تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
276 - لعنة الخطيئة

إن سمعتَ لصوت الرّبّ إلهك مبارَكًا تكون في كلّ ما تمتدّ يدك إليه. وإن لم تسمعْ يرسل لك القلقَ والاضطراب حتّى تهلك (تثنية 28).
اللّعنة هي خلاف البَرَكة. البَرَكة حضور الله واللّعنة غيابه، أو ، بالأحرى ، تغييبه، لأنّ الله لا يغيب من ذاته عن خليقته. البَرَكة خير واللّعنة ويل. البَرَكة حياة واللّعنة موت. البَرَكة فرح واللّعنة شقاء. البَرَكة سلام واللّعنة اضطراب. البَرَكة ثمرة البرّ، والبرّ رضى الله، ورضى الله أبويّ لأنّ الله محبّة. أمّا اللّعنة فثمرة الخطيئة ، والخطيئة موقف وسلوك كأنّه ليس إله.
"ما يزرعه الإنسان إيّاه يحصد" (غلا 6: 7). لذا أجرة الخطيئة هي موت (رو 6: 23). "أمّا كلّ مَن يصنع البِرّ فمولود من الله" (1 يو 2: 29). لا يمكن أن يكون هناك زرع إلاّ ويكون هناك ، مقابله ، حصاد. "ما يزرعه الإنسان إيّاه يحصد". الخطيئة الّتي يقترفها الإنسان تبثّ لعنة لا محالة .
. إذا كان الله قد خلق كلّ شيء حسنًا، فكلّ ما ليس حسنًا لا يكون من الله . فإذا لم يكن من الله ، فمِمَّ يكون ؟ من الخطيئة .
لا شيء يحدث في الخليقة إلاّ بإرادة الله أو بإذن الله . لأنه لا تسقط شعرة من رؤوسكم إلاّ بإذن أبيكم.... لا يحدث شيء بإرادة الله إلاّ إذا كان صالحًا. ما ليس صالحًا يحدث، إن حدث، بإذن الله. وما يحدث بإذن الله للخراب والمضرّة يكون لأنّ ثمّة مَن يزرعون رديئًا. لكنْ ، بمحبّة الله ، ما يحدث بإذنه يستحيل خيرًا للّذين يتوبون إليه ، أي للّذين يعودون عن خطاياهم .
لأولئك الّذين تلقاهم مأخوذين ببناء آبار لا تضبط ماء يقول إشعياء النّبيّ : "توانوا وابهتوا وتلذّذوا واعموا... الرّبّ سكب عليكم روح سبات وأغمض عيونكم... هاءنذا أعود أصنع بهذا الشّعب عَجَبًا وعجيبًا فتبيد حكمة حكمائه ويختفي فَهْم فهمائه" (إش 29: 9 – 10، 14)!
أمّا أنتم "فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسُكْرٍ وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة" (لو 21: 34)!
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
277 - توافينا وسائل الاعلام كل يوم باخبار واحداث مثيرة ، فيروس جديد يهاجم الانسان لم يجد العلماء له علاجا ً ، جفاف في افريقيا ، مئات الالوف يموتون جوعا ً في أقل من اسبوع ، انقلاب عسكري في بلد وحرب اهلية تحصد الالاف كل يوم ، ارتفاع نسبة البطالة في العالم والتضخم يصل الى اعلى معدل منذ عشرين سنة ، وغير ذلك من اخبار مفزعة تجعل الناس تعيش في حالة قلق وتوتر وخوف . الكآبة تعلو الوجوه والخوف يملأ القلوب والتشاؤم يلون الحياة ، ماذا لو اصابنا مرض لا علاج له ؟ أو حل بنا وباء افترس الملايين ؟ ماذا لو فقد البعض عقولهم وبدأوا يتقاتلون ويتصارعون ويفنون بعضهم بعضا ً ؟ ماذا لو اعتدى علينا جيراننا وغزوا بلادنا وقتلوا شبابنا وحرقوا ديارنا ؟ ماذا لو فقدنا وظائفنا وانقطعت بنا سبل العيش واستغنوا عن خدماتنا ؟ و يعيش كثيرون قسوة هذا ال لو ، لو ، ولو ، ولو ، قلق وتوتر وخوف ، وفي غمرة تلك الاخبار المشؤومة لا نسمع الصوت : " أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا." ( متى 14 : 27 ) . ، انا هو الممسك بزمام الحياة لا يهاجمكم فيروس قاتل لا يوقفه علاج ، انا هو المعطي المطر ، المحرك الافلاك ، المتحكم في الارض والشمس والنجوم جميعها ، لا تجف الارض ولا يموت الزرع ولا يندر الطعام ، ابوكم السماوي يقوتنا كلنا ، لا تخف رصاصة قاتلة ، لا تخشى طعنة قاتلة ، " الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. " ( عبرانيين 13 : 6 ) . مهما علا صراخ الاحداث ، مهما ارتجت الارض بالمصائب ، مهما سقط حولك الالوف ، مهما اظلمّت الحياة وامتلأت بالشقاء ، الرب معين لك ، ماذا يصنع بك انسان ؟ ماذا يستطيع الانسان ان يصنع بك ؟ الرب راع ٍ لك ، الرب راعيك يرد نفسك ، يهديك الى سبل البر من اجل إسمه ، أيضا ً إذا سرت في ظل وادي الموت ، حتى وادي ظل الموت لا تخف ، الرب نفسه معك ، وسط الامراض القاتلة التي تحصر الناس ، وسط انّات وتوجعات المرض ، وسط الجفاف والجوع والفقر الذي يقتل الالوف ، وسط حشرجات الجياع ، وسط طلقات الرصاص ، وسط نزيف الدم ونشاط منجل الموت الاسود ، وسط ذلك كله نجد الرب ، خير الرب ورحمته يتبعانك كل ايام حياتك ، ارفع وجهك الى فوق ، الى الله عونك ومعينك ، الجأ الى ينبوع القوة الى الرب قوتك ومقويك تحيا في السلام برغم انعدام السلام على الارض ، ترتع في الراحة برغم ندرة الراحة على الارض .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مهما علا صراخ الاحداث ، مهما ارتجت الارض بالمصائب ، مهما سقط حولك الالوف ، مهما اظلمّت الحياة وامتلأت بالشقاء ، الرب معين لك ، ماذا يصنع بك انسان ؟
قد إيه تأمل مُعزى ومناسب لحياتنا الروحية
أشكرك
ربنا يبارك خدمتكم
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
278 - الجناحان للطير قوة وحركة وكيان ، الجناحان قوة يواجه بهما الريح ويخترقها بقدرة وبأس . الجناحان حركة ينتقل بهما سعيا ً وراء طعامه وشرابه وأمانه . الجناحان كيان وكبرياء وتميز يتباهى بهما ويؤكد ذاته . الطائر الذي يسكن الجبال العالية والاشجار الشامخة جناحاه طويلان عريضان ، والطائر الذي يعيش في الاودية المنبسطة الخضراء جناحاه قصيران دقيقان . الجناحان للطير يعملان عمل اليدين والرجلين للانسان ، يعمل بهما وينتقل ويتحرك ، يفردهما على اتساعهما وهو يسبح في الفضاء طائرا ًُ من مكان لآخر ، يحركهما بكل قوة وسرعة وهو يواجه العواصف والتيارات العنيفة فإذا تعب من الطيران يقف ويرخيهما ويهدأ ويسكن ويستريح . رأى النبي حزقيال شبه اربعة حيوانات لها شبه انسان لكل اربعة وجوه واربعة اجنحة ولما وقفت ارخت اجنحتها ( سفرحزقيال ) . ، وقفت وسكنت وهدأت وأرخت اجنحتها ، وسمع صوت الرب ، الصوت سُمع عندما إرتخت الاجنحة وسكنت حركتها . سكنت الاجنحة ، لم تعد ترف ، لم تعد تتحرك ، توقف ارتجاجها واهتزازها . كم من المرات نجثو في حضرة الرب ، نجثو ولكن ارادتنا ترف ورغباتنا تجمح ولا نسمع صوت الرب ، لا نسمعه ، طوال تحرك الاجنحة لا نسمع صوته ، لكننا حين نقف أمامه وقد أرخينا الاجنحة ، حينئذ ٍ نسمع صوت الرب . حين نرخي قوتنا ، حين نرخي تحركنا ، حين نرخي ذاتنا وكياننا نسمعه . كم من المرات نضع طلباتنا امام الرب ولا ننتظر ولا نرخي الاجنحة ، لا يأتينا الجواب ، نسير حسب ارادتنا ونضيع