تظهر الأدلة الجينية أن الأرمن هم بكل تأكيد السكان الأصليين لأراضي المرتفعات الأرمنية والتي تأسست فيها مملكة آرارات خلال الألف الأول ق.م. ففي عام 2004 وبعد بحث مفصل، استنتج البروفسور ريتشارد فيليمز وزملاؤه من جامعة تارتو (كلية علم الأحياء والجغرافية لبيولوجيا الجزئيات والخلايا) التالي:
"في دراستنا ترجع أصول الأرمن إلى مناطق مختلفة من أرمينيا وجورجيا وأذربيجان ...وتركيا، مما يوضح حقيقة أن أرمينيا التاريخية كانت أراضي أكبر بكثير من أراضي جمهورية أرمينيا الحالية".
? وفي ورقة علمية نُشرت عام 2008 أشار ليتفينوف وزملاؤه إلى أن: "الأرمن هم مجموعة عرقية منفصلة، نشأت من قبائل العصر الحجري الحديث في المرتفعات الأرمنية".
? وقد أدلى ببيان مماثل م.م بنوي وزملاؤه في عام 2008، حيث خلص إلى التالي: "الأرمن هم أمة ومجموعة عرقية نشأت في القوقاز وشرق الأناضول حيث بقيت كثافة كبيرة من هذا المجتمع، وخاصة في أرمينيا".
? تكشف دراسات جينية حديثة أخرى إلى أن الأرمن هم عبارة عن استمرارية تمتد لأكثر من 5000 سنة: "الأرمن الحاليين هم أحفاد مباشرون للشعب الذي عاش في أراضي أرمينيا قبل 5000 سنة".
? خلص بحث آخر نُشر قبل ثلاثة أعوام، نتيجة دراسة الحمض النووي الأمومي القديم من بقايا هياكل عظمية اكتشفت في أرمينيا وأرتساخ، إلى تطابق الحمض النووي القديم مع الأرمن الحاليين ويؤكد البحث الاستمرارية الأرمنية في المرتفعات الأرمنية لـ 8000 عام على الأقل.
"قمنا بتحليل العديد من الجينومات الميتوكوندريا القديمة والحالية في أجزاء من جنوب القوقاز ووجدنا استمرارية جينية تمتد لـ 8000 عام على الأقل".
"منذ سبعة آلاف وحتى خمسة آلاف سنة ماضية، نلاحظ تدفقاً مستمراً إلى السهب من السكان الذين تعود أصول أسلافهم إلى الجنوب - حيث تحمل تقارباً وراثياً مع شعوب أرمينيا وإيران القديمة والحالية - والتي تبلورت في النهاية في يامنايا، حيث كانوا بنسبة حوالي واحد إلى واحد من السلف من هذين المصدرين. التخمين الجيد هو أن هذه الهجرة تمت عبر برزخ القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين.
لا يظهر الحمض النووي القديم المت...وفر منذ ذلك الوقت في الأناضول أي دليل مشابه لسكان السهب لذلك الموجود في يامنايا. يشير هذا إلى أن الموقع الأكثر احتمالاً للسكان الذين تحدثوا اللغة الإندو-أوروبية للمرة الأولى كان في جنوب جبال القوقاز، على الأرجح في أرمينيا أو إيران الحالية. لأن الحمض النووي القديم للسكان الذين عاشوا هناك يتطابق مع ما نتوقعه لمصدر سكان يامنايا والأناضوليين القدماء. إذا كان هذا السيناريو صحيحاً، فقد أرسل السكان فرعاً واحداً إلى السهب ليختلط مع مجتمع الصيد وجمع الثمار في السهب بنسبة واحد إلى واحد ليصبحوا يامنايا كما هو موضح سابقاً - وفرع آخر إلى الأناضول ليشكل سلف السكان الذين تحدثوا لغات مثل الحثّية هناك".
اكتشاف قلعة أرمنية تاريخية تحت بحيرة فان في الهضبة الأرمنية
أفاد موقع Ermenihaber.am في تركيا بأن أطلال قلعة أرمنية تاريخية ظهرت من تحت بحيرة فان وذلك بسبب انخفاض مستوى المياه.
القلعة جزء من مدينة آرجيش الأرمنية التاريخية والتي غمرتها المياه عام 1841 عندما ارتفع مستوى مياه بحيرة فان. ونتيجة الجفاف وتراجع مستوى المياه ظهرت المدينة الغارقة من جديد.... كانت أبنية المدينة قد تضررت بشكل كبير نتيجة زلزال قوي ضرب فان عام 2011. يقول الكاتب والباحث التركي صلاح الدين كوشار في مقابلة مع يني شفق إنه يجب إعادة جزء من القلعة وتحويله إلى مركز سياحي.
