(^(^( مُوَشّحات سُلَيمَان )^)^)

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
10dj6.gif

مُوَشّحات سُلَيمَان


موشّحات سليمان مجموعة من الأناشيد المسيحيّة المطبوعة بالطابع اليهوديّ. دوِّنت على ما يبدو في السريانيّة، في الرها أو في أنطاكية، فجاءت قريبة من الكتابات اليوحناويّة ورسائل اغناطيوس، أسقف أنطاكية الذي توفّي في بداية القرن الثاني المسيحيّ.



مدخل إلى موشّحات سليمان


حين نتحدّث عن موشّحات سليمان، نشير إلى مجموعة مؤلّفة من اثنتين وأربعين قصيدة، ألّفها في السريانيّة شاعرٌ عاش في بداية المسيحيّة. جاءت هذه القصائدُ من الشرق، وذكرها كتّابٌ قدماء. ولكنها اعتُبرت ضائعةً حتّى بداية القرن العشرين. إنّما وُجد النصّ عن طريق الصدفة في المكتبات. جاءت هذه النصوص متماسكة في رموزها، وقريبة من فكر يوحنا في لغتها، ومستلهمة تقليد الحكماء في الكتاب المقدّس وصاحب المزامير.
نصوصٌ صعبة، وتبدو فريدةً داخل الأدب المسيحيّ الأوّلاني. فالفنُّ الشعريّ نادرٌ في هذا المجال. لهذا لا نستطيع أن نقابلها مع نصوص تُشبهها. ثم نحن لا نعرف شيئاً عن المحيط الذي وُلدت فيه، وعن الشاعر الذي كتبها. هل هو رجل إسيانيّ اهتدى إلى المسيحيّة؟ هل هو أحد الغنوصيّين الذين يشدّدون على المعرفة السريّة التي يمتلكها الكمّال، فتُغنيهم عن معرفة ينالونها بواسطة التقليد الرسوليّ؟ أما التقليد فينسب هذه الموشّحات إلى سليمان، الذي هو نموذج الملك الحكيم في العهد القديم، كما نَسب بعضَ المزامير إلى سليمان فدُعيت "مزامير سليمان".
عنوان هذه المجموعة يجد أكثر من سنَدٍ في التقليد الخارجيّ. ولكنه غاب من مخطوطين سريانيّين. أما الكاتب الذي لا يمكن أن يكون سليمان "التاريخيّ" الذي عاش في القرن العاشر ق.م.، فقد اتّخذ صفات ذاك الملك الحكيم التقليديّة. هو كتب ما كتب، وتخفّى وراء سليمان، كما اعتاد الأقدمون أن يفعلوا، وقد توخّى أن يأخذ بعضاً من سلطته، ووُجهةً من حكمته.
مضى القرن التاسع عشر ولم نكن نعرف من هذه القصائد سوى العنوان (الموشّحات) في لوائح يونانيّة للكتب المقدّسة تعود إلى الحقبة البيزنطيّة: "إزائيّة الكتاب المقدّس"، "حوار شعريّ" حيث نجد: "مزامير وموشّحات سليمان. 2100 آية". في هذه اللائحة الأخيرة، ضُمَّت الموشّحات إلى مزامير سليمان ووُضعت بين يشوع بن سيراخ وسفر استير. في لوائح أخرى، ذُكرت مزامير سليمان وحدها، ونُسب إليها 950 آية. وهكذا بقيت 1150 آية للموشّحات، وهذا ما يقابل مساحة كل كتاب من هذين الكتابين. ونحن نجد إيراداً صريحاً من الموشحة 19: 6- 7 في "النظم الالهيّة"، وقد أورده مؤلِّف الكتاب ليُسند التعليمَ حول بتوليّة مريم العذراء: "قال سليمان في الموشحة التاسعة عشرة: "ضعُف حشا العذراء ونال الجنين. فصارت حبلى وأماً بتولاً في رحمة عظيمة".
أوّل اكتشاف لنصّ الموشّحات كان في القبطيّة، في مخطوط "الإيمان الحكمة" الذي هو مؤلَّف غنوصيّ يعود إلى القرن الثالث. أما المخطوط فيعود إلى القرن الرابع وقد نُسخ على الرقّ. اشتراه المتحف البريطاني سنة 1785، واكتشف فيه فريدريك مونستر، سنة 1812، إيرادات من موشّحات سليمان التي اعتُبرت كتاباً مقدّساً، شأنها شأن المزامير. في ف 18 نقرأ موسل 5: 1- 11؛ في ف 49، نقرأ موسل 1؛ في ف 65، نقرأ موسل 6: 8- 18؛ وفي ف 69، موسل 25: 1- 12؛ وفي ف 71، موسل 22: 1- 12. تلا ترجمةَ هذه النصوص، تفسيرٌ يحاذي السطور، فيقدّم الشرح من أجل الجماعة الغنوصيّة التي يتوجّه إليها.
سنة 1909، تعرف هاريس إلى نصّ موسل في مخطوط سريانيّ جاء من العراق. دُوّن على الورق، في القرن الخامس عشر، على ما يبدو، وتشوّه في البداية والنهاية، وهكذا ضاعت الموشَّحتان الأوليان، كما ضاع عنوانُ المؤلَّف. وبعد الموشّحات وردت مزسل. نشر هاريس النصّ حالاً، ونقله إلى الفرنسيّة باتيفول ولابور.
سنة 1912، كُشف مخطوط آخر يَضمّ الموشّحات ومزسل. اكتشفه بوركيت في المتحف البريطانيّ: مخطوط دُوِّن على الرقّ، في القرن العاشر على ما يبدو، وجاء من دير السريان في وادي النطرون، في مصر. وصل هذا المخطوطُ إلى المتحف البريطاني سنة 1843، فتضمّن موسل 17: 7 ب- 42: 20. عندئذ بدأت المقالات والدراسات فوصلت سنة 1914، أي بعد خمس سنوات للنشرة الرئيسيّة، إلى 165 مقالاً، كما قال كيتال.
سنة 1950، نُشرت الموشحة الحادية عشرة في اليونانيّة، التي وُجدت بين مراسلة بولس والكورنثيين المنحولة ورسالة يهوذا. أما الكتابة فتعود إلى القرن الثالث.
أما نحن فانطلقنا في ترجمتنا من النصّ السريانيّ كما نشره تشارلسورث، واستعنّا بما سبقنا من ترجمات في الفرنسيّة، في الانكليزيّة، ولكننا لم نلجأ إلى العربيّة مع أن هناك أكثر من ترجمة، لكي نبقى أحراراً في أسلوبنا.






يتبع



 
التعديل الأخير:

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
1212wx2.gif

الموشّحة الأولى

الرب تاج على رأسي

(1) الربّ كتاجٍ على رأسي،
فلا أكون بعيداً عنه.
(2) تاجُ الحقّ نُسج لي،
فأفرخ فروعاً في صدري.
(3) ما أفرخ تاجاً ذابلاً،
(4) بل عِشتَ على رأسي،
وأفرختَ في صدري.
(5) ثمارُك مليئة وكاملة،
وامتلأتْ خلاصاً.


الموشحة الثانية


الموشحة الثانية غابت من كل النصوص. نتذكّر هنا أن المخطوط السرياني الأساسي شُوِّه تشويهاً في بدايته.



الموشّحة الثالثة


الروح ينبوع الحياة والحبّ



(1) محبّةَ الربّ لبستُ
(2) وأعضاؤه هي معي.
بها تعلّقتُ وهو يحبّني.
(3) ما عَرفتُ أن أحبّ الربّ
لو لم يحبّني هو.
(4) من يقدر أن يتميّز الحبّ
إلاّ ذاك الذي يُحبّ؟!
(5) أحببتُ المحبوب، أحبّته نفسي،
وحيث راحته هناك راحتي.
(6) لن أكون غريباً،
لأن لا حسد لدى الربّ العليّ والرحيم.
(7) مُزجتُ به، لأن المحبّ وجد المحبوب.
بما أني أحببتُ من هو الابن، صرتُ ابناً.
(8) من انضمّ إلى من لا يموت، صار هو أيضاً لامائتاً.
(9) ومن ارتضى الحياة،
صار حيّاً.
(10) ذاك هو روحُ الربّ الذي لا يكذب:
يعلّم البشر أن يعرفوا طرقه.
(11) كن حكيماً وأعرف، وكن ساهراً.
هللويا




الموشّحة الرابعة

مقام الله الثابت

(1) ما من أحد يبدّل موضعَك المقدّس، يا إلهي.
ولا هو يبدّله ويجعلُه في موضع آخر،
(2) لأن لا سلطان له عليه.
فقد تصوّرتَ مقدسَك قبل أن تصنع المواضع.
(3) والقديم لا يبدّله من هو أصغر منه.
أعطيتَ قلبَك، يا ربّ، للمؤمنين بك.
(4) أنت لا تبطلُ أبداً،
ولا تكون بلا ثمار.
(5) ساعةٌ واحدة نؤمن فيها،
أفضلُ من كل الأيام والسنين.
(6) من لبس نعمتَك وظُلم؟
(7) فختمُك معروف هو،
وخلائقُك معروفة لديه.
(8) قوّاتُك تمسكه،
ورؤساء الملائكة المختارين يلبسونه.
(9) وهبتَ لنا الشركة معك،
لا لأنك تحتاج إلينا،
بل لأننا نحتاج إليك.
(10) رُشّ عليّ رشاشك،
وأفتح ينابيعك الغنيّة التي تسيل لنا لبناً وعسلاً.
(11) لا تحسُّر عندك
لتتحسَّر على ما به وعدت.
(12) فالنهايةُ مكشوفة أمامك.
(13) ما وهبتَ، وهبته مجاناً
بحيث لا تتوب وتأخذه.
(14) كل شيء كُشف لك، لأنك الله،
وأُتقِن من البداية أمامك.
(15) وأنت، يا ربّ، صنعتَ كل شيء.
هللويا.




الموشّحة الخامسة

تاج الربّ والحكمة الكاذبة

(1) أعترفُ لك، أيها الربّ،
لأني أحبّك.
(2) أيها العليّ، لا تتركني،
لأنك أنت رجائي.
(3) مجاناً أخذتُ نعمتَك،
ومنها أحيا.
(4) يأتي مضطهديّ ولا يرونني.
(5) سحابٌ كثيفٌ يسقط على عيونهم
فيُظلمها هواءُ غبار.
(6) لا يكون لهم نور ليروا،
(وهكذا) لا يمسكونني.
(7) لتكن مشوراتُهم في الظلمات،
وما تآمروا به ليسقط على رؤوسهم.
(8) حسبوا حساباً وخطّطوا،
فلم يكن لهم (ما أرادوا).
فقُهروا مع أنهم كانوا أقوياء.
(9) هيّأوا نفوسهم للشرّ،
فوُجدوا في حالة إغماء.
(10) رجائي في الربّ
فلا أخاف.
(11) ولأن الربّ خلاصي،
أنا لا أخاف،
(12) هو كإكليل على رأسي
فلا أتزعزع.
(13) وإن تزعزع كلُّ شيء،
فأنا ثابت أنا.
(14) وإن باد (كل) ما يُرى،
فأنا لا أموت،
(15) لأن الربّ هو معي،
وأنا معه.
هللويا.
1212wx2.gif

يتبع
 
التعديل الأخير:

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
1212wx2.gif


الموشّحة السادسة
الكلمة نهر الحياة الأبديّة

(1) مثل الريح تسيرُ على القيثارة،
والأوتار تتكلّم،
(2) هكذا روح الرب يتكلّم في أعضائي،
وأنا أتكلّم بحبّه.
(3) يُبيد ما هو غريب
فكلُّ شيء للربّ.
(4) هكذا كان من البداية
وحتّى النهاية.
(5) (هكذا) لا شيء يعارضُه،
ولا شيء يقفُ قبالتَه.
(6) أكثر الربُّ معرفتَه،
وغار لتُعرف هذه
التي وُهبت لنا بنعمته.
(7) وهب لنا تسبحةً لاسمه،
فسبّحت أرواحُنا روحَه القدوس.
(8) خرج سيلٌ فصار نهراً عظيماً وواسعاً:
جرف كلَّ شيء، سحق (كل شيء)، وأتى (به) إلى الهيكل.
(9) ما استطاعت موانعُ البشر أن تمنعه،
ولا فنون الذين يمنعون المياه.
(10) اتى على وجه الأرض كلِّها،
فملأ كلَّ شيء.
(11) فشرب كلُّ العطاش على الأرض،
فانحلّ العطش وهدئ.
(12) من العليّ أعطيَ الشراب.
(13) طوباهم خدّامُ ذاك الشرابُ،
الذين سُلِّمت إليهم المياه.
(14) أراحوا الشفاه اليابسة،
وأقاموا الارادة المحلولة،
(15) والنفوس القريبة من الخروج (من الجسد)
أمسكوها عن الموت.
(16) والأعضاء التي سقطت،
انتصبت وأقيمت.
(17) أعطى القوّة لمجيئهم،
والنورَ لعيونهم.
(18) أقرّ كلُّ انسان أنهم للربّ،
وأنهم حيوا بالماء الحيّ إلى الأبد.
هللويا.
†††††††††††
الموشّحة السابعة
المعرفة تقود إلى الانشاد

