مريم أخت هارون

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
21688415_798798610299593_239361536854323027_o.jpg

مريم أخت هارون
مريم أخت هارون وموسى، فتاة يهودية، من سبط لاوي، وُلدت في أرض مصر :
(عدد26: 59)،

من أبوين تقيين هما:
عمرام ويوكابد. وُلدت في زمن العبودية، حين :
«اسْتَعْبَدَ الْمِصْرِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِعُنْفٍ، وَمَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي الطِّينِ وَاللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عَمَل فِي الْحَقْلِ»
(خروج1: 13).
كانت مريم، وهي طفلة، بَركة لأخيها موسى، حيث استخدمها الله في إنقاذه :
(خروج2).

كانت مرنمة وقائدة للنساء :
(خروج15).

لكنها في لحظات الضعف تكلَّمت على موسى رجل الله، فضُربت بالبرص، وتعطلَّت مسيرة الشعب سبعة أيام :
(عدد12)،

وماتت ودُفنت في قادش
(عدد20).
ونتأمل بمعونة الرب في بعض مواقف من حياتها:
*
-1-
تربت مريم في عائلة تقية
عائلة يميّزها الإيمان بالله وعدم الخوف، فأبوها هو :
«عمرام ابن قهات ابن لاوي»
(خروج6: 16، 18)،
ومعناه الشعب تعالى أو تعظَّم، وهذا يرينا النعمة التي رفعت الذين في المزبلة لكي تجلسهم مع الشرفاء :
(1صموئيل2: 8).

وأمها هي :
«يوكابد بنت لاوي»
(خروج6: 20؛ عدد26: 59)،
ومعناها يهوه له المجد. ونجد ارتباط معنى الاسمين معًا في رسالة أفسس، فالنعمة التي اتجهت للأموات بالذنوب والخطايا، أبناء المعصية، أبناءالغضب، ليس فقط خلصتهم، لكن رفعت مقامهم:
«وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ»
(أفسس2: 6)،
والنتيجة أنه من خلال هؤلاء المؤمنين الله يتمجد في اجتماعهم معًا حول ابنه المحبوب:
«لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ»
(أفسس3: 21).
*
-2-
مريم تلاحظ موسى وهو في السفط
عندما وُلد موسى، كان هناك أمر ملكي من فرعون ملك مصر، بأن :
«كُلُّ ابْنٍ يُولَدُ تَطْرَحُونَهُ فِي النَّهْرِ، لكِنَّ كُلَّ بِنْتٍ تَسْتَحْيُونَهَا»
(خروج1: 22)،
وقد صدر هذا الأمر بعد ولادة هارون وقبل ولادة موسى. لكن أبوي موسى رأيا الصبي جميلاً لله، فلم يخشيا أمر الملك :
(عبرانيين11: 23)،

فخبأته أمه في البيت ثلاثة أشهر، ولما لم يمكنها أن تخبئه بعد، أخذت له سفطًا من البردي، وطلته بالحمر والزفت لتحميه من تسرب المياه إليه، ووضعت الولد فيه، ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر.
السفط:
وعاء كالقفة أو السلة، مصنوع من أغصان الشجر، توضع فيه الفاكهة، لكن يوكابد صنعت منه سريرًا صغيرًا بمهارة فائقة لابنها.
البردي:
نبات كالقصب ينمو فى مستنقعات وبِرَك النيل :
(أيوب 8: 11)،

وهو نبات طويل تمتد سيقانه إلى أعلى من خمسة أمتار. ولأن سيقانه في غاية المتانه والليونة ويمكن أن تنثني على بعضها بكل سهولة، استخدمت فى صناعة السلال
(خروج2: 3)
والقوارب
(إشعياء 18: 2)،
وفي بناء الأكواخ. وأوراقه عريضة لذلك استُخدمت في الكتابة والتغليف.
الحلفا:
نبات يشبه القصب أو الخزران، ينبت عند أطراف المياه، يُصنع منه الحبال والسلال والحُصر.
الحُمر:
مادة نفطية ذات لزوجة عالية، وذات لون أسود، ويستخرَج من خلال عملية تقطير النفط الخام، ويستعمل إلى اليوم في طلاء المراكب.
الزفت:
هو الأسفلت.
وقفت مريم أخته من بعيد لتعرف ماذا يُفعل له، كانت تراقب المشهد، وتحرس أخيها وهو في السفط، وتنتظر كل يوم من الصباح وحتى غروب الشمس، إلى أن تأتي أمها لكي تأخذ السفط وبداخله الطفل، وبعدها تنتهي مهمتها حتى صباح اليوم التالي. وهكذا استمر الحال حتى جاء هذا اليوم، الذي شاهدت فيه قدوم الأميرة، ابنة فرعون، في موكب مهيب، تجلس بداخل عربة تجرها الخيول القوية والمزينة، محاطة بالحرس، ثم مجموعة من جواري الأميرة الأنيقات لخدمتها، :
«فَنَزَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى النَّهْرِ لِتَغْتَسِلَ، وَكَانَتْ جَوَارِيهَا مَاشِيَاتٍ عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ. فَرَأَتِ السَّفَطَ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ، فَأَرْسَلَتْ أَمَتَهَا وَأَخَذَتْهُ. وَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتِ الْوَلَدَ، وَإِذَا هُوَ صَبِيٌّ يَبْكِي. فَرَقَّتْ لَهُ وَقَالَتْ:
هذَا مِنْ أَوْلاَدِ الْعِبْرَانِيِّينَ.»

