معنى آية: أنت هو الإله الحقيقي وحدك

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
معنى آية: أنت هو الإله الحقيقي وحدك

سؤال


خاطب المسيح الاب وقال انة الالة الحقيقى وحدك واكرر "وحدة"، كما جاء في يوحنا 17 (1-3)، وفي نفس الوقت الاب ليس هو الابن، فكيف يكون الابن الة؟؟؟




الإجابة:


الآية تقول "وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته".


من ضمن الايات التي يسئ الاريوسيون فهمها ضد لاهوت المسيح آيه من يوحنا (17:3) بيقول فيها "وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" فالأريوسيون يقولون أنه مادام هو الإله الحقيقى وحده إذن المسيح بعيد عن هذا اللاهوت أيضاً. فيجب علينا أن نرى كل النص أولاً، ثم نقوم بالرد.


يقول "أيها الأب قد أتت الساعة مجد إبنك ليمجدك أبنك أيضاً.. إذ أعطيته سلطان على كل جسد ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيته. وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقى ويسوع المسيح الذي أرسلته". ويقول الآباء في هذا: "الذى يعطى حياة أبدية لكل أحد لا يمكن أن يكون إلا الله"، فَمَنْ الذي له سلطان أن يعطى حياة أبديه لكل أحد؟! "أعطتيه سلطاناً على كل جسد"، يجب علينا أن نفهم كلمة "كل جسد" فهماً سليماً.



كلمة جسد أحياناً تُطْلَق على جسم الإنسان، وأحياناً كلمة جسد تعنى الإنسان كله أحياناً مثلما نقول "والكلمة صار جسداً"، الكلمة صار جسداً ليس معناها صار جسماً فقط إنما صار إنساناً كاملاً. وأيضاً في الكلام على نهاية الأزمنة قال "إن لم يُقَصِّر الله تلك الأيام لم يخلص جسد". وهنا غير مقصود يخلص جسد أي جسم إنما لم يخلص إنسان.


فهنا آية "أعطيته سلطان على كل جسد" يعني "على كل إنسان"، ولا يمكن واحد يكون له سلطان على كل إنسان إلا الله وحده.


وعن آية "يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك"، فلم الابن في هذه الكلمة يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك أن يميز الأب عن الأبن إنما أن يميز الأب عن الآلهة الأخرى، أي عن موضوع تعدُّد الآلهة التى كانت منتشرة في ذلك الزمان، فالتفرقة هنا عن الإلهه غير الحقيقين "أنت الإله الحقيقى وحدك". وذلك مثل مزمور (82: 1) "الله قائم في مجمع الآلهة، في وسط الألهه يقضى". طبعا هؤلاء ليسوا آلهة بالحقيقة. وأيضاً في آية 6، 7 "ألم أقل أنكم آلهة وبنى العلى تدعون؟ ولكنكم مثل البشر تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون". فهولاء الذين يموتون ويسقطون ليسوا ألهة بالحقيقة؛ لكن دُعُوا آلهة. وآلهة الأمم أيضا دعوا آلهة، والكتاب في مزمور (86) يقول "لأن كل آلهة الأمم شياطين"، فسموهم آلهة. وأيضاً في الوصايا العشرة يقول "لا تكن لك ألهة أخرى امامى" فسماهم آلهة لكنهم ليسوا كذلك.


حتى الأنبياء دُعوا آلهة!! فمثلاً موسى النبى قال له الله في خروج (7: 1) "انا جعلتك إلهاً لفرعون"، وهنا إلها لفرعون تعنى سيداً لفرعون، لكن ليس إلهاً لفرعون يعنى خالقاً لفرعون! وأيضا في خروج (4) عندما دعى الرب موسى، ولكن النبي اعتذر وقال "أنا أغلف الشفتين، لست صاحب كلام ولا اليوم ولا امس ولا قبل أمس"، فقال الله له "أنا أعطيك هارون أخاك، أعطيك الكلام في فمك وانت تقوله له. هو يكون لك نبياً وأنت تكون له إلهاً". وعبارة "تكون له إلهاً" أي توحي إليه بالكلام، ليس "تكون له الهاً" أي خالقاً! هارون النبي كان موجوداً حتى قبل ولادة موسى. فالعبارة تعني أنك توحي إليه بالكلام.