(1) مثل جرْي الغضب على الاثم،
هكذا جرى الفرحُ على المحبوب،
ومن ثماره يُدخِل فلا يُمنَع.
(2) فرحي هو الربّ وسعيي إليه،
فطريقي هذا جميل.
(3) مساعدٌ لي هو الربّ،
عرّفني نفسَه ببساطة،
فعذوبتُه جعلت عظمتَه صغيرة.
(4) صار مثلي لكي آخذه،
بالشكل ظُنّ مثلي لكي ألبسَه.
(5) ما ارتجفتُ حين رأيتُه،
لأنه الحنّان لي.
(6) صار مثلَ كياني لكي أتعلّمه،
ومثل صورتي لئلاّ أميل عنه.
(7) أبو المعرفة
هو كلمةُ المعرفة.
(8) ذاك الذي خلق الحكمة،
هو أحكم من مصنوعاته.
(9) وذاك الذي خلقني قبل أن أكون،
عرف ما سأعمل حين أكون (في الوجود).
(10) لهذا تحنّن عليّ بحنانه الكثير،
ووهب لي أن أطلب منه وأتقبّل ذبيحته.
(11) لأنه هو بلا فساد،
وكمال العوالم وأبوها،
(12) وهب لنفسه أن يراه الذين هم خاصته،
لكي يعرفوا الذي صنعهم،
فلا يظنّوا أنهم وُجدوا بأنفسهم.
(13) جعل طريقه إلى المعرفة،
وسّعها، طوّلها، أوصلها إلى كل كمال،
(14) وضع عليها آثار نوره،
فسارت من البداية إلى النهاية.
(15) فبه (= الأب) خُدم (خدمة)،
وبالابن ارتاح (راحة)(10).
(16) بسبب خلاصه يُمسك كلَّ شيء،
فيُعرَف العليّ بقديسيه،
(17) ليبشّر الذين يمتلكون مزامير عن مجيء الربّ.
ليَخرجوا إلى لقائه ويرنّموها،
بالفرح والقيثارة والأصوات العديدة.
(18) الراؤون يسيرون أمامه،
وأمامه يُرَون.
(19) يسبّحون الربّ في حبّه،
لأنه قريبٌ ويَرى.
(20) يرتفع البغضُ عن الأرض،
ومعه الحسدُ يُغرَق.
(21) اللامعرفة دُمِّرت
بعد أن أتت معرفةُ الربّ.
(22) يرنّم المرنّمون لنعمة الربّ العليّ،
ويقرّبون ترانيمهم،
(23) فيكون قلبُهم مثَل النهار،
ونغماتُهم مثل عظمة جلال الربّ.
(24) فلا تكون نفسٌ بعدُ
جاهلةً وخرساء.
(25) وهبَ خليقتَه فماً،
ليَفتحَ صوتَ الفم لديه
لتسبحته.
(26) اعترفوا بقدرته،
وأظهروا نعمتَه.
هللويا.
†††††††††††
الموشّحة الثامنة
افتحوا قلوبكم

(1) إفتحوا، إفتحوا قلوبكم ابتهاجاً بالربّ،
وليكثر حبُّكم من القلب إلى الشفاه.
(2) لتأتوا بثمار الربّ، حياةً مقدّسة،
وتتكلّموا في نوره وأنتم ساهرون.
(3) قُوموا وألبثوا قياماً،
يا من ذُللتم في الماضي.
(4) يا من كنتم في الصمت، تكلّموا،
فقد فُتحت أفواهُكم.
(5) الذين احتُقروا، اليوم رُفعوا،
لأن برّكم رُفع.
(6) يمينُ الربّ معكم هي،
وهو يكون لكم مساعداً.
(7) السلام هُيّئ لكم
قبل أن تكون حربُكم.
(8) إسمعوا كلامَ الحقّ،
وتقبّلوا معرفة العليّ.
(9) لا تعرفون كبشر ما أقوله لكم،
ولا لباسكم ما أظهره لكم.
(10) إحفظوا سرّي فيحفظكم،
إحفظوا إيماني فيحفظكم.
(11) إعرفوا معرفتي يا من في الحقّ تعرفونني،
ويا من تحبّون، أحبّوني بالحبّ.
(12) لا أميل بوجهي عن خاصتي،
لأنني أعرفهم.
(13) قبل أن يكونوا،
عرفتُهم وطبعتُ وجوهَهم طبعاً.
(14) أنا كوّنتُ أعضاءهم،
وهيّأت لهم ثديّي،
ليشربوا من لبني المقدّس ويحيوا به.
(15) رضيتُ بهم
وما خجلتُ منهم،
(16) فهم صنعتي أنا
وقوّةُ أفكاري.
(17) فمن يقف تجاه صنعي،
أو من لا يخضع لهم؟
(18) أنا أردتُ العقل والقلب وجبلتُ،
فَهُما لي.
عن يميني وضعتُ مختاريّ،
(19) وبرّي يسير أمامهم،
ولا يُحرَمون من اسمي،
لأنه معهم.
(20) صلّوا وأكثروا،
واثبتوا في محبة الربّ،
(21) محبوبين في الحبيب،
ومحفوظين في من هو الحيّ،
ومخلّصين في من نال الخلاص.
(22) تُوجَدون بلا فساد في كل الأدهار،
من أجل اسم أبيكم.
هللويا.

†††††††††††
الموشّحة التاسعة
أفتحوا آدانكم

(1) افتحوا آذانكم،
وأنا أكلّمكم.
(2) هبوا لي أنفسكم،
وأنا أهب لكم نفسي:
(3) كلمةَ الربّ ورغباته،
فكرَه المقدّس الذي فكّره في مسيحه.
(4) في إرادة الربّ حياتُكم،
وقصدُه حياةٌ أبديّة،
وكمالُكم لا فساد فيه.
(5) إغتنوا في الله الآب،
وتقبّلوا قصدَ العليّ،
وتقوّوا بنعمته واخلصوا.
(6) أبشرّكم بالسلام، يا أتقياءه،
فجميع الذين يسمعون لا يسقطون في القتال.
(7) والذين يعرفونه لا يهلكون،
والذين يأخذونه لا يُخزَون.
(8) الحقّ هو إكليل أبديّ،
طوبى للذين وضعوه على رأسهم:
(9) هو حجر ثمين
والقتال هو من أجل الاكليل.
(10) أخذه البرّ
ووهبه لكم.
(11) ضعوا الاكليل في عهده (= الربّ) الحقّ،
وجميعُ الذين انتصروا يُكتبون في كتابه.
(12) فكتابهم هو نصر لكم،
يراكم (أي النصر) أمامه ويريدكم أن تخلصوا.
هللويا.
†††††††††††
الموشّحة العاشرة
كلام الله ونوره

(1) الربّ وجّه فمي بكلامه،
وفتح قلبي بنوره.
(2) وأسكن فيّ حياتَه الخالدة،
ووهب لي أن أتكلّم عن ثمر سلامه،
(3) لأعيدَ النفوسَ الذين أرادوا أن يأتوا إليه،
ولأسبي سبيّة صالحة للحريّة.
(4) تقوّيتُ وتشدّدت وسبيتُ العالم،
فصارت (السبية) لي لمجد العلي والله أبي.
(5) اجتمع معاً الجموعُ المبدَّدون،
وأنا ما تنجّست بحبّي (لهم).
لأنهم امتدحوني في الأعالي،
(6) وُضعتْ آثارُ النور على قلبهم،
فساروا حسب حياتي فخلصوا،
وكانوا معي إلى أبد الآبدين.
هللويا.
1212wx2.gif

يتبع
 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
1212wx2.gif

الموشّحة الحادية عشرة
ثمار للربّ

(1) خُتن قلبي وبرزت زهرتُه،
وأفرختْ فيه النعمةُ،
فصنع ثماراً للربّ.
(2) ختنني العليّ بروحه القدوس،
وكشف كليّتيّ لديه،
وملأني من حبّه.
(3) فكانت لي ختانتُه للخلاص،
فركضتُ في طريق سلامه،
في طريق الحقّ.
(4) من البداية وإلى النهاية،
أخذتُ معرفتَه،
(5) وتثبَّتُ على صخرة الحق،
حيث هو وضعني.
(6) فاقتربتْ شفتاي من مياه متكلّمة،
من ينبوع الربّ، وما نفذ.
(7) فشربتُ وارتويت
من المياه الحيّة التي لا تموت.
(8) وارتوائي لم يكن لامعرفةً،
بل تركتُ الباطل،
(9) والتفتُّ إلى العليّ إلهي،
فاغتنيتُ بموهبته.
(10) تركتُ الشطط، رميتُه على الأرض،
وتعرَّيتُ منه ورميتُه عني،
(11) فجدّدني الربُّ بلباسه،
واقتناني بنوره،
(12) ومن العلاء أراحني (فصرت) بلا فساد.
صرتُ كأرض تُزهر وترقص بثمارها.
(13) والربّ مثل شمس
على وجه الأرض،
(14) أنار عينيَّ
فتقبل الطلَّ وجهي،
(15) وصارت نسمةُ (حياتي) عذبة
برائحة الربّ العذبة.
(16) أقتادني إلى فردوسه
حيث غنى عذوبة الربّ.
(16 أ) تأمّلتُ أشجاراً أفرختْ
وحملتْ ثماراً،
(16 ب) وإكليلُها نما من نفسه،
(16 ج) وأغصانُها أزهرت،
وثمارها شعَّت.
(16 د) من أرض خالدة كانت جذورُها،
(16 هـ) ونهرُ فرح كان يسقيها،
(16 و) ويحيط بها في أرض الحياة الأبديّة.
(17) فسجدتُ للربّ لأجل تسبحته،
(18) وقلت طوباهم، يا ربّ،
أولئك المغروسون في أرضك،
والذين لهم مكان في فردوسك،
(19) وينمون في نموّ أشجارك،
وينتقلون من الظلمة إلى النور.
(20) ما أجمل كلَّ من يخدمُك،
فهم يعملون أعمالاً صالحة،
ويميلون من الشرّ إلى العذوبة.
(21) أبعَدوا عنهم مرارةَ الأشجار
حين غُرسوا في أرضك،
(22) ويكون كلُّ واحد مثل بقيّتك،
ذكراً أبدياً، (ذكر) عبيدك المؤمنين.
(23) الأماكنُ كثيرة في فردوسك
ولا فراغ فيه،
بل كلّه مملوء ثماراً.
(24) المجد لك، يا الله، يا عذوبةَ الفردوس إلى الأبد.
هللويا.

