الجزء الأول مواليد الخلق من تك 1 إلى تك 4

إنضم
19 يونيو 2021
المشاركات
47
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
اعيش هنا: https://fliphtml5.com/homepage/odddi
1/ تك 1:1-2 مقدمة مُـختصرة شاملة لكل عمل الخليقة الإسبوعي :

” في البدء تكلم الله بواسطة الأنبياء ثم بذاته تكلم عندما أتي متجسداً؛ وأخيراً بواسطة الرسل عندما حملوا كلامهُ إلي كل البشر بعد صعودهُ إلي السماء؛ وعلى قدر ما ارآه كافياً أقام الله الكتاب المقدس بشكل قانوني وقلدهُ الله سلطة عالية فآمنا بكل ما لا يجوز أن نجهله ونعجز عن فهمه بأنفسنا؛ لأننا إن كنا قادرين على فهم ما وصل إلينا بواسطة حواسنا الداخلية والخارجية، استناداً إلى شهادتنا ؛ فمن الثابت أن شهادتنا لا تستطيع أن تعرفنا بما هو بعيد عن حواسنا؛ لهذا يجب أن نستعين بشهود آخرين وأن نصدق أقوال الذين يعتمدون على تأثيرات حواسهم المباشرة. وبالتالي، كما أننا نصدق،بالنسبة إلى ما لم نر من الأشياء المنظورة، شهادة من يعتمدون على حواسهم، هكذا هي الحال بالنسبة إلى الأشياء المتعلقة بكل حاسة من حواس الجسد؛ وهذه هي الحال لكل ما يقع تحت حس العقل والفكر. أما الحقائق اللامرئية البعيدة عن حسنا الداخلي فيجب علينا أن نقبلها لدى جميع الذين رأوها أو تأملوها، ثابتة ومنظمة، في ذلك النور غير المادي بمعني عن طريق الوحي الإلهي . فالوحي الإلهي ينبئ بقدرة الله على خلق أعظم الكائنات المنظورة، وهو الكون؛ وأعظم الكائنات غير المنظورة، الله. فنرى الكون فنؤمن بالله . وعلي هذا الأساس فالله خالقاً للكون فما من سلطة تضمن لنا الإيمان سوى سلطة الله .“
” لأن الأسلوب الذي يفتتح به الروح القدس هذا السفر البديع أسلوب فريد حقًا لأنه يقودنا مباشرة إلى الله بملء وجوده وتفرد صفاته وكماله: فأسلوبه يوقفنا أمام الله جلّ شأنه. وكأننا نسمعه يقاطع سكون الأزل باعثًا نوره في عملية إنشاء عالم يتجلى فيه بلاهوته وقوّته السرمدية. وهنا مجال لإشباع الدهشة العقيمة. ولا ميدان تركض فيه مُخيّلة الفكر الإنساني الضعيف، بل هو الحق الإلهي الصريح السامي بكل قوّته الأدبية التي تفعل في القلب وتؤثر على المدارك والوجدان. ذلك لأن روح الله لا يُغذي الدهشة البشرية العقيمة بعرض المستغربات في شكل نظريات كما يفعل العلماء الذين يفحصون طبقات الأرض ويحاولون أن يستنتجوا من أبحاثهم معلومات يظنون أنهم يكملون بها التاريخ الإلهي الموحي به أو يناقضها أحيانًا، أو يدرسون الحفريات ليصوغوا منها ما شاءوا من نظريات.أما إنسان الله فيتمسك بأهداب الوحي ويبتهج به.“
فيبدأ الوحي بكلام الله ” وما مِنْ كلام له أكثر وضوحاً مما جاء على لسانه في الكتاب المقدس، حيث يقول نبيه : «١ فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. ٢ وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. (تك1:1-2) » وماذا يعني هذا القول؟ هل كان النبي حاضرا عندما خلق الله السماوات والأرض؟ كلا؛ لكن حكمة الله التي خلق بها كل شيء تنازلت إلى النفوس القديسة، وجعلتها صديقة الله والأنبياء وأخبرتها، في الصميم، عن أعماله، بهدوء، كما سمعت كلمة الـمـلائـكـة الـذيـن يـشـاهـدون دوما وجه الآب (متی ۱۰ / ۱۸ ) ويبشرون بمشيئته حيثما يجب وكل ما يلزم. ومنهم هذا النبي الذي كتب وقال: «في البدء خلق الله السماوات والأرض» إنه لشاهد محترم وصادق، يجب علينا أن نؤمن بكلامه، كما بالله ، إذ إن روح الله يوحي إليه بتلك الحقائق، ويطلب إليه أن ينبئ بإيماننا ، عدة أجيال، قبل أن نكون . “
” وليس الأسلوب وحده هو الذي يقودنا إلى الخشوع والسجود بل الحق كذلك، الحق الذي يفتتح به الكتاب المقدس كله: وهو حق لم يكن في مقدور أحد من البشر، ولن يكون، أن يكتشف بدون ”الله“ الخالق العظيم والمُعلن الوحيد بروحه القدوس. لانه ولو أن انساناً هو مصدر ”الوحي“، لو أن إنسانًا هو صاحب ”الأقوال“ يصوغها أو ينتقيها ”بحكمته الإنسانية“، إذن لوجدنا أنفسنا أمام أبواق مدوّية، ومصطلحات معقدة ليحدثنا من خلالها عمن هو ”الله“، وعما صنعه، في محاولة عقيمة ليتخيّل من مستودع ”ذهنه المرفوض“ صورة ”الله“ ”غير المنظور“ لكي يبرر بها ما هو عتيد أن يعرضه من ”عظائم الله“ في الخلق، فيما ”عمل“ ”وصنع“ ”وجَبَل“ فأتقن.لكن طوبى لنا فإن المتكلم ”من السماء“. وأسلوب السماء هو الأرفع قدرًا، هو الأقدس غاية، وهو الأوّفق سبيلاً.
بدأ الكلام في الكتاب المقدس كان ذِكر الكلام الحسن وهو عن الله الخالق فالله تبارك أسمه يُعلن علي لسان نبيه موسي بأنه خالق السماوات والأرض بكل ما فيها وما عليها و هو هنا يُعلن بأنه ليس هناك ألهةً في الأصل بل إله واحد خالق لكل السماء و كل المجرات وليس هنا أو هناك شئ مخلوق إلاَّ بأمرهُ فقط .

