(قصة حلوة ومعاها ترنيمة جميلة)عن عيد الميلاد المجيد!!(متجدد)(فقط على منتدى الكنيسة)

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(قصة حلوة ومعاها ترنيمة جميلة)عن عيد الميلاد المجيد!!(متجدد)

download.gif

للأمانة القصص منقولة
www-St-Takla-org__hol-mis-5.gif

نبتدى القصة
(1)
قصة صبي ومجد عيد الميلاد
w28thsqodghshonqtmfz.jpeg

عندما اقتربت احتفالات الميلاد، قرأ صبي في مرحلة الدراسة الابتدائية قصة ميلاد المسيح، ورأى كيف جاء المجوس الحكماء من بلاد بعيدة ليسجدوا للوليد في المذود، وقدموا له الهدايا.

وقبل عيد الميلاد بأيام قليلة حلم أنه يسير مع بعض الرعاة البسطاء، ولما سألهم عن وجهتهم أجابوه أنهم ذاهبون ليروا طفلاً وُلد حديثاً، فسار معهم حتى وصل إلى مذود يرقد فيه طفل صغير، فأدرك فوراً أن حلمه عاد به ألفي سنة إلى الوراء، وأنه يزور بيت لحم، وأن الوليد الراقد في المذود هو السيد المسيح.

وعندما اقترب الصبي من الطفل كلَّمه الطفل من مذوده، فاندهش، ولكنه سمعه يقول له بوضوح:
"أريدك أن تقدّم لي ثلاث هدايا".
فأجابه بحماس: "سيسرُّني أن أعطيك حُلَّتي الجديدة التي أهداها لي أبي بمناسبة العيد، وسأهديك قطاري الكهربائي الجديد الذي اشتراه لي عمي بمناسبة العيد، وسأهديك الكتاب المصوَّر الجميل الذي أهداه لي خالي بمناسبة العيد أيضاً".

فقال الطفل الراقد في المذود: "أنا أريد ثلاثة أشياء غير هذه الأشياء الثلاثة التي ذكرتها. أريد أن تخبرني ما قلته لوالدتك عندما سألتك عن كوب اللبن الذي كسرته". فخجل الصبي من نفسه، وقال والدموع في عينيه: "لقد كذبت عليها، وقلت لها إنه وقع مني على الأرض وانكسر". فقال الوليد في المذود: "من الآن فصاعداً أريدك أن تجيئني بكل الأشياء السيئة التي فعلتَها. إني أقدر أن أساعدك، بأن أغيِّر مسار حياتك".

ومضى الوليد في المذود يقول للصبي: "والشيء الثاني الذي أطلبه منك هو درّاجتك التي لم تعُد تركبها" فأجاب: "ولكنها مكسورة" فقال الوليد في المذود: "أريد أن تحضر لي كل شيء مكسور في حياتك، وسأصلحه لك" فأجابه: "أعدك أن أفعل".

ثم قال المولود في المذود للصبي: "أريد موضوع الإنشاء الذي كتبته الأسبوع الماضي". فارتعش الصبي وقال: "ولكنني أخذت فيه أربعة من عشرة، وقال المدرِّس لي إنه دون المستوى". فقال الوليد في المذود: "لهذا السبب نفسه أطلب أن تعطيني هذا الموضوع. وفي كل مرة تفعل شيئاً دون المستوى أحضره لي، فسأساعدك لتفعله بصورة أفضل". فأجاب الصبي: "أعدك أني سأفعل".

واستيقظ الصبي من نومه، وفي قلبه فرحة، لأنه أدرك لأول مرة في حياته بركات عيد الميلاد، فقد عرف سبب مجيء المسيح إلى العالم. لقد وُلد في المذود لثلاثة أهداف:
ليغيِّر مسار حياة كل من يسلِّم حياته له،
وليجبر كل مكسور،
وليُصلح كل ما هو دون المستوى،
فإن ابن الإنسان قد جاء ليطلب ويخلِّص ما قد هلك…
وهذا هو مجد عيد الميلاد الذي يمكن أن يكون من نصيب كل واحد منا اليوم.

ممكن نسمع بقى الترنيمة؟؟؟

www-St-Takla-org__linehoho.gif

ترنيمة دقى يا اجراس - كورال ام النور

[YOUTUBE]T1LxQWKX3GQ&feature=player_embedded[/YOUTUBE]

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(2)
المجوسي الرابع!!

www-St-Takla-org__xsnow-7.gif


هذه قصة من التقليد الكنسي القديم، غالبا هذه القصة مجرّد أسطورة، لكنها تحمل معاني سامية. كلنا نعلم قصة المجوس الذين تبعوا النجم الساطع، وانطلقوا إلى بيت لحم ليروا الإله المولود في العالم.

تقول الرواية انه كان هؤلاء المجوس في البداية أربعة، لكن أحدهم اضطر أن يتخلف عن الباقين لأجل أمر ما واعداً إياهم باللحاق بهم بعد فترة قصيرة ليروا الطفل في بيت لحم.
تبع المجوس الباقون النجم حتى وصلوا إلى المغارة و قدّموا للرب الهدايا النفيسة من ذهب ومر ولبان .

عندما بدأ المجوسي الرابع باللحاق بأصدقائه استوقفته في الطريق امرأة طالبة منه العون، لأن ابنها مريض ولا تملك ثمن الدواء، فترجل المجوسي عن حصانه وأجلسها هي وابنها وأوصلهما عند الطبيب وأعطاهما بعض النقود، وعندما اطمأنّ على حالهما أكمل طريقه. و إذا برجل متوسط السن يتجه نحوه شاكياً باكياً: "سرقوا مني خرافي التي كنا نعتاش منها، فكيف أطعم أولادي؟" و هنا توجه المجوسي إلى سوق الماشية و اشترى له قطيعاً بكامله، و طلب منه أن يتوخى الحذر.

ثم وقع نظره على امرأة عجوز قابعة على طرف الطريق تبكي. و عندما سألها ما بها قالت له بأنها وحيدة و ليس عندها أحد وأن الجميع يرفضون أن تعمل عندهم لتحصل على قوتها..
ظلّ المجوسي الرابع على هذه الحال زمناً طويلاً، واضطر أن يبيع هديته وهي للآلئ أحضرها من بلاده ليقدمها للملك المولود، وذلك لمساعدة كل هؤلاء الناس، مرّت السنون و إذا به أمام الجلجلة، و الطفل الصغير أصبح على الصليب ينزف دماً. فاعتذر منه المجوسي مرّة للتأخير ومرّة أخرى لأنه لم يأت إليه بهدية. و خرّ أمام الصليب باكياً.

فقال له المصلوب: قم أيها المجوسي، هلّل و لا تحزن، لأن ما فعلته هو بالحقيقة هو أفضل هدية لي، لأنني كنت جائعاً فأطعمتني، وعطشاناً فسقيتني وغريباً فآويتني وعرياناً فكسوتني، أيها المجوسي، لا تحسب نفسك متأخراً.. بل قد أتيت في الوقت المناسب..

تهلّل المجوسي و عاد إلى بلاده مبشراً بيسوع بفرحٍ عظيم.

www-St-Takla-org__hol-mis-5.gif

يالا نسمع الترنيمة اللى كلكم بتحبوها...

ترنيمة فى مزود البقر


[YOUTUBE]n_podUDSXgw&feature=related[/YOUTUBE]

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(3)
قصة راعي الميلاد

2133484728_8d776cb90f_o.gif

يُروى أنه لما وُلد يسوع في مغارة بيت لحم، وظهر الملاك بغتةً يُبشِّر الرعاة قائلاً: "لا تخافوا. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله: فاليوم، في مدينة داود وُلِدَ لكم مخلص، وهو المسيح الرب. والعلامة لكم أنكم تجدون طفلاً في قمط، مضجعاً في مذود" (لو 2: 10-12). هرع جميع الرعاة راكضين نحو المغارة، إلا واحداً منهم، بقي في مكانه، يُفكِّر في ما يمكن أن يكون شأن ذاك الطفل، ولماذا يتوجب عليه أن يركض إلى هذا الطفل؟ فكل يوم يولد مئات الأطفال! لكنه ما لبث أن ضجر، وأخذ يتململ وحيداً في مكانه. فانتصب وقال: "ولم لا أذهب أنا أيضاً وأستعلم عما يجري؟"

فوصل إلى المغارة، فإذا بجميع الرعاة راكعون، مشدوهون، ينظرون بصمتٍ واستغراب، وكأنَّ انتباههم مشدود إلى شيء ما عجيب، فيما هو لم يكن يرى سوى طفل موضوع في المذود فوق القش، وإلى جانبه امرأة راكعة تنظر إليه وتصلي. فازداد تعجباً، وسأل أحد رفاقه الرعاة عما يجري. فأجابه: "ألا ترى النور المنبعث من الطفل؟ أنظر إلى الملائكة؟ ألا تسمع ترتيلهم؟"

فقال له: "كلا! لستُ أرى شيئاً من هذا، ولا أسمع حتى همساً!". فأجابه رفيقه: "ربما لأنك لم تقدِّم للطفل شيئاً من ذاتك!"... ففكر الراعي في نفسه: "ما عساي أن أقدِّم للطفل شيئاً من ذاتي؟ وماذا يمكنني أن أعطيه؟"... ونظر، وهو يتلمس ثيابه وقامته، فلم يجد سوى جلد الغنم، الملقى على كتفيه، الذي كان يتقي به برد ليالي الشتاء القاسي، فرفعه بيديه وغطى به المولود الجديد الممدد في المذود. فإذا به، كباقي رفاقه الرعاة، يرى النور ينبعث من طفل المذود، ويسمع نشيد الملائكة "المجد لله في العُلى، وعلى الأرض السلام، للناس الذين بهم المسرَّة" (لو 2: 14).

