هل خلقت الحيوانات قبل آدم او بعده

الخائن

New member
إنضم
18 يناير 2017
المشاركات
11
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
ذكر في سفر التكوين الاصحاح الاول أن الله خلق الحيوانات قبل ابونا آدم

5 فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها، والبهائم كأجناسها، وجميع دبابات الأرض كأجناسها . ورأى الله ذلك أنه حسن

26 وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض

27 فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم


ولكن في الاصحاح الثاني من نفس السفر نجد أن الله خلق الحيوانات بعد أن خلق أبونا آدم
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
لفهم قصة الخلق كما وردت في سفر التكوين هو أن الله خلق الكون ولم يتركه لذاته ولشأنه كما يزعم بعض الفلاسفة. أن قوته لا زالت عاملة في الكون خالقة مسيرة وحافظة.

ثم أن الكتاب المقدس يعلمنا شيئا آخر عن عمل الله في الخلق، فمكانة الله في الخلق وفق تعليم الكتاب المقدس تختلف عن فكرة أرسطوطاليس الذي يتحدث عن العلة الأولى، وكأن لا اتصال بين الله وبين الخليقة سوى عن طريق سلسلة من العلل والمعلولات. فأن الكون وما فيه من صنع الباري اليوم هو كما كان يوم أبدعه أولا. فهو الكل وفي الكل كما يناقض تعليم أرسطوطاليس عن أزلية المادة إذ أن الكتاب المقدس يعلمنا بأن للمادة بداية. ثم أن الكتاب المقدس في تعليمه عن الخلق يناقض الحلوليين الذين لا يفرقون بين الخالق وخليقته بل يمزجون بينهما فالله ليس الخليقة وليست الخليقة الله. وقد خلق العالم بمحض حريته لا كما يقول الغنوسيون بأن الخلق عبارة عن انبثاق من الله يشبه التوالد الذاتي، فصدر عنه كضرورة لا محيص منها. أنه مبدع الكائنات وهي في وجودها وسيرها وبقائها وانتظامها تعتمد عليه بما أنه الخالق والمسير والحافظ والمدبر لها ولكل ما يتصل بها.
ومع أن مهمة الكتاب المقدس هو أن يعلمنا عن مكانة الله في الخلق والخليقة إلا أن ما يعلمنا أياه لا يتناقض مع العلم الصحيح الذي ثبتت صحته من غير شك.
ويظهر لنا الله في سفر التكوين "شخصا" لا مجرد قوة كما يزعم البعض، ويتمثل لنا عاملا في خلق العالم وكل ما فيه من لا شيء. وأسمى أعمال الله في الخلق هو الإنسان ذروة الخليقة، وهو يعمل في الكون وفق نواميس وشرائع ثابتة، وإيماننا بالله يتسامى فوق كل الفروض والنظريات العلمية. وتؤيد لنا القصة أن الخليقة لم تكن وليدة الصدفة، بل من تدبير إله حكيم، مدبر عاقل، قادر على كل شيء يتكلم فيطيعه الخلق.
وقد ثبت لدى العلماء أن بعض قصة الخليقة كما جاءت في سفر التكوين وردت أيضا في الآثار الأشورية في لوحات من الفخار. ولكن القصة الأشورية مضطربة ومفككة، حافلة بأساطير الأقدمين يصعب فهم معانيها في كثير من المواضع. أما قصة سفر التكوين فمسلسلة ومرتبة ترتيبا محكما. فضلا عن هذا فأن القصة الأشورية تذكر عديدا من الآلهة، أما قصة التكوين فتحدثنا عن إله واحد، هو خالق السماوات والأرض، ورب العالمين.

لذلك الهدف من قصة الخلق في سفر التكوين توضيح مبادئ مهما وأهمها
ان الله هو الخالق وان الكون يتحرك بنظام وقانون
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
1- كما قلنا مرارًا وتكرارًا أنه في (تك 1: 24 - 31) ذكر موسى النبي قصة خلق الإنسان كجزء من قصة الخليقة ككل، وفي الإصحاح الثاني بدأ يشرح ويفصل خلق الإنسان، وفيه أعاد موسى النبي خلق الله للحيوانات.. لماذا؟

لأنه كان يقصد أن يخبرنا بقصة تسمية آدم لهذه الحيوانات وتلك الطيور، وأيضًا ليوضح لنا أنه لا يوجد أي كائن من هذه الكائنات كان معادلًا ونظيرًا لأبينا آدم (تك 2: 19، 20)

وعندما قال " وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء" (تك 2: 19) جاء فعل " جبل " في الماضي التام، فهو يعني أن الله كان قد جبل، كما جاء في ترجمة كلمة الحياة " وكان الرب الإله قد جبل من التراب كل وحوش البرية وطيور السماء وأحضرها إلى آدم ليرى بأي أسماء يدعوها" (تك 2: 19).



2- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا " الذي ظن أن الله (بحسب تك 2: 19) خلق الحيوان بعد الإنسان، قد ظن ذلك لأنه قرأ الإصحاح بدون وعي ولا انتباه، فالوحي هنا يصف بعض التفاصيل عما سبق ذكره في (تك 1: 24، 25) إذ يتكلم عن خلقة آدم وتسميته للحيوانات"

الإدعاء بوجود تناقض فهو يختص بخلق الحيوانات.

يسجل تكوين 1: 24-25 أن الله خلق الحيوانات في اليوم السادس قبل أن يخلق الإنسان.

وفي تكوين 2: 19 في بعض الترجمات يسجل أن الله خلق الحيوانات بعد أن خلق الإنسان. ولكن الترجمة الجيدة المعتمدة لما جاء في تكوين 2: 19-20 تقول: "وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ مِنَ الارْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ فَاحْضَرَهَا الَى ادَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ ادَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. فَدَعَا ادَمُ بِاسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ".

لا يقول هذا النص أن الله خلق الإنسان ثم خلق الحيوانات ثم أحضر الحيوانات إلى آدم. بل بالحري يقول النص: "وكان الرب الإله قد جبل (قبل أن يخلق الإنسان) كل وحوش البرية..." فليس هناك أي تناقض كما نرى. في اليوم السادس خلق الله الحيوانات ثم خلق الإنسان ثم أحضر الحيوانات إلى الإنسان وسمح للإنسان أن يطلق أسماء على الحيوانات.

عندما ندرس روايتي الخلق كل منهما على حدا ثم نجمعهما معا نرى أن الله يصف ترتيب الخلق في تكوين 1، ثم يقوم بتوضيح أهم التفاصيل، خاصة المتعلقة باليوم السادس في تكوين 2. فلا يوجد أي تناقض هنا، بل هي مجرد وسيلة أدبية لوصف حدث بدءاً من العام إلى الخاص

 
التعديل الأخير:
أعلى