و الكتاب المقدس كله من خلال الكُتب الموحي بها من الروح القدس والتي عددها 73 كتاباً و الإصحاح الأول من سفر التكوين خاصةً يعلن بأن الله تبارك أسمه موجود بذاته ومُتكلم من خلال كلمتهُ وحي من خلال روحهُ الأزلي فهذا موجود من أول الكتاب وإلي آخر جزء منه وهو كتاب رؤيا يوحنا و الحق الذي يفتتح به الكتاب المقدس كله: وهو حق لم يكن في مقدور أحد من البشر، ولن يكون، أن يكتشف بدون ”الله“ الخالق العظيم والمُعلن الوحيد بروحه القدوس من خلال أنبياءه وعندما أتي كلمة الله الأزلي أعلن لنا هذه العقيدة بكل وضوح وشرحها أباء الكنيسة في كتبهم بأكثر توضيحاً

ففي العهد القديم يختلف أسلوب أعلان الوحي لهذه العقيدة عن الإعلان الواضح في العهد الجديد «لماذا»؟


فنجد في سفر التكوين من بدايته يُعلن هذه العقيدة الإلهية عن الله ففي عبارة موجزة من كلمات سبع ”وفق النص العبري“ يعطينا الروح القدس الإعلان لحقائق خطيرة. يعلنها ـ أول ما يعلنها ـ لشعب كان قد عرف آباؤه ”الله“ قبل صدور هذا الإعلان المكتوب، عرفوه بتناقل من الآباء للأبناء: عرفوه كمن هو تعالى إله آبائهم ـ إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب ـ عرفوه تعالى باسمه ”أهيه“ وذلك قبل أن ”كتب موسى“ ـ عرفوه ”كايلوهيم“ كما يقول أبوهم إبراهيم «لما أتاهني ”إيلوهيم“ من بيت أبي» (تكوين 13:20). ولاشك أنهم عرفوه ”كالقدير“ طبقًا لإعلانه تعالى لإبراهيم ويعقوب (تكوين 1:17، 11:35،خروج 3:6).إذن فما الجديد الذي يحويه هذا الإعلان «في البدء خلق الله السماوات والأرض؟» الجديد أن يعرفوا أن ”إيلوهيم“ ”القدير“ إله آبائهم هو ”الخالق“ وتلك حقيقة رأي الله لزومًا أن يعلنها لشعبه، وأن يعلنها بقلم موسى الذي تهذب بكل حكمة المصريين، الذين كانت لهم آلهة كثيرة هي التي وقعت عليها أحكام الرب (خروج 12:12، عدد 4:33)
ففي الأزل وقبل بدء الخلق كان ” إيلوهيم“ وهنا الحقيقة التي تستحق منا كل سجود وخشوع ـ فقد وقفنا علي حقيقة الخلق، ثم وقفنا علي ”بدء“ الكون مخلوقًا وها نحن نقف أمام الحقيقة الإلهية ”إيلوهيم“ ـ وما أعجب كلمة إلهنا! وما أسعدنا إذ وضع الله بين أيدينا ما يؤهلنا أن نكون «مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا» عن حقيقة الثالوث الأقدس! فهي من الأوليات التي سجلها الروح القدس: ”إيلوهيم“ لفظ جمع، مفرده في العبرية ”إيلوه“ وقد جاءت صيغة المفرد 57 مرة، وهي صيغة توحي بفكرة القوة كما نقرأ مثلاً في (تثنية 32) «فرفض ”أي الشعب“ أيلوه الذي عمله … ذبحوا لأوثان ليست أيلوه» (أعمال 15ـ17) وكما نقرأ أيضًا في (نحميا 16:9ـ19) «وأنت أيلوه غفور … وقالوا هذا إيلوهيم الذي أخرجك من مصر». وقد جاءت صيغة الجمع 2700 مرة ـ نعم فالإله الذي نعبده له (1) قوة خارقة، ثم (2) غدرة غالبة، ثم (3) ذات تتبايّن مع كل ما يُدعى إلهًا.وفي نور العهد الجديد نعرف أن ”ايلوهيم“ هم أقانيم اللاهوت الثلاثة: الآب والإبن والروح القدس. نعم فالآب خالق، والإبن خالق، والروح القدس خالق ـ للآب دور في الخليقة «منه جميع الأشياء» وللإبن دوره «به جميع الأشياء» (كورنثوس الأولى 6:8) ـ «به عمل العالمين» «الكل به وله قد خُلق»، وللروح القدس دوره «بنفخته السماوات مسفرة» أو «بروحه زيَّن السماوات» (أيوب 13:26). إذن ”ففي البدء خلق ايلوهيم السماوات والأرض“ أي أنه تعالى خلق السماوات بشموسها وأقمارها ونجومها بكل تلك الأجرام التي لا حصر ولا استقصاء لها ولأبعادها ولأحجامها. كما خلق الأرض بحسب فكره الإلهي سوية لا ينقصها شيء، لم يخلقها باطلاً ”خربة“ للسكن صورها (إشعياء 18:45).تلك ـ إذن ـ هي صورة الكون صادرة من قدرة الله، كاملة متقنة ـ ترنمت لمرآها كواكب الصبح معًا وهتف بني الله، ونقرؤها نحن المؤمنين في أول أسفار الكتاب فنهتف مع المرنم «مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ. (المزامير ١٠٤: ٢٤)»
ونجد هذا التأثير الإلهي النبوي في المُفسرين مثلاً نجد المفسر ديڤيد أتكنسون يقول عن هذا الجمال العجيب في النفس: « يشكل الأصحاح الاستهلالي لكتابنا المقدس قصيدة من الجمال والجلال، تعد بحق ترنيمة تسبيح وتمجيد لعظمة وجلال الله الخالق، ولا يعني قولنا هذا أنها كتبت بالضرورة كترنيمة عبـادة، بل بالأحرى أن عددا لا يحصى من المؤمنين ـ على مر الأجيال ـ وجدوا أن هذا الأصحاح يحفز على التسبيح. ومـن خـلال تناغمات تراكيبه الرائعة، نجـد قـلـوبنـا، وقـد تألفت وارتفعت أذهاننا لتتأمل في الله، باعتباره مصدر الوجـود وحافظة. فهذا الأصحـاح يدعونـا إلى أن ننحني بإتضاع، خضوعا أمام كلمته الخالقة. ثم إنه يعرفنا موقعنا في المشهد الشامل لمقاصد الله، مع موسيقى السماء، بالنسبة لخليقته كلها.