هذا ومن المعتقد أن قلعة آرجيش تعود إلى مملكة آرارات الأرمنية (أورارتو), والتي قامت حول بحيرة فان في الألفية الأولى ق.م.
تظهر الحفريات الأثرية التي أجريت خلال الفترة السوفيتية في أرمينيا بأن مدينة كيومري الحالية مأهولة بالسكان منذ الألف الثالث قبل الميلاد على الأقل. تم ذكر كيومري باسم "كومايري" في النقوش التاريخية لمملكة آرارات الأرمنية "أورارتو" والتي يعود تاريخها للقرن الثامن قبل الميلاد. يُعتقد أن اسم "كيومري" مستمد من قبيلة الكيميريون الإندو-أوروبية، والتي هاجرت إلى الضفة الغربية لمنطقة البحر الأسود قادمة من الأراضي الأوروبية المنخفضة.
يعتقد المؤرخون بأن القائد العسكري الإغريقي زينوفون مرّ عبر "كومايري" خلال عودته إلى البحر الأسود وهي رحلة خُلدت في كتابه المعروف "آناباسيس".
اليوم تحتفل مدينة كيومري الواقعة شمال جمهورية أرمينيا بعيدها السنو
باراندزيم - ملكة أرمينيا الجميلة
باراندزيم - ابنة آندوفك من سلالة سيوني النبيلة. هي واحدة من أبرز بطلات وملكات أرمينيا خلال آلاف السنين من التاريخ الأرمني. وصفها المؤرخون بالجميلة والفخورة والفاضلة والوطنية بكل وجودها. كانت رمز نموذجي للسيدة الأرمنية القوقازية الحقيقية.
تزوجت باراندزيم من الأمير "كنيل" من سلالة آرشاكوني الحاكمة وبعد موته اصبحت زوجة آرشاك الثاني. واطلق عليها لقب "سيدة السيدات"،... ملكة أرمينيا الكبرى.
بعد السجن الغادر لزوجها أرشاك الثاني في العاصمة الفارسية من قبل الملك شابوه الثاني في 368، اصبحت الملكة باراندزيم قائدة النبلاء والشعب الأرمني، وأخذت زمام المبادرة في الكفاح والدفاع عن أرمينيا (بوجه الغزو الفارسي).
اصبحت قلعة آرتاكيرس النقطة المحورية في الدفاع عن المملكة، حيث قادت باراندزيم في 368 دفاعاً بطولياً لمدة 14 شهراً عن الحصن إلى أن تمكنت قوات شابوه الفارسي المتفوقة عددياً من التغلب عليها.
قاتلت الملكة الجميلة جنباً إلى جنب مع المحاربين الأرمن بالسيف والدرع حتى النهاية لتخبر رجالها أن الاستسلام ليس خياراً. لقد اصيبت باراندزيم وتم القبض عليها بعد القضاء على حراسها الشخصيين أثناء محاولة حمايتها من رماح وسيوف العدو.
كلبؤة مصابة تم أخذ باراندزيم إلى العاصمة الفارسية عام 369 حيث تحدث الشاه الفارسي عن دهشته بمستوى شجاعتها وتفانيها لأمتها وشعبها. في العاصمة الفارسية تم الاعتداء بشكل جماعي على باراندزيم واعدمت بعدها. وبعد وفاتها استلم عرش أرمينيا ابنها الملك باباس وهو بعمر الـ 16. شهدت أرمينيا خلال حكم الملك باب (باباس) فترة ازدهار غير مسبوقة حيث تحسنت أحوال الشعب وتوطدت أركان الدولة بشكل ملفت.
عندما اعتنق الأرمن المسيحية، لم يتم تدمير المعابد فحسب، وإنما أغاني وأشعار الآلهة والأبطال القدماء كذلك. الآن لدينا فتات من الأغاني والأشعار، فتات من الدلائل بأن هذا الشعب لديه ثروة وقوة روحية عظيمة كافية لاستعادة معابد الآلهة القديمة. هذه الآلهة ليست وحوش سماوية آسيوية ولا آلهة إغريقية أنيقة، وإنما تشخّص طبيعة الأرمن التي تكونت عبر القرون، المتمثلة بالثبات والحكمة ونزعة الخير"
المؤرخ والكاتب الدنماركي - جورج برانديس
حكم يرفانت الرابع مملكة أرمينيا لمدة عشرين عاماً في الفترة الممتدة بين 220-200 ق.م بحسب المؤرخ موفسيس خوريناتسي. كان يرفانت الرابع آخر ملك من سلالة يرفاندوني وابن حاكم مملكة كاماخ الأرمنية (كوماجين) الملك آرساميس يرفاندوني. خلال عهده تم إنشاء مركز باكاران الديني.