†††††††††††
الموشّحة الثانية عشرة
الربّ ملأني بالكلمة

(1) ملأني بكلمات الحقّ
لكي أتكلّم عنه.
(2) ومثل مجرى مياه جرى الحقُّ من فمي،
فأظهرتْ شفتاي ثمارَه.
(3) أكثر فيّ معرفتَه،
لأنَّ فمَ الربّ هو الكلام الحقّ،
وبابُ النور.
(4) أعطاه العليُّ للعوالم،
كمترجم لبهائه،
ومخبِّر عن مجده،
ومعترف بقصده،
ومبشّر بفكره،
ومؤدَّب بأعماله.
(5) سرعةُ كلمته لا وصف لها،
ومثل وصفها سرعتُها ودقّتُها،
فلا حدّ لمسيرتها.
(6) هي لا تسقط أبداً بل تقوم قياماً،
ولا نعرف انحدارها ولا طريقها.
(7) فكما هو عملها، كذلك هو انتظارها.
هي نورٌ وظهور الفكر.
(8) بها العوالم تتكلّم بعضها مع بعض،
هؤلاء الصامتون نالوا الكلام.
(9) منه كان الحبّ والتناغم،
فيكلّم الواحد الآخر في ما يخصّهما.
(10) حرّكتهم الكلمة،
فعرفوا ذاك الذي صنعهم،
لأنهم كانوا في تناغم.
(11) فمُ العليّ كلمّهم،
وبه أسرع التفسيرُ.
(12) مسكنُ الكلمة هو الانسان،
وحقيقته الحبّ.
(13) طوبى للذين فهموا هكذا كلَّ شيء،
وعرفوا الربّ في حقه.
هللويا.​
†††††††††††
الموشّحة الثالثة عشرة
مرآة العينين

(1) مرآتناالربّ،
فافتحوا عيونَكم وانظروها فيه.
(2) تعلّموا كيف تكون وجوهُكم،
وبشّروا بالتسابيح لروحه.
(3) إمسحوا الوسخ عن وجهكم،
وأحبّوا القداسة والبسوها،
(4) لتكونوا لديه بلا لوم، إلى الأبد.
هللويا​

†††††††††††
الموشّحة الرابعة عشرة
توسّل العينين

(1) مثلَ عيني الابن على أبيه،
هكذا عيوننا، يا ربّ، إليك، على الدوام.
(2) لديك ثدياي وسعادتي،
(3) فلا تُبعد رحمتَك عنّي يا ربّ،
ولا تأخذ مني عذوبتَك.
(4) مُدّ لي، يا ربّ، في كل وقت، يمينَك،
وكن لي مدبّراً حتى النهاية، بحسب إرادتك.
(5) ليتني أُسِرُّك من أجل مجدك،
ومن أجل اسمك، فأخلُص من الشرّير.
(6) راحتُك يا ربّ تثبتُ لديّ،
وثمارُ حبّك.
(7) علّمني ترانيمَ حقّك،
فاصنع بك ثمراً.
(8) إفتح لي قيثارة روحك القدوس،
لأسبّحك يا ربّ بكل ترنيم.
(9) حسبَ كثرة رحمتك هكذا تهب لي،
فعجّل وهب سؤلنا،
(10) فأنت تكفي كلَّ حاجاتنا.
هللويا.
†††††††††††
الموشّحة الخامسة عشرة
الربّ شمس حياتنا

(1) كما أن الشمس فرحٌ للذين يطلبون النهار،
هكذا الربّ فرحي هو.
(2) لأنه هو شمسي،
شعاعُه أقامني (من النوم)،
ونورُه بدّد كلَّ ظلمة عن وجهي.
(3) به اقتنيتُ عينين،
ورأيتُ يومّة المقدّس.
(4) صارت لي أذنان،
فسمعتُ حقيقتَه.
(5) صار لي الفكرُ والمعرفة،
فتنعّمتُ بيده.
(6) تركتُ طريق الضلال،
ومضيتُ نحوه فأخذتُ الخلاصَ منه وما انتظرت.
(7) وهب لي بحسب ما (اعتاد) أن يهب،
وصنعني حسب عظمة تليق به.
(8) بواسطة اسمه لبستُ اللافساد،
وخلعتُ الفسادَ بنعمته.
(9) دُمِّرَ الموتُ من أمام وجهي،
وأبطل الشيولُ بكلمتي.
(10) صعدتْ في أرض الربّ، الحياةُ التي لا تموت،
فعرفها مؤمنوه،
وأُعطيتْ بلا حدود لجميع الذين اتكلوا عليه.
هللويا.​


1212wx2.gif

يتبع
 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
1212wx2.gif

الموشّحة السادسة عشرة
عمل الخليقة وعمل الكلمة


(1) كما عملُ الفلاّح محراثُه،
وعملُ الملاّح جرُّ السفينة،
ذاك هو عملي: ترنيمٌ للربّ بالتسابيح له.
فنّي وخدمتي في تسابيحه،
وقد وهب ثماره على شفتيّ.
(3) فحبّي هو الربّ،
لهذا أرنّم له.
(4) أنا قويّ بتسابيحه،
وأنا أؤمن به.
(5) أفتح فمي،
فيتكلّم فيّ روحُه،
عن مجد الربّ وجماله،
(6) عن صنع يديه
وعمل أصابعه،
(7) من أجل كثرة رحمته
وقوّة كلمته.
(8) كلمة الربّ تبحث في ما لا يُرى،
وتكشف فكرَه.
(9) فالعينُ ترى أعماله،
والأذنُ تسمع أفكاره.
(10) هو الذي نشر الأرض،
وأجلس المياه في البحر.
(11) بسط السماوات،
وثبّت الكواكب.
(12) ثبّت الخليقة وأقامها،
واستراح من أعماله.
(13) الخلائق تجري جريَها،
وتعمل عملَها،
ولا تعرف أن تتوقّف أو أن ترتاح،
(14) والقوّات تخضع لكلمته.
(15) كنزُ نورٍ هي الشمس،
والليلُ كنزُ ظلمة.
(16) فقد صنع الشمس للنهار ليكون هناك نور،
والليلُ يأتي بالظلمة على وجه الأرض.
(17) الواحد يقابل الواحد،
ويتكلّمان عن جمال الله.
(18) فما من موجود خارجاً عن الربّ،
لأنه كان قبل أن يكون الكون.
(19) بكلمته كانت العوالم،
وبفكر قلبه.
(20) التسبحة والاكرام لاسمه،
هللويا.

†††††††††††
الموشّحة السابعة عشرة
الغريب المخلّص

(1) تكلّلتُ بإلهي،
وإكليلي حيّ هو.
(2) وتبرّرتُ بسيّدي،
فخلاصي بدون فساد.
(3) تحرّرتُ من الأباطيل،
فلا يُحكم عليّ.
(4) قيودي قُطعتْ بيديه،
فأخذتُ وجهَ شخص جديد وشبهَه،
وسرتُ فيه فنجوتُ.
(5) وبرّي فكرُ الحقّ،
فمضيتُ وراءه وما ضللتُ.
(6) وكلُّ الذين رأوني ذُهلوا،
وكغريبٍ بدوتُ أمامهم.
(7) والذي عرفني وعظّمني،
هو العليّ في كل كماله.
(8) فمجّدني بعذوبته،
ورفع معرفتي إلى عُلى الحق.
(9) ومن هناك وهب لي طريق خُطاه،
ففتحتُ الأبواب التي كانت مغلقة.
(10) حطّمتُ مغاليق الحديد،
(11) فما رأيتُ شيئاً مقفلاً أمامي.
فصرتُ مفتاحَ كل شيء،
(12) ومضيتُ إلى كل الأسرى لأحُلَّ (قيودهم)،
فلا أترك أسيراً ولا آسراً.
(13) وهبتُ معرفتي وما انتظرت،
وصلاتي في حبّي.
(14) زرعتُ في القلوب ثماري،
وحوّلتُها إلى ما أنا.
(15) تقبّلوا بركتي فحيَوا،
واجتمعوا إليّ فنجَوا.
(16) صاروا لي أعضاء،
وأنا كنتُ رأسَهم.
(17) التسبحة لك، يا رأسنا، أيها الربّ المسيح.
هللويا.

†††††††††††
الموشّحة الثامنة عشرة
مجد الله والعلم الحقيقيّ


(1) ارتفعَ قلبي بحبّ العليّ واغتنى،
لكي أسبّحه بواسطة اسمي.
(2) تقوّت أعضائي
بحيث لا تسقط من (ابتعاد) قوّته.
(3) ابتعدت الأمراضُ عن جسدي،
فوقف (= الجسد) للربّ بارادته،
لأن ملكوته ثابت.
(4) من أجل الذين يحتاجون، يا ربّ،
لا ترمِ كلمتك بعيداً عني.
(5) ومن أجل أعمالهم،
لا تمنع كمالك عني.
(6) لا تقهُرِ الظلمةُ النور،
ولا يهربِ الحقُّ من أمام الكذب.
(7) للنصر تُحقّق يمينُك خلاصنا،
فتتقبّلُه من كلّ مكان،
وتحفظُه لكل من تمسكه الشرور.
(8) أنت إلهي، والكذب والموت ليسا في فمك،
لأنَّ إرادتَك كمال.
(9) الباطل لا تعرفه،
وهو أيضاً لا يعرفك.
(10) والضلال أنت لا تعرفه،
ولا هو أيضاً يعرفك.
(11) تبدو اللامعرفة كالقشّ،
ومثل الزبَدِ على البحر.
(12) ظنّ الباطلون أنه (= البحر) عظيم،
فصاروا مثلَه باطلين.
(13) وعرف الذين يعرفون وتأمّلوا،
وما تنجّسوا بأفكارهم.
(14) لأنهم كانوا في قصر العليّ،
ضحكوا على الذين يسيرون في الضلال.
(15) هؤلاء قالوا الحقّ
من نفحة نفحها فيهم العليّ.
(16) التسبحةُ وعظمة الاكرام لاسمه.
هللويا.


†††††††††††
الموشّحة التاسعة عشرة
رضاعة وولادة

(1) كأسُ اللبن (الحليب) قُرِّبت إليّ
فشربتُها في حلاوة عذوبة الربّ.
(2) الابن هو الكأس،
والذي حُلب هو الآب،
والروح القدس هو الذي حلبه.
(3) لأنّ ثدييه امتلأتا،
ما أراد أن يُرمى حليبُه باطلاً. (4) الروح القدس فتح صدرَه،
ومزج حليب ثديَي الآب،
(5) ووهب المزيج للعالم دون أن يدروا،
والذين تقبّلوه في كماله كانوا عن يمينه.
(6) حشا البتول انطوى،
فحبلتْ وولدتْ،
(7) وصارت أماً بتولاً بمراحم عظيمة.
(8) حبلتْ وولدتْ ابناً بلا أم،
وما تألّمت.
(9) ما طلبتْ قابلاً،
لأنه هو الذي وهب لها الحياة.
(10) ولدَتْه كرجل في إرادة،
وولدته ببرهان،
وأنجبته بقوّة عظيمة.
(11) أحبّته في الخلاص،
وحفظته في العذوبة،
وبيّنته في العظمة.
هللويا.

†††††††††††
الموشّحة العشرون
الكاهن في لباسه الفردوسيّ

(1) أنا كاهن الربّ،
ومن أجله أمارس كهنوتيّ،
(2) وله أقرِّبُ قربانَ فكري.
(3) فكرُه ليس كالعالم،
ولا مثل الكائن البشريّ،
ولا مثل هؤلاء الذين يعملون عمل البشر.
(4) قربانُ الربّ برٌّ هو،
ونقاوةُ القلب والشفتين.
(5) قرّبْ كليتيك بلا عيب،
فلا تضايقْ رحمتُك الرحمة،
ولا تضايقْ نفسُك نفساً.
(6) لا تلاحق الغريب لأنه يشبه نفسك،
ولا تطلبْ أن تأكل قريبك،
ولا تحرمه ممّا يكسو عُريَه.
(7) إلبس نعمة الربّ، ولا تنتظر،
وتعال إلى فردوسه،
واصنعْ لك إكليلاً من شجرته.
(8) ضَعْه على رأسك وابتهج،
واستند إلى راحته،
(9) فتسير تسبحتُه أمامك،
وتتقبّل (من) عذوبته (ومن) نعمته،
وتُمسح في الحقّ بتسبحة قداسته.
(10) التسبحة والاكرام لاسمه.
هللويا.


1212wx2.gif

يتبع
 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
1212wx2.gif

الموشّحة الحادية والعشرون
لترتفع قلوبنا

(1) رفعتُ ذراعيّ إلى العلاء،
إلى حنان الربّ.
(2) لأنه رمى عنّي قيودي،
ورفعني، وهو مساعدي، إلى حنانه وخلاصه،
(3) خلعتُ الظلمة،
ولبستُ النور،
(4) وصارت لي أعضائي أمام نفسي،
فما فيها مرض،
ولا ضيقٌ ولا ألم.
(5) وصار لي فكرُ الربّ مساعداً،
وشركتُه بلا فساد،
(6) فرُفعتُ في النور،
وعبرتُ أمام وجهه.
(7) صرتُ قريباً منه،
فسبّحتُه واعترفتُ له.
(8) فاض في قلبي ووُجد في فميَ،
وشعّ على شفتيّ،
(9) ونما على وجهي ابتهاجُ الربّ وتسبحته.
هللويا.
†††††††††††
الموشّحة الثانية والعشرون
صوتٌ من العلاء


(1) هو الذي أحدرني من العلاء،
وأصعدني من الأسافل.
(2) وهو الذي جمع الاثنين،
ورماهما أمامي.
(3) هو الذي بدّد أعدائي،
و (جميعَ) خصومي.
(4) هو الذي وهب لي السلطان على القيود
لكي أحُلّها.
(5) هو الذي دمّر بيدي التنّين برؤوسه السبعة،
وأقامني على جذوري لأهلك زرعَه.
(6) أنت كنتَ هناك وعضدتَني،
وفي كل مكان أحاط اسمُك بي.
(7) يمينُك دمّرتْ سُمّ الشرّ،
ومهّدتْ يدُك الطريقَ للمؤمنين بك.
(8) فاختارتهم من القبور،
وفصلَتْهم عن الموتى.
(9) أخذتَ العظام الميتة،
وغطّيتها باللحم.
(10) هم ما تزعزعوا
وقد وهبتَهم قوّةً للحياة.
(11) بلا فساد كانت طريقُك ووجهك.
أتيتَ بعالمك إلى الفساد،
لينحلّ كلُّ شيء ويتجدّد،
(12) فيكون صخرُك أساسَ كلِّ شيء:
فعليه بنيتَ ملكوتك،
فصار مسكنَ القدّيسين.
هللويا.


†††††††††††
الموشّحة الثالثة والعشرون
الرسالة والعَجَلة

(1) الفرحُ هو للقدّيسين،
فمن لبسه إلاّ هم وحدهم؟
(2) النعمةُ هي للمختارين،
فمن أخذها إلاّ الذين اتّكلوا من البدء عليها؟
(3) الحبُّ هو للمختارين،
فمن لبسه إلاّ الذين من البدء اقتنوه؟
(4) سيروا في معرفة الربّ،
فتعرفوا نعمةَ الربّ السخيّة،
وفرحَه وكمالَ معرفته.
(5) فكرُه كان مثل رسالة،
ونزلتْ إرادتُه من العلاء.
(6) أرسِل كالسهم من القوس،
الذي يُرمى ولا يتراجع.
(7) الأيادي الكثيرة ركضت إلى الرسالة،
لتخطفها وتأخذها وتقرأها،
(8) فهربت من أصابعهم.
فخافوا منها ومن الختم الذي عليها،
(9) لأنه لم يُسمح لهم أن يحُلّوا ختمَها:
فالقوّةُ التي على الختم تفوّقت على قوّتهم.
(10) مضوا وراء الرسالة التي رأوها،
ليعرفوا أين تُقيم،
ومن هو الذي يقرأها،
ومن هو الذي يسمعها.
(11) عَجَلةٌ تقبّلتها
فأتت (= الرسالة) إليها.
(12) وكانت علامةٌ معها،
(علامة) الملكوت والتدبير (الخلاصيّ).
(13) وكل ما هزّ العَجلة،
حصدته (العجلة) وقطعته.
(14) ردّت كثرةَ الخصوم،
وطمرت الأنهار،
(15) وعبرت فاقتلعت الغابات الكثيرة،
وصنعت طريقاً واسعاً.
(16) نزل الرأس إلى القدمين،
فإلى القدمين ركضت العجلةُ
وكلُّ ما جاء عليها؟
(17) كانت الرسالةُ (رسالة) أمر،
فاجتمعت كلُّ الأماكن معاً.
(18) وظهر على رأسها رأسٌ تجلّى،
ابنُ الحقّ (الخارج) من الآب العليّ.
(19) فورث كلَّ شيء وأخذه،
فبطُل فكرُ الكثيرين.
(20) فتجرّأ جميعُ الخارجين فهربوا،
وانطفأ المضطهدون وزالوا.
(20) فصارت الرسالة مجلّداً كبيراً
كُتبت كلها باصبع الله.
(22) اسم الآب عليها،
والابن والروح القدس
ليملكوا إلى أبد الآبدين.
هللويا.

†††††††††††
الموشّحة الرابعة والعشرون
الحمامة والحيّة


(1) طارت حمامةٌ على رأس ربّنا المسيح،
لأنه كان الرأس لها،
(2) ورنّمت فوقه،
فسُمع صوتُها،
(3) فخاف السكّان،
وارتعد الغرباء،
(4) فترك الطيرُ جناحيه،
وكلُّ زحّاف مات في وكره،
(5) وانفتحت الغمارُ وأغلقت،
وصاروا يطلبون الربّ مثل أمّهات يلدن.
(6) ما وُهب لهم مأكل،
لأنهم لم يكونوا أخصّاءه (= الربّ).
(7) الغمار غرقت في إغراق الربّ،
وبادت بفكر (يقول): وُجدتُ منذ القديم.
(8) من البدء حَبِلتْ،
وكانت الحياةُ نهايةَ حبلها.
(9) باد كلُّ ما كان ناقصاً،
لأنه لم يقدر أن يقول كلمة ليثبت.
(10) أباد الربُّ أفكارَ
جميع الذين ليس الحقّ عندهم.
(11) فنقصت الحكمة
لدى الذين ترفّعوا في قلبهم.
(12) ورُذلوا،
لأنهم لا يمتلكون الحقّ.
(13) فالربُّ بيَّن طريقَه،
ووسّع نعمته،
(14) والذين عرفوها
عرفوا قداسته.
هللويا.


†††††††††††
الموشّحة الخامسة والعشرون
من السجن إلى جنـّة عدن


(1) أفلتُّ من قيودي،
وإليك هربتُ، يا إلهي.
(2) ولأنك كنتَ لي يمين خلاص
ومساعداً لي،
(3) منعتَ الذين يقومون عليّ،
فما عادوا يُرَون،
(4) لأن وجهك كان معي،
وهو الذي خلّصني بنعمتك.
(5) احتُقرتُ ورُذلت في عيون الكثيرين،
فصرتُ في عيونهم مثل ريشة (في الريح).
(6) وكان لي العزمُ من عندك
والعون.
(7) وضعتَ لي سراجاً عن يميني وعن شمالي،
لئلاّ يكون فيّ شيء من دون نور.
(8) واكتسبتُ بك روحك،
ورفعتُ عني لباسَ الجلد.
(9) فيمينُك رفعَتْني
وطردتْ المرض عني.
(10) صرتُ قوياً بحقّك،
وتقياً ببرّك.
(11) كلُّ خصومي خافوا مني،
فصرتُ للربّ باسم الربّ،
(12) وتبرّرتُ بعذوبته.
فراحتُه إلى أبد الآبدين.
هللويا.

1212wx2.gif

يتبع
 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
1212wx2.gif

الموشّحة السادسة والعشرون
ينبوع كل راحة

(1) أفضتُ تسبحة للربّ،
لأني أنا خاصته.
(2) وأتلو ترنيمته المقدّسة،
لأن قلبي هو معه.
(3) قيثارتُه في يديّ،
وترانيمُ راحته لا تسكت.
(4) أصرخُ إليه من كل قلبي،
أسبّحه وأعظّمه بكل أعضائي.
(5) من المشرق إلى المغرب،
التسبحة له.
(6) ومن الجنوب إلى الشمال،
الشكر له.
(7) من رأس الأعالي إلى الأسافل،
الكمال له.
(8) من يكتب ترانيم الربّ،
ومن يقدر أن يقرأها؟
(9) من يقود نفسه إلى الحياة
لكي تخلَّص نفسُه؟
(10) أو من يستريح على العليّ
فيتكلّم بفمه؟
(11) من يقدر أن يترجم معجزات الربّ؟
فالذي يُترجم يدمَّر (ينحلّ)،
ويبقى ما تُرجِم.
(12) يكفي أن نعرف ونرتاح،
فالمرتّلون يقفون مطمئنّين،
(13) مثل نهر ذات ينبوع غني،
يجري لعون الذين يطلبونه.
هللويا
.
†††††††††††
الموشحة السابعة والعشرون
علامة الصليب

(1) بسطتُ يديّ،
وقدّست ربّي.
(2) فاليدان الممدودتان
علامة عنه،
(3) وامتدادي
هو الصليب المنصوب .
هللويا​
.​

†††††††††††
الموشّحة الثامنة والعشرون
حنان الربّ وعنف البشر

(1) مثل أجنحة الحمائم على صغارها،
وقرب أفواهها أفواهُ الصغار،
هكذا أجنحةُ الروح على قلبي.
(2) سُرّ قلبي ورقص،
كطفل يرقص في حشا أمه.
(3) آمنتُ ولهذا ارتحتُ،
لأن من آمنتُ به أمين.
(4) باركني مباركة،
ورأسي هو لديه.
(5) السيف لا يفصلني عنه،
ولا المهنّد.
(6) كنتُ مستعداً قبل أن يأتي الهلاك،
وجعلتُ نفسي تحت جناحيه، بلا فساد.
(7) الحياة الخالدة ضمّتني،
وقبّلتني.
(8) والروحُ الذي فيّ هو منها،
لا يمكن أن يموت لأنه حياة.
(9) الذين رأوني ذُهلوا،
لأني اضطُهدتُ.
(10) ظنّوا أني ابتُلعتُ،
لأني ظهرتُ لهم كواحد من الهالكين.
(11) ولكنَّ الظلمَ الذي حلّ بي،
كان لي خلاصاً.
(12) صرتُ (موضوع) احتقارهم،
لأنه لم يكن حسد فيّ.
(13) ولأني صنعتُ الخير إلى كل انسان،
أُبغضتُ.
(14) وأحاطوا بي مثلَ كلاب مسعورة،
هؤلاء الذين هاجموا أسيادهم وهم لا يدرون،
(15) لأن فكرَهم فسُدَ،
وتحوّل وجدانُهم.
(16) أما أنا فأمسكتُ الماء بيميني،
واحتملت مرارتهم بحلاوتي.
(17) ما هلكتُ لأني لم أكن أخاهم،
ولا كانت ولادتي مثل ولادتهم.
(18) طلبوا موتي فما استطاعوا،
لأني كنتُ أقدم من ذكرهم.
باطلاً ألقوا القرعة عليّ،
(19) الذين كانوا بعدي.
باطلاً حاولواً أن يدمِّروا ذكر من هو قبلهم!
(20) ففكرُ العليّ لا يتقدّم أحدٌ عليه،
وقلبُه أكبر من كل حكمة.
هللويا.​

†††††††††††
الموشّحة التاسعة والعشرون
شكر للربّ على أفعاله


(1) الربّ هو رجائي،
وفيه لا أخزى.
(2) حسب تسبحته صنعني،
وحسب نعمته وهب لي ما وهب.
(3) حسب رحمته رفعني،
وحسب عظمة جلاله عظّمني.
(4) أصعدني من أعماق الجحيم،
ومن فم الموت اقتادني.
(5) واضعتُ أعدائي،
فبرّرني بنعمته.
(6) آمنتُ بمسيح الربّ،
ورأيتُ أنه هو الربّ.
(7) أظهر لي علامتَه،
وتدبّرني بنوره.
(8) وهب له صولجانَ القدرة،
لأُخضع مقاصدَ الشعوب،
وأواضع قوّة الجبابرة،
(9) لأصنع الحربَ بكلمته،
وآخذَ النصرَ بقوّته.
(10) الربّ رمى عدوّي بكلمته،
فصار كالقش الذي تحمله الريح.
(11) وهبتُ التسبحة للعليّ،
لأنه عظّم عبده وابن أمّته.
هللويا.
†††††††††††
الموشّحة الثلاثون
ينبوع الربّ


(1) إملأوا لكم مياهاً من ينبوع الربّ الحيّ،
لأنه لكم انفتح.
(2) وتعالوا، يا كلَّ العطاش، وخذوا شربة،
وارتاحوا على نبع الربّ.
(3) فهو صالح ونقيّ،
ويُريح النفس.
(4) ماؤه أكثر حلاوة من العسل،
ونتاجُ النحل لا يقابَل به.
(5) فهو من شفَتي الربّ يخرج،
ومن قلب الربّ اسمه.
(6) يأتي، لا يُحدّ ولا يُرى،
فما عرفوه حتى وُهب في وسط (الأرض).
(7) طوبى للذين شربوا منه
وارتاحوا فيه.
هللويا.
1212wx2.gif

يتبع

 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
1212wx2.gif

الموشّحة الحادية والثلاثون
صخرة الوعد في وجه المياه


(1) الغمارُ ذابتْ من أمام الربّ،
وتبدّد الظلامُ من منظره.
(2) ضلّ الضلالُ وباد منه،
والدناءة لم تأخذ طريقها،
فغرقتْ بحقيقة الربّ.
(3) فتح فَمه وتكلّم عن النعمة والفرح،
وردّد تسبحة جديدة لاسمه.
(4) رفع صوتَه نحو العليّ،
وقرّب له أولئك الذين صاروا أبناءه.
(5) تبرّر وجهُه،
لأنه هكذا وهبه أبوه القدوس.
(6) أخرجوا، يا جميعَ المضايَقين،
وتقبّلوا الفرح.
(7) رثوا نفسكم بواسطة النعمة،
وخذوا لكم الحياة التي لا تموت.
(8) حين وقفتُ حكموا عليّ،
مع أني لم أكن مذنباً.
(9) اقتسموا أسلابي،
ولم يكن يحقّ لهم بشيء.
(10) وأنا تحمّلت هادئاً صامتاً،
فما تزعزعتُ تجاههم،
(11) بل وقفتُ لامتزعزعاً كصخر ثابت
تثقل عليه عواميدُ الموج فيتحمّل.
(12) تحمّلتُ مرارتهم تواضعاً،
لكي أخلّص شعبي وأعلّمه،
(13) ولئلاّ أبطل مواعيدَ (أعطيت) لرؤساء الآباء،
الذين وَعدتُ بالخلاص لزرعِهم.
هللويا.
†††††††††††
الموشّحة الثانية والثلاثون
فرح في الحقّ


(1) الفرحُ للطوباويين هو من قلبهم،
ومن ذاك الذي يقيم فيهم، النور.
(2) والكلمة من الحقّ الذي هي أصل نفسه،
(3) لأنه تثبت بقوّة القدوس والعليّ،
فهو لا يتزعزع إلى أبد الآبدين.
هللويا​
.

