قدرة الإنسان على الحـــــب:
الإنسان ليس فقط محتاجاً للحب، لكنه من نعمة الله عليه قادر أن يحــب، بل قــادر أن يفنـــي في حبــه: فعندما خلق الله أبانا آدم، كان يعلم أن هذا المخلوق المدلل لم يكن ليحس بالسعادة حتى في الجنة دون أن يكون هناك من يبادله الحب، لذلك خلق له حواء وأعطاه الميل إليها، والمقدرة على حبها واحترامها والاستئناس برأيها والسكون إليها، وجعل بينهما الحب المتبادل.
وليس عجيباً إذاً أن نقرأ قصة الزوجة التي لم تستطع أن تحمل زوجها المشلول لتهرب به من النار، فجلست إلى جواره لتلقى معه المصير الواحد!
وليس عجيباً أن نقرأ قصة الرجل الأفريقي الذي دفع بجسده إلى أنياب الأسد الجائع ليعطي زوجته فرصة للفرار!
وليس أقل من هذا أو ذاك وفاء صديق لصديقه في ملحمة من ملاحم الحب الأقوى من الموت!
ونحن حين نقرأ القصص التاريخية التي تتناول سيرة المحبين، الذين أحبوا رفقاءهم أكثر من حبهم لأنفسهم - قد تبدو هذه الصـــور اللامعـــة للحـــب كمـــا لو كانت صـــوراً غير طبيعيـــة، لكن الحقيقة أنها برغم ندرتها، تمثل الصورة الطبيعية التي خلقنا الله عليها، والتي يعتبر
الخروج عنها شذوذاً غير إنساني، وانحرافاً عن الحب الحقيقي الذي أودعه الله قلوب البشر.
عندما تنحرف أقدام الحب:
لماذا إذن يقتل الأخ أخاه؟ ولماذا يدب الخلاف بين زوج وامرأته من بعد حب عميق؟ ولماذا يختلف حبيبان من بعد وعود وعهود؟
لماذا المكايد والتخاصم والتقاتل والتطاحن؟
ولماذا يختفي الحب الوليد، وتذبل أزهاره الندية؟
لعل السبب الأساسي في ذلك ليس سطوة الشر، بقدر ما هو انحراف عن الحب كما أعلنه الله في ذاته وفي خليقته.
فقد وضع الله هذه العاطفة في قلب الإنسان حتى يستطيع بها أن يحفظ في ارتباط وثيق عميق قوي علاقته بالله الذي هو ينبوع الحب وجوهره، كي يكون هذا الحب الطبيعي سياجاً يحمي حياة البشر من السقوط في مخالب الغرائز والميول المنحرفة.
لكننا «نسقط في الحب» أو لعلنا «نسقط من الحب» عندما تنحرف أقدامنا عن جوهر الحب الصحيح.
جوهر الحــــــب الصحيح:
غايــة الحــب إذاً هي معرفة الله، لا معرفة الإدراك والخضوع، بل معرفة الحب والحنين، معرفة الولاء والوفاء، معرفة الشوق والهيام. إن جوهر الحب إنما هو قيام علاقة خاصة بين الإنسان وربه، يبث فيها الإنسان نجواه أو شكواه وحنينه وهيامه، ويتلقى الإنسان فيض ينابيع الحب الدافق التي تملأ قلبه، فيحب الناس والدنيا جميعاً.
لقد وضع الله الحب في قلب الإنسان، ليقترب به إلى الله، ولينهل به من حب الله الذي لا ينضب، ولا يقف عند حواجز المطامع البشرية الصغيرة، في دنيانا الزائلة وأحلامنا الزائفة!
إن جوهر الحب هو الله نفسه، والحب الحقيقي هو سكناه في قلوبنا واتحادنا معه في شركة قدسية.
إن حبه نار تطهرنا من نجاساتنا، وتحرق زيف مطامعنا!
إن روح الله في قلوب التائبين هو ينبوع الحب الصحيح الذي يوقف تيارات الطمع والحسد والجشع والحقد، ويلهب روح الود والمحبة والعطاء والإيثار.
لكننا نفقد طريقنا عندما نُغْلق قلوبنا أمام صوت الحب الإلهي، فنشبه بذلك سائقاً يملك سيارة رائعة لكنها غير مزودة بالوقود! إن قلباً ليس فيه جوهر الحب، لهو قلب معطل يمكن أن يدفعه
صاحبه بالجهد خطوات قليلة، لكنه لا يلبث أن يقف، لأنه قلب بارد، لذلك تتعطـــل قلوبنا، وتقف جامدة على ممرات الحياة؛ لأنها ليست مزودة بزيت العلاقة الحارة بالله!
إنها قلوب ساكنة، طاقات عاطلة في مواقفها بجوار الأرصفــة، ولو أنها امتلأت بروح الله وحبه، لصـرنا ملائكـة ولصارت الأرض سماء!
كثيراً ما ننسى أن الله سبحانه لا يحمل ما نحمله في قلوبنا من حقد أو رغبة في الانتقام .
