نمو كاذب

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63

قال السيد المسيح : فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلاَتِكُمْ." متى 6 : 14 - 15
هناك دائمًا "مسافة" او اختلاف بين ما هو مكتوب وبين ما نؤمن به، ويعيش المؤمن حياته كل يوم مُصحّحًا هذا الاختلاف ومُقتَرِبًا بمفهومه للأمور الى قصد كلمة الله. وفي كل خطوة يقترب، ينمو روحيًا وعلاقاتيًا مع الله والآخرين. واليوم نطرح موضوع المغفرة الشائك الذي هو عثرة كبيرة عند الكثيرين شلّت حياتهم وحركتهم الروحية. إذا يجد المؤمن نفسه فجأةً امام شخص لا يستطيع ان يغفر له، نتيجة اهانة مقصودة او غير مقصودة - ويحوم ويدور حول موضع الوجع دون القدرة على مواجهته - فيتلافاه بالتغييب الروحي (اي يُغمس نفسه في الامور الروحية ويترك هذه الشوكة في حياته عسى أن يقتلعها النسيان). إلا ان الاشياء التي تترك في مكانها واقعيًا لا تتحرك، بل تبقى هناك، ونكون نحن من ابتعدنا عنها بحيث ما عدنا نراها؛ فمجرد اقترابنا من اي شيء له علاقة بها يجعلنا نستذكرها بألمها كما هي، بل ونشعر ان ما نمر به هو حتى اقوى (واقعيًا) من حياتنا الروحية، والدليل انه قادر على أن يُعكّر صفوها ويشوشها. ان المؤمن الذي يعيش حياة الايمان يشبه المتسابق في الركض، وكل موقف يتعرض له المؤمن يتطلب منه الغفران يمثل الموانع في هذا السباق، وكل عملية غفران هي قفز لهذا المانع وتقدم نحو الأمام. ان المؤمن الذي يقف عند موقف يتعذر عليه ان يغفر فيه هو متسابق تعذر عليه قفز مانع وبالتالي بقي متأخرًا في مكانه في السباق. فقد يقرر هذا المتسابق قراءة بعض الكتب، او الذهاب الى الكنيسة والاستماع الى عظات الكاهن هناك، او الصلاة، او او او... وذلك يخدعه بأن المانع لم يعد موجود، إلا انه لا يزال صامدًا في وجهه! ان المغفرة هي القفزة الحقيقية للموانع، وهي تعادل آلاف الصلوات المصلاة بكراهية وعشرات العظات التي لم يأخذ منها الشخص سوى المعلومات، او الكتب التي اغنتنا فكريًا... فالتحدي الحقيقي هو المغفرة. فهل نخدع انفسنا بنمو كاذب ونحن ما زلنا اطفال واقفين امام مانع لا نستطيع قفزه؟ هل كرامتنا اثمن من حياة النعمة التي وهبها لنا الله؟ هل نبقى فقراء ببركات الله لأننا لن ننلها إن لم نغفر؟ كلّما اعطيت لله، كلما أخذت منه ما لا يستطيع أحد ان ينتزعه منك. أغفر لتنمو.


27541043_1818423704898581_4234405231501078416_n.jpg
 
التعديل الأخير:

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
أشكرك على الموضوع المهم دا
مشكله عدم المغفرة انها بتبقى عامله زى حبه الخميرة الصغيرة فى ألقاب
بتملاء القلب بالمشاعر السالبة و تفتح مكان الشرير انه يتواجد فيه و يلاقى فيه ثغرات كتيره يدخل للإنسان منها
 
أعلى