المفهوم الصحيح لتعبير: حولت لي العقوبة خلاصاً

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0

سلام في روح الوداعة والاتضاع
أيها الأحباء المدعوين للحياة الأبدية بغرس كلمة الحياة في قلوبكم القادرة أن تخلص نفوسكم، أردت اليوم أن أوضح ما معنى العقوبة المقصوده في الكتاب المقدس لكي لا تُفهم بشكل مشوش بعيداً عن معناها المقصود سواء في الكتاب المقدس أو الكلام في قداس القديس أغريغوريوس [حولت لي العقوبة خلاصاً]
(1) أجرة الخطية موت رومية 6: 23
ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتاً (يعقوب 1: 15)، فالخطية تحمل في باطنها الموت، هذه هي طبيعتها، مثل شجرة بذرتها فاسدة فطبيعة ثمرها معطوب غير صالح للاستخدام، فالأرض البور المشققة والمحجرة طبيعتها مقفرة كلها أشواك لا تصلح للزراعة والانتاج، والبيت المهجور تسكنه الوحوش وتعشش فيه الطيور الجارحة وتتهدم اسواره ولا يستطيع أن يعيش فيه أحد، ومن عضته الحية يسري فيه سمها القاتل ويقتله أن لم يُعالج سريعاً، فآدم سرى فيه الموت بسبب طاعة الحية القديمة أي إبليس، مخالفاً الوصية والتي كل عملها أن تحفظه من الموت ثابتاً في قوة الحياة، فالرب أتى في ملء الزمان لكي يأخذ في نفسه سم الحية وهو الموت، لذلك اتخذ جسد قابل للموت ليبتلع الموت نفسه لحياة، لكي كل من يؤمن به ينتقل من الموت للحياة باسمه، لذلك قل الرسول:
لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة (عطية) الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا (رومية 6: 23)،
وهذا هو القصد من تعبير حولت لي العقوبة خلاصاً، وذلك يعني أنه نقلنا من الموت للحياة لأنه مات بالموت المحكوم به علينا من قِبل خطايانا، ولكونه هو الحياة والقدوس الذي بلا شبه شر لأنه شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، فقد قهر الموت بحياته وسحقه ببره الخاص، فصار لا دينونة الآن على الذين هم فيه، لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقنا من ناموس الخطية والموت (أنظر رومية 8).
(2) إذاً لم ولن يوجد عقوبة الموت الأبدي
على كل الذين يحيون بالمسيح يسوع ربنا، لأن فيه الحياة والحياة نور الناس، ومن يمكث في النور لا تعتريه ظلمة ولا يمسه موت، حتى لو تعثر في الطريق وضعف، فالرب قوته وعونه ونصيب قسمته وحياته للأبد.
(3) إذاً لا يوجد عقوبة ولا ضيق على كل الذين هم في المسيح يسوع
الذين سمعوا صوته ولم يقسوا قلوبهم فتابوا وآمنوا بالإنجيل، ربما الله يؤدب نفوسهم ويقومهم، لكن كل أب بتظهر محبته في تقويمه لأبنه وتربيته وتهذيبه (وليس عقوبته)، أما الأشرار فأن الله يتركهم لخطاياهم يموتون فيها، وذلك بسبب اختيارهم وإصرارهم على عدم التوبة لأنهم يحيون حياة عبثيه ويقولون اعزلوا عنا القدوس، لأن الإنسان هو المسئول الأول والأخير عن اختياره، فيا إما يختار الموت او الحياة. [فقلت لكم انكم تموتون في خطاياكم لأنكم أن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم (يوحنا 8: 24)]
أرجو ان تكون الصورة اتضحت للجميع
لأن الله لا يعاقب كل واحد حسب آثامه وخطاياه، بمعنى أنه لا ينتقم من أحد ويتشفى فيه أو ينتقم منه بسبب الخطية، لأنه لو فعل هذا لن يبقى إنسان حي في هذا العالم لأن الجميع أخطأ وزاغ وفسد (باختياره وإرادته وحده)، لأنه ليس هو الإله السادي الذي صوره الأمم المنعزلين عن الله، بل طبيعة الله محبة، ولذلك قدم للعالم كله خلاصاً أبدياً، لأن الله ليس لديه مكان لسلخ الناس وتعذيبهم، لأن طبيعته محبة لا تتغير ولا تتبدل مهما ما قابلها الإنسان بالجحود والرفض، لكن الإنسان هو الذي يطعن نفسه بأوجاع لا تنتهي وهو الذي يختطف لنفسه قضية اسمها الموت، ولكن الله يحول الموت لحياة أن رجع إليه الإنسان يترجى مراحمه بقلب منكسر متواضع، فهو يتحنن ويعطي شفاء للنفس وراحة للمتعبين، أما الهلاك الأبدي فالإنسان هو الذي يختاره من الآن، والندم هو الذي سيأكل الإنسان، لأن هناك نوعين من الحزن، حزن يؤدي للتوبة والاتكال على مراحم الله وبذلك يُنشئ حياة، وهناك الحزن المصحوب بالندم والتأسف الذي يأكل الإنسان كالنار في الهشيم، ولا تؤدي للتوبة بل لليأس والبعد عن الله.
لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله
ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة، وأما حزن العالم فينشئ موتاً (2كورنثوس 7: 10)
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
هذا نتيجة فعل الإنسان لنفسه، فالله يُظهر النتيجة لكي يكون شهادة امام الجميع لكي يتوبوا ويرجعوا عن خطاياهم، وبلاش دايماً نضع الأمور في كفة ميزان واحدة برؤية قاصرة، لأن الله مش غاوي يعذب حد بل من نتاج فعل الإنسان يشرب ويستقي، فلما يفيض كأس آثام الإنسان وخطاياه بعناد قلبة ولا يوجد فايدة، فإظهار النتيجة لابد من أن تكون تأديباً لباقي الشعوب لأن مش كل واحد أخطأ نزلت عليه عقوبة في وقتها وساعتها، لكن هذه شهادة لجميع الأمم الخطاة، يعني الغرض النهائي هو توبة الناس مش استعراض عقوبة، لأن الله في إظهار نتيجة شرور الإنسان وآثامة بعناد قلبة الشرير القاسي، القصد النهائي هو تأديب الشعوب لتتولد في قلوبكم المخافة من الخطية لأنها قاتلة للنفس فيبتعدوا عنها بل يهربوا منها، لأنها - حسب طبيعتها المفسدة - تقسي القلب وتجعل الإنسان يقع في العطب، لأن الخطية خاطئة جداً كفيلة أنها تقسي القلب أن استمر الإنسان فيها لأنه سيصل في النهاية للا مبالاة، ولو تلاحظ أن الله لم يكرر حالة سدوم وعمورة بعد ذلك لأنه بيتعامل مع كل البشر حسب زمانهم وفهمهم وفكرهم، يعني في ايام تجسد الكلمة لم تنزل نار من السماء لتأكل المضادين ولا الذين صلبوه، ولا حتى فعل شيء ليهوذا بل هو فعله بنفسه.. الخ. يومك رائع مملوء سلام
 
أعلى