الوقت والعمر ونخسر . قف ، اهدأ ، انتظر ، اسكن ، توقف ، ارخي جناحيك ، ارخي قوتك ، ارخي حركتك ، ارخي ذاتك وكيانك ، تظهر قوة الله ، ترى عمل الله ، تعاين مجد الله وقداسته . إذا ارخيت جناحيك تسمع صوت الله ، تشاهد وجه الله ، تعرف طريق الله ، تطير كالبرق دون توقف ، تسير بسرعة دون تردد ، دون قلق أو شك . اتبع ارشاد الله . سر وفق خطة الله . اقتفي أثر روح الله . ما اعذب صوته . ما احلى سلامه . ما اعظم جوده . ارخي جناحيك تسمع وتتمتع وتسعد وتبتهج بالرب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
279 - تواجهنا في الحياة مواقف وتحديات وظروف تقف في وجوهنا شامخة جبارة عاتية تملأ الفضاء وتخفي السماء وتحجب الشمس وتسد الطريق وتزلزل الارض ، ننظر اليها فنفزع ونرتعب ونغوص في احذيتنا ونختفي في ملابسنا خوفا ً وعجزا ً .ظهر الله لموسى في البرية وتكلم معه من العليقة المتقدة بالنار ولا تحترق ، قال له انا اله ابيك ، اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب ، اذهب الى مصر الى فرعون ، ورأى موسى فرعون وحشا ً كاسرا ً مخيفا ً ورأى نفسه راعي غنم ضئيل حقير فقال وجسده يرتعش كله رعبا ً : "مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ " وحتى اخرج الشعب ؟( خروج 3 : 11 ) . دخل رجال ارض كنعان يتجسسون ورأوا الارض تفيض لبنا ً وعسلا ً لكنهم رأوا سكان الارض عمالقة اقوياء اشداء ورأوا انفسهم كالجراد ( عدد 13 : 33 ) ، وهرب شعب الرب من المديانيين واختفوا في الكهوف خوفا ً وفزعا ً وعجزا ً. وأتى ملاك الرب الى جدعون وقال له : اذهب بقوتك وخلص الشعب من كف مديان . كان جدعون يعرف قوة وكثرة وبأس المديانيين فقال : " بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى ، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي " كيف اخلّص الشعب . ( قضاة 6 : 15 ) . مواقف وتحديات وظروف كبيرة في مواجهة افراد ضعاف صغار بسطاء . الله كان يعرف هؤلاء الرجال واعدهم لمواجهة التحديات والقيام بالواجبات . راعي الغنم وقف في وجه فرعون وانتصر عليه واخرج الشعب من ارض مصر . الرجال الذين كانوا يرون انفسهم كالجراد دخلوا الارض وهزموا العمالقة . الاصغر في بيت ابيه اصبح جبار بأس نكل بالمديانيين وخلّص الشعب منهم لان الرب كان معهم ، قوة الله عوضت ضعفهم وجعلتهم اقوياء . هل ترى نفسك اصغر من التحديات والمواقف والظروف التي حولك ؟ هل تجد نفسك صغيرا ً ؟ هل تخشى الاعداء الذين يحيطون بك جبابرة عتاة ؟ لا تخف لا ترتعب لا تتردد وتهتز ، الذي معك اقوى منهم واعظم . يقول الله لنا : قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ ( عبرانيين 12 : 12 ) ، قوموها . ما دام الله معك يدك قوية ليست مسترخية وركبك عفية ليست مخلعة . " الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ " ( قضاة 6 : 12 ) .لا تتردد تقدم . الرب معك يا رجل الله لا تخف تقوى .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
