فإن حرّركم الابن...

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
10622702_328224744023651_819872453758020332_n.jpg

"فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا. "
(يوحنا 8: 36)
...

الحرية هي أثمن شيء بالنسبة للإنسان. فالشعوب على اختلاف أنواعها وعلى مرّ العصور، ضحّت بالغالي والثمين في سبيل الحصول على الحرية. والله خلق الإنسان حراً غير مستعبد. وجاء السيد المسيح ليعلّمنا أنّ الحرية هي أثمن شيء يمكن الحصول عليه، وأرانا الطريق الذي يجب أن نسلكه للحصول على الحرية الحقة التي قصدها لله لكل واحد منّا.

قد نستغرب هذا الكلام ونتساءل، كيف يحررنا السيد المسيح ومن أية عبودية يحررنا؟
ولكي نتمكّن من أن نأخذ صورة مبسطة عن ذلّ العبودية ومتعة الحرية، لنتأمل في هذه القصة التي حدثت في العصور الماضية حيث كانت تجارة الرقيق شائعة ناشطة.

تُحكى القصة عن أحد تجار الرقيق الذي اشترى مرة عدداً من العبيد وساقهم إلى بلاده ليبيعهم ويتاجر بهم. وكان بين أولئك العبيد شاب حسن المنظر، رقيق القلب، أبَت عليه شهامته وكرامته أن يُبعد عن وطنه ويُنتزع من بين ذويه وأصدقائه ليُباع كالماشية في بلاد الغربة. ولكنه لم يستطع الإفلات من قبضة الرجل الذي استعبده بالقوة، فعبّر عن سخطه واستيائه بالإضراب عن الطعام. فضعف جسده، ووهن عظمه، وقبح منظره. ولمّا وصل التاجر إلى بلاده، عرض العبيد الذين معه للبيع في سوق الرقيق. ولم يمضِ زمن طويل حتى باع التاجر العبيد كلّهم عدا ذلك العبد الشاب الذي بدا هزيلاً قبيح المنظر. فاغتاظ التاجر منه وانهال عليه ضرباً دون رحمة أو شفقة، وقال له:
لقد كلفتني ثلاثين ديناراً ولا أجد من يشتريك بعشرة دنانير. أنت عبد نحس لا تستحقّ إلا الضرب والإهانة. وهكذا استمر التاجر الظالم يضربه ويعذبه.

وبينما كان على هذه الحال، مرّ بالتاجر الظالم والعبد المسكين رجل غني شهم، كريم النفس، صاحب مزرعة كبيرة. فأشفق على العبد المسكين الذي كان ينال أشدّ أنواع العذاب ويتعالى صراخه من شدة الضرب، وصمم على شرائه ليخلصه من تاجر الرقيق الظالم ومن العذاب الذي كان يلاقيه. فتقدم من التاجر وقال له:
"بكم تبيعني هذا العبد؟
فأجاب التاجر، بسعر المشترى فقط دون ربح. فقال المزارع الغني:
"وما هو سعر المشترى؟
فأجاب التاجر:
"ثلاثون ديناراً".
وفي الحال أخرج المزارع الغنيّ ثلاثين ديناراً من جيبه ودفعها للتاجر وأخذ العبد معه. وبعد أن تبعه العبد بضع خطوات، قال له المزارع الغني، هيّا اصعد معي إلى عربتي واجلس إلى جانبي. فصعد العبد إلى العربة متردداً، لأنه لم يكن يحلم قطّ بأنه يوجد في العالم أناس لطفاء يعاملون العبيد مثل هذه المعاملة الإنسانية ولا يفرّقون بين عبد وسيّد.

وبعد مضي ساعة على سفرهما بالعربة سأل العبد المزارعَ الشهم،
"ما الذي دفعك لشرائي من السيد الظالم؟
فأجابه المزارع،
"لقد سمعت صراخك في سوق العبيد فأشفقت عليك وصمّمت على أن أشتريك لأخلصك من سيدك الظالم وأُطلق سراحك، فها أنت الآن حرّ ولسْتَ ملكاً لي، ولا لأي إنسان آخر، بل ملكاً لله وحده فاذهب حيث تشاء."
عندها بكى العبد المحرّر من شدّة الفرح، وشكر المزارع الشهم من صميم قلبه على الحرية الثمينة التي منحه إياها وقال له،
"يا سيدي، إلى أين أذهب؟
لقد حرّرتني من العبودية فخذني الآن إلى مزرعتك لأشتغل فيها طوال أيام حياتي كعامل حرّ لئلا أقع مرة أخرى في قبضة تجار الرقيق القساة."
فأجابه المزارع الشهم،
"ليكن كما تريد. تعال إذاً معي واشتغل في مزرعتي، وأنا متأكد بأنك ستكون سعيداً في إقامتك وفي عملك، وستجد في مزرعتي أناساً أحرارً غيرك كانوا قبلاً عبيداً مثلك".