يقول صاحب المزامير: "إليك رفعتُ عينيَّ يا ساكن السموات. كما يرفع العبيد عيونهم إلى يد سادتهم، وكما ترفع الأمة عينيها إلى يد سيدتها، كذلك عيوننا إلى الرب إلهنا حتى يتحنن علينا". (مز 122: 1-2).

كانت عيون الرعاة مرفوعة إلى الله، لذلك نزل الله بجانبهم؛ وفيما كانوا ينظرون إلى الله في العلى، تجسد بقربهم في المذود.

ونحن بدورنا، إن لم نتخلَّ عن ذواتنا، وننطلق مثل الرعاة، متخلين عن راحتنا وأنانيتنا الشخصية، لنفتش عن الطفل الجديد، فلن يتم الميلاد في حياتنا، ولن نرى شيئاً من عجائبه.

للأب بولس مارديني

www-St-Takla-org__linestock.gif


ترنيمة تلج تلج لفريق قلب داود فى حفلة الكريسماس...


[YOUTUBE]zBBCPA71Tfo&feature=related[/YOUTUBE]
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(4)
بابا نويــــــــــــل - يستقيــــــــــــل!!

christmas_layout_5.jpg

حمل معطفه الأحمر الجميل وجرّ أقدامه جراً وقبل أن يكتب خطابه الأخير داعب شعيرات ذقنه البيضاء وكأنه يعيد التفكير في مشوار العمر الطويل.. مرت لحظات.. أخيرا تشجع وخطَّ آخر الكلمات..أهلا وسهلا بكم في بستانكم، وكل عام وأنت بخيرسيدي المسيح.. تحية من أرض لم يعد بها سلام أو مسرة.. أرض غادرتها الزهور والطيور.. أرض لم يعد يدهشها ميلاد النور.. أرض لا يميزها عن الجحيم سوى أنَّ الشياطين لا تنقسم على ذاتها وتقشعر عند سماع الإنجيل! سيدي المسيح.. عفوا .. سأستقيل من حملي الثقيل، فلم تعد الأرض في حاجة لقديسين أو تحفل برجل متقدم في العمر مثلي قادم من أعماق السنين .. لم يعد أحد يندهش لثوبي الأحمر ومركبتي التى تجرها الغزلان فلم يعد للدهشة مكان .. سامحني فلم يعد في مقدوري رسم البسمة فوق شفاهٍ ميتة ولم تعد مركبتي قادرة على تفادي القنابل المتساقطة .. النار تأكل أورشليم ولا تنطفئ .. السماء تمطر نارا والغابات تثمر نارا.. مدينتنا يا حبيب ساكنة في الحصار.. .. يا سيد.. الموت صعد إلى كوانا ودخل القصور.. خطف الشباب من الساحات وقتل الزهور.. هنا كل شيء يموت، عندما يسأل طفل كسرة خبز فلا يجد من يعطيه عندما يستوطن الحزن القلوب فتصير مدينتنا كالأرملة وتضيع خطواتنا في أرض موحلة.. فماذا يبقى لنا.. ماذا يبقى لنالو جئتَ الآن لوجدتَ المذود وقد صار مزاراً يعج بالسائحين والزوار، مكانًا لبيع التذكارات وإطلاق بعض التنهدات.. "ياه .. هنا ولد المسيح " " ياله من مكان رائع "عفوا لا أستطيع".. وأشباه بابا نويل في كل مكان يبيعون الهدايا والعطور وأحدث الموضات -- أغمض عينيك يا طفلي الصغير ولا تنتظر من لا يجيء فلن يزورك بابا نويل في هذا العيد فهو مشغول بحفل كبير في ساحة الميدان!وختاما .. المجد لميلادك.. أعرف أنني سأضيف حملا جديدا لأثقالك ولكنني حزين وقلبي فيَّ سقيم .. اتركني هذا العيد فربما .. ربما أتخلص من حزني الدفين بعد حين.. ..... المخلص : بابا نويل
www-St-Takla-org__linetrees.gif

فييييييين الترنيمة؟؟؟

[YOUTUBE]t1rmCMcgKtQ[/YOUTUBE]

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(5)
الحذاء اللامع (قصة ميلادية)

655003ji75cl82qz.gif

إذا إقترب عيد الميلاد المجيد (الكريسماس)، دخلت جين بلوس أنجلوس إحدى المتاجر الكبرى لتشتري هدية عيد الميلاد لوالديها الغنيين. لم تعرف ماذا تقدم لهما، فإنه لا يعوزهما شيء، كل شيء لديهما بكثرة. أخيرًا استقر رأيها على شراء هديتين كل منهما تبلغ ثمنها أكثر من ألف دولار.

وقفت جين في إحدى الصفوف لدفع الثمن. وكان ذلك في اليوم السابق للعيد، وهو اليوم الذي فيه تبلغ قيمة المبيعات في أغلب المحلات التجارية رقما قياسيا عن كل أيام السنة الأخرى، في مللٍ كانت تتوقع أنها على الأقل تقف حوالي عشرين دقيقة في الصف. لاحظت أمامها صبي صغير يرتدى ملابس مهلهلة وقد أمسك في يده بعض الدولارات يقبض عليها بطريقه عجيبة كأنه يمسك كنزًا ثمينًا يخشى أن يضيع منه. وقد أمسك بيد أخته الصغرى التي حملت حذاء كبيرًا من الجلد الصناعي اللامع الرخيص.

بعد حوالي عشرين دقيقة قدمت الطفلة الحذاء، فأمسكته البائعة وقالت لها بلطف: ستة دولارات ، تطلع الصبي في يده فلم يجد سوى ثلاث دولارات، فقال للبائعة: هل نتركه عندك ونعود فنشتريه؟ بكت أخته وهي تقول: "أريد أن نشترى الحذاء الآن"، قال لها الصبي: "لا تخافي، فإني سأعمل في حديقة جيراننا اليوم كله ونشترى الحذاء ، صرخت الأخت: "لا، غدًا سيُغلق المتجر. إني أريد الحذاء ، تسللت الدموع من عيني جين، وقدمت ثلاثة دولارات للبائعة، فسلمت الطفلين الحذاء، تطلع الصبي نحو جين وهو يقول: "شكرًا على محبتك" ، قالت جين: "لمن هذا الحذاء؟" أجاب الصبي: لوالدتي ، سألت جين: من الذي اختاره لماما؟ أجاب الصبي: "نحن الاثنان، أنا وأختي" ، سألته جين :"ولماذا اخترتما لها حذاء لامعًا؟"

قالت الطفلة: "والدتنا مريضة جدًا. ووالدنا قال لنا أنها ربما ستعيد الكريسماس مع بابا يسوع، ومدرسة مدارس الأحد قالت لنا: في السماء كل شيء بهي ولامع جدًا. كل الطرق في أورشليم العليا من الذهب اللامع. لهذا قررنا أن نشترى لها حذاء لامعًا يناسبها في سفرها إلى بابا يسوع.

تأثرت جين جدًا، وكانت الدموع تتسلل من عينيها وهي تقود سيارتها إلى بيتها لتقدم الهديتين لوالديها ، دخلت حجرتها الخاصة وركعت تصلي: "اهتم طفلان أن يقدما حذاء لامعًا لوالدتهما العابرة إليك ، وأنا لا أهتم أن أقدم لك قلبًا نقيًا لسكناك ، هيئ قلبي للعبور إليك"
.

www-St-Takla-org__linetrees.gif


ترنيمة حوالين المزود بيدور



[YOUTUBE]XxNXjImWFUo&feature=related[/YOUTUBE]
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(6)

الشجرة الميلادية

80j4zqh7k.gif


كان يا ما كان.. كان أطفالٌ فقراء، بائسين جداً، لم يكن بإمكانهم لا شراء شجرة عيد الميلاد ولا تزيينها. جلسوا في ليلة العيد أمام نافذة بيتهم الذي يشبه
الكوخ، والغصة مخنوقة في حلوقهم، والدمعة محبوسة في مآقيهم تكاد تنهمر. الكآبة تعصر قلوبهم، والحزن الشديد يلفّ كيانهم.



