التدريب والالتزام

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
قال السيد المسيح : فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. ( متى 7 : 24 )
كل تغيير في الانسان يستلزم التدريب والالتزام. كثيرين يعرفون المسيح ولهم علاقة شخصية معه، ولكن لاتتغير حياتهم والسبب دائمًا مايكون (التهاون والكسل والاستسهال)، وحياتنا تتحول الى مجرد رغبات فقط بدون تنفيذ. فكثيرين يرغبون ان ينزل وزنهم ولكن لايعملون على ان ينزل وزنهم، وهكذا من يرغب بان تكون له حياة صلاة قوية ويتوقف الامر على مجرد رغبة فقط بدون عمل وتدريب، او من يرغب ان يراقب لسانه لانه كثيرًا مايشتم ويتكلم بنكات قبيحة، ولكن يظل الامر مجرد رغبة ولايقوم باي عمل او تدريب. الرب يسوع قالها بكل وضوح "كل من سمع كلامي وعمل به"، فالسمع لايكفي، فالكثير منا لهم معرفة بالكثير من الامور في الكتاب المقدس وسمعوا للكثير من العظات وشاهدوا الكثير من الاختبارات، ولكن لا يوجد تغيير حقيقي في حياتهم. فقط العمل بالسمع، اي بما سمعته، هو الذي يصنع التغيير ويجعل حياتك مبنية على اساس قوي وثابت. البداية بالتغيير تكون معك بأنك "تسمع او تقرا او تشاهد قدوة صالحة"، هذه الامور تقودك الى ان ترغب بالتغيير، فنحن نقرا الكتاب المقدس او نسمع عظة او نشاهد حياة شخص او اختبار، وتبدأ بداخلنا الرغبة بالتغيير وهذا ماعايشه تلاميذ المسيح فهم سمعوه يُعلم وشاهدوا حياته مُعاشة امامهم وتتلمذوا على حياته وتعليمه. ولكن مع هذا، لم يتغيروا مباشرة، بل ظل المسيح معهم يوجههم وفي بعض الاحياة يوبخهم ويقودهم فاذن المشاهدة المباشرة للمسيح نفسه لم تغير التلاميذ ولكن العمل والتدريب بما عرفوه، متكلين على نعمة المسيح هي التي غيرتهم. ولنبدأ بمن يريد مثلًا ان تكون له حياة صلاة قوية: كما قلنا، ممكن ان يشاهد اختبار او يسمع عظة او انه يقرا كتاب ويتشجع بأن تتغير حياته ويكون له علاقة اعمق مع المسيح، ولكن هذه المعرفة تتطلب تدريب وتخصيص وقت والتزام وونفس الامر ينطبق على قراءة الكتاب المقدس. وهناك من يريد ان ينزل وزنه، فيسمع انه محتاج ان يعيش حياة صحية ويحافظ على وزن صحي ومثالي، وممكن انه يشاهد قصص او اختبارات لأشخاص فقدوا الكثير من وزنهم وصاروا يتمتعون باجسام صحية، وهنا تتولد الرغبة ويجب ان نتشجع ان تتحول الرغبة الى تدريب وارادة قوية والتزام: تدريب على نظام غذائي متوزان تلتزم به وتقليل لكميات الطعام. وهناك من يعانون من (العادة السرية) ويرغبون بتركها، وتبدا الرغبة عندك بان تتوقف عنها بانك ممكن تقرا في الكتاب المقدس او تسمع عظة او تشاهد اختبار معين، وبعدها تتولد الرغبة "لااريد ان استمر في حياتي وانا اعاني من العادة السرية انا تعبت منها"، هنا انت امام مرحلة مهمة وهي الرغبة، ولكن لاتتوقف عندها بل حولها الى تدريب وصلاة والتزام، بأن تبتعد عن كل مايقودك الى (العادة السرية) وهذا التدريب سيقودك الى ان يكون لك حياة عملية تبدا من خلالها تفهم "كيف كنت تسقط؟." وتحاول ان تتجنب الرجوع الى الدوائر التي كانت تقودك للسقوط، سواء كانت علاقات او صور او افلام. ولاننسى انه الموضوع يبدأ بالفكر وكل ماذكرناه من "صور وافلام او علاقات" التي تقودك للسقوط هي تبني بداخلك الخيالات، ولكن الاهم هي الفكرة التي تقودك الى السقوط وهي "نظرتك للمرأة او نظرة المرأة للرجل"، فتشويه صورة المرأة الذي عمله ابليس في عقل الرجل وجعل منها "وسيلة لأشباع الرغبات" وجعله يرى انها فقط جسد يشبع رغباته من خلاله ويستمتع به، وليس انها مخلوقة على صورة الله ومثاله وهي شخصية بحد ذاتها لها "نفس وروح وجسد" وكلما بدأت تتغير نظرتك للمراة كلما بدات تنتصر على انك تستخدمها لأشباع رغباتك، لانك تراها كما خلقها الله وليس بالتشويه الذي سببه ابليس للصورة في عقلك عنها. والتدريب هنا يحتاج الى الصلاة والانضباط والالتزام، وهذا سيقودك الى الانتصار شيئًا فشيئًا. واخيرًا لاتنسى انك كونت هذه العادات طوال سنوات عديدة، ولهذا فانت محتاج حتى تبني عادات جديدة ان تضع امامك نموذج ومثال من يُدرّب جسده على بناء العضلات. فهو يقضي ايام وشهور حتى يكتسب عضلات في جسمه مع التزامه بالتدريب وبنظام غذائي يناسبه، ويجب ان يكون التدريب عنوان حياته كلها حتى يحافظ على لياقة جسمه وعضلاته التي اكتسبها، وبالمثل فما تتدرّب عليها حتى تحافظ عليه يجب ان تلتزم به، ويكون هو مسيرة العمر كله وليس مجرد فترة محددة فقط في حياتك تعيشها في التزام.


28378993_1852220968185521_3383068074574083311_n.jpg
 
أعلى