الإلحاد في مصر ظاهرة أم جزء من حقوق المواطنة؟

philanthropist

أميرة الورد
عضو مبارك
إنضم
30 يوليو 2013
المشاركات
1,239
مستوى التفاعل
161
النقاط
0
الإقامة
القصر الملكى السماوى قصر الملك يسوع المسيح
الإلحاد في مصر ظاهرة أم جزء من حقوق المواطنة؟
ظهر فجأة بشكل معلن للمجتمع المصري مجموعات " الملحدين" والذين لهم أراء بعينها في الدين والعنف،كما أنهم مجموعات لها حقوق لكن المجتمع يرفضها بسبب جماعات" المؤمنين" إن صح التعبير.

كتبت - باسنت موسي
ميلاد سليمان شاب ملحد حاليًا ومن خلفية مسيحية سابقًا يري أن الإلحاد موقف من الغيبيات والأمور الماورائية، التي لا يمكن التيقن من وجودها بالتجربة المعملية.، وأن الإلحاد ليس حديث العهد في مصر، فله جذور قديمة مع فلاسفة مدرسة الإسكندرية والعصر الوسيط، وحديثًا هناك كتاب المفكر إسماعيل أدهم "لماذا أنا ملحد"1937.

وعن إلى أي مدى ساهم الإرهاب والتضييق الفكري برجال الدين في نمو الإلحاد برأيك ؟ أكد الإلحاد موقف فكري خالص، لا يشترط دائمًا أن يكون رد فعل بسبب تطرف أو فضيحة رجل دين، بل هو حركة فكرية نقدية في البحث عن الحقيقة. وللكن لا ننكر أن لرجال الدين بتفسيراتهم المغلوطة وخطابهم المتطرف دور في زيادته وانتشاره.
وعن الملاحقات الأمنية قال أن الجميع يخاف على حياته، هذا أمر مفروغ منه، ولكن المطاردة الأمنية أحد أهم الأخطار، ولكن الخطر الأكبر هو المطاردة الاجتماعية من الأهل والأصدقاء والمقربين.

وعما إذا هل مهاجمة الأديان جزء من عقيدتكم الفكرية الجديدة ؟ أم أن أمر الأديان لا يعنيكوا بالأساس؟ أوضح أن الملحد ينتقد الخرافة وكل ما من شأنه تغييب العقل، هو لا يركز على دين بعينه أو طائفة معينة، الهجوم على الأديان ليس جزء من الإلحاد ولا من منهج الملحد الفكري، ولكنه يضطر لذلك حينما يرى ما يقدمه هذا الدين أو ذاك في الحياة.

وبسؤاله أنهم يقولون بأنكم ملحدين لكن تتزوجوا بالطريقة الدينية على سبيل المثال ما السبب؟أجاب ببساطة لأنه لا يوجد زواج مدني في مصر، فالوطن مازال يئن تحت وطأة المادة الثانية الخاصة بالشريعة الإسلامية، وسلطوية الكنيسة الأرثوذوكسية.
وعن كيفيات الحياة داخل الأسر الخاصة بكم الأب الأم الأخوة الجيران أشار أن البعض يتصالح مع الأسرة في إعلانه بذلك، وقد يطرد من المنزل أو يتم معاقبته جسديًا، والبعض ينكر ويخاف ويخشى الإشهار والإفصاح عن توجهاته.

وعن هل دائما هناك حاجه لإعلان أنك ملحد ؟ ما الأسباب للإعلان؟ أكد أسباب الإعلان، التي يلجأ لها البعض، هو قناعتهم ان ما يقومون به ليس أمر خطأ يخشون منه أو يخافون من التشهير به، بل هو موقف فكري لا يستدعي كل هذه الضجة والجلبة التي نراها.
أيمن رمزي، أحد الذين لهم موقف من الأديان كما يحب أن يُطلق على ذاته وهو من خلفية مسيحية، حيث قال أنا وأمثل نفسي فقط ولا أمثل أي تنظيم أو جماعة أو مجموعة.

أنا أفضل هذا التعريف عن نفسي، وليس "الاب الروحي للملحدين" أو "زعيم الملحدين" كما أطلقت بعض الصحف الورقية أو الالكترونية عني مما تسبب في ملاحقات قضائية وتوقيع عقوبات إدارية.
الأهم أيضًا، هو أنني لا أهاجم أو أتحدى أي مؤسسة دينية ولا أزدري أي إنسان وهذا هو الأهم من الأديان من وجهة نظري، مع مناداتي لإلغاء قانون إزدراء الأديان لأن هذا يعني أن الأديان تحتاج من يدافع عنها ضد رافضيها.