- "كيف نحتفل بعيد الميلاد .. ماذا نقدّم لطفل المغارة؟" كانوا يظنون أن الشجرة وزينتها هما العيد، هما التعبير عن الفرح بقدوم الطفل يسوع، هما الهدية له!..
- "إننا فقراء! لا هدية عندنا!.. ولا عيد!.. سوف يأتي يسوع.. ماذا نقدّم له؟.. كيف نفرح به ونفرحه؟"..
- "ما العمل؟"..
كعادة الفقراء في الشدّة، ركعوا يصلّون بشدّة.. ويبكون بشدّة.. يوجد أمام بيتهم شجرة كبيرة. فجأةً!.. نزل عليها سرب من العصافير الملّونة الجميلة وعششت في أغصانها، وأخذت ترقص وتغني.
لقد كانت تبحث عن مكانً آمن تحتمي به فرأت أن شجرة الأولاد هي أنسب بيت لهذه الليلة. لقد صارت الشجرة جميلة جداً جداً!..
فرح الأولاد بالشجرة والزينة الملّونة التي تطير وتغني وترقص..

مُسحت دموعهم.. ها هي هديتهم للطفل يسوع.. ها هو عيدهم. بقي الأطفال طوال ليلة الميلاد أمام الشجرة. والعصافير أيضاً بقيت أمامهم تغني وترقص وتتنقل بين الأغصان. وعند الصباح، طارت العصافير، وعادت الشجرة إلى حالتها السابقة، ولكن فرح العيد استمرّ في الأولاد طويلاً.


www-St-Takla-org__xsnow-7.gif


ترنيمة ربنا ربنا ..



[YOUTUBE]9L_9p17fHeo&feature=related[/YOUTUBE]
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(7)
عيد الميلاد ويوسف الغني

christmas-animated-gifs-09.gif


عشية الميلاد من تلك السنة - شأنها في كل سنة - أعدت حنة العدة لتصطحب أبناءها إلى المهد. دعت ابنها سمعان الفلاح، وعازر الحداد، واندراوس الطالب في المدرسة. كان لها أيضا ابن آخر اسمه يوسف، ولدته من زواج سابق كان متقدّما في السن، ثقيل السير، ضعيف البصر. عمل كثيرا في حياته وأصبح موفور الحال، فبنى بيت العائلة على نفقته وساعد أمّه في تربية اخوانه. وما كان هذا إلا ليثير غيرة اخوانه منه، لأنهم رأوا أنه من الظلم أن يملك هو ما يمكنه من مساعدتهم بينما هم لا يملكون ما يمكنهم من الاستغناء عنه. وإذا حصل والتقوه في الشارع، هزئوا به قائلين:"ها هو البورجوازي قادم...".


أما يوسف،فكان يعيش في منزله ببساطة وصمت، يتألم لعدم قدرته على أن يتجنب عداوة اخوانه له.


وفي عشية الميلاد، جاءت حنة وقرعت بابه قائلة:


- يوسف، يا ولدي، أنا ذاهبة لأسجد ليسوع مع أبنائي. لكن الطريق إلى بيت لحم طويلة، ولا أملك ما يكفي من الزاد، فهلاّ سمحت لنا أن نأخذ من المؤونة التي تدخرها في بيتك؟


فأجاب يوسف:


- يا أمي، كلّ ما هو لي هو لك، هوذا مفاتيح المخزن وبيت المؤونة والقبو. تناولي كل ما تحتاجين إليه، فلا ينبغي أن ينقص اخواني شيء للسفر في هذه المناسبة العظيمة.


أخذت حنة ما أرادت من المؤونة، ثم عادت إلى يوسف بعد قليل وقالت:


- إن معطف أخيك خرقة بالية، وقد يشكو من البرد في الطريق. فهلاّ تنازلت له عن واحد من معاطفك الكثيرة؟ أجابها:


- اذهبي يا أمي، وخذي المعطف الذي أرتديه يوم الأحد. انه لفخر كبير لمعطفي أن يذهب إلى بيت لحم على منكبي أخي.


أخذت حنة المعطف ولكنها عادت مرة أخرى:


- ان حذاء أخيك عازر قديم ولا يحتمل وعر الطريق، وأحذيتك تزيد عن حاجتك وأنت لا تخسر شيئا إن أعطيته واحداً منها. وان لم تفعل فقد ينتزعه منك بالقوة، لأنه صبي قوي.


- هلمي يا امي، وخذي حذاء العيد. انه لفرح عظيم لحذائي ان يذهب الى بيت لحم في قدمي أخي.


تناولت حنة الحذاء وذهبت. وما هي إلا هنيهة حتى ارتفعت في فناء الدار ضجة الرحيل. عندئذ ظهر يوسف على العتبة والخجل يعلو محياه.


- يا أمي، ألا تأخذيني أنا أيضا لأسجد معكم ليسوع؟


فاستشاط الإخوة غضبا واستياءً:


- إن يسوع ليس بحاجة الى الأغنياء... يسوع لم يأتِ للأغنياء... يسوع لعن الأغنياء...


- على كل حال – قالت حنة ان سنّك المتقدم لا يمكّنك من اللحاق بنا، وسيرك الثقيل سيعيق المسيرة.


عندئذ سحب يوسف من إصبعه خاتمه الذهبي وقال:


- اندراوس اخي، انت فتى يافع، خذ خاتمي هذا وقدّمه هدية للطفل يسوع.


- كلا، أجاب أندراوس. أنا فقير، ولن أحمل ليسوع إلا هدايا الفقراء. ان ذهبك لا يساوي شيئا لديه.


- هذا صحيح، أجاب يوسف بتواضع، إحتفظ اذن بالخاتم لك، أما ليسوع فاحمل له قلبي كي يشفق عليّ ويرحمني.


- قلبك... ها ها ها ... هل عندك قلب؟ هل للبرجوازي قلب؟


وضحك الإخوة. ثم قالت الوالدة حنّة:


- هيا بنا.


قالتها وسافرت مع أولادها، كلّ اولادها، عدا يوسف.


وصلت القافلة الصغيرة الى بيت لحم فتحوّلت مغارة الميلاد الى ساحة عيد. الأم مريم والأم حنة تتبادلان عبارات الفرح باللقاء، لأن حنة كانت تسلك نفس الطريق، وكانت مريم العذراء تستفسر عن أبناء صديقتها حنة.


- ها هم، قالت الام حنة، من بيده المنجل هو سمعان، ومن بيده المطرقة هو عازر، ومن بيده كتاب هو اندراوس.


- ينقص واحد، قالت مريم.


- لا أحد، قال اندراوس.


- البورجوازي، قال عازر.


- انه يوسف، أضاف سمعان.


- أنا لا أعرف البورجوازي، قالت مريم، أنا أعرف يوسف. أنا لا اعرف الناس الا بأسمائهم. لماذا لم يأت يوسف؟ أليس انسانا ذا ارادة صالحة؟


- انه غني، قال سمعان.


- انه صاحب أعمال كثيرة، اردف عازر.


- قال ابنك: " الويل للأغنياء"، أضاف اندراوس.


- لقد تصلّبت ساقاه، قالت حنة، ويتعذر عليه السير بالسرعة التي نسير بها. لذا تركته لئلا أصل متأخرة.


غابت مريم وأتت بالطفل من المذود وهي تتمتم:


- آه! يا أميري الصغير، حتى الآن لم تتكلم مع أُناس لا يسمعون، وسوف تتكلم اليوم أيضاً إلى أُناس طرش. وأجلست الطفل على ركبتيها ليقبل السجود والتقادم.


- هلموا، يا أبنائي، قالت حنة، واسجدوا له.


فخرّ الأبناء الثلاثة ساجدين.


- اسجد لك، يا يسوع، قال سمعان. سلاما يا سيد الفقراء! أنا فقير مثلك، وإني أقدم لك، مع مِنجلي، تعب الفصول الأربعة.


نظر الطفل إليه، لكنه لم يبتسم. فقالت مريم:


- انه لا يريد منجلك. أعطه بالأحرى معطَفك.


ثم تقدّم عازر وقال:


- أسجد لك، يا يسوع. سلاماً أيها المسيح العامل! أنا عامل مثلك، وأقدم لك مع مطرقتي، تعب الأسبوع كله.


أصغى اليه الطفل، لكّنه لم يبتسم. فقالت مريم:


- إنه لا يريد مطرقتَك. أعطه بالأحرى حذاءك.


أخيراً، تقدّم أندراوس وقال:


- أسجد لك، يا يسوع. سلاماً يا ملك الأزمنة الجديدة! انا هو الثائر الذي سيهدم، باسمك، المدينة الظالمة، لأبني مكانها ملكوتَك. وها أنا أقدّم لك، مع كتابي، سهر وجدّ كلِّ الليالي.


لكن الطفل أدار رأسه. فقالت مريم:


- لقد خاف من كتابك. أعطه بالأحرى خاتمك.