فبهذه السمفونية يفتتح الوحي كلماته وإعلانه للإنسان بآية ليس لها مثيل في بساطتها وشمولها وعمق معناها: فقال الوحي الإلهي: «في البدء خلق الله السماوات والأرض » فإن كان يجب علينا أن نقول شيئاً عن هذه الأسرار العميقة، إلا أننا لا نتجرأ أن نحسم فيهـا بجسارة. لأن الحسم في هذه الأمور بدون تحفظ يستلزم إما فقـدان الحس، أو أن يكـون المـرء من أولئك المختارين الذين يستطيعون أن يتلقنوا المعرفة من الرب يسوع نفسـه (مثـل بـولس الرسول)، أو بالحري من أولئك الذين دخلوا وسط السحاب حيث يسكن الله، وهناك تقبلـوا من السماء الكلمات الإلهية (مثل موسى النبي). فإذا كان موسى نفسه قد استطاع بالكـاد أن يخترق هذه الأعماق و يتفحصها ويعبر عنها! إلاَّ أنه من جهتنا نحن، فإنه على قدر القليل الذي لنا نؤمن بالرب يسوع المسيح، ونفتخر بأنـنا مـن تلاميذه، ولكننـا لا نتجاسر أن نقـول إننـا تقبلنا منه إدراك الكتب المقدسة وجهاً لوجه (مثل موسى)، ولا نجرأ أن نتكلم بسلطان مثـل الرسل. ولكن، بينما آخرون يؤكدون بتعال وبدون سند اختلاقات عقولهم فإنـنا مـن جهتنـا نعترف بقصورنا عن معرفة ما يفوق إدراكنا. فإننا بالحقيقة مقبلون على دراسة أسرار عميقة تفوق إدراكنا، لذلك يلزم لنا أن نقترب إليها بكل خشوع ورهبة مستعينين بنعمـة الله لإنارة بصيرتنا، قائلين مع المرتـل: «اكشـف عـن عـيـني فأرى عجائب من شريعتك.» (مز ۱۱۹: ۱۸) فمن هذه الأسرار التي أعلنها لنا الله عن نفسه هو ما أعلنه كلمته في تجسدهُ من وحدة الجوهر الإلهي وتعدد أقانيمه وأن هذا العالم مخلوق بيدهُ وإن كان العالم المرئي مدروس من خلال المتخصصين كالفيزياء بإن الكتاب يعلن بأن هناك عالم روحي غير مادي حيث الله وملائكته وأرواح البشر المُنتقلة إلي السماء
 
إنضم
19 يونيو 2021
المشاركات
47
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
اعيش هنا: https://fliphtml5.com/homepage/odddi
تابع : 1/ تك 1:1-2 مقدمة مُـختصرة شاملة لكل عمل الخليقة الإسبوعي