†††††††††††
الموشّحة الثالثة والثلاثون
البتول الكاملة

(1) أسرعت النعمةُ ورذلتْ المفسد،
ونزلتْ فيه لكي تفنيه.
(2) أباد المبيدَ من أمامه،
وأفسد كلَّ عمله.
(3) وقف على رأس عالٍ وأطلق صوته،
من أقاصي الأرض وإلى أقاصيها.
(4) اجتذب إليه كلَّ الذين استمعوا له،
فما بدا كالشرّير.
(5) ووقفت بتولٌ كاملة،
تَكرز وتُعلن وتقول:
(6) "يا أبناء البشر، عودوا،
ويا بناتهم، تعالين.
(7) أتركوا طرقَ هذا الفاسد،
واقتربوا مني.
(8) أنا أدخل فيكم،
وأخرجكم من الدمار،
وأحكّمكم في طرق الحق.
(9) لا تُفسَدون،
ولا تبيدون.
(10) اسمعوا لي واخلصوا،
فأنا أتكلَّم فيكم عن نعمة الله.
(11) بيديّ تخلُصون وتكونون سعداء،
فأنا هو ديّانكم.
(12) والذين لبسوني لا يُظلَمون،
بل يقتنون اللافساد في العالم الجديد.
(13) بي سارَ مختاريّ،
فعرّفتُ طرقي لمن يطلبونني،
وجعلتهم يتّكلون على اسمي.
هللويا.

†††††††††††
الموشّحة الرابعة والثلاثون
ما هو تحت هو فوق

(1) لا طريق قاسية حيث بساطةُ القلب،
وحيث استقامةُ الأفكار لا حواجز،
(2) ولا عاصفة في عمق الفكر المستنير.
(3) حين يحاط الحُسن من كل جهة،
ما من شيء يقسمه.
(4) شبهُ ما هو تحت،
شبهُ ما هو فوق.
(5) فكل شيء هو فوق،
ولا شيء تحت،
إلاّ ما يظنّه من لا يعرفون.
(6) النعمة تجلّت لخلاصكم،
فآمنوا واحيَوا واخلصوا.
هللويا.


†††††††††††
الموشّحة الخامسة والثلاثون
الربّ ظلّ وندى


(1) في الراحة، رذاذُ الربّ ظلّلني،
وأقام فوق رأسي سحابةَ سلام.
(2) هي في كل وقت تحرسني،
وتكون خلاصاً لي.
(3) تزعزع كلُّ شيء وارتعد،
وخرج منه الدخانُ والدينونة،
(4) وأنا هادئ في جوق الربّ،
فهو لي أكثر من مظلَّة وأكثر من أساس.
(5) حُملتُ مثل طفل (تحمله) أمّه،
ووهب لي الحليب: طلّ الربّ.
(6) تربّيتُ في نعمته،
وارتحتُ في كماله.
(7) بسطتُ يديّ في صعود نفسي،
وتوجّهتُ نحو العليّ،
فوجدتُ الخلاص بقربه.
هللويا
.


1212wx2.gif

يتبع


 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
1212wx2.gif

الموشّحة السادسة والثلاثون
عمل روح الربّ

(1) في روح الربّ ارتحتُ،
فرفعني إلى العلاء،
(2) وأوقفني على رجليّ في عُلى الربّ،
أمام كماله ومجده.
وإذ أنا أسبِّح وأتقن ترانيمي له،
(3) ولَدني أمام وجه الربّ.
ومع أني أنا انسان،
دعاني النورَ وابن الله.
(4) أنا ممجَّد في الممجَّدين،
وعظيم في العظماء.
(5) حسب عظمة العلي صنعني (الروح)،
وحسب جديده جدّدني.
(6) مسحني بكماله،
فصرتُ واحداً من أقاربه.
(7) فُتح فمي مثل غمام من ندى،
وتفجّر قلبي تفجُّرَ البرّ.
(8) كان اقترابي منه في سلام،
وتثبتُّ بروح التدبير (الالهي).
هللويا.


†††††††††††
الموشّحة السابعة والثلاثون
حياة قرب الربّ


(1) إلى الربّ مددتُ يديّ،
ورفعتُ صوتي إلى العليّ.
(2) بشفتي قلبي تكلّمتُ،
ولما بلغ إليه صوتي، سمعني.
(3) كلامه أتى إليّ،
فوهبني ثمار أعمالي،
(4) ووهب لي الراحة بنعمة الربّ.
هللويا.


†††††††††††
الموشّحة الثامنة والثلاثون
المركبة الالهيّة

(1) كما على مركبة، صعدتُ إلى نور الحقّ،
فتدبّرني الحقُّ وجاء بي.
(2) عبَّرني الهُوى والفَجَوات،
وخلّصني من الصخور والأمواج،
(3) فكان لي ميناء خلاص،
ووضعني في موضع الحياة الأبديّة.
(4) مشى معي وأراحني وما تركني أضلّ،
لأنه كان الحقّ وهو (الآن).
(5) سِرتُ معه فما عرفتُ الخطر،
وما ضللتُ في شيء لأنّي سمعتُ له.
(6) الضلال فرَّ منه
فما التقى به.
(7) ومضى الحقُّ في الطريق المستقيم،
فأراني ما لم أكن أعرفه.
(8) أراني كلَّ سموم الضلال،
وعذابات الموت التي تُعتبَر حلاوة.
(9) وما يُفسد المفسد،
رأيته حين تزيّنتْ عروسٌ مفسِدة،
وعريسٌ يُفسد ويُفسَد.
(10) سألتُ الحق: "مَن هم هؤلاء"؟
فقال لي: "هو المضلّ والضلال".
(11) بالحبيب وعروسه يقتدون،
ويُضلّون العالم ويُفسدونه.
(12) ويدعون الكثيرين إلى الوليمة،
ويُعطونهم ليشربوا خمر سكرهم.
(13) يقيّؤونهم حكمتهم وفهمهم،
ويجعلونهم بلا وجدان.
(14) عندئذ يتركونهم،
فيعثرون في جنونهم وفسادهم.
(15) إذ لا فهم لهم،
لا يطلبون (الفهم).
(16) وأنا صرتُ حكيماً فما سقطتُ في أيدي المضلّين،
وفرحتُ في نفسي لأن الحقّ مضى معي.
(17) فتثبتُّ وحييتُ وخلصتُ،
ووُضعتْ أسسي على يد الربّ،
لأنه هو غرسني.
(18) هو وضع الجذر،
وسقاه وثبّته وباركه،
فكانت ثمارُه إلى الأبد.
(19) نزل إلى العمق وصعد وتوسّع،
وامتلأ وعظُم.
(20) فتمجّد الله وحده،
في غرسه وفي فلاحته،
(21) في اهتمامه وبركة شفتيه،
في غرسة عينيه الجميلة،
(22) في مآل نصْبَته،
ومعرفة وجدانه.
هللويا.

†††††††††††
الموشّحة التاسعة والثلاثون
طريق الربّ على الأنهار


(1) قوّةُ الربّ أنهارٌ فائضة،
تأتي على رأس من يستهينون بها.
(2) تُعرقل طرقَهم،
وتدمِّر وتمنع عبورَهم.
(3) تخطف أجسادهم،
وتُفسد نفوسَهم.
(4) هي أكثر حدّة من البرق
وأسرع،
(5) والذين يعبرونها بايمان
لا يتزعزعون.
(6) والذين يسيرون فيها بلا عيب
لا يتضعضعون.
(7) فالعلامة التي فيهم هي الربّ،
والعلامةُ طريقٌ للذين يعبرون باسم الربّ.
(8) فالبسوا اسمَ العليّ واعرفوه،
فتعبروا بدون خطر،
والأنهار تكون خاضعة لكم.
(9) بكلمة الربّ صارت (الأنهار) جسراً،
فمشى وعبر عليها بقدميه.
(10) آثاره ثابتة على المياه وما فسدت،
بل هي مثل خشبة بُنيتْ على الحقّ.
(11) هنا وهناك ارتفعت الأمواج،
ولكن آثار المسيح ربِّنا ظلّت قائمة.
(12) هي لا تُغطّى
ولا تَفسد.
(13) وُضعت طريقٌ للذين يعبرون وراءه،
وللذين يستسلمون لمسيرة الايمان،
ويسجدون لاسمه.
هللويا.


†††††††††††
الموشّحة الأربعون
حلاوة الربّ وحلاوة المؤمن

(1) كما يسيل العسلُ من نخاريب النحل،
ويسيل الحليبُ من امرأة تحبّ بنيها،
هكذا رجائي فيك، يا إلهي.
(2) كما يفجّر الينبوعُ مياهَه.
هكذا يفجّرُ قلبي تسبحتَه.
شفتاي تُخرجان له التسبحة،
(3) بأغانيه يحلو لساني.
مُسحتْ أعضائي بترانيمه،
(4) ففرح وجهي ورقص:
رقص روحي في حبّه،
ونفسي استنارت به.
(5) من خاف اتّكل عليه،
ففيه يثبتُ الخلاص.
(6) امتلاكُه حياةٌ أبديّة
والذين يتقبّلونه لا ينالُهم فساد.
هللويا.


†††††††††††
الموشّحة الحادية والأربعون
مجد المسيح

(1) لنسبّح الربَّ، يا كلَّ أولاده،
ولنأخذ حقيقة إيمانه.
(2) ليُعرف أبناؤه لديه،
لأجل هذا نترنّم بحبّه.
(3) نحيا في الربّ بنعمته،
ونتقبّل الحياة بمسيحه.
(4) يومٌ عظيم أنارنا،
وعجيبٌ هو الذي وهب لنا من تسابيحه.
(5) لنتوافق كلّنا معاً على اسم الربّ،
ولنُكرمْه في نعمته.
(6) بنوره يستنير وجهُنا،
وقلوبُنا تلهج بحبّه.
في الليل وفي النهار،
(7) نرقص من رقصة الربّ.
(8) جميعُ الذين يرونني يُدهَشون،
لأني أنا من جنس آخر.
(9) أبو الحقّ ذكرني،
وهو الذي اقتناني منذ البدء.
(10) ولدني بغناه،
وبفكر قلبه.
(11) كلمتُه معنا في كل طرقنا،
المخلّص الذي يُحيي نفوسنا ولا يرذلها.
(12) الانسانُ الذي تواضع،
ولكنه ارتفع ببرّ نفسه.
(13) ابنُ العلي تراءى
في كمال أبيه.
(14) والنور ظهر من الكلمة،
التي من البدء كانت فيه.
(15) في الحقيقة، المسيحُ هو واحد،
وعُرف قبل أن تُرمى (أساسات) العالم،
ليُحيي النفوس إلى الأبد، بحقّ اسمه.
(16) تسبحة جديدة للربّ من الذين يحبّونه.
هللويا.