فنهض الأبناء الثلاثة تاركين عند قدمي الطفل المعطف والحذاء والخاتم تحوطها هالة من النور. كان السيد الصغير يضحك مبتهجاً ويمدّ يديه الصغيرتين ويداعب الشعاع.


عندئذ قالت مريم:


- أشكرك، يا حنة، وأشكر أبناءك لأنهم حملوا الى طفلي هذه الهدايا المشحونة بالحب. إلى اللقاء، ياسمعان وعازر و اندراوس، وتذكروا أنـه مـاذا ينفع الفقيـر أن يكون فقًيـرا إن هو فـقد الحب؟ الى اللقاء في السنة القادمة، يا صديقي حنّة، عودي الى البيت وقولي ليوسف:


- في هذه السنة، حلّت بركةُ الميلاد على من لم يتمكن من المجيء الى بيت لحم.


www-St-Takla-org__candydiv.gif

عايزييييين نسمع الترنيمة.....



ترنيمة قشة وقشة

[YOUTUBE]tWA6x5CLcds[/YOUTUBE]


 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(8)
حذاءجوسي
(عـن قصـة للكاتـب البرازيـلي فرانسوا كوبي - عام 1903).


christmas_divider_16.gif


منذ زمان بعيد جداً، منذ سنين كثيرة بحيث لا يمكن تذكُّر تاريخها الدقيق، عاش في قرية في جنوب البرازيل طفل صغير يبلغ عمره سبع سنوات، اسمه: ”جوسي“. وكان هذا الطفل قد فَقَدَ والديه حينما كان صغيراً جداً جداً، فتبنَّته عمته التي كان مشهوراً عنها أنها بخيلة جداً، لكن بالرغم من أنها كانت تمتلك أموالاً كثيرة، إلاَّ أنها لم تصرف أي شيء على ابن شقيقها. ولم يكن جوسي يعرف ما معني المحبة، ظنّاً منه أن هذه هي الحياة بدون المحبة، لذلك لم يكن يتضايق أبداً من هذا.

كانا (جوسي وعمته) يعيشان وسط جيران أثرياء، لكن العمة أقنعت ناظر المدرسة في المدينة أن يُلحق ابن أخيها في المدرسة مقابل عُشر المصاريف العادية، وهددته بأنها ستشكوه لحاكم المدينة إن هو رفض طلبها. ولم يكن أمام ناظر المدرسة من خيار سوى أن يوافق. إلاَّ أنه أوصى المدرسين في المدرسة أن ينتهزوا كل فرصة لإذلال جوسي على أمل أن يتصرَّف كردِّ فعل للمعاملة السيئة بما يتخذونه ذريعة لطرده من المدرسة. ولكن جوسي، لأنه لم يكن يعرف شيئاً اسمه المحبة، فظن أن هذه هي الحياة. لذلك لم يكن يتضايق أبداً من هذا.

وحلَّ عيد الميلاد. وكان كاهن القرية في إجازة، وكل تلاميذ المدرسة كان عليهم أن يذهبوا إلى كنيسة بعيدة عن القرية ليحتفلوا بعيد الميلاد.


سار الأولاد والبنات، تلاميذ المدرسة، معاً؛ يتحادثون عن الملابس الجميلة، والعرائس غالية الثمن، والشيكولاته، وألواح التزحلق، والدراجات التي يهديها لهم بابانويل في عيد الميلاد. ولأن اليوم كان عيد الميلاد، فقد كانوا كلهم يلبسون الملابس الجديدة، إلاَّ جوسي الذي كان يلبس ملابس رثة، ونفس زوج الصندل الذي يصغر مقاسه عن قدمه (لأن عمته أعطته له وهو في الرابعة من عمره، قائلة له إنها ستغيِّره بصندل جديد حينما يبلغ العاشرة من عمره).


وكان الأطفال يتساءلون فيما بينهم: لماذا هو (جوسي) فقير هكذا؟ وكانوا يقولون إنهم يأنفون أن يكون لهم صديق يرتدي مثل هذه الملابس وهذا الصندل. ولكن، لأن جوسي لم يكن يعرف أبداً شيئاً اسمه المحبة، لذلك فإن أسئلتهم وتعليقاتهم لم تكن تُضايقه أبداً.


لكن جوسي حينما ذهب إلى الكنيسة، وسمع صوت الأُرغن يعزف، ورأى الأنوار الساطعة، ونظر جموع الناس وهم في أفخر الثياب، مجتمعين معاً والوالدين يحتضنون أطفالهم؛ إذ به يحسُّ أنه أحقر شخص في هذه الخليقة.


لذلك فإنه بعد التناول من الأسرار المقدسة، وبدلاً من أن يمشي مع رفقائه عائداً إلى منزله، جلس وحيداً على درجات سُلَّم الكنيسة، وبدأ يصرخ. لم يكن يعرف أبداً ما يُسمَّى المحبة، ولكنه فقط في هذه اللحظة فَهِمَ كيف أنه وحيدٌ وبلا مُعين ومتروكاً من كل أحد.


غير أنه لاحَظ طفلاً صغيراً بجانبه، عاري القدمين، وواضحٌ أنه فقير مثله. لم يكن قد رأى هذا الطفل من قبل، فظن أنه ربما يكون قد سار على قدميه العاريتين طريقاً طويلاً ليحضر إلى الكنيسة. وأخذ يُفكِّر في نفسه:


- ”لا شكَّ أن قدميه قد تهرَّأتا. لذلك فأنا سأُعطيه واحداً من زوج الصندل الذي ألبسه. وهذا سوف يُريحه من نصف تعبه“.


ولأن جوسي لم يكن يعرف المحبة، إلاَّ أنه كان يعرف التعب، ولم يكن يريد أن الآخرين يتعبون مثله؛ ولذلك فقد أعطى واحداً من زوج الصندل الذي يلبسه للطفل العاري القدمين، وعاد إلى منزله بالفردة الأخرى. وكان يلبس فردة الصندل في قدمه اليمنى مرة، ثم يُغيِّره بلبسه في القدم اليُسرى؛ وهكذا إلى أن وصل منزله. لذلك لم تُصَبْ قدماه بالكدمات أو بالجروح من جراء الحجارة التي على الطريق.


وحالما وصل جوسي المنزل، لاحظت عمته أنه يلبس فردة واحدة من الصندل وليس فردتين. لذلك أخبرته أنه إن لم يعثر على الفردة الأخرى في اليوم التالي، فسوف يتعرَّض لأقسى العقاب.


وآوى جوسي إلى الفراش وهو يشعر بالخوف الشديد، لأنه كان يعرف كم قسوة عقاب عمته عليه. وظل طيلة الليل يرتعد من الخوف، ولم يستطع أن يغمض له جفن. ولكن بعد مدة كبيرة، وبينما كان النوم يغلبه، سمع ضوضاء في الغرفة المجاورة. واندفعت العمَّة إلى الغرفة لتعرف ماذا هناك؟! فإذا بها ترى فردة الصندل التي أعطاها جوسي للطفل العاري القدمين، موضوعة في منتصف الغرفة.


وعند هذه اللحظة، كان النهار قد بدأ يُشرق، وكان الكاهن الذي أقام القداس الإلهي في الكنيسة في الليلة الماضية، قد وصل إلى الكنيسة وهو يلهث، ذلك أنه ظهر على درجات سُلَّم الكنيسة تمثال للطفل يسوع، لم يكن موجوداً من قبل، متدثِّراً كله بالذهب، لكنه كان يلبس في قدمه فردة صندل واحدة!


وخيَّم الصمت على كل مَن كان حاضراً، ومجَّدوا الله على هذه المعجزة: ظهور هذا التمثال المُذهَّب (الذي لم يكن موجوداً من قبل). أما العمَّة التي حضرت هي الأخرى إلى الكنيسة، فقد أخذت تجهش بالبكاء، وتلتمس من الله الغفران. وأما قلب الطفل جوسي فقد امتلأ بالقوة، وبدأ يعرف معنى ”المحبة“. +

4.gif


ترنيمة كان في مره مجوس



[YOUTUBE]reA4P-5C0AA&feature=player_embedded[/YOUTUBE]
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(9)
مدينة النجّار (قصة ميلادية)
بقلم: زهير دعيم

20.gif

حيفا –حوريّة البحر- تغرق في هذه الأيام في بحر من المطر والعتمة ، هذه العتمة التي تُلملم أذيالها وتهرب من أمام ضوء المصابيح في الشوارع الرئيسة ، كما يهرب المارّة من زخّات المطر الغاضبة ، فيلوذون برفرفِ دكّانٍ أو يحتمون داخل المحالّ التجاريّة .

وفي الحقيقة ما كان المارّة في هذه الليلة كما في سابقاتها كُثُرا ، فكانون جاء في هذه السّنة مُزنّرًا بالعواصف والأمطار والثلوج ، ممّا جعل النّاس يُفضّلون البقاء في البيوت والانزواء قريبًا من المدافىء ينعمون بدفئها، وبوجبات ساخنة يتناولونها على مَهَل أمام أجهزة التلفاز او الانترنت أو بين صفحات كتاب او صفحات صحيفة يوميّة .