280 - يمر المحراث في الارض ويطعن بسلاحه قلبها ويشقها ويمهدها ، ثم تُلقى البذار في الارض المشقوقة وتنمو وتعلو وتُزهر وتُثمر ، وتُجمع عيدان القمح وتُحزم وتُلقى على الارض ويُدق القمح ليُصبح خبزا ً . ويُستخرج الملح من البحر ويُكوّم ويُطحن ويُنقّى ليملح الطعام . توقد الشمعة ويحترق فتيلها ويشتعل بالنار لتقدم النور للناس . لو لم يُشق قلب الارض بالمحراث لما اخرجت الثمار . لو لم يُدق القمح ويتكسر تحت الطرقات لما انتج الخبز . لو لم يُصحن الملح تحت ضربات الطاحون لما تملّح الطعام . لو لم تشتعل الشمعة بالنار وتحترق لما أشعّت النور حولها . الارض التي لا تُحرث لا تُثمر . القمح الذي لا يُدق لا يُؤكل . الملح الذي لا يُسحق لا يصلح . الشمعة التي لا تحترق لا تُنير . حين يريدك الله ان تُثمر و تُزهر يسمح لسيف المحراث ان يشقك . إذا ارادك الله ان تكون خبزا ً لاشباع الجياع حولك يدقك . لكي تكون ملحا ً صالحا ً نافعا ً للارض قد يسحقك الله او يطحنك . لتُنير العالم وتطرد الظلمة وتضيء الطريق تحترق فتيلتك وتشتعل . نحن نُشق لنُثمر ونُدق لنُطعم ونُطحن لنملح ونحترق لننير . المشقات والعقبات والمعاناة والالم سبيل ٌ للخدمة والبطولة والمجد . ابطال الايمان مروا جميعا ً بالمعصرة . ابراهيم ابو المؤمنين عاش غريبا ً . يعقوب جاهد وتعب وعمل وتألم . يوسف بيع عبدا ً وتعذب وظُلم وسُجن . داود عاش هاربا ً مطاردا ً مختبئا ً وضاقت الدنيا في وجهه . بولس الرسول ضُرب وأُهين وسُجن وقُيد وحوكم ورُجم . بقدر الآلام تكون النُصرة ، بقدر التجارب تكون الغلبة . الله لا يعصم اولاده من الألم ، هو يكللهم به ويمجدهم . يسوع المسيح نفسه كان رجل أوجاع ٍ ومختبر الحزن . حين تتوالى الدقات عليك الله يُعدّك للشهادة له ولخدمته ، لا تبتأس ولا تحزن ، افرح تهلل واشكر " لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ . " ( فيلبي 1 : 29 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
281 - ما ان نسلّم للرب حياتنا ونسلك في طريقه حتى تتراكم امامنا الصعاب . أحيانا ً نتصور العكس ونتوقع ان الله سوف يطرد بقوته الشدائد من امامنا . سار الشعب في البرية سنوات وما ان وصلوا الى مشارف ارض كنعان حتى واجهوا العمالقة ، وقفوا في وجوههم واعترضوا طريقهم ، طريق التقدم . بولس الرسول حين كان بعيدا ً عن طريق الرب ، سار حياته بسهولة ويسر لكنه في الدقيقة التي قبل فيها الرب تسرب الصراع الى حياته ، صراع دائم مستمر ، نبتت الاشواك الحادة القاسية امامه ، تجمعت الشدائد والاخطار وعظمت . ما ان بدأ المسيرة مع الرب حتى بدأ الكفاح والصراع الذي لم يتوقف أبدا ً . ما ان خطى الطريق لحمل رسالة الخلاص للامم حتى قام عليه اليهود ليقتلوه . هاج البحر وكاد ان يبتلعه لو لا ان ارسل الرب اليه قطعة خشب لينقذه . ومن محاكمة الى ضرب الى جلد الى اهانة الى اتهام ظالم الى شوكة في الجسد . ويكتب الرسول الذي يصارع التجارب والاضطهاد بضراوة وعنف في رسالته الثانية الى اهل كورنثوس 4 : 8 ، 9 ، 10 ويقول : " مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ " .التجربة تسبب الاكتئاب للوهلة الاولى لكن سرعان ما يدرك المؤمن انه يصارع بسبب ايمانه فيختفي الضيق والتذمر " مُتَحَيِّرِينَ ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ ." وهذه مرحلة اخرى للصراع ، مرحلة التحير . الحيرة ليست لعدم فهم ارادة الله بل الحيرة لمعرفة الطريق الذي نسير فيه ، ويظهر نور الرب وسط ظلام الحيرة يرشد ويقود الى الطريق المستقيم . ثم يقول : " مُضْطَهَدِينَ ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ " . وفي هذه المرحلة يجثم الاضطهاد علينا ، يضغط ويثقل وتتصاعد حدته لكننا وسط الاضطهاد نرى وجه الله ، وسط الاتون يسير معنا فلا تحترق شعرة من رؤوسنا ، هو لا يتركنا والمؤمن المضطهد وحده هو الذي يرى الرب يسير بجواره يعضده ويسانده ويتوالى الصراع ويتمادى العدو في هجومه لكننا نكون " مَطْرُوحِين َ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ . " . حتى لو صرعنا والقى بنا العدو وملأ جسدنا بالطعنات وغطت الجروح صدورنا لا نهلك ، أبدا ً لا نهلك ، الضربات ليست الاخيرة ، الطعنات ليست القاضية . نعمة من الله تلحق بنا وتغلف حياتنا . قوة الله تكفينا وتحمينا وتحيينا . ويصل المؤمن الى الذروة فيقول الرسول المضطهد : " حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ " . الموت يتحول الى حياة ، الهزيمة تتحول الى نصرة ، الجلجثة تقودنا الى القيامة ، وتعود الينا قوة المسيح .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
282 - كان زكريا رجلا ً متقدما ً في الايام وكانت اليصابات عاقرا ً ، لم يكن لهما ولد وبينما زكريا يكهن في نوبته امام الله ظهر له ملاك الرب فخاف واضطرب فقال له الملاك : " لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّ ا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا. " وبدا كلام الرب غريبا ً ، كيف يتم هذا الكلام وهو شيخ ؟ لم يصدّق زكريا كلام الرب ، وقال الملاك : " هَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هذَا ، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ. " . كلام الرب يتم في وقته . وذهب ملاك الرب الى مريم العذراء وقال لها : " هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ ". وكان كلام الرب لها غريبا ً جدا ً . تسائلت : "كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟ . واجابها الملاك : " الرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. " وصدقت مريم العذراء كلام الرب وقالت : " هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ " . وحين التقت باليصابات وكان قول الرب قد تم واصبح يوحنا جنينا ً في بطنها ارتكض الجنين في بطنها وامتلئت بالروح القدس وقالت : "مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ . " ( لوقا 1 ) .
سمع زكريا الكاهن الشيخ قول الرب ولم يصدّق فقيّد الله لسانه حتى يتم ما قيل له . وسمعت العذراء الطاهرة مريم قول الرب وصدقت فباركها الله وطوبتها الاجيال وكرّمها البشر . قول الله صادق . كلام الله لا بد ان يتم في وقته ، لا بد ان يتم . الله يتمم قوله حتى لو ظهر لنا انه صعب ومستحيل واغلقت السُبل امامنا . الله حين يعدنا ينفذ وعوده لنا ، حين يتكلم يحقق كلامه في حينه لأن مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النعم وفيه الآمين لمجد الله بواسطتنا . حين يكلمك الله استمع لكلامه وصدق قوله الذي سيتم كما قيل لك . كلام الله لا بد ان يتم في وقته وبطريقته واسلوبه وقدرته وقوته .