†††††††††††
الموشّحة الثانية والأربعون
العرس الأبديّ

(1) بسطتُ يديّ واقتربتُ من ربّي،
لأن امتداد يديّ هو علامته.
(2) بسطُ (يديّ) صليبٌ مبسوط
عُلّق على طريق المستقيمِ (=الربّ).
(3) صرتُ بلا فائدة للذين (لا يعرفونني
لأني اختبأتُ عنهم)، لئلاّ يأخذوني.
(4) وأصير قرب أولئك
الذين يحبّونني.
(5) مات كلُّ مضطهديَّ،
وطلبني أولئك الذين جعلوا رجاءهم فيّ لأني حيّ.
(6) وقمتُ (وها) أنا معهم،
وأتكلّمُ بأفواههم.
(7) احتقروا الذين اضطهدوهم،
فرميتُ عليهم نيرَ حبّي.
(8) مثل ذراع العريس على العروس،
هكذا نيري على الذين يعرفونني.
(9) ومثل جنان واسعة لبيت العروسين،
هكذا حبّي على الذين يؤمنون بي.
(10) ما رُذلت مع أني حُسبتُ (كذلك)،
وما هلكتُ مع أنهم تآمروا علي.
(11) رأتني الجحيمُ فسُحقت،
فردّني الموت وكثيرين معي.
(12) كنت الخلّ، والمرّ له (= الموت)،
فنزلتُ معه إلى أعمق الأعماق.
(13) أفلت رجليّ ورأسي،
لأنه لم يقدر أن يتحمّل وجهي.
(14) جعلتُ من موتاه جماعةَ أحياء،
وتكلّمتُ معهم بشفاه حيّة،
فما كانت كلمتي باطلة.
(15) والذين ماتوا ركضوا إليّ،
وصاحوا وقالوا: تحنّن علينا، يا ابن الله.
(16) إصنع معنا بحسب عذوبتك،
وأخرجنا من قيود الظلمة.
(17) إفتح لنا باباً
نخرج به إليك.
فقد رأينا أن موتنا لم يقترب منك.
(18) لنخلُصْ نحن أيضاً معك،
لأنك أنت مخلّصنا.
(19) وأنا سمعتُ صوتهم،
وجعلتُ (إيمانهم في قلبي.
وضعتُ) اسمي على رأسهم،
لأنهم أبناء أحرار،
ولأنهم يخصّوني.
هللويا.


1212wx2.gif

يتبع
 
التعديل الأخير:

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
من موشحات سليمان بصوت المرنم نزار فارس

[YOUTUBE]S9Gc703oLDY[/YOUTUBE]​

كما يفجّر النبع
كما يفجر النبع مياهه
كذلك يفيض من قلبي التسبيح للرب إلهي
وتغدق شفتاي التمجيد للرب إلهي
يحلو لساني بأناشيده
وتهتزّ جوارحي بتراتيله
يتهلّل وجهي ببهجته
وتطرب روحي بحبّه
ونفسي تستنير به،
هللويا

1212wx2.gif

دراسة في موشّحات سليمان

في بداية القرن التاسع عشر، اكتشف راندل هاريس بين مخطوطات وُضعت في زاوية من مكتبته، أناشيدَ، تبيَّنت له أنها موشّحات سليمان. عُرفت هذه الموشّحات في حواشٍ وردت في كتب منحولة، وفي نصّ قبطيّ "إيمان – حكمة"، وفي نصّ لاتيني كتبه لاكتانتيوس. ثم كُشف في المتحف البريطاني مخطوطٌ سريانيّ آخر، وترجمةُ الموشّحة الحادية عشرة في اليونانيّة. وبدأت البحوث فدلّت أن الموشّحات ليست نصوصاً غنوصيّة. بل مجموعة من المدائح المسيحيّة القديمة التي تقترب كثيراً من المدرسة اليوحناويّة. لهجتُها ونظرتُها يهوديّة، فاعتبرها العلماء، في الأصل، خارجة من العالم اليهوديّ. غير أن بعضَ الباحثين اعتبروا أن الجدال انتهى، وأن الموشّحات مسيحيّة: هي تتميّز بلهجة الفرح والشكر لمجيء المسيح الذي وُعدنا به، كما تتميّز بالخبرة الحاضرة للحياة الأبديّة، وبالمحبّة التي تنبع من الحبيب وتصل إلى الحبيب.

1- الوجهة الأدبيّة
سبق وذكرنا ما يتعلّق بالنصوص التي تورد الموشّحات كلَّها أو جزءاً منها. ولكن يبقى الأساس النصّ السريانيّ.
هذا ما يطرح سؤالاً حول اللغة التي فيها كُتبت الموشّحات. ظنّ بعضُ العلماء أن اللغة الأصليّة هي اليونانيّة. ذاك كان رأي هاريس في الطبعتين الأوليين للنشرة الرئيسيّة. ولما اكتُشفت موشّحة في اليونانيّة عاد تاستوز مثلاً وفيلوننكو وفرنكانبرغ إلى القول بأن اللغة الأصليّة هي اليونانيّة، بل إن هذا الأخبر، اقتنع بالأمر اقتناعاً جعله ينقل الموشّحات من السريانيّة إلى اليونانيّة. وتحدّث باحثون آخرون عن العبريّة كلغة أصليّة للموشّحات، فنقلها إلى هذه اللغة، واعتبر الأب كرمينياك أنها لغة قمران. ولكن يبدو شبه أكيد أن الموشّحات دُوِّنت في السريانيّة (أو الأراميّة)، وهذا ما بيّنه هاريس ومنغانا في شرحهما، وفوبوس في مقال نشره سنة 1962، وتشارلسورث وإمرتون.
لا شكّ في أن نص 7: 10 و9: 8- 9 استند إلى السبعينية حين أورد مز 51: 1 (حسب العبري، سب 50: 3) ومز 21: 3 (حسب العبري. سب 20: 4). غير أن هذه العلاقة لا يمكن أن تكون برهاناً يدلّ على أصل يوناني للموشّحات. فقد يكون المترجم أخذ النصّ اليونانيّ كما قرأه في السبعينيّة وما نقله عن النصّ السريانيّ. وفي أي حال، هناك يقين واسع بأن السبعينيّة استُعملت مراراً في جماعات ساميّة. وما يدلّ على ذلك، اكتشاف أجزاء من نسخات عديدة للسبعينيّة، في مخطوطات البحر الميت. والتوازيات مع الأدب الغنوصيّ لا تدلّ أن الموشّحات دُوِّنت في اليونانيّة، لأن الغنوصيّين استعملوا وورثوا عدداً من الوثائق ألِّفت أصلاً في السريانيّة ولغات ساميّة أخرى.
والشاهد الوحيد الذي بقي لنا من نقل يونانيّ، هو برديّة بودمر. إنه يدلّ على أنه نُقل عن لغة ساميّة. فلغتُه اليونانيّة رديئة، بحيث يبدو أنه لم يُكتب في اليونانيّة.
وأهمّ أمر في هذا المجال، هو عدد النصوص السريانيّة الذي يبيّن أن اللغة الأصليّة هي السريانيّة. ونلاحظ بشكل خاص التلاعب على الألفاظ الذي أشرنا إلى بعضه في الحواشي، والرنّة الموسيقيّة، والايقاع والقياسات الشعريّة. أما الاختلافات العديدة بين الترجمات فتفسَّر بالرجوع إلى التقليد السريانيّ.
بعد اكتشاف الموشّحات بزمن قصير، أعلن هرناك أن وراء الإضافات المسيحيّة هناك كتاب مسيحيّ متهوِّد يعود إلى بدايات المسيحيّة. رفض برنار فرضيّة هرناك، واعتبر أن الموشّحات كتاب أناشيد مسيحيّة تعود إلى القرن الثاني ب. م. وهكذا بعد عشر سنوات من الدراسات والجدالات، عاد هاريس ومنغانا بالموشحات إلى بداية القرن الأول ب م. ومع أن بولتمان كان له أثر كبير على العلماء الالمان، ومع أنه استفاد من الموشّحات لدراسة اللاهوت اليوحناوي، فالبحّاثة تبعوا باور، ورأوا في الموشّحات نتاج العالم الغنوصيّ، العائد إلى القرن الثاني.
ولكننا نقول إن التوازيات العديدة مع المدائح (قمران)، والأفكار التي نجدها هي هي في الموشّحات وفي انجيل يوحنا، وما أورده أغناطيوس الانطاكي، كل هذا يجعلنا نعتبر أن موشّحات سليمان ألّفت، في إطار مسيحيّ، حوالي سنة 100 ب م.
وقيل الكثير عن الموضع الذي دُوِّنت فيه: في فلسطين، في بلا حيث هرب المسيحيون المتهوّدون بعد دمار أورشليم سنة 70 ب م. في الاسكندريّة أو مدينة أخرى في مصر. في أفسس أو مدينة أخرى في آسية الصغرى. ولكن الأخصائيّين يتوقّفون اليوم عند فرضيتين. الأولى، دُوّنت الموشّحات في الرها، أو في إحدى الجماعات المقيمة بين الرها وأنطاكية. والثانية، في أنطاكية على العاصي. إذا كانت الموشّحات قد دُوّنت في السريانيّة، حوالي سنة 100، فقد دُوّنت في جماعة شبيهة بالجماعة اليوحناويّة وقريبة منها، في جماعة عرفت الأفكار التي أوردها أغناطيوس الأنطاكي في رسائله. وهكذا نكون في أنطاكية أو في منطقة مجاورة لها.


2- الأهميّة التاريخيّة
مئات المقالات تحدّثت عن أهميّة الموشّحات التاريخيّة. ويمكن أن نوجز الأفكار في الملاحظات التالية.
الملاحظة الأولى: إن العلماء الذين عملوا في الموشّحات في بداية القرن العشرين فانصدموا بالمفاهيم والصور التي طالعتهم أولاً، يتذكّرون أولى المحاولات تجاه خبرة عن مجيء المسيح لا يوازيها شيء. فالمرتّل يصوّر الله مع ثديين يرضعهما الروحُ فيخرج منه حليب (لبن) خلاصيّ يصوَّر على أنه الابن (19: 1ي). فأول صيغة للموشّحات، جاءت شبيهة ببعض ما ورد في الأناجيل الازائيّة (رج مت 10: 5)، فصوّرت الوثنيين بألفاظ غير لائقة. أقرّ المرتّلُ بعظمة المسيح بكلمات مثل هذه: "أنا ممجَّد في الممجّدين، وعظيم في العظماء" (36: 4). مثلُ هذا القول لا يرضى به أريوس كما لا يرضى به اثناسيوس، أسقف الاسكندريّة. غير أن المؤرّخ يرى في هذه العبارات والفكرات والاستعارات محاولات المسيحيّين الأولين ليعبّروا عمّا هو جديد كلياً بالنسبة إليهم.
الملاحظة الثانية: التوازيات اللافتة بين الموشّحات ومخطوطات البحر الميت، ولا سيّما المدائح، تعطينا فكرة عن تأثير الاسيانيّين على اللاهوت المسيحيّ الأوّل. ففي الحالين، يرى الاسيانيون والمسيحيون أنهم "الطريق"، وهو لفظ استعمله بولس ليدلّ على التلاميذ الأوائل الذين تبعوا يسوع (أع 24: 14؛ رج 24: 22)، فشكّلوا الجماعة الحقيقيّة للإيمان: هم المقدّسون، الذين أسّسهم الله على الصخر، وغرسهم من أجل مجده. وتُشدّد الموشّحاتُ، مثل مخطوطات البحر الميت، على "المعرفة"، "الاكليل"، "الماء الحيّ"، "الشمس"، كرموز لخلاص لم يتحقّق بعدُ في ملئه. من الممكن أن تكون هذه التشابهات نمطاً مشتركاً عرفه العالمُ اليهوديّ. ولكن يبدو بالأحرى أن صاحب الموشّحات تأثّر بعدد من الأفكار توسّعت فيها المخطوطاتُ القمرانيّة، وقد يكون في وقت من الأوقات انتمى إلى الشيعة التي أنتجتهم.
الملاحظة الثالثة: تبدو الموشّحات مهمّة من أجل فهم أفضل لأصل إنجيل يوحنا ومدلوله. فعبارة "من فم المسيح" التي فيها يتوقّف المرتّل عن الكلام كمؤمن ملهَم، ويتكلّم كأنه الربّ الحيّ، لها مدلولها، وهي تحتاج إلى التوقّف عندها من أجل إدراك أفضل لأقوال يوحنا التي تبدأ مع "أنا هو". ثم إن كرستولوجية "الكلمة" (لوغوس)، في الموشّحات، غنيّة، لأنها تتضمّن أفكاراً نجدها في إنجيل يوحنا. غير أن الالفاظ ليست متشعّبة بالمقدار عينه. فصاحبُ الموشّحات يستعمل اثنتي عشرة مرة "م ل ت ا" (هو لفظ يوافق لوغوس) واثنتي عشرة مرة لفظ "ف ت ج م ا" (الذي لا يوافق).
الملاحظة الرابعة: جوّ الفرح في الموشّحات، يتعارض مع مجمل الأدب المنحول. فهو لا يقول مثلهم بكوارث تصيب الأرض (4 عز؛ 2 با)، وإن كان عرف بدمار الهيكل (الموشّحة 4). ولكنه يتطلّع إلى مجيء المسيح، والفردوس ليس ببعيد، كما في مخدع الركابيين، ولا هو في السماء الثالثة كما في 2 أخن، بل هو على الأرض. وكما في مزسل وفي انجيل يوحنا، يصوَّر المؤمنُ على أنه شجرة غرسها الله. غير أن الشجرة (المؤمن) في الموشّحات، غُرست في الفردوس، وهي تشرب من الماء الحيّ الأبديّ (الموشّحة 11).
الملاحظة الخامسة: الموشّحات هي نافذة نستطيع أن نستشفّ فيها المسيحيّة الأولى في شعائر عبادتها، ولا سيّما في يتعلّق بالمعموديّة (سواء في الليتورجيا، أو مع الموعوظين أو المعمّدين الجدد) وجوّ الفرح وخبرة المسيح الحيّ والقائم من الموت، الربّ والمخلّص. وتحثُّ الموشّحات المؤمنين على عيش حياة من البرّ لا لوم فيها.