وفي بيت صغير قديم قابعٍ في حارة من حارات هذه المدينة الفاتنة –حيفا- تعيش عائلة صغيرة قدِمَت من روسيا قبل سنتيْن ونيِّف ، عائلة هانئة!! مُكوّنة من أبٍ نشيطٍ يدعى بتروفتش وأمّ جميلة حنون تدعى آنا والطفلة ايرينا التي لم تتعدَّ العاشرة من عمرها ، والتي تفيض نشاطًا وبراءة.

جلست ايرينا الصّغيرة في حضن والدها بقرب المدفأة وراحت تعيد عليه اسطوانتها اليوميّة : انّها تريد ان يُحضر لها كما وعدها في العام الماضي شجرة للميلاد لكي تُزيّنها بالمصابيح الملوّنة والدّمى، وتقيم أمامها مغارة يتوسطها الطفل السّماويّ وحوله الرُّعاة والأبقار والأغنام . انها تحبّ الطفل المضطجع في المذود وتتمنّاه في بيتها تستأنس به كما كانت تحنو عليه بل قل يحنو عليها.


تنهّد الأب للمرّة العاشرة وراح يحاول جاهدًا أن يُقنع صغيرته ايرينا بأنّ الظروف تغيّرت ، وأنّها أكبر منه ، وأنّ الأمر أضحى صعبًا في بلدٍ جاؤوا اليه بصفتهم يهودًا...وهمس الأب قائلا : " لعن الله الظروف ـ لعن الله الفقر ". صحيح أنّ طفل المغارة يعيش في قلوبهم ، وينام في حناياهم ، ولكن ما العمل والعيون تلاحقهم والألسن تلوكهم ، وسيف الحرمان مُسلّط فوق رقابهم إن هم أظهروا شيئاً من محبتهم ليسوع ..أو بمجرد أن يدخل الشّكّ أو بعضه إلى نفس إنسان واحد يعمل في الوكالة .

وتمرّ في خاطر الأب صورة جورجي هذا المسؤول في الوكالة اليهودية ، الرّوسي الأصل والذي بيده مفتاح الخزنة والسيولة ، فيرتجف ويحاول طرد هذه الصّورة القاتمة من مخيلته.

" يا الهي...ماذا سيفعل بنا هذا ابن جلدتنا لو علم بالأمر ؟ وماذا سيكون مصيرنا في بلادٍ ربطنا بها مصيرنا ؟ ..لا شكّ بأنه سيحرمنا من المًخصصات ، بل قد يغلو فيأمر بطردنا من البلاد ويعتبرنا خدّاعين غرّرنا به وسرقنا أموال دولة اليهود!!

وفي الحقيقة ما أحسَّ بتروفتش مرة واحدة أنّ هذا الموظف شرس غليظ القلب ، ولكن الحكايات التي سمعها من مهاجرين روس في خلال السنتين الماضيتين تؤكد له أنّ هذا الأمر بالذات جدّ حسّاس فالأفضل أن ينساه ، او يتناساه ويزرعه عميقا في خلاياه بعيدًا عن عيون المتطفلين وحماة الوطن!! ولكن يخفيه وايرينا وحيدته تأبى ذلك، فها هي لم تقتنع ، وأنّى لها أن تقتنع وهي لا تؤمن بالظروف ، فهمّها أن ترى في بيتها شجرة للميلاد مضيئة وكفى..

- أريد شجرة يا أبي قالت ايرينا، أريد مغارة جميلة كما وعدتني في العام الماضي.


وبكت ايرينا بكاءً مُرًّا وبكت أمًّها وهي تحضّر الشاي في المطبخ الصغير، بكت وهي ترجع بذاكرتها الى الوراء، يوم كانت تعيش في كبرى دول العالم، وفي كنف عائلة حميمة الروابط ما انجرفت ابدًا وراء المادّة بل ظلّت ترنّم كل سنة مع الجند السماوي "المجد لله في العُلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة"

مسحت الأم آنا دموعها واما ايرينا فما فعلت بل ظلّت تبكي وتبكي والأب حائر تتقاذفه الأحداث وتتصارع في داخله الأمور.

ونظر الأب الى عينيّ زوجته وهي تأتيه بالشاي فرأى فيهما آثار الدموع فعانقها قائلا: ليكن ما يكون يا عزيزتي ، غدًا في أول حافلة سأنطلق الى الناصرة وآتيكم بشجرة ودمى ومغارة ، وسيعود الطفل السماويّ يزقزق في بيتنا ، ويحبو في بيتنا، ويعيش في قلوبنا .


اسمعتِ يا ايرينا - قالها الأب والتحدّي ملءُ محياه- غدًا صباحًا سأكون في مدينة النجّار ، هذه المدينة التي تتوق إليها نفسي.. فقاطعنه زوجته : والظروف ؟!! وجورجي والمخصصات؟!!


- لا عليكِ يا عزيزتي فالظروف نحن نصنعها ، ونحن نبنيها أحيانًا سدًا ، واحيانًا نهدمها.

ولم تصدّق ايرينا ما تسمع ، انّه يقول غدًا ، ويقول الناصرة ، ألعلّ الناصرة هنا على رمية حجر من مدينتهم وهي لا تعرف؟!..ألعلّ مدينة النجّار في الضّواحي القريبة وهي لا تدري؟!.

التفتت ايرينا الى أبيها والفرح يطلّ من عينيها وقالت : " أتقول الناصرة يا أبي ، الناصرة بعينها ، الناصرة ايّاها ؟

- نعم يا صغيرتي الناصرة بعينها ، المدينة العتيقة الجديدة ، المدينة التي احتضنت طفولة يسوع فدَرَجَ فيها بمحبّة ، درج في شوارعها وأزقّتها ، الناصرة التي لها في قلوبنا زاوية دافئة .

وأضاءت عينا الطفلة وعادت فَرِحَةً إلى رُكبتي والدها تداعبه بدلال .

- دعني أسافر معك يا والدي ، دعني أعيش طفولة يسوع في مدينته ، في الأزقّة والشّوارع والسّوق ..
وأطرق الأب ولكنه لم يطل ، فما لبث أن رفع رأسه قائلا : " فكرة رائعة يا حبيبتي ، فكرة تستحقّ التحقيق ، أليس كذالك يا عزيزتي آنا ؟ ..غدًا سنذهب جميعنا إلى الناصرة ،

نعم إلى الناصرة .


ولم تنم ايرينا ، ولم تنم آنا ، وظلّت عيونهما مُعلّقة بوميض البرق وبعين العذراء .

لملم الليل حُلكته وغيومه ، وفَرَشَ الفجر على المدينة الحالمة شمسًا ضحوكًا ، تتحدّاها هنا وهناك غيمات صغيرات ، فهبّت العائلة الصّغيرة تُجهّز نفسها لزيارة العائلة المقدّسة ، يحذوها الأمل بميلاد جديد تهبّ معه نسمات سلام منعشة تدفّئ شتاء المنطقة ، سلام بدت ظواهره في قلب كل فرد من أفراد العائلة ، هذه العائلة التي سارت مُيمّمة شطْرَ "ساحة الحناطير " واستقلّت الحافلة متجهةً نحو الناصرة.

كانت الفرحة عارمة ، رغم جورجي وأشباحه ، وكان للقدسيّة في ضمائر أفراد العائلة وقع وتأثير خاصّةً عندما مرّوا بعين العذراء ودخلوا الى الكنائس العتيقة والجديدة .

وأخيرًا قرّ الرأي على إتمام المهمّة ، فدخلوا الى حانوت جميل للألعاب نُصبت في واجهته الزُّجاجية شجرة ميلاد جميلة، استرعت انتباههم لجمالها وإتقان صنعها.
كان الحانوت كبيرا واسعًا يعِجُّ بالمشترين من عرب وأجانب ، فتفرّقت العائلة في أرجائه دهشة تسحرها الأنوار والدُّمى والملائكة ، امّا الأب فقد وقف يتحسّس جزدانه .... كيف لا ؟! والمبلغ صغير بالكاد يكفي لشراء شجرة صغيرة وبعض الدّمى ومغارة صغيرة وبعض لوازمها ، ولكن لا بأس ، قالها بتروفتش في نفسه ، لا بأس المهم ان تكون شجرة ،وأن تكون مغارة والأهمّ أن يكون طفل سماويّ .

نادى بتروفتش زوجته وابنته بصوت خفيض ، وأخرج جزدانه وبدأوا يفحصون ويتفحّصون بجدّية الألعاب والدّمى ...ولكن يا الله !!! قالها بتروفتش والدهشة تأكله ، مَنْ هذا الذي يتحدّث الرّوسيّة ، أنّه صوت معهود لديه ومعروف ...

التفت بتروفتش وأفراد العائلة الى مصدر الصّوت ، وكم كانت دهشتهم عظيمة ، فهذا جورجي بلحمه وشحمه ، يتحدث الى زوجته محاولا إقناعها بأنّ الشجرة تلك أجمل وأروع .

