خذ الله معك

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
قال السيد المسيح : فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. متى ٥ : ١٦
الوقت الذي نقضيه مع كلمة الله او بالصلاة (ان كنا بحق نصلي ونقرأ برغبتنا)، هو وقت مميز نخرج فيه من اتعاب الحياة الى ارض راحة روحية ونفسية، حيث نتأمل الكلمات المقدسة المباركة ونبحر في التفسيرات والرمزيات الجميلة فيها... وفجأة... يرن الهاتف او ينادينا شخص في البيت، ونجيب، وخلال ثواني من المكالمة نتحول إلى جمرة نار من الغضب والغيض والانزعاج بسبب كلامه دون ان يكون كلامه بالضرورة سيء... ما الذي حدث؟... كيف تحولنا من هذه الحالة الهادئة الرائعة إلى حالة العاصفة هذه. هذا التحول ال ١٨٠ درجة يجب ان نجد له حل، لأنه غير منطقي وغير صحيح. لن ندخل في التفاصيل في كيف ولماذا، والا سنكتب كتاب كامل في هذا الموضوع . لكن النتيجة التي نريد ان نصل لها هي أن نأخذ الله معنا خارج فترة التعبد هذه... نريده ان يكون معنا في تعاملاتنا مع الناس، في عملنا، في منزلنا...الخ في كل شيء.
الحقيقة هي، ان السبب الذي دخلنا فيه هذه الحالة هو لأننا فعلًا عزلنا انفسنا عن الواقع، وباختصار شديد، لن نتمكن من عيش سلام وراحة وأمان فترة العبادة في الحياة ما لم نحل مشاكل الحياة، بحيث تصير مثل اجواء فترة العبادة، فنشعر بحضور الله فيها بحق. فالله موجود في كل مكان، في وقت العبادة وخارجه، فلماذا نشعر به فقط وقت العبادة؟... والآن كيف نحل مشاكل الحياة، ببساطة نحلها من طرفنا نحن: ان كان لدينا عتاب على احد نعاتبه، ان كانت لدينا عدم مغفرة لشخص نغفر له، إن كان هناك الم في صدرنا نتيجة جروحات نتحدث بها ونبحث في علاجها، ...الخ بحيث تكون الفترة التي نقضيها في العبادة هي فترة قوة لنا لتغيير حياتنا الخارجية بحيث تكون هذه ايضًا كاجواء الهدوء والراحة في عبادتنا. "خذه معك" هو هدف حياتنا، ان يكون المسيح معنا ٢٤ ساعة في اليوم وليس فقط وقت العبادة. وهذه النوبات والتقلبات هي اشارات لنا لا لكي نلعن العالم والناس ونتجاهلها، بل لكي نصلح انفسنا ونصلحها بحيث نضمن وجود الله معنا في كل لحظة. ان فكرة البحث عن الله فكرة لا بد ان نستوعبها، فالله موجود في كل مكان ولكن تبقى الامور عندنا كم نعطيه مكان في حياتنا، هذا الأمر معتمد كليًا علينا وليس على الله.

23244410_1695626453844974_4152823479696213973_n.jpg
 
أعلى