3- الأهميّة اللاهوتيّة
نتوقّف هنا عند خمسة مواضيع: وجه الله. وجه الانسان. نظرة إلى الكون. الحياة الخلقيّة. الحياة الخالدة.
أ - وجه الله
صورةُ الله في الموشّحات صورةُ الاله الحنون (9: 5؛ 33: 10)، الرحيم (3: 6). والاله الذي يُعبد هو الاله الواحد. وهو الخالق (4: 15؛ 6: 3- 5). يتذكّر المرنّم لغة مقاطع من "المدائح" التي ترتبط بمؤسّس جماعة قمران ومعلّم البرّ، فيعبّر عن شكره لله وعمله الخلاصيّ: "أفلتُّ من قيودي، وإليك هربتُ يا إلهي" (25: 1). ويُدعى الله، العليَّ والأب والربّ. ولكن يصعب علينا أن نقرّر متى يعني المرتّل بلفظ "الربّ"، الله أو الابن، لأنه يماهي بين الاثنين.
مع أن المرتّل يُبرز وجهَ المسيح، وتجسُّدَه (7: 3- 6؛ 41: 3- 4، 11- 15)، وصلبه (27: 1- 3؛ 42: 1- 2)، وقيامته (42: 6)، ونزوله إلى الجحيم (42: 6- 10)، إلاّ أنه لا يصوِّر الله كذلك الذي يعمل عبر وساطة. فهو معنيّ بخلقه كما نقرأ في 11: 2: "ختنني العليّ بروحه القدوس، وكشف كليتّي لديه، وملأني من حبه". ونجد عبارة أخرى عن نشاط الله في 17: 1: "تكلّلتُ بإلهي، وإكليلي حيّ هو".
يتعارض المرتّل مع لهجة أسفار الرؤى، ولكنه يقف في خطّ عددٍ من المزامير والمدائح والصلوات، في العالم اليهوديّ، فيشدّد تشديداً على حضور الله. هنا نقرأ 21: 6- 7: "فرُفعتُ في النور، وعبرتُ أمام وجهه. صرتُ قريباً منه (= من الربّ)، فسبّحتُه واعترفتُ له". ويتحدّث المرتّل عن نزول الكلمة، ولكنه يختلف عن إنجيل يوحنا الذي يصوّره كذاك الذي أُرسل تجاه التلاميذ الذين أرسلوا. أما المرتّل فيصوّر الوحدة بين الله والابن في ألفاظ تتكلّم عن نشاط قام به الابن، الذي ظهر في العالم. نلاحظ هنا كيف يتكلّم المرتّل في 41: 11- 14 فيقول: "كلمته معنا في كل طرقنا، المخلّص الذي يُحيي نفوسنا ولا يرذلها. الانسان الذي تواضع، ولكنه ارتفع ببرّ نفسه، ابن العليّ تراءى في كمال أبيه. والنور ظهر من الكلمة، التي من البدء كانت فيه". هذه الكرستولوجيا التي تترافق مع الإشارة إلى التواضع الذاتيّ، تقودنا إلى ما قاله بولس في الرسالة إلى أهل فيلبي: "وضع نفسه... صار طائعاً... لذلك رفعه الله" (2: 5- 11).
ب- وجه الانسان
مع أن الموشّحات ليست مقالاً لاهوتياً، أراد فيه المرتّل أن يوسّع افكاره، إلاّ أننا نستطيع أن نكتشف أن نظرته إلى الانسان تختلف عن نظرة بولس الذي رأى البشرية مقسومة إلى فئتين: فئة جاءت قبل وحي الايمان، فئة خاضعة للإيمان. واختلف فكرُ المرتّل أيضاً عمّا نجد عند يوحنا حيثُ تُقسَم البشريّةُ بين الذين يؤمنون والذين لا يؤمنون. أما المرتّل فيقسم البشريّة قسمين: الذين يسيرون في الضلال (15: 6؛ 18: 4)، والذين يسيرون في طريق الحقّ (11: 3) أو في معرفة الربّ. ساعةَ الفئةُ الأولى، وفي مرات متقطّعة الفئة الثانية، يجرحهما الشرّيرُ (الشيطان، 14: 5؛ 33: 4)، الذي يُدعى المضلّ (38: 10) والمُفسد (331:، 7؛ 38: 9) والضلال (31: 2؛ 38: 10)، تشدّد الموشّحاتُ على المعركة الحاسمة التي يربحها الله على المضطهِدين (23: 20؛ 42: 5).
في لغة تشبه شبهاً كبيراً لغة يوحنا، يؤكّد المرتّل أن المسيح قد أمسك، منذ الآن، العالمَ الذي تمرّد على الخالق. نسمعه يتكلّم بفم المسيح، فيقول: "تقوّيتُ وتشدّدتُ وسبيتُ العالم، فصارت (السبيَّة) لي لمجد العليّ والله أبي" (10: 4؛ رج 29: 10؛ 311: - 2). يختلف المرتّل عمّا يقوله البشر، في أنه اختبر النصرَ الأخير لأن هناك مساعداً له هو الربّ (7: 3؛ رج 8: 6- 7). ينتج عن ذلك أن المرتّل يفرح بخبرته الحاضرة للحياة الأبديّة. "وأسكنَ فيَّ حياتَه الخالدة" (10: 2؛ رج 15: 10). هذه الفكرة تشبه كل الشبه ما يقول انجيل يوحنا عن خلاص تحقّق منذ الآن.
واختلفت الموشّحات أيضاً عن عزرا الرابع الذي تضايق من انهيار الهيكل وأورشليم وشعب اسرائيل، فجابه السؤالَ المستمرّ حول معنى الشرّ ومرماه في عالم خلقه الله، وتألّم في النهاية من العدد القليل جداً من الذين سوف يخلصون في نهاية الزمن. أما المرتّل فأعلن خلاصَه ووحدتَه مع خالقه ومخلّصه: "أحببتُ المحبوبَ، أحبّته نفسي، وحيث راحته هناك راحتي" (3: 5). ثم يقول في 3: 7: "مُزجتُ به (توحّدت به)، لأنّ المحبّ وجد المحبوب. بما أني أحببتُ من هو الابن، صرتُ ابناً". وقد توسّعت الموشّحاتُ في هذه الوحدة بحيث إن المرتّل تكلّم عن نفسه كأنه المسيح.
ج- نظرة إلى الكون
في الموشّحات، كما في انجيل يوحنا، نحن أمام عالمين: العالم العلويّ والعالم السفليّ. ومع ذلك، ففي هذه الثنائيّة، يتفوّق العلويّ تفوّقاً كبيراً على السفليّ (34: 4- 5). ويمكن أن يصوَّر الكونُ كمسكن لروحين: روح العليّ القدّوس (3: 10؛ 14: 8؛ 16: 5)، وروح الشرّ (14: 5).
اختلفت أفكار المرتّل عن الأفكار القمرانيّة التي نجدها في نظام الجماعة (3: 13- 4: 26)، ولكن كلامه شابه الثنائيّة اليوحناويّة، فما رسم حرباً كونيّة بين روحين يتقاتلان، لأن الروح الصالح قد خلَّص منذ الآن، من روح الشرّ، كلَّ من سار في "معرفة الربّ" (23: 4؛ 14: 4- 5). وحتّى في الموشّحة 38، التي نرى فيها عدوان المضلّ والضلال، يُنشد المرتّل نصرَه، بسبب سموّ الحقيقة. واختلف المرتّل أيضاً عن أسفار الرؤى، فصوّر الله الذي يُعنى عناية مباشرة بالخلق وبخلاص كل انسان.
د- الحياة الخلقيّة
وهناك وجهة أخرى تَبرُزُ في أكثر من خمس عشرة موشّحة: الحضّ على الحياة الخلقيّة. اختلفت هذه الارشاداتُ عمّا نجد من نظرة فلسفيّة عند أرسطو، ولكنها شابهت ما نقرأ عند فوكيليد أو في وصيّات الآباء الاثني عشر. بما أن ما نقرأه يرد في صيغة المتكلّم الجمع (نحن)، فهذا يعني أن هذه الارشادات استُعملت في صلاة الجماعة. وما يدفعنا إلى هذا القول، هو التشابه بين الطلب والارشاد من جهة، مع 14: 9 والطلب من الربّ: "فعجّل وهب سؤلنا". فمجمل الارشادات في الموشّحات هي عامّة، فتدعو الناس ليكونوا حكماء، ليفهموا، ليحضّوا، ليعترفوا، ليبتهجوا، ليقتنوا، ليتقوّوا، لينالوا الفداء. إرشادٌ واحد وُضع في فم المسيح (31: 6- 7)، وفيه يدعو المسيح كلَّ واحد منا: "اخرجوا". وما يدلّ على تماسك الموشّحات، هو ما نقرأه في موشّحة (33: 5- 11) تدعو البتولُ السامعين أن يعودوا، أن يجيئوا (33: 5- 11).
وتبدو الموشّحة 20: 5- 8 ذات أهميّة لافتة: ففيها فقط نجد صيغة الأمر المفرد (قرِّب أنت). وفيها ستة إرشادات خلقيّة مختلفة. ففي بداية اللائحة وفي نهايتها، يحثُّ المرتّلُ السامعَ على الفضيلة التي يجب أن يعيشها عيشاً روحياً. وفي داخل اللائحة، يتذكّر الدكالوغ أو الوصايا العشر كما يلي: قدّم كليتيك (أو: قلبك، أو حياتك الباطنيّة) وكن بلا عيب. لا تضايق أحداً. لا تبع عبيدك، لا تخدع جارك، لا تسرقه، إلبس نعمة الربّ، أدخل إلى الفردوس، إصنع لك إكليلاً من شجرته. إذا وضعنا جانباً البداية والنهاية، نرى أن هذه الارشادات ترد في صيغة النفي: لا تضايق، لا تلاحق... ولكننا نجد الارشادات ايضاً في صيغة الطلب والحثّ على الخير. ففي 23: 4 يُقال: "سيروا في معرفة الربّ".
لا ترتبط هذه الارشاداتُ بجزاء ماديّ. ونحن نجد في الموشّحة الثالثة والعشرين ما يدلّ على الجزاء الروحيّ: :فتعرفوا نعمة الربّ السخيّة" (آ 4). ويشدّد المرتّل بشكل خاص على الحبّ، منذ الموشّحة الثالثة إلى الموشّحة الأخيرة. والارشاد الأخير في 41: 1- 6 يعود بنا إلى المزمور الأول من مزامير داود (طوبى للرجل)، فيُحلّ الحبَّ محلّ الشريعة، ويقول: "بنوره يستنير وجهُنا، وقلوبُنا تلهج بحبّه، في الليل وفي النهار" (41: 6).
هـ- الحياة الخالدة
لا تقول الموشّحات ما يقوله العالم اليونانيّ عن نفس خالدة تنتقل من جسد إلى جسد. ولا تأخذ بالنظرة اليهوديّة حول قيامة الجسد، التي يصوّرها عملُ رازيس الذي أخرج أمعاءه وطرحها أمام الجنود اليونان ودعا ربّ الحياة أن يعيدها إليه في الوقت المناسب (2 مك 14: 46). أمّا بالنسبة إلى الموشّحات، فالقيامة هي تحرّرُ الحياة من موت يهدّد (29: 4)، أو نجاةُ الذين هم في الشيول، بيد ابن الله. فالمرتّل يبتهج بالأحرى بخلاصه وخبرة اللاموت، لأنه خلع لباس الفساد وارتدى لباس اللافساد (15: 8)، لباس النور (21: 13)، لباس الربّ (11: 11؛ 21: 3؛ 25: 8). وهناك طريقة أخرى للتعبير عن خبرة اللاهوت هي استعارة تقول بأن الخلود هو ثمرة شجرة زرعها الربّ في الفردوس (11: 6- 24: 20: 7).
كل هذا الكلام يُستعمل للتشديد على أن الخلود هو هنا، على الأرض (جغرافياً)، وهو الآن (كرونولوجيا). أما الصفة اللافتة في الخلود لدى المرتّل، فهي اللافساد الذي يتضمّنه. فالذي يتّحد (يمتزج) بالحبيب يوجد "بلا فساد في كل الأدهار" (8: 22). في الموشّحة 3، وبعد أن يقول المرتّل إن المحبّ امتزج بالمحبوب، أعلن: "من انضمّ إلى من لا يموت، صار هو أيضاً لامائتاً" (3: 8). فمشروعُ الله وارادتُه بالنسبة إلى المؤمن، هما الحياة الأبديّة والكمال الذي لا فساد فيه (9: 4). فمن وثق بالربّ، تأكّد له الفداء (40: 5)، وامتلك الحياة الخالدة واللافساد: "امتلاكه (= الربّ) حياة أبديّة، والذين يتقبّلونه لا ينالهم فساد" (40: 6).
وإذ أدرك هاريس كيف أن المرتّل ماهى بين اللاموت (الخلود) واللافساد، أعلن أنه حدّد اللاموت على أنه لا فساد، وهكذا رأى الخلود من داخل خبرة حاليّة، لا في وقت مقبل، ولا في لغة الاستمراريّة. ولكن يبدو من الأفضل القولُ بأن المرتّل صوّر الخلود (اللاموت) على أنه لافساد، فابتهج حول لافساده ولاموته، بحيث لم يرَ بعدُ حاجة إلى الكلام عن الاستمراريّة، فأنشد بالأحرى الامتلاك المستمرّ، لعطيّة أبديّة تمتدّ إلى ما لا نهاية. ابتهج المرتّل باللافساد، في كل الأدهار، كما رأينا (8: 22)، وامتدح الربّ من أجل "راحته" التي هي "إلى أبد الآبدين" (25: 12)، وتطلّع إلى المستقبل، إلى "اللافساد في العالم الجديد" (33: 12).

