معنى العبادة وماهيتها

القسيس محمد

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
6 يونيو 2008
المشاركات
4,488
مستوى التفاعل
241
النقاط
63
الإقامة
تحت صليب رب المجد
[FONT=&quot]معنى العبادة وماهيتها[/FONT]


[FONT=&quot]ان العبادة فى المسيحية هى ان تعطى الله ما يستحقه من المحبة والاكرام والمهابة والخشوع، فالعبادة تكون لله الآب عن طريق ابنه يسوع المسيح التى تكونت علاقة الابن بالاب، وايضا عبادة روحية بعقل واعى وتكون من الولادة الجدية بالروح القدس، وهنا يظهر الثالوث بقدرته وقوته التى هى مصدر كل قدرة وقوة بالكون.[/FONT]

[FONT=&quot]والديانات الاخرى تكون العبادة عبادة تخوفية اى خوف من عذاب، او طمعا فى ثواب، واسم الله لا يعنى بالقطع انه الاله الذى نعبده نحن المسيحيون، ولكن يمكن ان تعبر عن الة اخرى كثيرة فى الوثنين مثل المصريين والهتهم واليونانيين وغيرهم، اما نحن نعبد الاله القادر على شىء يهوه، ( مرقس 12: 30، ملاخى 1: 6، مزمور 111: 9، عبرانيين 12: 28، يوحنا 1: 12)، فالعبادة لله القدير الثالوث القدوس تعنى اعطاء القلب والجسد كله لله.[FONT=&quot][1][/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]فالعبادة هى تعبير عن العلاقة بين المؤمنين والله، وفى ( تسالونيكى الاولى 1: 9-10)، يتحدث الرسول بولس ان العبادة لله هى الرجوع لله، فالعبادة فى مضمونها هى العبودية الاختيارية لله، ومحبة صادقة ونابعة من القلب، والسجود له واكرامه والخدمة والعطاء والتسبيح، ومن خلالها نعبر عن شكرنا وتقدريرنا لخالقنا القادر على كل شىء.[FONT=&quot][2][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]العبادة فى العهد القديم[/FONT]


[FONT=&quot]ارتبطت العبادة فى العهد القديم بالاماكن المقدسة كالهيكل او خيمة الاجتماع، وايضا تابوت العهد المذبح، الازمنة والاماكن، ولكن ولم يقدم لله ذبائح بشرية ولم يرضى بها ( لاويين 20: 1-5) والزنا المقدس كما كان يفعله عباد الالهة الاخرى( تثنية 22: 18-19، 23: 17-18، خروج 20: 14) وايضا صنع التماثيل والصور ( خروج 20: 4-5، تثنيو 20: 4-5، ارميا 8: 19)، فقد كانت العبادة خالصة ليهوه القدير، وكانت العبادة قديما بشكل فردى كما فعل قايين وهابيل ( تكوين4: 7)، وابراهيم( تكوين 22: 1-5)، ومذابح للرب ومحرقات، وايوب وداوود، وعبادات جماعية كالفصح وعيد الفطير والذهاب الى الهيكل او خيمة الاجتماع من قبل دخول الارض وقبل بناء الهيكل( مزامير 20،21، 24، 107، 118)، وان الشعب كله كان يشارك فى العبادة بعضهم البعض.[/FONT]

[FONT=&quot]ففى عهد الناموس صارت العبادة منتظمة، وكانت تحمل معناها الحقيقى اعطاء الله حقه، ومع مرور الزمن اصبحت العبادة شكلية اكثر واصبحت الطقوس من الاعباء الثقيلة على الشعب اليهودى، وتحول الهيكل من عبادة الى مكان تعليمى فقط واتخذت الطريق للتجارة ( يوحنا 2: 6)، نجد ان المسيح دخل الهيكل وقال جعلتموه مغارة لصوص.[FONT=&quot][3][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]العبادة فى العهد الجديد[/FONT]


[FONT=&quot]جاء المسيح متجسدا على الارض لكى يعيد الطريق الى الله الذى فصلنا عنه بالخطية، وابطل الذبائح والقرابين التى كانت تقدم لله لكى يغفر ما يفعل الانسان من خطايا ( عبرانين 10: 14)، ولم يعد الانسان يحتاج الى ذبيحة دموية لان المسيح صارة كفارة عن خطايانا، وبعد قيامتة جاء الروح القدس ليسكن فينا ويعطينا الارشاد والتبكيت والتعزية ايضا لكى نتعلم كيف نعبد الله الخالق القدير، واعطى مواهب لتعيننا على قيادة الكنيسة( جسد المسيح الحى)، وسقوط الانسان وتكبله بالخطية ومن هنا كانت الولادة الثانية من الروح القدس المحيي، وفى بدايات المسيحية كانت العبادة مرتبطة ايضا بالهيكل والمجامع اليهودية(اعمال 14: 1، 17: 1، 18: 4)، وبعد عام 70 ميلادية وقبل هذا التاريخ كانت الاجتماعات البيتية، وكانت الاحتماعات تقسم على نوعين، الاول اجتماع للمؤمنين للشركة وعشاء الرب والاخر للجميع للتعليم والكرازة بالانجيل ( اعمال 19: 9، كورنثوس الاولى 14: 23-25)، وكانت الاجتماعات تحتوى على الصلاة والشكر، الترانيم، قراءة الكتاب المقدس، ومن ثم التقديمات، (كورنثوس الاولى 14: 14-16، افسس 5: 19، كولوسى 3: 16، كولوسى 4: 16، تيموثاوس 3: 16-17، كورنثوس الاولى 16: 1)، وهذا لم برنامج او نظام تتبعه كل الكنائس بل كانت هناك مواهب وكانت تختلف الاجتماعات واحدا عن الاخر، وكانت تنموا الكنيسة فى التعليم وتحذر من عبادة الاوثان والذبح لها ايضا ومن الفلسفات التى يمكن لها تخترق جدران الكنيسة.[FONT=&quot][4][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot] الكنيسة عابدة[/FONT]


[FONT=&quot]كنيسة المسيح هى شعبه المتواجد مع بعضهم البعض فى مكان معين او يكونوا اينما يكونوا، فهم شعب الرب وجسد المسيح، ومهما كانت نوعية الفرد للكنيسة سواء عضو او عابد، فالكنيسة هى شعب الرب سواء كانوا قادة او عابدين. ومع تنوع القيادة داخل الكنيسة فالقادة والشعب معا عابدين، وهم يمثلون شعب الله العابد. فالكنيسة هى مؤسسسه الهية وتعبر عن قصد يسوع المسيح، ومع ذلك فانها تقع ايضا تحت انظمة بشرية، وتاثرت بعبادات من خارجها.[FONT=&quot][5][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]المحبة اسمى العبادات[/FONT]


[FONT=&quot]ان الايمان بالله شىء عظيم وهام للمؤمن، وايضا ان نمار العبادة شى ضرورى والقراءة من الكتاب كلام الله شىء مهم، فان كل الممارسات والعبادات هذه بين الله والانسان، لكن هناك شىء مهم جدا وهو ما يزن به الايمان الحقيقى وهو الحكم الحقيقى عليه، وهو محبة الانسان لاخيه الانسان، وهذا يمثل ايضا حبا لله وان نحب الانسان بغض النظر عن عرقه او لونه، ومن السهل ان نقول اننا نحن الله ولكن الصعوبة ان نحب الانسان الذى يمكن ان يكون فى بعض الاحيان عدوا لنا( متى 5: 44، بطرس الاولى 1: 22)، ونلاحظ ان حب الانسان لاخيه الانسان هو مقياس حبنا لله والخضوع له.[FONT=&quot][6][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]الصلاة عبادة[/FONT]


[FONT=&quot]من قبل الفى عام علم الرب يسوع تلاميذه ماهية الصلاة التى اسموها الصلاة الربانية، وتضم هذه الصلاة جميع رغبات واشواق المصلى، وهذه يمكن ان تكون فردية او جماعية، وحذر الرب يسوع من ان نكون مرائين فى الصلاة( متى 6: 5-8)، وهو التظاهر امام الناس بالتقوى والايمان، والصلاة لاجل الاحتياجات فان رفع الصلاة لله العظيم هو دليل على انه قادر ان يغر وان يعطيك طلبة قلبك سواء كانت صلاة لاجل احتياج او لاجل احتياج لاحد من الشعب.[FONT=&quot][7][/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]وفى الصلاة نتفكر فى الله الذى له القدرة والحكمة الغير محدودة، فهو يسطيع ان يتفهم مشكلتك وعنده القدرة على حلها (تثنية 33: 26-29)، فهو الله القادر على كل شىء الحكيم فى عمله، وهو ايضا الاله المحب الذى يعرف كل امورك وقادر على كل شىء.[FONT=&quot][8][/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]كان موسى فى القديم عندما يتحدث مع الله ينزع البرقع او القناع، وعندما ياتى الى الشعب يضع البرقع لان جلده يلمع من وجوده بحضرة الرب، ومع الرب يسوع نتعلم ان نرفع البرقع عن وجوهنا حتى يظهر مجد الرب لجميع الناس( كورنثوس الثانية 3: 18)، ان ما كان يحدث مع موسى الان صار العكس، فلا نخفى ذاتنا خلف عبادة او تصنع باننا مؤمنون، فالتقرب الى الله يكون بوجه مكشوف وايضا يعكس مجد الرب الى جميع الناس ليروا فينا يسوع المسيح. وتحت القناع ونكون منهمكين فى مشاكلنا ونحاول ان نظهر بمظاهر الفرح ويمكن ان تكون العبادة فى الكنيسة من تحت البرقع لان الترنيمات التى نرمها والتسبيحات وايضا ان نتصنع باننا فرحون، ما هو قناع يخفى كابة وضيق داخله فعبادة الله يجب ان تكون بلا قناع وان تكون شفافة ونظيفة.[FONT=&quot][9][/FONT][/FONT]


[FONT=&quot][1][/FONT] [FONT=&quot]نبيل يعقوب، الكنيسة والعبادة ( المؤلف، 2008)، 7-8.[/FONT]

[FONT=&quot][2][/FONT] [FONT=&quot]سامى غبريال، لله تقطر عينى: الجزء الثانى العابد الحقيقى ( المؤلف، 2013)، 214.[/FONT]

[FONT=&quot][3][/FONT] [FONT=&quot] يعقوب، الكنيسة والعبادة (المؤلف، ) 9، 29-32.[/FONT]

[FONT=&quot][4][/FONT] [FONT=&quot]المرجع السابق، 33-34.[/FONT]

[FONT=&quot][5][/FONT] [FONT=&quot]صموائيل حبيب، المسيحية والانسان ( القاهرة: دار الثقافة، 2007)، 175-177.[/FONT]

[FONT=&quot][6][/FONT] [FONT=&quot]المرجع السابق، 47.[/FONT]

[FONT=&quot][7][/FONT] [FONT=&quot]غبريال، لله تقطر عينى، الجزء الثانى: العابد الحقيقى، 121-130.[/FONT]

[FONT=&quot][8][/FONT] [FONT=&quot]المرجع السابق، 13.[/FONT]

[FONT=&quot][9][/FONT] [FONT=&quot]المرجع السابق، 223-226.[/FONT]


 
أعلى