لا أدعي إطلاقًا إمتلاك الحقيقة المطلقة وغيري هو على خطأ، لكن أدعو إلى إعمال العقل فيما بين أيدينا من "نصوص" مضى عليها مئات السنين وكتبت في ظروف بيئية وثقافية لا تتناسب مع واقع متغير وبيئة مختلفة وحضارة متجددة. كما أدعو إلى مناقشة وعدم تقديس قوانين المؤسسات الدينية والقائمين عليها على إعتبارها مؤسسات مجتمعية هي التي قررت التداخل بينها وبين المجتمع خارجها، لكنها إن التزمت بخصوصيتها دون أن تخرج خارج جدرانها، فلا لوم ولا مناقشة لما يخصها داخل جدرانها.
1ـ الإلحاد هو رفض لوجود قوى عظمى وراء هذا الوجود، وبالتالي فهو رفض لكل ما يسمى بالعقائد الدينية والماورائيات وتوابعها من غيبيات ماضية وغيبيات أخروية. وهو يختلف عن اللادينية التي ترى أن هناك قوى عظمى تسمى "الله" أو الإله أوالرب أو أي مسمى، لكن لا تعترف بأنه أسس الأديان وكتبها بل هي أنظمة بشرية.

2ـ في مصر، والشرق الأوسط على وجه العموم، نتيجة وجود مسقط للأديان المختلفة بداية من الديانات المصرية القديمة والتي أخذت منها اليهودية والمسيحية المصرية الكثير، وكذلك تأثر بها الإسلام المصري، فبناء على ذلك أستطيع القول أن الالحاد لا يكون منذ الصغر لكن يبدأ الفرد في أخذ موقف من الأديان والألوهية في مرحلة متقدمة من عمره بعد أن يكون رضع كثير من الغيبيات الدينية الاجبارية خلال دراسته في المدرسة والجامعة.

3 الان، في مصر، وضحت ظاهرة انتشار الذين اخذوا موقف من الأديان لوجود وسائل الأعلام الغير رسمية كوسائل التواصل الاجتماعي. وهي ظاهرة، لكن الذي يستحق الدراسة هو وجود مشكلات اجتماعية اخرى تهم المجتمع أكثر منها.

ربما الإرهاب والتضييق الفكري لرجال الدين كان شرارة البحث الأولى في ما وراء تسلط رجال الدين وما هي النصوص و التعاليم التي تدعوهم لازدراء الإنسان

4 اعتقد أن الأمن يهمه امن واستقرار البلد ،وليس معتقدات الأفراد وآرائهم، لكن الذين يرتعبون من وجود اللادينيين هم من يخافون على كراسيهم وسلطانهم وهم رجال الاديان، الذين يرتعبون من تسرب القطعان خارج حظائرهم، فيفقدون دورهم التسلطي كونهم رعاة.

5ـ ما يعنيني، بصفة خاصة هو ما يزدري الانسان، وما يمنع عنه ممارسة فردانيته واستقلاليته وفرض تسلطهم باسم مقدسات صنعها مجموعة من أفراد لا تنتمي للعصر الحاضر ولا البيئة ولا الثقافة التي نحيا فيها. إن كانت هذه الأديان تقتصر على نفسها داخل جدرانها، فلا علاقة لنا بها، لكن إن خرجت ومارست سلطانها وتداخلها في الشئون المجتمعية مثل قوانين الاحوال الشخصية أومثلا التقليل من قيمة النساء بناء على نصوص قدسها وصنعها "ذكور هذه الأديان" التي يبنى عليها الميراث والزواج بأكثر من أنثى، أو أن شهادتها في المحكمة نصف شهادة الذكر، أو رفض أن تكون في مناصب قيادية لأن النصوص الدينية ترفض ذلك.

6 للأسف، ليس هناك مخرج لكي نمارس "وطنيتنا" إلا الخضوع للقوانين المتاحة. الذين يتخذون موقف من الأديان في مصر لا ينادون بالحرب المادية ضد أصحاب الموروثات، لكن يهمهم تغيير الغيبيات والمفروض بعد التوعية بحق الإنسان أن يختار قراراته وأيضا احترام هذه القرارات الفردية، وعدم محاربة الأخر المختلف عن أي جماعة.

7 الأهل والأسرة، يهمهم في المقام الأول أن تكون معاملتي معهم معاملة حسنة راقية مفادها احترام خصوصيات بعضنا البعض وعدم فرض الرأي والمعتقد، بل حرية التعبير والتفكير لكل فرد من أفراد الأسرة.

8ـ ليس هناك حاجة لذلك، إلا إذا تم فرض معتقدات الآخرين عليّ مثل يجب أن تمارس فروض أحد الأديان المعترف بها. الذي اتخذ موقف من الأديان يهمه العمل والإنتاج الذي يخدم البشرية ووجوده كفرد مستقل يقدر المجتمع واستقراره وليس ممارسة طقوس تجعله يكسب ما لا يراه وقت ما لا يدركه.
 
أعلى