فعندما يقول المسيح "أنت الإله الحقيقى وحدك"، فهنا هو يميزه عن آلهة الأمم، أي عن تعدد الألهة، ويميزه عن الأبرار الذين دعوا ألهة تشريفاً لهم كما أوضحنا سابقاً في آية "ألم اقل أنكم ألهة وبنى العلى تدعون" لكن هذا الكلام ليس عن السيد المسيح.


إذن، ما معنى آية "انت وحدك" هذه؟! وما هو المقصود عندما يقول "أنت هو الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"؟


القديس أثانسيوس الرسولى قال تشبيهاً جميلاً جداً لهذا الموضوع، إذ قال: "إذا قالت الشمس أنا مصدر النور الوحيد للأرض أثناء النهار، فهل هي تنفى هذا الأمر عنها أشعاتها؟! أم أن الشمس هي مصدر النور وأشعاتها ايضاً؟! وعن طريق أشعتها توصِّل النور للأرض.. فكأن الشعاع يقول لها انتِ مصدر النور وحدِك، وأنا الشعاع الذي أرسلتيه للأرض لكي يُنير الأرض، ونحن الاثنين واحد: الشمس والشعاع.. واحد أى شئ واحد".


فالسيد المسيح قال هذا الكلام في يوحنا (17) وكان هو في الطريق إلى جثمانى إلى الجلجثة، فيقول له "أنت الإله الحقيقى وحدك، والفداء الذي أرسلته إبنك للأرض". حسناً، كلمة "والفداء" هذه ما هو مصدرها؟! فيقول "ويسوع المسيح الذي أرسلته". هنا نرى أنها أول مرة يسوع المسيح يتكلم عن نفسه ويقول أنا يسوع المسيح. دائماً ما نرى في الكتاب أن الرسل هم الذين كانوا يقولون هذا، أما هو فلم يقل عن نفسه أنه هو يسوع المسيح إلا تلك المرة فقط.


وكلمة "يسوع" يعنى مخلص، و"المسيح" يعنى الذي مسح لهذه الرسالة، فأنت الإله الحقيقى وحدك وانا ممثل الفداء، طريق الفداء الذي أرسلته إلى الأرض لأننا ماشيين في سكة الفداء دلوقتى.


أنت الإله الحقيقى وحدك وأنا اللوغوس (الكلمة) أنا عقلك الناطق ونطقك العاقل، أنا لستُ غريباً عنك، ولا أنا بعيداً عنك، ولا منفصلاً عنك.. أنا كما ورد في كورتثوس الأولى (1: 23،24) "قوة الله وحكمة الله".. أنت الإله الحقيقى وحدك، وأنا قوتك وحِكمتك وعقلك الناطق وإبنك الذي أرسلته للعالم لكي يفديه.. فلست منفصلاً عنك ولا غريباً عنك، أنت الإله الحقيقى وحدك، وأنا فيك وأنت فيَّ.. ومن رأنى فقد رآك، كما ورد في يوحنا 14: "أنا في الآب والآب فيَّ، مَنْ رآنى فقد رأى الآب".


يجب علينا ألا نأخذ جزء من الكتاب وننسى باقي الآيات!


ثم أن كلمة "وحدك" هذه قد تأمل فيها القديس امبروسيوس بطريقة عجيبة جداً وقال: "ليست في كل مرة تُقال فيها كلمة "وحدك" يُقصَد الآب وحدة منفصلاً عن الأبن أبداً". فمثلاً إذا قُلنا أن الله هو وحده الخالِق، فهل هو وحده بدون الأبن؟! الأبن الذي قيل عنه في كولوسى (1:16) "أنه خُلِقَ به الكل، وله قد خُلِقَ"، والذى قيل عنه في (يوحنا أصحاح 1): "كل شئ به كان، وبغيرة لم يكن شئ مما كان"، والذى قيل عنه في (العبرانين 1): "هذا الذي به عملت العالمين" أو "خلقت العالمين" (اقرأ نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا). فكلمة "الله وحده الخالق" تعنى إنه الخالق، ولكن الخالق بواسطة الأبن. فكيف الله خلق؟ خلق العالم بالأبن، خلق العالم بعقله الناطق أو بنطقه العاقِل.. فأصبح مَنْ هو الخالق؟ الآب أم الأبن؟ الآب هو الذي خلق "في البدء خلق الله السموات والأرض"، والابن هو الذي خلق "كل شئ به كان وبغيرة لم يكن شئ مما كان"، والله خلق بالأبن أي الله خلق بعقله الناطق، والله وابنه شئ واحد، الله وعقله شئ واحد.. مثلما تقول: لقد قمت بحل هذه المسالة بعقلي، فهل انت الذي حللتها أم عقلك؟! أنت حللتها وعقلك، وأنت وعقلك شيء واحد.. وأنت حلتها بعقلك.