فمن هذه الأسرار التي أعلنها لنا الله عن نفسه هو ما أعلنه كلمته في تجسدهُ من وحدة الجوهر الإلهي وتعدد أقانيمه وأن هذا العالم مخلوق بيدهُ وإن كان العالم المرئي مدروس من خلال المتخصصين كالفيزياء فإن الكتاب يعلن بأن هناك عالم روحي غير مادي حيث الله وملائكته وأرواح البشر المُنتقلة إلي السماء ولكن لم يُشير في بداية الكلام إلي ما في السماء لحكمة وهي بداية الكلام عن خليقة الله تبارك اسمه المادية لذلك نري أن الرب قال في بداية الوحي في تكوين 1:1 ” فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ “ وإذا سألنا ماذا كان قبل الخلق ؟ ماذا كانَ يوجد ؟ لا يدُل الكتاب في بدايته علي هذا الأمر بل يُسلم بأنه ليس هناك أحد إلاَّ الله تبارك اسمه فقط فماذا كان يفعل ؟ وما هي الأزلية ؟ وكيف يوجد في الأزلية ؟ وكيف هو ؟ لا يريد الوحي أن يقول عن أزلية الله تبارك اسمه شئ أساسي للبشر ولا نجد في الكتاب كله إجابةً مريحة في هذا الأمر ولا حتي الملائكة أو الأنبياء والرسل يقدرون أن يعرفون الله تبارك اسمه في ذاته لأن من ضمن الأسباب كما يقول أشعياء بأنه: ” تَعَالَى الرَّبُّ لأَنَّهُ سَاكِنٌ فِي الْعَلاَءِ. “(إش 33 : 5) كل ما سوف نجده هو أن الله كان قبل الخليقة وأن الكون مخلوق وليس إله ولا هو جاء صدفة نتيجة تفاعل كيميائي نتج هنا هذه الخليقة بل قيل عنها ”خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. “ تك 1:1 قد ذهب البعض اﻵخر ﺇلى ﺃبعد من ذلك ليقولوا ﺃن كل ذلك حصل من خلال .... التطور. و مع ذلك لا يمكن للمرء أن يدعم هذه النظرية من دون ﺇنكار واضح للكتاب المقدس الذي يُعلن ﺃن الله هو خالق كل شيء كما قيل: ” فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ “ كو ١:١٦-١٧وليست الخليقة مساويةً في أزليتهُ فالخليقة قيل عنها بأنها لها بداية وليست أزلية و لكن متى حدث هذا؟ الكتاب المقدس لا يقول "في اليوم اﻷول". ما يقوله هو "في البدء". وُجِدَت "في البدء" وليس في الأزل و قرأنا (وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا: ” وَاحِدًا / ثَانِيًا …. / سَادِسًا “ ) مع بداية الخلق في شكل ونظام أسبوعي و هذا البدء هو في اﻷيام اﻷولى من الخلق المُسجلة في ‹ تك ۱› بقول الله: ” ليكن نور “ فكان هذا النور أو بلغة أهل العلم نقدر أن نقول: «ليكون الإنفجار العظيم» وكان هذا الإنفجار الذي تولد منه بدء الكيان المخلوق بكل ما فيها من مادة وكتلة وكل المجرات والكواكب التي تَطْلق عليها أيضاً الكنيسة اسم " السماء الثانية "
و تك 1:1-2 لا يقول أنه في اليوم الأول وإنما ”في البدء“ و بداية ستة أيام الخلق المذكورة في سفر التكوين ص 1 لا تبدأ من الآية الأولى وإنما في الآية الثالثة فمن الإعلان يتبين بأن الله تبارك اسمه خلق في البداية سماء السماوات مكان سُكناه وتواجده الملكي ومكان الكيان الإلهي نفسه فالله فوق الكل فهذا المكان أو هذه السماء لا نعرف لها مكان ولا إتجاه غير إنها في أعلي السماوات ولذلك يُقال عنها بأنها مكان عرش الله أو سماء السماوات أو المكان الذي يتواجد فيه الله بذاته و روحه وكلمته الأزليين وحين تم خلق الكائنات العاقلة بدأ بخلق الملائكة أو الكائنات السماوية الغير الجسدانية الغير الأرضية وبدأ بخلق الكون أو السماوات والأرض التي المجرات وكل كتلة الكون المادي من كواكب وكواكيبات فنظر ” وَ رَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا “ (تك 1 : 31) و ينقل الوحي عمل بداية خلق السماوات والكون المادي بجملة توصف بداية الست أيام الباقية كذلك: " وَقَالَ الله ......" :
وَقَالَ اللهُ: "لِيَكُنْ نُورٌ"، فَكَانَ نُورٌ. (تك 1 : 3)
وَقَالَ اللهُ: "لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ". (تك 1 : 6)
وَقَالَ اللهُ: "لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ". (تك 1 : 9)
وَقَالَ اللهُ: "لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ". (تك 1 : 11)
وَقَالَ اللهُ: "لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ". (تك 1: 14-15)
وَقَالَ اللهُ: "لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ". (تك 1 : 20)
وَقَالَ اللهُ: "لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا". (تك 1 : 24)
وَقَالَ اللهُ: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا ..."(تك 1 : 26) فخلق الإنسان في هذا الكون وخاصة الأرض وليس من دم الآلهة أو خادم لهم بل الإنسان أعلن الله له بأنه سيد لهذا الكون وليس خادم له.