وتلاقت العيون الدّامعة ، وكان عناق ، وكانت دعوة من جورجي لبتروفتش وعائلته للاحتفال سوية بعيد الميلاد المجيد بعد أسبوع في بيتهم في الكرمل.

وتناولت العائلة الصغيرة طعام الغداء في الناصرة بفرح غامر، وظلّ السؤال المحيّر يرن في رؤوسهم وهم يودّعون الناصرة ، ...من دفع ثمن الشجرة ولوازمها؟ ولماذا رفض البائع ان يدفعوا شيئًا ؟!..اتراه هو الذي وقف هو وافراد عائلته على باب الحانوت يلوّحون بحرارة ..؟ ...أتراه ج........؟ّ!!


35.gif

يالا بقى نسمع ترنيمة للميلاد...


في عيد ميلادك


[YOUTUBE]T7Spw-gbFHI&feature=related[/YOUTUBE]
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
قصة الصبي ومجد العيد

divider4.gif

عندما اقتربت احتفالات الميلاد، قرأ صبي في مرحلة الدراسة الابتدائية قصة ميلاد المسيح، ورأى كيف جاء المجوس الحكماء من بلاد بعيدة ليسجدوا للوليد في المذود، وقدموا له الهدايا.

وقبل عيد الميلاد بأيام قليلة حلم أنه يسير مع بعض الرعاة البسطاء، ولما سألهم عن وجهتهم أجابوه أنهم ذاهبون ليروا طفلاً وُلد حديثاً، فسار معهم حتى وصل إلى مذود يرقد فيه طفل صغير، فأدرك فوراً أن حلمه عاد به ألفي سنة إلى الوراء، وأنه يزور بيت لحم، وأن الوليد الراقد في المذود هو السيد المسيح.

وعندما اقترب الصبي من الطفل كلَّمه الطفل من مذوده، فاندهش، ولكنه سمعه يقول له بوضوح: “أريدك أن تقدّم لي ثلاث هدايا”. فأجابه بحماس: “سيسرُّني أن أعطيك حُلَّتي الجديدة التي أهداها لي أبي بمناسبة العيد، وسأهديك قطاري الكهربائي الجديد الذي اشتراه لي عمي بمناسبة العيد، وسأهديك الكتاب المصوَّر الجميل الذي أهداه لي خالي بمناسبة العيد أيضاً”.

فقال الطفل الراقد في المذود: “أنا أريد ثلاثة أشياء غير هذه الأشياء الثلاثة التي ذكرتها. أريد أن تخبرني ما قلته لوالدتك عندما سألتك عن كوب اللبن الذي كسرته”. فخجل الصبي من نفسه، وقال والدموع في عينيه: “لقد كذبت عليها، وقلت لها إنه وقع مني على الأرض وانكسر”. فقال الوليد في المذود: “من الآن فصاعداً أريدك أن تجيئني بكل الأشياء السيئة التي فعلتَها. إني أقدر أن أساعدك، بأن أغيِّر مسار حياتك”.

ومضى الوليد في المذود يقول للصبي: “والشيء الثاني الذي أطلبه منك هو درّاجتك التي لم تعُد تركبها” فأجاب: “ولكنها مكسورة” فقال الوليد في المذود: “أريد أن تحضر لي كل شيء مكسور في حياتك، وسأصلحه لك” فأجابه: “أعدك أن أفعل”.

ثم قال المولود في المذود للصبي: “أريد موضوع الإنشاء الذي كتبته الأسبوع الماضي”. فارتعش الصبي وقال: “ولكنني أخذت فيه أربعة من عشرة، وقال المدرِّس لي إنه دون المستوى”. فقال الوليد في المذود: “لهذا السبب نفسه أطلب أن تعطيني هذا الموضوع. وفي كل مرة تفعل شيئاً دون المستوى أحضره لي، فسأساعدك لتفعله بصورة أفضل”. فأجاب الصبي: “أعدك أني سأفعل”.

واستيقظ الصبي من نومه، وفي قلبه فرحة، لأنه أدرك لأول مرة في حياته بركات عيد الميلاد، فقد عرف سبب مجيء المسيح إلى العالم. لقد وُلد في المذود لثلاثة أهداف:

ليغيِّر مسار حياة كل من يسلِّم حياته له،

وليجبر كل مكسور،

وليُصلح كل ما هو دون المستوى،

فإن ابن الإنسان قد جاء ليطلب ويخلِّص ما قد هلك…

وهذا هو مجد عيد الميلاد الذي يمكن أن يكون من نصيب كل واحد منا اليوم.


1- إنه مجد تغيير الحياة:


ويوم تتغير الحياة يصبح العيد عيداً حقيقياً، تفرح فيه الروح والنفس والجسد. كما هو مكتوب “إن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقة جديدة” (2كورنتوس 5: 17).

سيكون عيد ميلاد هذه السنة مجداً لكل شخص غير راضٍ عن سلوكه، ولكل من يحزنه الإحساس بالذنب، ولكل من يعذِّبه ضميره، ولكل مهزوم أمام عادة سيئة أو صداقة فاسدة. فعند المسيح أمل لك بتغيير مسار حياتك.


2- وهو مجد جبر القلوب المنكسرة:


عندما دخل المسيح مكان العبادة في بلده الناصرة، كانت القراءة المعيَّنة لليوم من نبوَّة إشعياء، من الأصحاح الحادي والستين، فقرأ المسيح: “روح الرب عليَّ، لأن الرب مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلوب، لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق، ولأنادي بسنةٍ مقبولة للرب… لأعزّي كل النائحين، لأعطيهم رداء تسبيحٍ عوضاً عن الروح اليائسة”.

وما أكثر منكسري القلوب بسبب الفشل، أو بسبب نقص احترام الذات، أو بسبب خيانة العشير، أو بسبب الانتظارات الخائبة… وعند المسيح اليوم رسالة أمل.

مرَّ المسيح بامرأة منحنية مدة ثماني عشرة سنة، ولم تقدر أن تنتصب البتة، فوضع عليها يديه وشفاها، فاستقامت وأخذت تمجد الله (لوقا 13). وهو لا يزال يفعل الشيء نفسه، فهو الحي الذي يريد أن يجبر كسر قلبك ويرفع روحك المعنوية المنحنية.


3- وهو مجد إصلاح كل ما هو دون المستوى:


إن كانت حالة أحدنا مثل حالة الملك بيلشاصر الذي قال الله له على لسان النبي دانيال: “وُزنت بالموازين فوُجدت ناقصاً” فإن مجد العيد لك اليوم يمكن أن يكون تكميل الناقص. كان الرسول بطرس يظن أنه أكثر أمانة للمسيح من سائر التلاميذ، ولكن تقييمه الخاطئ لنفسه ولباقي زملائه اتَّضح له لما أنكر المسيح. ولكن المسيح في محبته أعاد تأهيل تلميذه وأعاد تكليفه ليحمل رسالة محبة الله لكل الناس.

* * *

سيكون عيد الميلاد عام 2011 مجيداً لكل شخص غير راضٍ عن حياته، يُقبِل إلى المسيح طالباً التغيير.

وسيكون مجيداً لكل منكسر القلب، يأتي إلى المسيح فيجبر كسره ويعزي قلبه. وسيكون مجيداً لكل من هو غير سعيد بمستواه، يأتي إلى المسيح فيرفعه إلى المستوى اللائق بمن يحبون الله.


l
divider3.gif



فييييييييييييييييين الترنيمة؟؟؟؟؟؟

نور قوى

[YOUTUBE]ZMWz6266Luw&feature=related[/YOUTUBE]

 
التعديل الأخير:

zezza

يا رب ...♥
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
11,015
مستوى التفاعل
339
النقاط
0
جميل جدا جدا جداااااااااااااا ..تحفة بجد
ربنا يبارك خدمتك الرائعة و يعوضك خير
لو احتجت ترانيم للميلاد قولى و انا فى الخدمة :)
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
جميل جدا جدا جداااااااااااااا ..تحفة بجد
ربنا يبارك خدمتك الرائعة و يعوضك خير
لو احتجت ترانيم للميلاد قولى و انا فى الخدمة :)
ربنا يخليكى يا تاسونى........
خلاص حضرتك تشاركى بترانيم الكريسماس أوك وبردو لو لقيتى حضرتك قصص للكريسماس جديدة ضيفيها علشان تبقى موسوعة مفيدة
كل سنة وحضرتك طيبة
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(11)
ليلة الميلاد
toyline.gif

إنها ليلة الميلاد .. نظرت جوزفين إلي أصغر ولد لديها والدموع التي كانت تلازمها طوال العشرة أيام السابقة قد ذادت حدتها الان ..

حاولت جوزفين أن لا تظهر دموعها أمام أولادها الخمسة ..فوقفت واتجهت الي تلك الشجرة التي تأخذ جنبا كبيرا من مدخل شقتها الصغيرة . لم تكن الشجرة مضيئة بعد .. وربما لن تضئ في هذا اليوم أبدا . أخذت تعبث بأوراقها وهي تتذكر أياما مضت .