كبير الكهنة مملكة أرمينيا خلال هذه الفترة كان إيرفاز، شقيق الملك يرفانت الرابع. تم في عهده تشييد تماثيل للآ...لهة آرامادزت وآناهيت وفاهاكن في معابد المدينة المقدسة.
أسس يرفانت الرابع أيضاً مزاراً مكرساً لإله أرمينيا الوطني، ميهر (ميثرا)، في مدينة آرمافير والتي كانت عاصمة سلالة يرفاندوني حينها. تم تزيين المزار بتمثال ذهبي لإله الشمس ميهر على عربة رباعية تجرها الأحصنة. بسبب تغير تيار نهر يرساخ والذي بدأ في الالتفاف على العاصمة أرمافير، أنشأ يرفانت الرابع مدينة جديدة عند نقطة التقاء نهري آخوريان ويرساخ، اطلق عليها اسم "يرفانتاشاد". في تلك الأثناء قام ملك الإمبراطورية السلوقية أنطيخوس الثالث بثورة ضد الملك الأرمني يرفانت الرابع. يذكر المؤرخ الإغريقي سطرابون أن الملك يرفانت الرابع قد خلفه الملك أرداشيس الأول والذي كان أيضاً من سلالة يرفاندوني ولكنه أسس سلالة ملكية جديدة باسمه وهي، السلالة الأرداشيسية (انحدر منها فيما بعد أقوى ملوك أرمينيا ومنهم ديكران الكبير).
�� الصورة هي نقش يصور الملك يرفانت الربع. من عمل الفنان جوزيف روتير والذي قام بتنفيذها بالاستناد إلى موضوعات من التاريخ الأرمني في نهاية القرن 19.
��النقش مقدم من قبل المؤرخ وعالم الأرمنيات كيفورك نازاريان.
في القرن 12 ميلادي ونتيجة موت ملك جورجيا دافيد الرابع من سلالة باكرادوني, تعرضت مدينة آني الأرمنية الغنية لخطر الاستيلاء عليها من قبل القوات الفراسية تحت قيادة فضلون. دافع سكان مدينة آني, نساءً ورجالاً, بإيثار عن أسوار موطنهم.
وفقاً للمؤرخ صامويل آنيتسي, الذي عاش خلال تلك الحرب, برزت قائدة عسكرية أرمنية تدعى آيدزمنيك الجميلة. وقد اعتبرت رمزاً للموت بين الفرس, بسبب ضراوتها في الميدان.
اصبحت آيد...زمنيك رمزاً ملهماً في الحرب الدموية للأرمن ضد عدوهم المتفوق في العدد والعتاد. حققت بطولتها نتائج رائعة وتم الدفاع عن مدينة آني. لكن لسوء الحظ, كما يحدث غالباً, أدى الإيثار الذي تمتعت به القائدة الأرمنية إلى موتها. سقطت آيدزمنيك في المعركة, وبقيت مصدر إلهام لمواطنيها حتى تم دحر العدو على أسوار مدينة آني, عاصمة أرمينيا آنذاك.
��القائدة العسكرية الأرمنية آيدزمنيك - من عمل أرمان أكوبيان
تقدم ملحمة معركة هايك ضد بعل "ملك بابل" 2492 ق.م دليلاً قوياً على أن هايك وشعبه كانوا موجودين بالفعل في الأرض المسماة هارك، الواقعة وسط المرتفعات الأرمنية-النايرية، وذلك في وقت كان ينفذ فيه بعل غاراته، عندما كانت الإمبراطورية الآشورية-البابلية القوية تسعى للتوسع. للأسف تم إغفال هذا الدليل من قبل هؤلاء الداعمين لنظرية هجرة الأرمن من البلقان. هؤلاء (الأرمن) هم شعب هالدي-هايك، الذين خاضوا، وبصفتهم ال...سكان الأصليين لمرتفعاتهم، معركة طويلة ودموية لحماية أرضهم ضد الجحافل القوقازية من الشمال والسكيثو-إيرانيين ولصوص آسيا الوسطى من الشرق، والحيثيين وقوى آسيا الصغرى الآخرين الأقوياء من الغرب، وكذلك المتسللين الآشور-بابليين والآراميين من العالم السامي من الجنوب. كان شعب هايك هو الذي وقف ضد بعل وشكل حاجز أمام الطوفان الغير محدود من الساميين من الجنوب، حيث أوقفهم عند سفوح مرتفعاته.