فمعني تك 1: 1-2 ” فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ … “ يجب أن يُفهم «من خلال وضمن وبواسطة وفي نص» تك 1: 3- 2: 25 ( وَقَالَ اللهُ: "لِيَكُنْ نُورٌ" … وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ ) لماذا؟
عندما نعلم بأن فهمنا مبني أساساً علي ترجمة والترجمة هي في حد ذاتها نوع من التفسير للنص المقدس فالكتاب المقدس بالعربي هو كتاب نقدر أن نقول عنه بأنه « كتاب مُعرب » وليس في الأصل باللغة العربية لكي نفهم من خلاله ماذا يُريد الله تبارك اسمه أن نفهم لكن الكتاب المقدس بكل محتواه بالـ 73 كتاب كُتب في الأصل - وأصل كتابة الوحي هو بثلاث لغات قديمة هي « العبرية والآرامية واليونانية » فمن خلال هذا يجب أن نفهم ليس بحسب الترجمة بل بحسب ما استخدمه الله تبارك اسمه أثناء الوحي وأثناء الكتابة بيد رجال الله تبارك اسمه فاللغة العربية أو اللغة الألمانية ما هي إلاّ سوي وسيلة فردية تعطي معنى وحادي للكلمة في النص الأصلي لفهم النص .
وما سوف نقوم به من خلال الكتاب المقدس هو تقابل الآيات مع بعضها ومع ما يقوله رجال الله تبارك اسمه الأمناء في كل زمان لشرح كلمة الله تبارك اسمه وأهمية هذا الكلام لكي لا نقول مع مَنْ قال عن تك 1: 1-2: [ فيتضح أن "العالم الذي كان موجوداً" هو عالم سفر التكوين 1: 1 . في البدء خلق الله السماوات والأرض (تكوين 1: 1). لم يخلق الأرض خربة (أشعياء 45: 18). لقد أصبحت الأرض خربة وخالية (تكوين 1: 2) مما يعني أنه كان هناك أُناس علي تلك الأرض والذين ماتوا عندما هلك هذا العالم " الْعَالَمُ الَّذِي كانَ مَوْجُوداً ". و قد هلك عندما أغرقته المياه (بطرس الثانية 3: 6). ولهذا السبب فهناك اكتشافات تعتقد بوجود بعض المخلوقات في زمن معين في الماضي لأسماك غير معروفة الآن في جبال عالية كجبال الألب، والأنديز.... إلخ. لقد كان هناك بحراً لبعض الوقت عندما حدث أن " العالَمُ الكائنُ حينَئذٍ فَاضَ علَيهِ المَاءُ فهَلكَ". كذلك فلهذا السبب يوجد هناك حفريات لحيوانات تُدْعَى قبتاريخية والتي يُعتقد أنها عاشت منذ ملايين السنين: لقد عاشت في " العالم الذي كان موجوداً". في هذا العالم كذلك عاش القبتاريخي [بمعنى قبل التاريخ] ، والذي سُمِي "الإنسان". هذا "الإنسان" كسائر المخلوقات الحية التي سكنت هذا العالم الأول، قد هلكت عندما هلك العالم. ] فهذا الكلام ناتج عن عدم فهم صحيح لآيات تك 1: 1-2 بدليل هذا الكلام نفس ما قاله أوريجانوس في كتاب المبادئ أو ما اتهم به حينما تكلم عن الخليقة وهو أيضاً شبه ما يقوله المسلمين بأن هناك كان قبل أدم كائنات تسكن الأرض وخربتها ( السن والبن والحن … )
لأجل ذلك سوف نوضح بأن تك 1: 1-2 هو نفس النصوص التي تتكلم عن رواية الخلق في الإصحاح الأول والثاني فـ تك 1: 1-2 هي مثل ما يفعله الكُـتّاب عندما ينتهون من الكتابة وما بقي إلاَّ المقدمة المختصرة التي توضح ما هو عمله وبعد المقدمة يتم الكلام باستفاضة عن ما قاله بأختصار في المقدمة فلا أحد يقدر أن يقول بأن هذه المقدمة لكتاب آخر ولا هذا الكتاب ليس لهذه المقدمة فهذا هو بالظبط ينطبق علي الكتاب المقدس وما فعله الله تبارك اسمه فقدم تك 1: 1-2 كمقدمة مختصرة وشرح بالتفصيل بفن أسلوب التكرار خلق السماوات والكون المادي من تك 1: 3 - 2: 25 لذلك سميتُ هذا الجزء ” تك 1:1-2 مقدمة مُـختصرة شاملة لكل عمل الخليقة الإسبوعي “ …... فالكتاب المقدس بالـ 73 كتاب هو كتاب أدبي من جهة الأسلوب وسماوي راقي من جهة المضمون والجوهر
 