نَرى في كَلاَمِ اْلإِلهِ اْلصَّمَدْ أَساساً لإِيماننَا كَاَلجَبّلْ
وَلَيْسَ مَزِيدٌ عَلَى ما وَعَدْ لِمَنْ يَلْجَأُونَ لِذَاكَ اْلحَمَلْ
يَقُولُ أطْمَئِنَّ فإِنَّي مَعَكْ وإنِّي إلهُكَ وَ العَوْن ُبي
وَإِنِّي أُقوّيك كَيْ أَرْفَعَكْ وَأَسْنُدُ ضُعْفَكَ مِثْلَ الآبِ
إِذَا مَا دَهَاكَ البَلاَ وَالخَطَرْ فَيَكْفِيكَ مِنْ نِعْمَتي مَا انسَكَبْ
وَلاَ تُوقِعَ النَّارُ فِيكَ الضَّرَرْ فَإِنِّي أُنَقِّيكَ مِثْلَ الذَّهَبْ
هذا قول الله لك يتم ويتحقق كما يشاء ويريد لك . هو الله القادر العظيم .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
283 - نأتي الى الرب بطلبة نرفع قلوبنا له بسؤال ، نقدم امام عرشه احتياجا ً ويتلقى الرب الطلب ويصل اليه السؤال ويعرف الاحتياج ما دمنا طلبنا بايمان ويعد الله استجابة الطلب ويجهز الجواب ويوفر الاحتياج ويحضّر البركة وننتظر كما يقول حبقوق النبي " عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ ، وَعَلَى الْحِصْنِ أَنْتَصِبُ ، وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي، وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ " ( حبقوق 2 : 1 ) . ينتظر ويراقب كما ننتظر . يقف على مرصد عال ٍ ويعتلي حصنا ً مرتفعا ً حتى تسهل الرؤيا ويمكن المراقبة وينفذ صبر البعض ويزداد توتر وتخبط الاقدام في تعجل وقلق ويتأنى الرب ويمل البعض الانتظار ويتعبون ويتركون المرصد وينزلون من الحصن . يتصورون التأني رفضا ً والتأجيل عدم قبول والتواني غلقا ً للابواب . واجاب الرب حبقوق وقال : " اكْتُبِ الرُّؤْيَا وَانْقُشْهَا عَلَى الأَلْوَاحِ لِكَيْ يَرْكُضَ قَارِئُهَا ،لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ "( حبقوق 2 : 2 ، 3 ). التأجيل لا يعني الرفض ، التأجيل لأن الله يختار الوقت المناسب للاجابة . افكار الله ليست افكارك ، طرق الله ليست طرقك ، اوقات الله ليست اوقاتك . حين تتسرع انت يتأنى الله ويصبر ، هو يعلم قدرتك واستعدادك لقبول بركته ونعمته ولذلك ينتظر الرب ليترأف عليكم ولذلك يقول ليرحمكم لأن الرب اله حق . انتظار الرب له حكمة وهدف ، قد تكون الاستجابة لم تنضج ما تزال فجة وحصولك عليها الآن قد يضرك لا يفيدك بل يسبب ضرر وقد تكون أنت لست مستعدا ً بعد لتلقي البركة والنعمة والجواب . احيانا ً نطلب ما نشتاق اليه ونرغبه لا ما نحتاج اليه ونفتقده . الله يعرف قدر الاحتياج وقدرة الانتظار وقوة الايمان . كم من بركات يعدها الرب لطالبيه وحين يأتي وقت العطاء لا تجد من ينتظر . حين تطلب انتظر ، " لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ " ، ما يزال الوقت المناسب لم يحل . انتظر وراقب الله يعدها لك ." إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ . " ، ستأتي اتيانا ً ولا تتأخر . التأني ليس تأخيرا ً والتواني ليس رفضا ً . الله يعرف احتياجك ، هو يعرفه ، الله يعرف قوة انتظارك ، هو يعرفه ، انتظر راقب لا تيأس ولا تفشل ، هو يسمع وهو يستجيب في حينه .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
283 - نأتي الى الرب بطلبة نرفع قلوبنا له بسؤال ، نقدم امام عرشه احتياجا ً ويتلقى الرب الطلب ويصل اليه السؤال ويعرف الاحتياج ما دمنا طلبنا بايمان ويعد الله استجابة الطلب ويجهز الجواب ويوفر الاحتياج ويحضّر البركة وننتظر كما يقول حبقوق النبي " عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ ، وَعَلَى الْحِصْنِ أَنْتَصِبُ ، وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي، وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ " ( حبقوق 2 : 1 ) . ينتظر ويراقب كما ننتظر . يقف على مرصد عال ٍ ويعتلي حصنا ً مرتفعا ً حتى تسهل الرؤيا ويمكن المراقبة وينفذ صبر البعض ويزداد توتر وتخبط الاقدام في تعجل وقلق ويتأنى الرب ويمل البعض الانتظار ويتعبون ويتركون المرصد وينزلون من الحصن . يتصورون التأني رفضا ً والتأجيل عدم قبول والتواني غلقا ً للابواب . واجاب الرب حبقوق وقال : " اكْتُبِ الرُّؤْيَا وَانْقُشْهَا عَلَى الأَلْوَاحِ لِكَيْ يَرْكُضَ قَارِئُهَا ،لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ "( حبقوق 2 : 2 ، 3 ). التأجيل لا يعني الرفض ، التأجيل لأن الله يختار الوقت المناسب للاجابة . افكار الله ليست افكارك ، طرق الله ليست طرقك ، اوقات الله ليست اوقاتك . حين تتسرع انت يتأنى الله ويصبر ، هو يعلم قدرتك واستعدادك لقبول بركته ونعمته ولذلك ينتظر الرب ليترأف عليكم ولذلك يقول ليرحمكم لأن الرب اله حق . انتظار الرب له حكمة وهدف ، قد تكون الاستجابة لم تنضج ما تزال فجة وحصولك عليها الآن قد يضرك لا يفيدك بل يسبب ضرر وقد تكون أنت لست مستعدا ً بعد لتلقي البركة والنعمة والجواب . احيانا ً نطلب ما نشتاق اليه ونرغبه لا ما نحتاج اليه ونفتقده . الله يعرف قدر الاحتياج وقدرة الانتظار وقوة الايمان . كم من بركات يعدها الرب لطالبيه وحين يأتي وقت العطاء لا تجد من ينتظر . حين تطلب انتظر ، " لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ " ، ما يزال الوقت المناسب لم يحل . انتظر وراقب الله يعدها لك ." إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ . " ، ستأتي اتيانا ً ولا تتأخر . التأني ليس تأخيرا ً والتواني ليس رفضا ً . الله يعرف احتياجك ، هو يعرفه ، الله يعرف قوة انتظارك ، هو يعرفه ، انتظر راقب لا تيأس ولا تفشل ، هو يسمع وهو يستجيب في حينه .

آميــــــــــــــــــن
أشكرك يارب

+ميرسى يا استاذنا
كتر خيرك
ربنا يبارك خدمتكم
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
آميــــــــــــــــــن
أشكرك يارب

+ميرسى يا استاذنا
كتر خيرك
ربنا يبارك خدمتكم
شكرا ABOTARBO
الرب يبارك حياتك وخدمتك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
284 - يمررنا الله احيانا ً في ظروف صعبة ويأخنا الى اماكن غريبة ونُصدم ونخاف ان تطول اقامتنا هناك او نُترك وحدنا . قد تنزلق قدمك وتسقط وتهوي وتغوص في دوامة فشل وكلما حاولت الخروج من المأزق وقاومت كلما زاد انغماسك وسقوطك . وقد تجد نفسك وسط اكتئاب او حزن يلفك بردائه ويغطيك بغلالته وكلما حاولت ان تحرر نفسك وتهرب تجد انك مربوط مقيد بأغلال ثقيلة ، أو يداهمك مرض ويصيبك ضعف ويهاجم جسدك وهن يُقعدك ، وإذا بك حبيس فراش حولك اوصياء في ملابس بيضاء يحددون حركتك يقدمون لك ما يشاؤون من طعام وشراب ودواء ويتصرفون في جسدك كما يريدون . في وسط ذلك كله لا تفهم لماذا ولا تعرف الى متى وليس حولك من يسمع او يجيب . ويأتي الصوت ، صوت الله يقول كما قال لهوشع النبي " أَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ ....وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ " ( هوشع 2 : 14 ، 15 ) . البرية ؟ كروم من البرية ؟ متى كان الكرم ينبت او ينمو او يعيش في البرية ؟ هل تُزرع الصحراء ؟ هل في جفافها حياة ؟ هل في رمالها مكان لزهور او ثمار ؟ وتتعجب ويصاحب تعجبك شك ، قد تبتسم او تلوي شفتيك او تحرك كفيك حيرة ، لكنك وانت في البرية الجرداء القاحلة وانت في الفشل او الحزن او المرض ، وانت تمعن النظر في جفاف البرية وفي رمال الصحراء تجد سطح الارض ينشق ويتفتح ومن مسام الارض يبرز نبات اخضر يتطاول ويعلو ويمتد ويصبح كرما ً ، كرم عنب ، وتمتد الفروع وتنتشر وتتكاتف الاوراق وتظهر الثمار وتتلألأ في الشمس الساطعة . كيف اخرجت البرية كروما ً ؟ كيف ولدت الصحراء شجرا ً أخضر مثمرا ً وارف الظلال ؟ الذي بيده الحياة خلق في وسط الجفاف والموت حياة ، حياة ً خصبة رطبة كثيرة الثمار . هكذا يصنع الرب معك وانت وسط دوامة الفشل يمد يده ويُمسك بك ، وبينما انت محاط بالإكتئاب والحزن وسط الظلام يبرز وجه الله أمامك ، وانت مقيد بفراشك والاجهزة تنحني فوقك والمحاليل تندفع الى عروقك والحركة محسوبة عليك ، يحررك الله ، يكسر قيودك ، يملأ جسدك بقوته وقلبك بفرحه وحياتك بسلامه . لا تتصور البرية نهاية المطاف والصحراء خاتمة الطريق والشقاء مصيرك وقدرك ، أبدا ً ، الله يأخذك الى البرية ليختلي بك ، ليظهر اهتمامه وعنايته ومحبته لك ويمارس قوته ويحقق معجزاته ، ويحول البرية أرضا ً خصبة والجفاف كروما ً خضرا ً .