فعندما نقول كلمة "وحده" في الخليقة، فلا تعني "وحده" أي اللاهوت كله، فالله خلق بالأبن (بعقله).


وفي تيموثاوس الاولى (6: 16) يقول عن الله "الذي وحده له عدم الموت". فهل الآب وحده له عدم الموت؟! ماذا عن الأبن الذي قيل عنه "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس"؟! الذي فيه الحياة؟! قطعا له عدم الموت، والذي قال عن نفسة "انا الحياة": "أنا هو الطريق والحق والحياة"، والذي قال عن نفسه "انا هو القيامة والحياة " (يوحنا 11). فكيف يكون هو الحياة وفيه الحياة؟ طبعاً فيه عدم الموت لأن فيه الحياة إذ هو الله. وإذا كان هكذا، فماذا عن الروح القدس اللى هو أقنوم الحياة؟ إذ انه بعدم الموت لا يقصد الآب فقط إنما يقصد اللاهوت جملة بتفاصيله الثلاثة، على الرغم من إستخدام كلمة "وحده". إذاً كلمة "وحده" تعنى اللاهوت وحده، أي لا يوجد شيء مقصود بتلك الكلمة غير اللاهوت.


انظروا أيضاً ما يقوله القديس امبروسيوس في أعمال (4: 11، 12) عن الأبن: "ليس بأحد غيره الخلاص"، أي أن الخلاص له وحده. فهل الخلاص له لوحده والآب ليس له علاقة به؟! يقول الكتاب "هكذا احب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد"، وفي يوحنا الأولى يقول "الله أحبنا وأرسل ابنه كفّارة عن خطايانا". فالخلاص داخل فيه الآب بالطبع، الآب هو الذي أرسل الابن لِيُخَلِّص. فلا نقدر أن نقول أن كلمة "وحده" هي خاصة بأقنوم واحد! والقديس امبروسيوس يقول في التجربة على الجبل: قال السيد المسيح "مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"، فهل الآب وحده هو الذي يُسْجَدْ له، وهو الذي يُعْبَد؟! فماذا تقول عن المسيح الذي سجدت له مريم المجدلية ومريم الأخرى (متى 28)، وقبل منهم هذا السجود؟ وسجد له المولود أعمى سجودا وأعترافاً بلاهوته إذ قال له "أتؤمن بإبن الله" قال له "أؤمن وسجد له"، وسجد له ركاب السفينة (متى 14) عندما انتهر الريح وسكنت الأمواج اعترافاً بلاهوته.


إذاً عبارة "أنت الإله الحقيقى وحدك" نضع بجانب منها عبارة "أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 30). وآية "يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك"، فكيف يعرفوك؟ يعرفونك عن طريقي أنا اللى عرَّفتهم بك، أنا عَرَّفتهم اسمك، أنا عرفتهم كلامك. كل هذا مذكور في يوحنا 17، إذ يقول السيد المسيح "عرفتهم وسوف اعرفهم" لكي يعرفوك بواسطتى، فأنا إقنوم المعرفة.
 

elamer1000

حبة تراب متألمة
عضو مبارك
إنضم
5 فبراير 2010
المشاركات
3,014
مستوى التفاعل
306
النقاط
83
الإقامة
فى العالم

القديس أثانسيوس الرسولى قال تشبيهاً جميلاً جداً لهذا الموضوع، إذ قال: "إذا قالت الشمس أنا مصدر النور الوحيد للأرض أثناء النهار، فهل هي تنفى هذا الأمر عنها أشعاتها؟! أم أن الشمس هي مصدر النور وأشعاتها ايضاً؟! وعن طريق أشعتها توصِّل النور للأرض.. فكأن الشعاع يقول لها انتِ مصدر النور وحدِك، وأنا الشعاع الذي أرسلتيه للأرض لكي يُنير الأرض، ونحن الاثنين واحد: الشمس والشعاع.. واحد أى شئ واحد".


الف شكر للموضوع الرائع

ربنا يباركك

+++

 
أعلى