النجاة من الانتقام

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
جاء في الانجيل المقدس : متى 18
21 حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟»
22 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.
23 لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ.
24 فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ.
25 وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ.
26 فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ.
27 فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ.
28 وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ.
29 فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ.
30 فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ.
31 فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدًّا. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى.
32 فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ.
33 أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟.
34 وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ.
35 فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَتِهِ».

* الانتقام عالم حقيقي جدًا للكثيرين. ندخله بسبب الآخرين (سواء بقصدهم او دون قصدهم)، ويدخله الآخرين بسببنا (سواء بقصدنا او دون قصدنا). الانتقام عالم عذاب، يكره فيه الانسان نفسه بشكل رهيب، كأنه نار مُتّقدة. ومن شدة الغضب والالم يدخل حتى في حالة احلام يقضة يتخيل فيها امتلاكه قدرات خارقة يستخدمها لأجل "تحقيق العدالة" بالذي سبب له الألم. عالم الانتقام عالم اسود مُظلم، لا ترى فيه نور الشمس جراء ادخنة بركان الغضب، عالم فيه المكر والحيلة حلال، عالم لا يراعي حقوق المتعدي، ويحرق الأخضر مع اليابس. عالم يحطم النفس ويحسسها بالفشل التام وعدم فعاليتها في الحياة بصورة كاملة، عالم لا يؤذي فقط المعتدي، بل اصدقاءه واهله ايضًا من اجل ايذائه اكثر. وهنا اردد صلاتي:
اشكرك يا ربي يسوع، لأنك وحدك قادر على انتشالي من هذا العالم. اشكرك انك لم تتهاون في محبتك لي، ومغفرة خطاياي، بانك ذهبت بها الى حد الموت ومحيتها عني - لم تحمل فقط خطاياي على ذلك الصليب، بل حملت المي ايضًا. حملت جراح السياط التي جلدني بها الآخرين، وجددتني فحررتني من الالم بالغفران - "منحتني حياة ورحمة وحفظت عنايتك روحي".
اخي العزيز / اختي العزيزة، اشكر الله / اشكري الله، لأنه لا يتهاون مع مسألة مغفرتنا للآخرين - لو تهاون الله في هذا الامر لكان يكرهنا بحق، وما كان الله محبة. الله شديد جدًا في موضوع المسامحة، لأنه لا حياة بدونها. إذ لا يمكننا تسلّم النعمة والبركة دون مسامحة. لا يُمكننا ان نعيش النعمة، ونحن نشعر بالنقمة والألم. اُشكُر الله لأنه لن يقبل ان تعبده من دون ان تغفر لأخيك او اختك. اشكرك يا رب لأنك "لا تعد تذكر" ذنوبي، فاستطيع ان "لا اعود اذكر" ذنوب اخوتي تجاهي .


28168686_1842204849187133_4224863533079121236_n.jpg
 
أعلى