ففي هذا الوقت منذ عشرة أيام كانت هي وزوجها باركر يشتركان معا في تزيين هذه الشجرة . وكانت الفرحة التي تعتريهما لا تتسع المكان , كان باركر يستعد للخروج في دورية المساء حيث يعمل كرجل إطفاء , وكان يشعر بسعادة كبيرة . قال لزوجته في هذا المساء وعيونه تدمع

- بعد عشرة أيام سوف يكمل أبننا عاما كاملا .. لقد ولد في نفس يوم ميلاد مخلصنا , انه فأل حسن . ربما صار خادما لسيده

وقتها ردت عليه زوجته

- هل تريد أن يهان ويصلب لأجل الآخرين مثلما فعل سيده ؟!

فيرد زوجها عليها بانفعال شديد

- ليس العبد أفضل من سيده .. أنني أفتخر به لو فعل هذا

وظنت الزوجة أن رجلها يمزح فردت عليه مازحة هي الأخرى

- ما تريده أفعله أنت .. أنني أريد لأبني أن يعيش في سلام .


أخذت تمسح عيونها بعصبية وهي تتذكر هذه الكلمات .. كانت تعرف كم يحب زوجها ألهه .. ربما كانت كثيرا ما تنتقد طيبته الشديدة وخدمته للناس جميعا . حتى إنها كثيرا ما قالت له

- لن تجد من يساعدك إذا وقعت يا باركر.. بينما أنت تساعد من يحتاج ومن لا يحتاج .. الشريف والخسيس .. ولا تفرق بين أحد ويكون هذا علي حساب راحتك وراحة بيتك .

فيقول لها زوجها

- آلم يفعل يسوع هذا ؟! .. وهل نحن نستأهل ذلك الخلاص المجاني الذي وهبه لنا

وقتها صرخت به

- أنت لست يسوع

ولم تكن تعرف في هذا الوقت كم هي مخطئة .. إذ ابتسم وانهي حديثه وقال

- لقد تأخرت عن عملي

وقبلها بسرعة ثم استأنف

- سيكون يوم الميلاد يوما سعيدا

وتركها وخرج


أخذت جوزفين تنظر الي أولادها الخمسة في آلم , خمسة أولاد كانت هي وباركر يتوليان تربيتهما وأصغرهم ولد يوم الميلاد منذ عام واحد فقط .

كان باركر ينتظر يوم الميلاد بفروغ صبر , أسرع واشتري شجرة الميلاد وكان يعد حفلا كبيرا به يحتفل بعيد ميلاد سيده وابنه .. كان لا يزال الوقت طويلا ولكنه أسرع ودعي الكنيسة وراعيها ليشاكوه فرحته .

لم يكن يمتلك الكثير فوظيفته كرجل مطافئ لم تكن تدر عليه دخلا كبيرا , لكنه كان يمتلك قلبا كبيرا لم تكن الدنيا تستطيع أن تسعه . وكان يشعر بكل ضعيف محتاج ويده تمتد لمساعدة الكل دون تمييز وكثيرا ما كان هذا علي حساب بيته واحتياجات بيته .


بعد ما خرج باركر بقليل سمعت جوزفين عربات الإطفاء وهي تجوب شوارع المدينة الصغيرة فعرفت ان زوجها سوف يتأخر . ولكنها وهي التي تعرف زوجها جيدا لم تتصور أن اخر حديث بينهما سوف يطبقه الرجل بحذافيره .

لقد شب حريق كبير في أحد ضواحي المدينة ولم يكتف باركر بمحاولة إطفاء الحريق . ولكنه كان يدخل وسط النار يحاول أن يخلص الاخرين . بذل الكثير من الجهد ولم يشعر بأي خوف الي أن تمكنت منه النار في إحدى المرات وراح فداء من أنقذهم .

لم تتمالك جوزفين نفسها وراحت تبكي وهي تنظر الي تلك الشجرة المضيئة وبعدها تنظر الي أطفالها الخمسة التي ستتولى هي رعايتهم وحدها .. وحدها ؟! هل تستطيع ذلك !!!



دق جرس الباب , في تثاقل تركت تلك الشجرة التي كانت تعبث وبها وذهبت لتفتح الباب . لتجد راعي الكنيسة وكل الذين دعاهم زوجها لحفلة الميلاد بالإضافة الي كل من شارك باركر في إنقاذ حياتهم .

……. الكل أتي ليحتفل بعيد ميلا د السيد والصغير .

قال لها الراعي

- نحن معك .. نحمي المسئولية معك ..لقد علمنا باركر ذلك .



ووسط كثير من الدمعات قدموا لها تقدمة حارة تليق برجل بذل نفسه لاجل كثيرين .. وكان بالنسبة لكثيرين كيسوع .

christmas_divider_23.gif
christmas_divider_23.gif


ترنيمة

في عيد ميلادك



[YOUTUBE]8UDBE1wjyjc&feature=player_embedded[/YOUTUBE]

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(12)
الطفل الذى أبكى الرب يسوع ( مؤثرة جداً )
4.gif


اعتاد سمسم كل يوم يمر على الكنيسة ليسلم على يسوع ويصلي ولكي يمر على الكنيسة كان يعبر طريق خطر تسير فيه العربات بسرعة شديدة وكان كاهن الكنيسة الأب كيرلس يحب سمسم جدا و لما عرف انه يعبر طريق خطر أقنعه بان يمسك بيده عند عبور الطريق و في يوم كان سمسم يصلي ويقول ليسوع أنت تعلم ان امتحان الرياضة كان صعبا جدا ولكني رفضت الغش فيه مع ان زميلي كان يلح على و أنت تعلم ان ابي لم يكسب هذه السنة وليس لدينا الآن أكل يكفينا ولكني أكلت بعض لقمات من العيش مع الماء+++++++++++++
وأنا أشكرك جدا على ذلك ...ولكنى وجدت قطا قريبا منى وكنت اشعر بأنه جائع فأعطيته بعض لقمات من عيشي ..هذا مضحك أليس كذلك؟ عموما أنا لم أكن جائعا جدا....انظر يا يسوع ...هذا هو أخر زوج حذاء عندي...وربما سأضطر للمشي حافيا الى المدرسة قريبا لان حذائي مقطع ومهلهل ...ولكن لا باس فعلى الأقل أنا سأذهب الى المدرسة لان اصدقائى تركوها لكي يساعدوا أهلهم في الزراعة في هذا الموسم القاسي أرجوك يا يسوع ان تساعدهم لكي يعودوا للمدرسة..آه شئ أخر أنت تعرف بان أبى قد ضربني مرة أخرى,وهذا شئ مؤلم لكن لا باس (مش وحش)لان الألم سوف يزول بعد فترة..المهم ان لي أبا وهذا أشكرك عليه... هل تريد ان ترى كدماتي (مكان الضرب)؟ وهذه دماء هنا أيضا...أنا اعتقد انك تعرف بوجود الدم..أرجوك يا يسوع لا تغضب على أبى..فهو متعب وقلق جدا من اجل ان يكون لدينا طعام ومن اجل دراستي أيضا...على فكرة يا يسوع هل أنا أعجبك ..فأنت أفضل صديق لي آه هل تعرف ان عيد ميلادك سيكون الأسبوع المقبل؟ الا تشعر بالسعادة ..أنا فرحان جدا... انتظر حتى ترى هديتي لك ..ولكنها ستكون مفاجأة...آه لقد نسيت..على ان اذهب الأن. خرج سمسم مع الأب الكاهن وعبرا الشارع معا.لقد كان الأب كيرلس معجبا جدا بالصبي سمسم الذي كان يدوم دائما على الحضور الى الكنيسة كل يوم ليصلى ويتحدث مع يسوع, حتى انه كان يتكلم عنه كثيرا في عظاته كمثال جميل على الإيمان والنقاء والبساطة التي يتمتع بها سمسم رغم ظروفه الصعبة والفقر الشديد.وقبل يوم واحد من عيد الميلاد مرض الأب كيرلس ودخل المستشفى,فحل محله كاهن أخر كان قليل الصبر على الأطفال,وفى ذلك اليوم سمع الكاهن الجديد صوتا في الكنيسة فذهب ليرى من أين هذا الصوت,فرأى سمسم وهو يصلى ويتكلم مع يسوع كعادته,فسأله في غضب:ماذا تفعل هنا أيها الصبي؟ فحكى له سمسم عن قصته مع الكاهن كيرلس... فصرخ الكاهن في وجه وسحبه بعنف خارج الكنيسة,حتى لا يعطله عن التحضير لقداس الكنيسة...حزن سمسم جدا لأنه كان احضر مع اليوم هديته لعيد ميلاد صديقه يسوع,ولم يستطيع ان يرسلها الى صديقه بسبب هذا الكاهن الجديد.
خرج سمسم وأثناء عبوره هذا الطريق الخطر,كان مشغولا بلف هديته وحفظها,فصدمته سيارة كبيرة وانهت عليه في الحال,فتجمع حوله كثيرا من الناس,وهو غارق في دمائه. وفجأة.....ظهر رجل بثياب بيضاء جرى مسرعا الى سمسم وحمله على ذراعيه وهو يبكى,والتقط هدية سمسم البسيطة ووضعها قرب قلبه. فسأله الناس المجتمعون هل تعرف هذا الصبي؟فأجاب وهو يبكى:هذا هو أفضل صديق لي..ثم مضى به بعيدا.وبعد أيام عاد الكاهن كيرلس الى كنيسته,وفوجئ بالخبر الحزين,فذهب الى بيت أهل سمسم ليعزيهم ويسألهم من هو الشخص الغريب الذي يرتدى ثياب بيضاء.......
فأجاب الأب بان هذا الشخص لم يقل لهم شيئا,ولكنه جلس حزينا يبكى على ابننا وكأنه يعرف منذ فترة طويلة...الا ان شيئا غريب حدث أثناء وجوده معنا,لقد شعرنا بسلام كبير في البيت...وقام برفع شعر ابني وقبله وقال بصوت منخفض جدا في أذنيه كلمات.فسأله الكاهن ماذا قال؟..فأجاب الوالد:قال شكرا على الهدية سأراك قريبا...لأنك ستكون معي.وأكمل الوالد لقد بكيت وبكيت ولكن شعورا جميلا كان بداخلي,فدموعي كانت دموع فرح,دون ان عرف سبب ذلك..وعندما خرج هذا الرجل من منزلنا ..أحسست بسلام داخلي عجيب وبشعور حب عميق ...أنا اعلم بان ابني في السماء ...ولكن اخبرني يا أبى....
من كان هذا الشخص الذي كان يتكلم مع ابني كل يوم في الكنيسة؟؟؟؟؟
بكى الأب الكاهن وهو يقول كان يتكلم مع يسوع
20.gif