إنضم
19 يونيو 2021
المشاركات
47
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
اعيش هنا: https://fliphtml5.com/homepage/odddi
فالكـتاب المقدس بالـ 73 كتاب هو كتاب أدبي من جهة الأسلوب وسماوي راقي من جهة المضمون والجوهر هكذا يكون تقديم كلمة الله بتوضيح الأمور للعامة والخاصة فكلمة الله ليست لديها أي مشكلة بما يخص الحقائق الأصيلة التي يتكلم عنها الكتاب المقدس/سفر التكوين و العلم الصحيح الذي يأتي من البشر. إذاً المشكلة هي في "الحقائق" المغلوطة و "العلم" المغلوط. فالعلم الحقيقي يتوقف عند تقديم الحقائق لذاتها. و"العلم" المغلوط هو ناتج عن أفكار شخصية لهلاك النفوس البشرية المؤمنة بما هو داخل الكتاب فجاء هذا العلم وأهواء أصحابه باستنتاجات مبنية على افتراضات غير موثوقة. فهو من ثم مشابه للاساطير القديمة كما قلنا سابقاً و التي كانت كوسيلة لتفسير خلق العالم. واليوم نحن نتحدث عنها كأعمال فنية سينمائية لتسلية العامة ولكن للخاصة الفاهمين فهي خير دليل علي صدق وصحة ما قاله الكتاب المقدس وأيضاً أفضل دليل علي تضليل وهلاك تلك النفوس من الشيطان الملعون الذي بَعَدَ عن الحق والنور الإلهي فليس الله هو السبب في هلاك تلك النفوس فلم يترك نفسه بلا شاهد إذا كان من البشر أو من الطبيعة نفسها وخير دليل ما قاله سفر التكوين في سلسلة الأنساب مثلاً: لا نجد فيها بأنه هناك شخص أدعي بأنه ليس هناك إله فالذي يقول هذا قال عنه داود النبي والملك الطاهر: « قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلهٌ» » لذلك نجد كل مَن يُخالف كتاب الله بعناد وتكبر وليس حتي بدليل نجدهم من خلال كلامهم بأنهم «فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا.» مز 14: 1 فالفرق بين التعليم السماوي وبين التعليم الشيطاني النفسي كمثل إنسان أبصر النور بعد مدة من الزمن. وهذا النور السماوي المُسمي "بالروح القدس أو وحي الله" هو مَنْ نقل لنا قصة الخليقة. والسبب المسؤول عن جزء كبير من سوء التفاهم بشأن سفر التكوين ۱:۱-۲ هو الكلام الذي يُعَلِّم بأن السموات و اﻷرض قد خُلِقت في اليوم اﻷول من الخلق لكن هذه المشكلة ليست مشكلة الكتاب المقدس. لماذا؟ ﻷن الكتاب المقدس لا يقول ﺃن الله خلق السماوات و اﻷرض في اليوم اﻷول بل بدء الكلام بجملة عامة عن الخلق وبعدها بدأ يسرد هذه الخليقة علي نظام عمل من خلال أسبوع وأعطي اليوم السابع راحتاً