إنّ القصة توضح لنا بطريقة مبسطة ما فعله السيد المسيح لأجلنا وما يزال يفعله بالنسبة لكل واحد منّا. فهو السيد الذي يحررنا من سلطة تاجر الرقيق الظالم إبليس، الذي يستعبد العالم كله ويوقعه في الخطية ويبعده عن الله. ولكن السيد المسيح لم يشترنا بفضة أو ذهب، بل اشترانا بدمه الكريم، وأعتقنا من جميع الخطايا والموت ومن سطلة الشيطان، لنكون خاصّته هو، ونعيش في ملكوته تحت سلطته، ونخدمه في بر وطهارة وسعادة أبدية.

إنّ كل الذين حرّرهم ويحرّرهم السيد المسيح هم أولاد الله الأحرار. وهم أبناء النور والفرح والسعادة والسلام. لذلك قال:
"فإن حرّركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحراراً."
وهذا ما عبّر عنه الشاعر أسعد الشدودي في ترنيمته القائلة:

-1-
كُنتُ في سِجْنِ الخَطَايا ،،، عَبْدَ إبْلِيْسَ الرَّجيْم
غَيْرَ مأمُولٍ خَلاَصِي ،،، ثُمَّ نَجَّانِي الرَّحِيْمْ
وَاشْتَرَانِي ، وَاشْتَرَانِي
ذَاكَ بِالدَّمِ الْكَرِيْمْ
-2-
لَم يَفِ بالمَالِ دَيني ،،، ذَلِكَ الفَادِي العَظِيْمْ
بَلْ فَدِانِي بِدِمَاهُ ،،، مِن عَذَاباتِ الجَحِيْمْ
وَاشْتَرَانِي ، وَاشْتَرَانِي
ذَاكَ بِالدَّمِ الْكَرِيْمْ
-3-
فأنا لَسْتُ لِذَاتِي ،،، لَيسَ لِي شَيءٌ هُنَا
كُلُّ مَا عِنْدِي لِفَادِي الْ ،،، خَلْقِ وَهَّابِ الْمُنَى
إذْ فَدَانِي ، إذْ فَدَانِي
ذَاكَ بِالدَّمِ الْكَرِيْمْ
-4-
إنَّنِي أقْضِي زَماني ،،، خَادِمَ الرَّبِّ الأمِينْ
بَاذلًا كُلَّ حَيَاتِي ،،، لِمُنَجّيَّ المُعِيْنْ
إذْ فَدَانِي ، إذْ فَدَانِي
ذَاكَ بِالدَّمِ الْكَرِيْمْ

أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * *
*
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين




 

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,038
النقاط
113
قصه رائعه استاذى بس للاسف فى عندما نصبح احرار
نجرى بعيد عن احضان فادينا ومخلصنا
نذهب بارداتنا لكى نكون عبيدا مره اخرى
ربى اجذبنى وراك فاجرى
ميرسى استاذى كتير للقصه الجميله
 

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
قصه رائعه استاذى بس للاسف فى عندما نصبح احرار
نجرى بعيد عن احضان فادينا ومخلصنا
نذهب بارداتنا لكى نكون عبيدا مره اخرى
ربى اجذبنى وراك فاجرى
ميرسى استاذى كتير للقصه الجميله







سعيد جداً لمروركِ الجميل والكريم أختي العزيزة +ماريا+ الرب يباركك ويبارك حياتك وأعمالك ومشاركاتك الجميلة
والمباركة ربنا يفرح قلبك ويفيض عليك بنعمه الغنية وسلامه العظيم ومحبته الدائمة الى الأبد...
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً..وأبداً..آمين

 

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
امين . قصة رائعه



افرحني وجودك الجميل ... تحياتي
شكراً جزيلاً أخي العزيز الغالي المسيح حررني لمرورك الجميل
الرب معك يباركك ويبارك حياتك وأعمالك وخدمتك
المباركة ربنا يفرح قلبك ويفيض عليك بنعمه الغنية وسلامه العظيم ومحبته الدائمة الى الأبد...
والمجد لربنا يسوع المسيح دائماً..وأبداً..آمين
 

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
موضوع ممتاز
الرب يباركك



افرحني وجودك الجميل ... تحياتي
شكراً جزيلاً يالعزيز الغالي حبيب يسوع لمرورك الجميل
الرب معك يباركك ويبارك حياتك وأعمالك وخدمتك
المباركة ربنا يفرح قلبك ويفيض عليك بنعمه الغنية وسلامه العظيم ومحبته الدائمة الى الأبد...
والمجد لربنا يسوع المسيح دائماً..وأبداً..آمين
 
أعلى