4- علاقة الموشّحات بالأسفار القانونيّة والمنحولة
أ- الأسفار القانونيّة
لم يورد المرتّل نصاً من نصوص العهد القديم ولا العهد الجديد. ولكنه تأثّر بالعهد القديم، وبتقليد نجده في العهد الجديد. تأثّر بما في حز 47 في الموشّحة 6، وحز 37: 4- 6 في موشّحة 22: 9. ويبدو أنه ارتبط بما في أم 8: 22 في موشّحة 41: 9، وتك 2: 2 في موشّحة 16: 12، وإش 58: 8 في موشّحة 8: 19. أما ارتباط الموشّحات الأهم، فهو بالمزامير كما نقرأها في العبريّة أو اليونانيّة. فاستعاد مثلاً المزمور الأول وأعاد كتابته، وكذلك مز 84: 10 حين قال: "ساعة واحدة تؤمن فيها، أفضل من كل الأيام والسنين" (4: 5). وتأثر المرتّل بما في مز 51: 1 (سب 50: 3)، و21: 3 (سب 20: 4) في موشّحة 7: 10 (تحنّن عليّ بحنانه الكثير) وفي موشّحة 9: 8- 9 (الحقّ هو إكليل أبديّ...). كما تأثّر بالعبريّة أو السريانيّة في مز 21: 11 و2: 4 في موشّحة 5: 8 و29: 10. ولكن مز 22 أثّر أكثر ما أثّر، ولا سيّما آ 16 (موشّحة 48: 14) وآ 18 (موشّحة 28: 18)، آ 16- 18 (موشّحة 31: 8- 13، أخذ الكلمات الصور).
وكانت محاولات تودّ أن تبيّن ارتباط الموشّحات ببعض كتب العهد الجديد. ولكن البراهين لم تكن مقنعة. هنا نتذكّر التقليد الشفهيّ الذي ظلّ حاضراً حتى دياتسارون تاتيانس، حوالي سنة 175 ب م. كل ما يمكن القول هو أن الموشّحات شاركت في عدد من التقاليد وردت في العهد الجديد، مثل ولادة يسوع في البتوليّة، العماد، السير على المياه (19: 24، 39). وإن آلام يسوع وصلبه قد ذُكرت في 8: 5، 27؛ 28: 9- 20؛ 31: 8- 13؛ 42: 2. وكما سبق وقلنا، شاركت الموشّحاتُ انجيلَ يوحنا في عدد من الأفكار، بحيث اعتبر الشرّاح أن جماعة يوحنا كانت قريبة من جماعة الموشّحات.
ب- الأسفار المنحولة
لم تورد الموشّحات نصاً واحداً من نصوص الأسفار المنحولة، ولكنها شاركت في عدد من الأفكار والرموز التي نجدها في مثل هذه الأسفار، بحيث نستطيع أن نتكلّم عن تأثير متبادل. ولكن يبدو أن الموشّحات تأثّرت تأثّراً مباشراً أو لامباشراً بمزامير سليمان وأخنوخ الحبشيّ. ففي مز سل 14، يصوّر الكاتب القدّيسين مثل أشجار حياة في فردوس الربّ. ويصوّر كيف غُرسوا وكأنهم تجذّروا إلى الأبد. في الموشّحة 11 يصبح المرتّل "كأرض تزهر وترقص بثمارها" (11: 12؛ رج 38: 17). هو يُؤخذ إلى فردوس الربّ (11: 16) ويرى "أشجاراً أفرخت وحملت ثماراً" (11: 16 أ). فجذورها من أرض خالدة، وتتماهى مع ما "غُرس في أرضك" (111: 8). قد تكون مز سل ومو سل تأثّرت بكتاب "المدائح" القمرانيّ. ولكن يمكن أن نفكّر أن الفكرة التي قرأناها في مز سل 14 قد أثّرت على كلام الموشّحات عن الفردوس الذي صار أرضاً مزهرة وجنّة غنّاء (11: 16).
في مز سل وفي مو سل، يصوَّر الأبرارُ مثل أشجار غُرست في الفردوس. قد تكون مز سل أثّرت على موشّحة 38، حيث يتحدّث المرتّل عن غرس الربّ، ويعترف أن الربّ غرَسَه، وأن ثمره يكون إلى الأبد (آ 17، 18، 20- 22). وقد يكون مز سل 15 الذي يتكلّم عن نشيد جديد ويذكر ثمرة شفتي التقيّ وقلبه البار، قد أثّر على صورة نجدها في 41: 6 (نشيد جديد) وعلى 37: 2 (شفتا قلبي). وأخيراً، صورة مز سل 12، قد تكون أثّرت على موشحه 16: 13 التي تصوّر الخلائق كيف تجري جرْيَها، وتعمل عملها، ولا تعرف أن تتوقّف أو أن ترتاح.
وهناك رؤيا أثّرت على الصور واللغة في الموشّحات، هي أخنوخ الحبشيّ. في 1 أخن 2: 1- 5: 2 و69: 20- 21 يقال أن الكواكب لا تبدّل مسيرتها، وأن الشمس والقمر يكمّلان مسيرتهما ولا يحيدان عمّا دُبّر لهما منذ الأزل، وهذا ما نجده في الموشّحة 16: 13- 17. وهناك تأثير 1 أخن على صورة ينبوع البرّ الذي لا ينفد، وصورة ابن الانسان التي نجدها في 1 أخن 48: 1- 10. في هذه الآيات، يُذكر ينبوع البرّ الذي لا ينفد، بحيث شرب منه كل العطاش وارتووا. هذا ما أثّر على موشّحة 30: 1- 2 حيث نجد صورة الينبوع الحيّ، وإرشاداً إلى العطاش لكي يشربوا. وصورة ابن الانسان (1 أخن 48: 2- 10) الذي دُعي إلى حضرة ربّ الروح (84: 3)، قد أثّرت على موشّحة 3: 16- 3 حيث يعلن المرتّل أنه رُفع إلى السماء بواسطة روح الربّ. ويتحدّث المسيحُ نفسه فيقول إنه أُخذ إلى أمام وجه الربّ، وبما أنه ابن الانسان فقد دُعي النور وابن الله. وارتباط الموشّحات بأخنوخ الحبشي يبدو يقيناً لأن هذين المرجعين يذكران وحدهما ابن الانسان، بين الأسفار الجليانيّة.
ويمكن أن تكون موسل قد أثّرت على كاتب مسيحيّ أضاف على صعود أشعيا ما سُمّي "وصيّة حزقيا" (3: 13- 4؛ 18) ورؤية إشعيا (6: 11). فوصفُ يسوع، في الموشّحات، على أنه المحبوب، قد يكون أثَّر على 3: 17 الذي نجد فيه صورة عن المحبوب الذي صُلب وقام. وقد تكون الموشّحات أثّرت على إشارات إلى اللباس (3: 25) والغرس الذي غُرس (4: 3) والنشيد عبر السماوات السبع الذي وُسِّع في صعود اشعيا في اربعة أماكن خاصة: (1) وصف المضلّ في موشّحة 38: 10- 11 الذي يقتدي بالمحبوب. رج صعود اشعيا 4: 6 حيث يصوَّر بليعار كفاعل ومتكلّم مثل المحبوب. (2) الفكرة الكوسمولوجيّة في موشّحة 34: 14 (شبه ما هو فوق، شبه ما هو تحت) أثَّرت على صعود إشعيا 7: 10، حيث يُقال ما هو فوق هو على الأرض، وشبه ما هو في الجلد هو أيضاً ما على الأرض. (3) فكرة نزول المحبوب في موشّحة 22: 1، والتماهي بين المحبوب والربّ والمسيح والعودة إلى الأكاليل واللباس، كل هذا نجده في صعود اشعيا 9: 12- 18. (4) في وصف البتول التي لا تحتاج إلى قابل والتي ولدت بدون ألم (موشّحة 19: 18- 19) قد يكون أثَّر على صعود اشعيا 11: 2- 15 حيث العذراء مريم لم تحتج إلى قابل، وولدت دون أن تصرخ من الألم.
كل هذه التوازيات مع موسل ما زالت مثار جدال بين الشرّاح، وهي تحتاج بعدُ إلى دراسة معمّقة لتكون موشّحات سليمان في الإطار الذي وُلدت فيه والمناخ الذي تغذّت منه.




1212wx2.gif


اتمنى ان تنال اعجابكم
كما اتمنى ان يثبت الموضوع لجمال تلك الكلمات وليس وساما لي

اختكم
ارووجة ^_^
 
التعديل الأخير:

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,887
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON
منتهى الروعة والجمال اختي اروويجة

الشكر الك لطرحك الموضوع

سلام المسيح معك..
 

عادل نسيم

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 نوفمبر 2009
المشاركات
3,338
مستوى التفاعل
73
النقاط
0
الي أختي أرووجه
أشكرك علي هذا المجهود الرائع وعرض هذه المقطوعات الجميلة الرب يبارك حياتك
 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
الي أختي أرووجه
أشكرك علي هذا المجهود الرائع وعرض هذه المقطوعات الجميلة الرب يبارك حياتك

ويبارك حياتك
شكرا الك اخي
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
شكرا جداااا

ربنا يعوض تعبك
:: موضوع مميز
 

ponponayah

بنبونايةالمنتدى
عضو مبارك
إنضم
3 فبراير 2009
المشاركات
7,034
مستوى التفاعل
198
النقاط
0
الإقامة
فى قلب حبيبى
ارووجة موضوع رااااااااائع جداااا
ميرسى ليكى كتير يا قمر
يسوع يبارك حياتك
 
أعلى