 
التعديل الأخير:

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
285 - اغلى انواع الماس لا يوجد الا في اعماق سحيقة من الارض تراكمت عليه الاحجار وضغطت عليه الاتربة وهاجمته الرطوبة والحرارة . وسط هذا كله يصفو الماس وترتفع جودته ويزداد ثمنه وتغلو قيمته . وكلما قست عوامل الطبيعة وتتابعت على الارض كلما تفجرت آبار البترول . العوامل الطبيعية الشاقة تقسو على الارض فتجعلها تنزف طاقة وقوة . والخشب الجامد الميت حين يُدفن تحت طبقات الارض لسنوات طوال يجف ويتحول الى فحم خام يستخدم في انتاج طاقات حية محركة عاملة . العواصف العاتية تقوي خشب الاشجار وتجعله صلبا ً قويا ً جامدا ً . النار المشتعلة والحرارة العالية الشديدة تنقي الذهب وتصفيه . هكذا يصنع الله احيانا ً معنا حين يعدنا لاعمال عظيمة يريدها لنا . في سفر اشعياء النبي يقول " الرَّبُّ مِنَ الْبَطْنِ دَعَانِي ...... وَجَعَلَنِي سَهْمًا مَبْرِيًّا " ( اشعياء 49 : 1 ، 2 ) . ليُصنع السهم يوضع الحديد في النار حتى يحمر ويلين ثم يُجذب ويُشد ويُطرق . وليكون السهم حادا ً مبريا ً يمر في مراحل كثيرة من القطع والقص والسن . بعد ذلك يصبح سهما ً مبريا ً مدببا ً حادا ً قويا ً يذهب الى الهدف ويحقق الغرض ، هكذا يعدنا الله ويؤهلنا ويعالجنا ويصنعنا لنذهب الى الهدف ونحقق الغرض وقد يستدعي هذا ان نمر في ضغوط وان نواجه صعوبات ونقابل مشقات . الله يعلم مقدرتك وامكانياتك . الله يعرف تماما ً نواحي ضعفك ونواحي قوتك وهو يتعامل معك ويزيد ويضيف من قدراتك ويعالج ضعفاتك لتصبح سهما ً مبريا ً . قد تقسو يده وهو يمسك بك يصقلك ، قسوته وعلاجه وصقله تقوية ، ويده التي تقطع وتقص وتشذب تقطر حنانا ً ورقة ونعمة ومحبة ، لا تُخطئ ابدا ً لا تتعدى احتمالك لا تهلك هي تنجي ، لا تكسر هي تجبر . وضربات الله قد تُؤلم ومشرطه قد يجرح ومقصه قد يُدمي ، لكننا جبلة في يديه ، عجينة بين اصابعه ، حياتنا طوع امره ومشيئته ، إن سلّمت له سلمت وإن ارتكنت عليه ارتفعت ، إن استسلمت نجوت . لا تقاوم الاحداث التي يمررك بها لا تعاند التدريبات التي يجيزك فيها كل معاناة اليوم راحة ونصرة ومجد غدا ً. كل جواهر الله دموع تجمدت فتبلورت . كل بركات الله تجارب تتابعت فتعظمت .
 
التعديل الأخير:
أعلى