رد المسلوب

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
26198590_846972748815512_6684489641150434167_o.jpg

رد المسلوب
انفرد لوقا البشير، دون باقي الأناجيل، بسرد قصة تجديد زكا رئيس العشارين. ورغم أن المسيح لم يحدّث زكا عن معاملاته المالية، إلا أنه قد فاجأنا بطريقة صادمة كما فاجأ المسيح والمجتمعين لديه بقوله:
"..هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ"
(لوقا 8:19)
سيظلّ [ردّ المسلوب] الدليل الأكيد وليس الوحيد على أن الخاطئ قد تبرّر بالإيمان.
فعمل النعمة في المخلّصين، يوقظ الضمير بفعل الروح القدس ليسرع جمهور المخلّصين لردّ المسلوب كبرهان عملي على قبولهم الإيمان.
وليس غريبًا أن المسيح أثناء خدمته الجهرية لم يُصرّح سوى لأربعة أشخاص بأنهم قد خلصوا، بعد أن قدّموا البراهين:
-1-

المرأة الخاطئة في بيت سمعان الفريسي بعد أن غسلت قدمي يسوع بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها، ودهنتهما بالطيب
(لوقا 26:7-50).
-2-
الأبرص الذي عاد دون التسعة ليقدم سجود الشكر والعبادة لمن أبرأه
(لوقا 11:17-19).
زكا بعد أن قرر رد المسلوب.
-3-
(لوقا 1:19-10)
-4-

اللص (الذي صُلب مع يسوع) بعد أن اعترف به ربًا وملكًا.

هل رددت المسلوب؟!
لقد قرر زكا أن يرد أربعة أضعاف، وهنا يبرز سؤالان:
-1-

لماذا أربعة أضعاف؟
يبدو أن زكا كان متفقّهًا في الشريعة مما أهّله لوظيفة [مأمور ضرائب]، رئيس العشارين. وكم من الناس استخدموا سلطة القانون لخرق القانون وظلم إخوتهم؟
(اقرأ خروج 1:22؛ عدد 7:5؛ 2صموئيل 6:12؛ لوقا 12:3-13)
-2-
وماذا عما سلبناه من الرب ؟
لقد قرّر زكا أن يعطي نصف أمواله للمساكين. وبذا يكون قد ردّ ما سلبه من الرب، قبل أن يردّ ما سلبه من الناس. وهل يمكن لأحد أن يسلب الرب ؟!
بكل تأكيد! فهو يقول:
"سَلَبْتُمُونِي .. بما سلبناك؟.."
(ملاخي 8:3)
فهل للرب مخازن في الأرض أو بنوك يمكن أن يسلبها الإنسان؟
له كل ينابيع الغمر وطاقات السماء من فوق، وغلات الأرض، وثمر الشجر من تحت. وكل سمك البحر السالك في سبل المياه... فهو الوحيد
"..الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ،.. كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ،"
(يعقوب 5:1-17)
إذًا، فكل ما لدينا من نعم روحية ومادية، هي منه وله ومن فيض غناه. فلماذا نسلبه حقه؟
هو يقول:
"وَإِيَّايَ أَنْتُمْ سَالِبُونَ، .. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ."
لكن لماذا العشور والتقدمة؟
-1-
ليكون في بيتي طعام.
-2-
لاختبار إيمانكم
(1تيموثاوس 6:6-10؛ متى 24:6؛)
-3-
لمزيد من البركة
(ملاخي 10:3-12؛ متى 19:6-21).
[غير أن سلبنا ما للرب يتضاءل ويهون أمام سلبنا إياه حق السيادة! فنحن له بحكم الخليقة، ونحن له بحكم الفداء.]
ويؤكد الرسول بولس هذه الحقيقة بقوله:
"لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا الرب فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ ليهوه."
(1كورنثوس 20:6)
فله وحده حق السيادة على أفكارنا وقلوبنا، على مشاعرنا وإرادتنا، على أجسادنا، نفوسنا وأرواحنا. وسلبنا للرب حقّ السيادة على حياتنا يرقى إلى خطية التجديف على الروح القدس.

هل سلبنا الرب؟
إن الذين رفضوا سيادة الرب عليهم ورقصوا حول العجل الذهبي، قد سقطوا في القفر، ولم يدخلوا إلى راحته
(عبرانيين 15:3-19).
فهل ترغب في نفس المصير؟

الرب يرد المسلوب
قد يبدو هذا العنوان غريبًا. فهل يسلب الرب أحدًا؟ حاشا! لكنه إله التعويضات!
فللشعب العائد من السبي، سيكون مجد البيت الأخير أعظم من مجد البيت الأول!
(حجي 9:2).
إنه يعوّض عن السنين التي أكلها الجراد
(يوئيل 25:2).
والغريب أنه عند عودة الخاطئ إليه فإنه يردّ ما سلبه الشيطان منه في الكورة البعيدة
(اقرأ لوقا 18:15-23؛ إشعياء 1:40-2).
إن الرب ينتظر عودتك ليردّ ما سلبه الشيطان منك. فهل ترجع إليه وتردّ المسلوب؟
فيردّ سبيك!
إنه يدعوك، فهل تقبل إليه؟
(ميشيل بقطر)
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
أعلى