لكن جوهره
هــــــــــــو
الحــــــــــب
الإنسان ليس فقط محتاجاً للحب، لكنه من نعمة الله عليه قادر أن يحــب، بل قــادر أن يفنـــي في حبــه: فعندما خلق الله أبانا آدم، كان يعلم أن هذا المخلوق المدلل لم يكن ليحس بالسعادة حتى في الجنة دون أن يكون هناك من يبادله الحب، لذلك خلق له حواء وأعطاه الميل إليها، والمقدرة على حبها واحترامها والاستئناس برأيها والسكون إليها، وجعل بينهما الحب المتبادل.
وليس عجيباً إذاً أن نقرأ قصة الزوجة التي لم تستطع أن تحمل زوجها المشلول لتهرب به من النار، فجلست إلى جواره لتلقى معه المصير الواحد!
وليس عجيباً أن نقرأ قصة الرجل الأفريقي الذي دفع بجسده إلى أنياب الأسد الجائع ليعطي زوجته فرصة للفرار!
وليس أقل من هذا أو ذاك وفاء صديق لصديقه في ملحمة من ملاحم الحب الأقوى من الموت!
ونحن حين نقرأ القصص التاريخية التي تتناول سيرة المحبين، الذين أحبوا رفقاءهم أكثر من حبهم لأنفسهم - قد تبدو هذه الصـــور اللامعـــة للحـــب كمـــا لو كانت صـــوراً غير طبيعيـــة، لكن الحقيقة أنها برغم ندرتها، تمثل الصورة الطبيعية التي خلقنا الله عليها، والتي يعتبر
الخروج عنها شذوذاً غير إنساني، وانحرافاً عن الحب الحقيقي الذي أودعه الله قلوب البشر.
عندما تنحرف أقدام الحب:
لماذا إذن يقتل الأخ أخاه؟ ولماذا يدب الخلاف بين زوج وامرأته من بعد حب عميق؟ ولماذا يختلف حبيبان من بعد وعود وعهود؟
لماذا المكايد والتخاصم والتقاتل والتطاحن؟
ولماذا يختفي الحب الوليد، وتذبل أزهاره الندية؟
لعل السبب الأساسي في ذلك ليس سطوة الشر، بقدر ما هو انحراف عن الحب كما أعلنه الله في ذاته وفي خليقته.
فقد وضع الله هذه العاطفة في قلب الإنسان حتى يستطيع بها أن يحفظ في ارتباط وثيق عميق قوي علاقته بالله الذي هو ينبوع الحب وجوهره، كي يكون هذا الحب الطبيعي سياجاً يحمي حياة البشر من السقوط في مخالب الغرائز والميول المنحرفة.
لكننا «نسقط في الحب» أو لعلنا «نسقط من الحب» عندما تنحرف أقدامنا عن جوهر الحب الصحيح.
جوهر الحــــــب الصحيح:
غايــة الحــب إذاً هي معرفة الله، لا معرفة الإدراك والخضوع، بل معرفة الحب والحنين، معرفة الولاء والوفاء، معرفة الشوق والهيام. إن جوهر الحب إنما هو قيام علاقة خاصة بين الإنسان وربه، يبث فيها الإنسان نجواه أو شكواه وحنينه وهيامه، ويتلقى الإنسان فيض ينابيع الحب الدافق التي تملأ قلبه، فيحب الناس والدنيا جميعاً.
لقد وضع الله الحب في قلب الإنسان، ليقترب به إلى الله، ولينهل به من حب الله الذي لا ينضب، ولا يقف عند حواجز المطامع البشرية الصغيرة، في دنيانا الزائلة وأحلامنا الزائفة!
إن جوهر الحب هو الله نفسه، والحب الحقيقي هو سكناه في قلوبنا واتحادنا معه في شركة قدسية.
إن حبه نار تطهرنا من نجاساتنا، وتحرق زيف مطامعنا!
إن روح الله في قلوب التائبين هو ينبوع الحب الصحيح الذي يوقف تيارات الطمع والحسد والجشع والحقد، ويلهب روح الود والمحبة والعطاء والإيثار.
لكننا نفقد طريقنا عندما نُغْلق قلوبنا أمام صوت الحب الإلهي، فنشبه بذلك سائقاً يملك سيارة رائعة لكنها غير مزودة بالوقود! إن قلباً ليس فيه جوهر الحب، لهو قلب معطل يمكن أن يدفعه
صاحبه بالجهد خطوات قليلة، لكنه لا يلبث أن يقف، لأنه قلب بارد، لذلك تتعطـــل قلوبنا، وتقف جامدة على ممرات الحياة؛ لأنها ليست مزودة بزيت العلاقة الحارة بالله!
إنها قلوب ساكنة، طاقات عاطلة في مواقفها بجوار الأرصفــة، ولو أنها امتلأت بروح الله وحبه، لصـرنا ملائكـة ولصارت الأرض سماء!
كثيراً ما ننسى أن الله سبحانه لا يحمل ما نحمله في قلوبنا من حقد أو رغبة في الانتقام .
لكن جوهره
هــــــــــــو
الحــــــــــب
التعديل الأخير بواسطة المشرف: