكندري” أوصي بنقش السمك علي الأختام الكنسية خصوصا ختم القربان المقدس، ويوجد ضمن معروضات المتحف القبطي الأن “مذبح” من الحجر الجيري قديم العهد، إذ يرجع إلي القرن الرابع الميلادي عليه شكل حمامة في الوسط وسمكة عن يمينها وأخري عن يسارها، ومحلاة بشكل نباتي يرمز للكرمة المقدسة كما توجد صورة تمثل قطعة من الحجر الجيري عليها نقش يمثل صليبا بين أثنين من سمك الدولفن وعلي الجانبين زخارف نباتية، فالصليب علامة الخلاص في المسيحية والدولفن رمز لخلاص الإنسان من الغرق.
وتنشد الكنيسة البيزنطية: "مبارك أنت ايها المسيح الهنا الذي أظهر الصيادين جزيلي الحكمة وأنزل عليهم روح القدس وبهم اصطاد المسكونة، يا محب البشر، المجد لك!"

articles_image220180821153121hSkl.jpg
 
أعلى