المسيح الكــذاب - حَـذاري فألـفـتـنـةُ قـادمـة

إنضم
7 يونيو 2014
المشاركات
104
مستوى التفاعل
10
النقاط
18


antichrist.png


المسيح الكــذاب - حَـذاري فألـفـتـنـةُ قـادمـة

نعم حذاري فالفتنةُ قادمة لا محالة والأرضيةُ مهيئـةُ للفتنة, فالمسيح الكذاب من وجهة نظر المسيحيين هو الحقيقي من وجهة نظر المسلمين والعكس بالعكس, فلو ظهرَ اليوم المسيح ونادى المنادي ها إِنَّ المسيح ها هنا وقد عاد, فلكل سوف يطلب معرفة هذا الشخص الذي أُثيرَ عنهُ وعن دورهِ الكثير من الامال والجدل, سيهبُ المسيحيون ليروا من خلصهم وفداهم! وسيهب المسلمون ليروا من سمعوا عنهُ والذي مع المهدي سيحكم الارض بالعدل والقسط ويقتل المسيح الكذاب ليحل السلام على الارض ويضع حداَ للجور الذي ساد الارض بعدما عاثَ البشرُ فيها فساداَ.

سيقف العالم مذهولاَ من مقدرةِ وقُدراتِ هذا الشخص الغير طبيعية, او بالأحرى الخارقة جداَ. ولكن إِنتبهوا جيداَ, ها أَنذا أُحَذِرَكُم فلا تنساقوا ولا تسمعوا للقيل والقال ولا تعملوا للأعمالِ الخارقَةِ أَي حساب, فالأعمال وحدها لا تحدد شخصية المسيح الكذاب أو الحقيقي! لأَنَّ بواطنَ الامور ليست دائِماَ ما ظهر وبان, بل الخفي والقصد من العمل هو المهم والجوهر, وهو ما وجب متابعته والنظر اليهِ والتفحص منهُ, فإِنْ الظواهر غير البواطن, أي إن كان العمل لمصلحة الفاعل فهناك ما قد خفي وهو الاهم ومن الاجدر السؤال " لمصلحة من هذا العمل؟" فلو كان من مصلحة الفاعل فأعلموا إنَّ ذلك هو المسيح الكذاب. وإِنْ كان لمصلحة المفعولَ لأجلهِ فقط ولا مصلحة آنية أو لاحقة للفاعل ففي حينه تعلمون إِنَّهُ "المسيح الحقيقي".

فالمسيح الحقيقي قد سبق وأَنْ أتى إلى الارض وعاشَ بينَ البشر وفداهم على الصليب ومات من أجلهم, وهناك من صدق رسالتهِ وعجائبهِ وآمنَ بها, وهناك من أنكرها أو لم يعترف بها أو انكر حتى شخصيته او التمس الطعنَ بها. لقد أحيا الموتى واقام العرجَ والفلجَ وأَخذَ آلامَ البشرِ وشفاهم من الامراض وطرد الشياطين وفتحَ أعين العميان والسن الخرسان وآذان الصم ومع ذلك نكروه وصلبوه وقتلوه.

ثم جاء من قال " كان هذا أفاقاَ عظيماَ" وكان هناك من قال " وما صلبوهُ وما قتلوهُ ولكن شُبِه لهم". ومن إبناَ لله جعلهُ ينتظر يوم الدينونة ليدان بدل أَن ْ يكون هو الديان الذي ستقف أمامه البشرية جمعاء بكلِ أنبيائها وصالحيها ومذنبيها وخطاتها. سيقفون ليعطوا لهُ الحساب وأَمامه ستجثوا ركبة كلِ بشر من آدم إلى آخرِ مولود لبني آدم ساعة لا يفيد التراجع أو الندم.

سيقف ليدين العالمين وتخرس أمامه كل الالسنة, لا كلام, لا جدال لا قيل وقال, لا قال فلان أو اشترط علان ليُبقيني حياَ, لا, لا أسباب ولا مسببات فقط النتائِج تكون مع وعلى جبين كل بشر, سيقفون أفواجاَ عن يمين الديانِ ويسارهِ, وعندها سيقول تعالوا يا مباركي أبي أو إِذهبوا عني يا ملاعين ذوقوا النار الابدية المعدةِ منذُ الازلِ لإبليس وملائكتهِ وأعوانهِ, ويا لها من ساعة رهيبة عندما يحكم عليك بالحياة الابدية أو بالموت الابدي في جهنمِ النار الخالدة.

والمسيح الكذاب سيعمل الاعاجيب والاعمال الخارقة امامَ البشر كما أنبأنا المسيح الحي, ليثبت إِنَّهُ المسيح الحي الحقيقي, وسيصدقهُ الكثيرون فيهلكون, وقد سبقت رؤيا يوحنا وأخبرتنا بأن " المسيح الكذاب سينزلُ يكلمةِ منهُ النار على الارض وعلى مشهد البشر" وإِنَّهُ سينزل الضيقة بكل المؤمنين بالمسيح الحقيقي ولا يستطيع احد أن يبيع او يشتري شيئاَ الا من كَتَبَ على يده اليمنى او جبهته اسم المسيح الكذاب او عدد اسمه (666).

والفتنة قادمة لسبب إختلاف ايمان المسيحيين بالمسيح عن إيمان المسلمين بالمسيح وتوقعاتهم منهُ وفيهِ. فالمسيحيون يعلمون بأنَّ مسيحهم هو " أبن الله الذي صلبَ عنهم اي الذي فداهم على الصليب ومات من اجلِ غفران خطاياهم" بالإضافة إلى امكانيتهِ لصنع العجائب الخارقة. اما المسلمون فهم لا يؤمنون بالصلب ولا بأن المسيح هو إبن الله ولكنهُ " نبيُ مثل بقيةِ الانبياء ليسَ إلا" وبما أَنَّ المسيح الكذاب يستطيع هو الآخر صنع العجائب الخارقة فكيف سيمتحن المؤمنون المسيحيين شخصية المسيح الكذاب بالنسبةِ لهم؟

فإِنْ السوال الذي يسألهُ المسيحيون يكون " هل صُلِبتَ ؟" فأِن إِدعى " بأَنَّهُ لم يُصلب يكون هو المسيح الكذاب" بالنسبةِ لهم حتى لو عمل مئات او الاف الاعمال الخارقة او العجائب, فقد سبق المسيح الحي وقال لهم بأنَّ المسيح الدجال سيصنع الاعاجيب ليضل المؤمنين منهم إِنْ أمكن!

وهنا تنشأُ الفتنة بين المسيحيين والمسلمين, وهنا يجابه المسلمون المسيحيين بأنهم مشركين وكفرة, فسابقاَ كان لهم حجة أن يؤمنوا بِالصلب والفداء وإِنَّ مسيحهم هو إبن الله بسبب إنجيلهم الذي يقول المسلمون عنهُ بأَنَّهُ محرف, ولكن " ها هم أمام من يقول بانهُ المسيح وهو إبن مريم وحاشى أن يكون إبناَ للهِ, بالاضافة إلى عمل العجائب الخارقة وهو يقول لهم شخصياَ بأَنَّهُ لم يصلب أبداَ ", ويطابق كل ايمان وتوقعات المسلمين منه, فكيف لهم بنكران الحق وهو ماثِلُ امامهم؟ ألا يستحقون الموت والقتل لكفرهم هذا؟ وكيف أن أَمر المسيح الكذاب بقتلِ كل من لا يؤمن, وهدر دمِ كلِ من يسميه مشرك وكافر! فهنا يبدأُ قتل المسيحيين واليهود الغير مؤمنين بالمسيح الذي يعتبرونه كذاباَ ولا يطابق إيمانهم وتبدأُ الضيقة على كل المؤمنين في البلاد التي يكون الاكثرية من سكانها مسلمون وخاصة في الشرق والبلاد العربية والاسلامية (ربع مساحة الارض اليابسة كما ذكرت رؤيا يوحنا - وولتأكد يمكنكم حسابها من الاطلس). ويتم قول المسيح الذي سبق وقال " بل تأتي ساعة يظنُ كل من يقتلكم إِنَّهُ يؤدي خدمة لله" وهذا الحال سيستمر لمدة ثلاث سنوات ونصف ثُمَ يأتي المسيح الحي الذي يؤمن بهِ المسيحيون وصليبه يتقدمه في كبد السماء, ويُخلصهم من اضطهادات وعذابات المسيح الكذاب وتقوم الدينونة.

ومما زاد الامور التباساَ هو ظهور الشاهدين المذكورين في رؤيا يوحنا الذين سينبهون البشر لمدة ثلاث سنوات ونصف عن مجيء المسيح الكذاب وظهوره المرتقب, والذين يقتلهم المسيح الكذاب عندما يُتمانِ شهادتهما بحسب الرؤيا ذاتها, فهذا سيدفع المسلمون للظن بأنَّ احدهم هو المسيح الكذاب وقد قتله المسيح الحقيقي بمعية المهدي الذي ينتظرون مجيئه في آخر الايام.

