[بخصوص المسلمين بيننا]

"خْرْيْسْتْوْفُوْرُوْسْ"

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 فبراير 2012
المشاركات
5,408
مستوى التفاعل
2,562
النقاط
113
الإقامة
"بْيْنَ كَفَيْكَ يْسُوْعْ"

بخصوص المسلمين بيننا

بقلم الدكتور رودولف د. كونزاليز​

عقب المجابهات الحربية بين الولايات المتحدة وإمبراطورية اليابان سنة 1942، أصدر الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت الأمر التنفيذي رقم 9066 الذي أعطى وزير الحربية صلاحية ترحيل أي مواطنين أو أجانب من مناطق محددة في البلاد. وكان روزفلت يأمل أن يساعد هذا الأمر التنفيذي على الإقلال من أعمال التخريب والجاسوسية وأنشطة الطابور الخامس. وبحسب بعض التقديرات، أدى هذا الأمر إلى نقل نحو 100,000 شخص من أسلاف اليابانيين وحجزهم في مخيمات الإعتقال أو مراكز الترحيل حتى آخر الحرب سنة 1945. وكان أكثر المرحلين من ولايات واشنطن وأوريغون وكاليفورنيا وأريزونا. ومع أنه كان هناك العديد من المواطنين والأجانب الإيطاليين والألمان الذين تأثروا بهذه العمليات، يبقى أن الوطأة الكبرى منها وقعت على كاهل اليابانيين.

وكما هو معلوم، فقد كان الأمر التنفيذي رقم 9066 مدمراً بالنسبة لكثير من العائلات اليابانية. ومن المؤسف للغاية أن المسيحيين لم يَمِدُّوا يدِ العون للمجموعة اليابانية الأميركية خلال تلك المدة العصيبة. وفي حين أن التاريخ سجَّل اعتراض بعض أعضاء تنظيم مارينول الكاثوليكي على التدبير الذي أتُّخِذ، فقد بقيت الجماعات البروتستانتية والإنجيلية صامتة عموماً. ومما لا شك فيه أن التفكُّك المفاجئ الذي أصاب المئات من العائلات اليابانية أتاح فرصاً هائلة للتصرف بالقول والفعل حسب تعليم الإنجيل. إلا أنه من المفجع أن تلك الفرص ذهبت سدىً في أغلب الحالات.

هناك قصة معروفة أن الجنرال دوغلاس ماك آرثر طلب أن يذهب عدد من المرسلين إلى اليابان أثناء إعادة بنائها (1). فبإندحار قواتها، رأى ماك آرثر فرصة لإدخال الإنجيل إليها. إلا أن الطلب لم يَلقَ أي تجاوب على العموم إذ أن 95 مرسلاً بروتستانتياً فقط أُرْسِلوا إلى اليابان. وحسب الظاهر أن الجنرال ماك آرثر لم يكن على عِلم بعدم إهتمام الأميرِكيين بِوَرْطة اليابانيين في أميرِكا. فطالما أن الكنيسة لم تُبْدِ أي إهتمام بجيرانها اليابانيين، هل كان من سبب يدعو الى توقُّع ذِهَاب الكنيسة لخدمة اليابانيين عبر المحيط الباسيفيكي؟

وحالياً، يبقى عدد المسيحيين بين اليابانيين – في أميرِكا وخارجها – ويستمر بلا هوادة ضئيلاً. فكونهم محصورين ضمن ثقافة عرقية مناوئة للمسيحية يبقى 97 بالمئة من كافة اليابانيين واليابانيين الأميرِكيين غير مُبَشَّرَين. ويُعتبر الإنجيل بالنسبة للكثيرين منهم ذا طابع غربي طاغٍ.

وبصراحة، لم يصدر حتى الآن أي أمر لإعتقال ملايين المسلمين في الولايات المتحدة، ومن المستبعد جداً أن يحدث هذا على الإطلاق. فَضْلاً عن ذلك، فإن اليابانيين جنس عرقي بينما الإسلام ديانة تشمل أناساً من كل الخلْفيات العرقية. ففي حين أن الإختلافات بين الفريقين كثيرة، تشير كل الدلائل على أن مخاوف الأميرِكيين من الديانة الإسلامية تنتشر في العمق عبر كل البلاد الأميركية. صحيح أن السياسات الوطنية لم تتحرك بعد بإتجاه إقامة مخيمات إعتقال، لكنه من الواجب على المؤمنين أن يتساءلوا ما إذا كان المجتمع المسيحي يتصرف الآن تجاه المسلمين بِردَّة فعل مشابهة لتلك التي تصَّرف بها تجاه اليابانيين. ويجدر أيضاً التساؤل هل أنشأ المسيحيون مخيمات إعتقال في أفكارنا – معتقدين أن تجاهلهم للمسلمين أفضل من إحتضانهم إياهم بطريقة ذات مغزى.

