قصة قصيرة - بقلمى

philanthropist

أميرة الورد
عضو مبارك
إنضم
30 يوليو 2013
المشاركات
1,239
مستوى التفاعل
161
النقاط
0
الإقامة
القصر الملكى السماوى قصر الملك يسوع المسيح
الوهم - قصة قصيرة
يجلس أحمد على الفراش و يضم ذراعيه بعضهما على
بعض ممسكا بهما أشد مسكة و كأنه يريد أن يمنع جسده من الانفلات. يحدق فى وجه أخيه بشدة يريد أن يقتل ضميره بنظرات لوم و عتاب قاسية ، بينما يقف الأخ فى مقابله بعيدا عن الفراش بقليل ممسكا بعقار هيروين، و يبادل أخيه نفس نظرات اللوم و العتاب لكن يزيد عليها حزن و شفقة على هذا الأخ الصغير التعس ، و على الحالة الردية التى يعيشها و التى أودت به لتعاطى المخدرات.
احمد:اعطنى الحقنة.
مصطفى (بشدة وحزم ممزوجان بالعطف و الشفقة عليه):لا تطلب منى هذا فلن اعطيك السم بيدى .
يصر أحمد على طلبه و يقول لاخيه:انت تكرهنى مثل ابى ، فجميعكم هكذا تبغضوننى.
مصطفى: و ماذا فعل لك ابى حتى تقول هذا؟
أحمد :ألا تعلم أنه لا ينفث عن ضربى ضربا مبرحا و لا يتوقف عن ذلك الا عندما أكاد أفقد وعيي . أتضور جوعا و عطشا فى كل ليلة يهم بى ابى فيها ليضربنى ، لكن الامى تقف حائلا دون أن أنطق بذلك ، فاظل مستلقيا على الأرض كما يتركنى ابى بعد أن يشبع من ضربى و لا يفيقنى إلا أذان الفجر ، فادعو الله أن يقوى جسدى لاقوم و اصلى ، و يستجيب الله لى.
استمع مصطفى إليه بانصات شديد و قال له باندهاش: تتعاطى المخدرات و تصلى فى نفس الوقت انه قمة التناقض فى معاملة الله . تطيعه و تعصيه فى أن واحد و عجبى!
أحمد: هذا العقار و معه الترامادول هما اللذان يساعدنى على الحركة و المذاكرة .
مصطفى: و ماذا عن المسكنات الطبية لماذا لا تأخذها ؟
احمد: المسكنات الطبية يزول مفعولها سريعا بعكس الترامادول و العقارات المخدرة.
مصطفى : انت تعيش في الوهم يا احمد فهذه العقارات لن تنفعك بشيء فى المستقبل فسياتى عليك يوم تجد نفسك غير قادر على الحركة أو المذاكرة بدونها و لن تستطيع التخلص منها إلا بصعوبة.
وفجأة يدخل الأب و قد استمع لجزء كبير من الحديث . وقف أحمد و مصطفى فى ذهول يترقبان ما سيقدم عليه الأب من تصرف حيال ما سمعه. يقترب الأب ناحية أحمد و يزجره بشدة قائلا: تتعاطى مخدرات يا كلب ، سوف أعيد تربيتك من أول و جديد . و صفع أحمد على وجهه صفعة جعلت جسده يهتز و مصطفى يقف بينهما محاولا أبعاد الأب .
اتجه أحمد مسرعا إلى المطبخ و تناول سكين كبير و هدد بأن يقتل نفسه قال لابيه: سأقتل نفسي أن اقتربت إلى فجسدى لن يتحمل اى ضربة منك بعد الآن .
يحاول الأب أن يقترب من ابنه لتهدئته لكن يبادر الابن بطعن نفسه فى بطنه و يقع على الأرض غارقا فى بحر دمائه .
يقف مصطفى مذهولا وكأنما قد شل لسانه عن الحديث فلم ينطق بكلمة واحدة . أما الأم فلا تفعل شيء سوى الصراخ بينما أسرع الأب للاتصال بالأسعاف لنجدة الصبى.
وبعد مرور ساعة وصلوا إلى المستشفى و دخل أحمد غرفة العمليات و كان الجميع ينتظرون فى حجرة الاستقبال . يجلس الأب متوترة أعصابه و يتمتم قائلا: انا السبب يا ابنى. انا الذى فعلت بك هذا. انا الذى أوصلتك إلى هذه الحالة .سامحنى يا ابنى فقسوتى عليك هى التى جعلتك تسير فى هذا الطريق .
وبعد مرور عدة ساعات على هذا الحال يخرج الطبيب من غرفة العمليات فيتلقاه الأب بلهفة و يسأله عن حال ابنه .فيرد الطبيب : الحالة ليست مستقرة سنحجزه فى الإنعاش أدعو له.
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
و بعد الدعاء!!
هل مات؟ و لو مامتش هل دا كان درس للاب انه يعرف ازاى يعامل ابنه--
اوقات الانسان بيتعلم درس لكن بيكون اتعلمه بعد فوات الاوان--
يا رب علمنا الدروس لكن تكون فى وقت ميكونش الاوان فات فيه ..
اشكرك على القصه
 
أعلى