وستكون في تلك الايام حروب ومجاعات وزلازل في اماكن شتى, وبنتيجة القتل والاضطهاد يرتد الكثيرون عن ايمانهم بالمسيح الفادي وتبرد محبتهم, ويُقتَل الكثير مِنْ مَنْ يبقى ويُحافظ على إيمانهِ فستقومُ ضيقةَ عظيمة عليهم إلا أَنَّ الله قد قصر مدة بقاء المسيح الكذاب إلى ثلاث سنوات ونصف فقط من أجل المؤمنين وإلا لفنوا جميعاَ ولن يبقى حياَ منهم أَحد.

أما بالنسبة لليهود الذين ينكرون المسيح الذي جاء والذي يعتبرونه الافاق ويتوقعون ظهور مسيحاَ آخر فيما بينهم, لذا سيساندون المسيح الكذاب حال ظهوره في اورشليم القدس بإعتباره قوي والذي حسبما يظنون بانهم بمعيتهِ سيحكمون العالم ويكونون هم شعبهُ المختار, ولكن عندما يرتد هو عنهم وينقلب عليهم يبدأ قتلهم بالجملة وقد سبق أن قال المسيح الحقيقي لهم ذلك وأنبأهم بالضيقة التي ستأتي عليهم وهم لم يسمعوا لهُ. وهنا وفي أيام الضيقة تلك سيؤمن منهم الكثير بالمسيح الذي جاءَ أولاَ والذي سبق ونكروه.

اما ظهور المسيح الحقيقي وكما هو مذكور في الانجيل "سيكون بعد الضيقة" وفي تلك الايام تظلم الشمس ويحجبُ القمر ضوءهُ وقوات السماوات ستتزعزع ثم "يظهر المسيح في كبد السماء ويلف الارض كاشمس من المشرق إلى المغرب لكي يراهُ كل الناس وتكون علامة صلبهِ وفخرهِ معهُ". ولا يأتي بمفردهِ بل تكون اجواق الملائكة معه مع ابواقهم ويجمعوا مختاريهِ من جميع الاماكن والازمنة (متى 24 – 26/30).

end_times.jpg


وألآن سنلخص تسلسل ألأحداث التي ستحصل وقت النهاية:

أولا: يظهر الشاهدين في مدينة القدس ستة سنوات ونصف قبل نهاية العالم, ولن يسمح ألله لاي بشر قتلهم إلا بعد إكتمال مدة شهادتهما, وبعد ثلاث سنوات من ظهورهم, سيظهر المسيح الكذاب في مدينة القدس وبعد ظهورهِ بستة أشهر سيقتل الشاهدين فهو الوحيد الذي سمح له ألله تعالى بذلك. وسيبقى ثلاث سنوات بعد قتلهما.

الرؤيا(11-3): وسأُعطي شاهدي (سأُقيمُ) فيتنبئان الفا ومئتين وستين يوما, وعليهما مسوح (4) ذانك هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الارض. (5) فإن شاء أحدُ أن يضرهما تخرج النار من أفواههما وتأكل أعدائهما. هكذا لابد أن يقتلَ كل من شاء أن يضرهما. (6) إن هذين لهما سلطان أن يحبسا السماء عن المطر في أيام نبوءتهما ولهما سلطان على المياه أن يحولاها الى دم. وأن يضربا الارض بكل ضربة كلما شاءا. (7) وحين يتمان شهادتهما يحاربهما الوحش الصاعد من الهاوية ويغلبهما ويقتُلَهما.

ثانيا: ألمسيح الكذاب (الوحش الصاعد من الهاوية) سيقتل الشاهدين كما ورد أعلاه وسيجلب الضيقة العظيمة على جميع المؤمنين بالمسيح الحقيقي ولمدة ثلاث سنوات ونصف, وبعد إكتمال مدة ظهور الكذاب اي ثلاث سنوات ونصف, تظلم الشمس والنجوم تسقط من السماء على الارض.

متى(24-21): لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. (22) وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ. (23) حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا (24) لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. (25) فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا.

ثالثا: بعد هذهِ ألأحداث سيأتي ألمسيح الحيّ الحقيقي وتظهر علامة إبن الإنسان في السماء (الصليب) وتقوم القيامة ألأولى للشهداء اولا.

رابعا: المسيح الحيّ الحقيقي لن يأتي لوحدهِ ولن تطأ قدماه الارض أبداَ, بل سيأتي مع أجواقِ ملائكتهِ وقديسيه, وسيلف موكبه الارض مثل الشمس (البرق) من الشرق إلى المغرب ليراهُ جميع البشر الذين على الارض في حينهِ وذلك واضح من الآية أدناه:

متى(24-27): لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. (28) ... (29) " وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. (30) وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِير. (31) فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.



نوري كريم داؤد

05 / 04 / 2018

 
أعلى