...تم رفع هايك، الإله الأصلي للأرض، إلى السماء كنجم وحُدد بكوكبة "أوريون" الجبار.
��ï¸ڈمن كتاب "أرمينيا، سوبارتو وسومر" للبروفسور مارتيروس كافوكجيان.
��ï¸ڈهايك هو الأب التقليدي للشعب الأرمني، لذلك يطلق الأرمن على أنفسهم باللغة الأرمنية شعب "هاي" وبلادهم "هاياسدان" أي أرض هايك.
��ï¸ڈالصورة لملحمة هايك-بعل بين الأرمن والبابليين
تأسست عاصمة أرمينيا، قلعة إربوني-إيرفان عام 786 ق.م على يد الملك آرغيشتي الأول، والذي حكم مملكة آرارات الأرمنية (أورارتو) في الفترة الممتدة بين 786-764 ق.م. تعد اليوم واحدة من عشر مدن في العالم تحمل شهادة ميلاد. تقع أنقاض المدينة القلعة على تلّ آرين بيرد والذي كان موقعاً استراتيجياً يطل على سهل آرارات والطرق الرئيسية المؤدية إلى القلعة. كانت مملكة آرارات-فان الأرمنية في ذروتها خلال حكم الملك آرغيش...تي الأول. في عام 1950، اكتشفت بعثة أثرية يقودها قسطنطين هوفهانيسيان نقشاً في موقع آرين بيرد مكرس لتأسيس المدينة والذي تم في عهد الملك أرغيشتي الأول. يقول النقش:
"بعظمة الإله الأعلى هالدي
بنى الملك آرغيشتي ابن الملك مينوا
هذا الحصن العظيم واسماه إيريبوني
من أجل مجد أرض بياينا
لدرء الأعداء عن أرضنا
يعلن الملك أن
هذه الأرض كانت قاحلة
وقد عملنا تحصينات مبنية بشكل جيد
بعظمة الإله الأعلى هالدي
الملك آرغيشتي - ابن الملك مينوا
هو سيد أرض عظيمة
سيد العاصمة العظيمة توشبا"
فك بوريس بيوتروفسكي شيفرة نقش تأسيس إربوني-إيرفان من قبل الملك آرغيشتي الأول وتم نشره لاحقاً من قبل غيروغي ميليكشفيلي في مجلة التاريخ القديم باعتباره جزء من "النقوش المسمارية الآراراتية".
تم تسجيل اسم Erevan بـ Ereban أو Erebuni نظراً لحقيقة أنه في النقوش المسمارية تم دائماً تسجيل الحرف "B" بدلاً من الحرف "V". لا يزال هذا الانتقال والاختلاف بين الحرفين B-V شائعاً في العديد من الللغات واللهجات.
تم بناء يريفان-يريبوني على مخطط مثلث الشكل على قمة تل آرين بيرت وتم إحاطتها بأسوار بارتفاع 10 إلى 12 متراً. خلف تلك الأسوار تم فصل المباني بجدران مركزية وداخلية. تم بناء الجدران بواسطة مجموعة متنوعة من المواد مثل البازلت والتوف والخشب واللبن. شيد الملك آرغيشتي قصراً كبيراً في المكان وأظهرت الحفريات التي أجريت في المنطقة أن المباني البارزة الأخرى تضمنت قاعة ملكية للاجتماعات ذات أعمدة ومعبد مخصص للإله الأعلى هالدي وقلعة، حيث أقامت حامية عسكرية، وأماكن للمعيشة ومهاجع ومخازن. تم تزيين الجدران الداخلية بالجداريات واللوحات والتي تظهر مشاهد دينية وعلمانية على حد سواء.
بدأت الحفريات المبكرة في يريفان عام 1894 بقيادة آليكسي إيفانوفسكي. كان رجل محلي قد أخبر إيفانوفسكي بأنه في عام 1879 عثر على نقش مسماري بالقرب من تل آرين بيرد. بدأت الحفريات الممنهجة في موقع إيريبوني في يريفان عام 1952 تحت رعاية مشتركة من معهد الآثار والإثنوغرافيا التابع للأكاديمية الأرمنية للعلوم ومجلس متحف بوشكين للحفاظ على الآثار المعمارية وترميمها. قاد الفريق الأثري قسطنطين هوفهانيسيان وبوريس بيوتروفسكي. خلال المرحلة المبكرة من الحفريات تم الكشف عن قصر آرغيشتي وقاعة الاجتماع الملكية والمعابد وأكثر من من مائة غرفة.
استمرت يريفان في الأزدهار طوال العصور الوسطى وحتى يومنا هذا - لتكون عاصمة جمهورية أرمينيا اليوم.