هل إن الله يعطي حالياً فرصة للمسيحيين ليمِدُّوا يَدِ العون للمسلمين كما لم يحدث سابقاً؟ أعتقد ذلك. على أن هناك بعض الأمور التي يجب أن نتذكرها دائماً.

رابطة الأرض بالديانة

بادئ ذى بدء، لا شك أن الحرب الجارية حالياً ضد الإرهاب تُشن بشكل حَصْري تقريباً ضد بعض الفرق الإسلامية المتعصبة. وهنا تكمن الصعوبة. فرغم أن القادة السياسيين الأميرِكيين يبذلون أقصى جهودهم للتأكيد تكراراً أن الولايات المتحدة ليست في صراع ديني، يَعْتَبِر المسلمون أن الولايات المتحدة تحارب الدول الإسلامية.

وحتى لو لم يكن الإسلام دين الدولة في كل بلدان الشرق الأوسط، فإنه يبقى كأمر واقع دين الأكثرية في هذه البلدان. وتفرض البلدان التي يكون فيها الإسلام الدين الرئيسي الإنصياع الكامل للشريعة الإسلامية ولا يكون هناك تفريق بين الدين والدولة في أذهان كثير من المسلمين. وبما أن الخط الفاصل بين الدين والدولة هو على هذا المستوى من عدم الوضوح، فيكون عندما تهاجم الولايات المتحدة بلداً كالعراق – الذي هو علماني بوضوح بالنسبة لحكومته – أن يُعتبر الهجوم من قبل الشارع العربي هجوماً على الإسلام.

وفي الواقع، فإن هذه العلاقة الوثيقة بين الأرض والدين موجودة في الكتاب المقدس. والعهد القديم مليء بالشواهد التي تَذْكُر أرض الموعد كأرض وَعَد الله إسرائيل بها. وطالما بقي شعب إسرائيل أميناً، كان بإمكانه أن يتوقع البقاء والنجاح في الأرض التي وَعَد الله بها لإبراهيم والآباء (انظر تثنية 6׃11). أما إذا تقاعس إسرائيل عن خدمة يهوه، فإنه يفقد حقه بالإحتفاظ بالأرض (انظر تثنية 28׃15–68).

لقد فهم إستفانوس، أحد شمامسة كنيسة أورشليم الأولى، العلاقة الوثيقة بين أرض الموعد وديانة إسرائيل، وألقى مطالعة بليغة تبين إنتفاء صلاحية تلك العلاقة على أثر ما أكمله يسوع على الصليب (انظر أعمال 7).

وفي سياق مطالعته قال إستفانوس للسلطات الدينية ثلاثة أشياء. أولاً، في حين كان الله قد أعطى الأرض للآباء، بقي مع شعب إسرائيل طيلة مدة وجوده خارج الأرض (انظر أعمال 7׃2–16). ثانياً، عندما أعطى الله إسرائيل موسى مُخلصاً، رفض الشعب قيادته فعوقب خلال 40 سنة في الصحراء (انظر أعمال 7׃17–43). أخيراً، بينما كانت خيمة الاجتماع طريقة الله لإعلام الإسرائيليين أنه باقٍ معهم حتى أثناء تأديبهم على عدم إيمانهم، إستمروا بالابتعاد عن الخط الذي حدده الله لهم. وقال إستفانوس: "سليمان بنى لله بيتاً (أعمال 7׃47). وتابع إستفانوس مؤكداً بشدة أن "العليّ لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي" (أعمال 7׃48). وفيما كان من الضروري ألا يُهمَل قول إستفانوس هذا، إستمر قادة اليهود بالإعتقاد خطأ أن الله يسكن في مكان محدد هو أرض إسرائيل حيث كان هيكل سليمان. على أن إستفانوس عرف أن إله إسرائيل لم يكن محدود الوجود في موقع جغرافي معين. وأعلن إستفانوس قول الله: "السماء كرسي لي والأرض موطئ لقدميّ" (أعمال 7׃49؛ أنظر أيضاً إشعياء 66׃1). بالنسبة لإستفانوس، كانت الخيمة المتنقلة إشارة واضحة لكون الله غير محدود في مكان ثابت ولكنه موجود في كل مكان! وكان أن دفع شماس كنيسة أورشليم الأولى حياته ثمناً لإعلانه هذه الحقيقة الكتابية الهامة.