عايزيييييييييييييييييين نسمع الترنيمة؟؟؟؟

ترنيمة كنا نزين شجره صغيره



[YOUTUBE]-qvNt1dgPPM&feature=related[/YOUTUBE]
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(13)
قصة بسيطة تشرح التجسد بصورة مبسطة
christmas_divider_21.gif
christmas_divider_21.gif

فى احدى ليالى الكريسماس فى دولة من الدول الغربية استعدت الزوجة وابنائها للذهاب الى الكنيسة لحضور قداس عيد الميلاد ولكن الزوج رفض وقال لزوجته
صراحة انا غير مقتنع بالميلاد!!
كيف ينزل اله ويتجسد لماذا يولد بصراحة الحكاية دى انا غير مقتنع بها
استنكرت الزوجة ما يقوله زوجها وقالت له كدة حرام تعال ..صمم على موقفه ولم يذهب وقال لها اذهبى انتى انا ساجلس هنا وانتظركم

فما كان من الزوجة ان خرجت وتركت زوجها
فاشعل الزوج غليونه وخرج وجلس فى مواجهة البحيرة واشعل النار للتدفئة وكانت البحيرة متجمدة لاننا كنا فى فصل الشتاء وجلس يتامل المكان فى هدوء وسكينة
قطع الصمت صوت قطيع من الاوز الطائر امامه ومع انعكاس ضوء النار المشتعلة مع البحيرة المتجمدة هبط الاوز لانه ظن ان البحيرة غير متجمدة
وعندما هبط القطيع وجد البحيرة المتجمدة حاول ان يطير مرة اخرى ولكنه فشل
جذب المنظر الزوج وتابعه باهتمام حاول الاوز ان يطير لكنه فشل ففكر الزوج فى نفسه ان ظلوا على ذلك الوضع الى الصباح سيموتوا
فكان يمتلك جرن جميل دافئ ففكر ان يجذب القطيع الى الجرن حتى لا يموتو
فاخد ينادى عليهم من مكانه ويصيح فكان كلما سمعوا صوته هربوا وفزعوا اشعل النار واخذ يلوح بها فازداد ارتعابهم منه
حاول بشتى الطرق ولكن كان فى كل مرة يهرب منه القطيع
فاخذ يفكر الى ان تذكر انه فى موسم الصيد كان الصيادون يلبسون مثل الاوز لبس من ريش ونعام ومعهم بوق بنفس صوتهم فجرى وفتش فى منزله حتى وجد هذا اللبس ولبسه وخرج به
كان كل تفكيره منحصر فى انقاذ القطيع لم يلتفت الى من استهزئوا به وقالو عليه مجنون فنحن لسنا فى موسم الصيد والجو شديد البرودة وتعرض لتهكم وضحكات ولكنه لم يبالى
ووقف على حافة البحيرة مرتدى هذا الزى واخذ ينفخ فى البوق الذى له نفس صوت الاوز فالتفت له القطيع ووجدوا له نفس زيهم ونفس الصوت فتبعوا الصوت وتبعهوه حتى الجرن الدافئ ( مازالت هذه الطريقة فى الصيد موجودة فى الفيوم )

استراح الرجل وخلع الزى وجلس على البحيرة ووفكر فى نفسه انها لكانت فكرة رائعة ان ارتدى ما يشبه زى الاوز فلولا هذا الزى ما انقذتهم ولولا هذا الزى ما كنت خلصتهم
خلصتهم
وهنا انتبه وفهم لماذا تجسد المسيح واخذ شكلنا على الارض
وهنا ادرك خطأه وسارع بالذهاب الى الكنيسة.

christmas_divider_18.gif


الترنيمـــــــــــــــة

[YOUTUBE]S92V9zNg0QU&feature=player_embedded[/YOUTUBE]
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
(14)
لو لم ياتى الى العالم
christmas_divider_15.gif

كان الأب الكاهن يدرس العظة التى سيلقيها فى قداس عيد الميلاد وبينما هو جالس إلى كتبه أخذته غفوة من النوم فرأى حلما عجيبا
رأى وإذا بالعالم لم يأت يسوع إليه، وتأمل فى بيته وإذا رب المجد يسوع المسيح لا يوجد فيه لأنه لم ينزل إلى العالم، وشوارع المدينة لا تبدو عليها بهجة الأفراح التى كانت ترفل فيها فى عيد الميلاد والأولاد لا يضحكون ولا يمرحون ولا يلعبون، والمتاجر والمصانع والمصالح لا أجازات فيها . بل الكل منهمكين فى اعمالهم غارقين فلى أفكارهم كبقية أيام السنة... وليس هناك كنائس، ولا قباب عالية، أو ابراج تتوجها الصلبان... المسيح غريب عن الناس... غير معروف فى العالم... ولم يسمع به احد مطلقا
واستمر الأب يتنقل فى حلمه من مكان إلى مكان... واخيرا استدعوه إلى بيت إمرأة تحتضر، فأسرع مع ولدها الباكى هناك ، ولما جلس إلى جوار سريرها ابتدأ يتحدث إليها فقال ( أيتها الأبنة، عندى لك كلمات معزية ومباركة...) وفتح كتابه ليقرأ لها شيئا منه ولكنه للأسف لم يجد فيه اثرا للعهد الجديد... إن أخر سفر فى كتابه المقدس هو سفر ملاخى، فالمسيح لم يأت إلى العالم ... حاول أن يتحدث إلى المرأة عن أية مواعيد مجيده، ولكن لا مواعيد حيث لا مسيح ولد تعزية حيث لا يوجد يسوع
وأخيرا احنى رأسه وفى عينه دموع غزيره... دموع اليأس القاتل... وبعد أن مضى من البيت بوقت قليل، استدعوه مرة أخرى لأن المرأة كانت قد ماتت فطلبوا منه أن يصلى فى جنازتها، ووقف المسكين يتكلم وأمامه جسد المرأة التى غادرت الحياة... لكنه لم يتحدث عن قيامة الأموات، ولا عن السماء المفتوحه لاستقبال المفديين الى كنيسة الأبكار، ولا عن أمجاد بيت الآب، كل هذا لأن يسوع لم يأت الى العالم... إنما كل ما قاله هو : تراب والى التراب قد عادت ، ورماد والى رماد قد رجعت ... فهذا فراق... فراق طويل أبدى لا أحد يعرف مداه ولا مضمونه
نعم لأن المسيح لم يات ، ولم يحدث أنه أنار الحياة والخلود وعند هذا الحد لم يستطع الكاهن أن يحتمل أكثر فانفجر بالبكاء ، لأن المسيح لم يأت الى العالم. وإذ به يستيقظ من نومه على صوت ابنته الصغيره وهى تردد ترنيمة " فى مزود البقر . كان نايم مبسوط " فشكر الرب على نعمة مجيئه الى العالم"

christmas_divider_25.gif

يـــــــــالا نسمع
الترنيمـــــــــــــــــــــــة...

الخروف فوفو


[YOUTUBE]95ioVxwz7UI&feature=player_embedded[/YOUTUBE]
 
أعلى