(الخروج 2: 5-6)
*
-3-
مريم الشجاعة والحكيمة
في هذه اللحظات العصيبة، خفق قلب مريم، وزادت نبضات قلبها، وأحمرَّ وجهها، وتصبَّبت عرقًا، وهى تراقب المشهد. لكن أعطاها الرب شجاعة وحكمة :
«فَقَالَتْ لابْنَةِ فِرْعَوْنَ:
هَلْ أَذْهَبُ وَأَدْعُو لَكِ امْرَأَةً مُرْضِعَةً مِنَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لِتُرْضِعَ لَكِ الْوَلَدَ؟
فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: اذْهَبِي».

وهنا شعرت مريم بالسعادة تملأ قلبها، ولمست يد الرب القديرة في تحويل دفة الأمور لصالح شعبه، وأنه مسيطر على الأحداث والقلوب والمشاعر. انتهزت مريم الفرصة، وذهبت :
«وَدَعَتْ أُمَّ الْوَلَدِ. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ:
“اذْهَبِي بِهذَا الْوَلَدِ وَأَرْضِعِيهِ لِي وَأَنَا أُعْطِي أُجْرَتَكِ”.
فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الْوَلَدَ وَأَرْضَعَتْهُ. وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ “مُوسَى” وَقَالَتْ:
إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ»

(خروج2).

تصرَّفت مريم بحكمة. والحكمة تأتي من معرفة الرب، فالرب تكلم عن الرجل العاقل والرجل الجاهل
(متى7: 24–27)،
العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات
(متى25).
وأيضًا من معرفة كلمة الله، كما هو مكتوب:
«وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي... أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ، لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي. أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ، لأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ»
(مزمور119: 98-100).
وأيضًا من الصلاة، كما هو مكتوب:
«وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ»
(يعقوب1: 5).
لقد طلب سليمان الحكمة من الرب، والرب استجاب له
(1ملوك3: 9-13).

صار لمريم كرامة وشرف، لأن الرب استخدمها وهى صغيرة في السن، في هذا العمل العظيم، لأنها اشتركت ولو بجزء صغير في تتميم خطة الله، من جهة إنقاذ شعبه عن طريق هذا الطفل الذي في السفط. وأي واحد منا، يمكن أن يستخدمه الله في جزء من عمله العظيم، عندما نكون جاهزين ومستعدين لذلك.
قديمًا سأل الرب قايين قائلًا:
«أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟»
فَقَالَ:
«لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟»

(تكوين4: 9)،
لكن هنا نجد مريم تقوم بواجبها في حراسة أخيها وهو طفل. ألا نتعلم من مريم أخت هارون هذا الدرس الهام، وهو الإهتمام بإخوتنا وملاحظتهم، حتى يُحفظوا من الضياع، ليكونوا نافعين ومثمرين للرب مثل موسى، يقول الحكيم:
«مَعْرِفَةً اعْرِفْ حَالَ غَنَمِكَ، وَاجْعَلْ قَلْبَكَ إِلَى قُطْعَانِكَ»
(أمثال27: 23).
{أمين هلال}
* * *
إلهنا ومخلصنا وشفيعنا يسوع
أشكرك أحبك كثيراً
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 

Maran+atha

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
1,906
مستوى التفاعل
464
النقاط
83
الإقامة
فى قلب المسيح
شكرا كثير للموضوع الأكثر من رائع
اخى الحبيب والمميز الكرمه الصغيره

مريم اخت هارون بنت عمران ماتت قبل ميلاد السيد المسيح بنحو 1200 عام .
ومن المهم جدا أن يعلم الجميع أن والدة السيد المسيح هى القديسة العذراء مريم بنت يواقيم واختها هى مريم زوجة كلوبا.

ولكن لأن الشيطان لا يمكن أن يذكر القديسة العذراء مريم بنت يواقيم لأن مكانتها أعلى من كل البشر وبذكرها يرتعب الشيطان فذكر فى كتابه (القرآن ) مريم بنت عمران اخت هارون بدل من القديسة العذراء مريم بنت يواقيم.

ربنا يباركك ويعوض تعب محبتك ويكون معك دائما
فيحافظ عليك ويفرح قلبك ويحقق كل امنياتك للأبد آمين.
 
أعلى