إن من شأن فهم العلاقة الحميمة بين الأرض والدين أن يساعد المؤمنين على تجنب مشاكل غير مبررة تعيق نشرهم لبشارة يسوع السارة. هناك سبب إنجيلي/كتابي لكون المسيحية غير مقيدة بمواقع مفروضة للحج إليها. الله يسكن في قلوب المؤمنين الذين هم هيكله المتنقل اليوم. ومن الممكن أن نقوم بزيارة مكان لأهميته الدينية أو التاريخية، إلا أننا لا نعتبر أن لهذا المكان أية قوة للخلاص. الخلاص ليس موجوداً في موقع ديني قديم، ولكنه موجود في شخص يسوع المسيح وحده. وكل ما عند الله ليقدمه متوفر بالنعمة بواسطة الإيمان بيسوع المسيح، ولا شيء غير ذلك (انظر أفسس 2׃8–10).

هذه العقيدة المتعلقة بمكان سكن الله لها تأثيرات عميقة على التبشير. فالبشارة يجب أن تُقدم بمعزل عن أي أثر للولاء والحماس الوطني. ومع أن المسلمين لا يفكرون إلا بهذه الطريقة يجب على المسيحيين أن يعملوا لتجاوز مثل هذا المفهوم الخاطئ. إذا كان من الخطأ بالنسبة لإسرائيل الإعتقاد بأن الله محدود بالسكن في أرض إسرائيل، فلا يجوز إعطاء الإنطباع أن كون المرء مسيحياً وأميريكياً حقيقتان لا تنفصلان. إلا أن جهود المسيحيين التبشيرية غالباً ما تعكس إعتقاداً بتلازم الأرض مع الديانة. غالباً ما يعطل المرسل الأميركي رسالة المسيح الخلاصية التي يقدمها لكل الناس بشوائب متنوعة. ويكون هذا أحياناً بطريقة إختيار الكلمات المستخدمة، أو بطريقة اللباس، أو بتعابير الوجه والجسد، أو بقلة الاعتبار لنظام اللياقة الاجتماعية السائدة، أو بجهل الأمور الخاصة بجذور وديانة الأشخاص الذين يبشرهم، أو بعدم إحترام التقاليد التي يجلونها، أو بتشويه لغتهم، إلخ. وفي كل هذه الحالات غالباً ما يرى المسلمون إندفاعاً أميريكياً متهوراً عوضاً عن سماع نداء المسيح لهم. من الضروري جداً أن يفهم المسيحيون جيداً حقائق العالم من حولهم لئلا يصيروا حجر عثرة للذين يحتاجون إلى المسيح.

بولس مثال المبشر عبر العقائد المختلفة

يُعتبر بولس من نواحي كثيرة مثال المبشر لأناس ينتمون إلى ديانات أخرى. ففي أعمال 17׃16–34، نجده مبشراً في أثينا. ومن الملفت أن نلاحظ كيف كان يكلم بسهولة اليهود والأمم المتعبدين في المجمع، والفلاسفة الأبيكوريين والرواقيين في السوق (انظر أعمال 17׃17–18). وفيما بعد نرى الرسول في أريوس باغوس يزكّي غيرة الفلاسفة الدينية ويستشهد بأحد شعرائهم ليظهر إحترامه ومعرفته للتقاليد الأثينية (انظر أعمال 17׃22–28). وفي نهاية الأمر نال بولس إهتمامهم بسماعه ولو إلى حين. وتجدر الإشارة إلى أن قيامة يسوع من الموت هي التي لم يستطع الفلاسفة الأثينيون قبولها (انظر أعمال 17׃17–32). لقد كانت رسالة الصليب لا شخصية المرسل هي المسألة التي أغاظتهم. على أن الكتاب يسجل أن من بينهم "أناساً إلتصقوا به وآمنوا (أعمال 17׃17–34). هذا ما يفترض أن يحصل كلما كان للمؤمنين فرصة لنشر بشارة الخلاص. وعندما يستطيع المؤمنون أن يبنوا على تقاليد وعقائد جماعة من الناس ليبينوا أن كل ما يوجد من رغبات دينية يمكن أن تتحقق بشخص المسيح، يكون ذلك في منتهى الفاعلية. إلا أن كافة المؤمنين يجب أن يتجنبوا إلى أقصى حد أن يكونوا حجر عثرة في طريق الإيمان بالمسيح.
 

Strident

مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
إنضم
29 مارس 2009
المشاركات
4,927
مستوى التفاعل
374
النقاط
0
الإقامة
Egypt
توضيح مهم:

دوناً عن كل الأديان.....الإٍسﻻم هو الوحيد اللي دين ودولة...
وهو الوحيد الذي اوجب على اتباعه إقامة دولة تحكم العالم كله لتطبق شرائعه وتدحض كل الحكومات والدول القائمة...

فالإسﻻم ليس ديناً فقط لكنه كيان سياسي....وهذا في رأيي يتطابق مع تعريف التآمر على الدولة في دول كثيرة...لأن المسلم مطالب ان ينتمي لأمة الإسﻻم قبل ان ينتمي للبلد الذي يعيش فيه

(جنسية المسلم هي الإسﻻم)
 
أعلى