لنرى ماذا يقول الكتاب : عندما تحدث إلينا فقال: ” هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. وَكَانَ كَذلِكَ. وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا.لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا،وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ. “ (تك وخر) فهذه الآيات وغيرها تتفق مع بداية تك 1 فننقلها بتوضيح ” "فِي الْبَدْءِ قَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ " فنتج من قول الله خلق " السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وكَانَتِ هذه الأَرْضُ(1) خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ (2) وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً " ثم من أعمال الله للأرض عندما " قَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ ، وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً " وهو الغلاف الجوي المحيط بالأرض " " ثم بعد تكوين الغلاف الجوي للأرض " قَالَ اللهُ: «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَكَانَ كَذلِكَ. " فنتـج عن ظهور اليابـس وفصل المياه(3):

- ظهور النبات عندما " قَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. "

- ظهور الكائنات الحية في الجو والبحر عندما " وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ». "

- ظهور الحيوانات بكُل أجناسها عندما " قَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ. " وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. “

ثم أعطي الله للأرض نور كافي لتكوين السنين والشهور ويكون أغلبية النور الشمسي المباشر للأرض أو نور الشمس من خلال أنعكاسه علي القمر يكون له تأثير علي الأرض وأيضاً من خلال النجوم وباقي الكواكب يكون لها تأثير علي الأرض فمع تساؤل البعض: هل الأرض خُلِقَتْ الأول أم الشمس؟ نقول

- (كتابياً):
نعم وبكل تأكيد الأرض في الكتاب المقدس هي مركز الكون أو المُرتكز الوحيد بين الكواكب الذي فيه حياة بالنسبة للإيمان الإلهي الكتابي فالأرض هي المكان المادي الوحيد في [ السماوات والأرض/ الكون/ الفضاء/ السماء الثانية ] الملئ بالكائنات الحية العاقلة وغير العاقلة فلا نؤمن كمسيحيين بأن هناك حياة علي كوكب آخر سوي الأرض لذلك جبل الله من هذا الكوكب كل الحيوانات والبشر وجلب وكون فيها النباتات لذلك أيضاً نجد الله حينما حان الوقت لكي يكون في شريعةً مكتوبةً لم يكون في بداية الشريعة خاصة في سقر التكوين شرح للإنسان ما في السماوات بل ما في الأرض لذلك نجد في تكوين 1:1 "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " فبعد هذه الآية يبدء شرح كيف تكونت الأرض ومن أين جاءت البشرية والحيونات بكل أنواعها فلا نجد شرح ما هي السماوات ولا ما هو عرش الله بل الأرض وما فيها فذكر هذا لأجل الإنسان ولأنها مركز العمليات الإلهية علي الأرض مثلما نقول بأن مركز تحكم الأرض هو القوي العظمي الولايات المتحدة الأمريكية فلا نفهم بأنها كجغرافية هي مركز كوكب الأرض ولا نفهم بأنها هي القوي الوحيد المتسلطة علي الأرض وغير هذا الأرض هي من ضمن المجموعة الشمسية التي هي أيضاً من ضمن المجرات التي تكونت من القول الإلهي " ليكن نور " فهذا الأمر في التكوين نتج عنه السماوات والكون المادي كله.

- و (علمياً) :
العالم المسيحي يستخدم العلم و النظريات العلمية المُنتشرة في العالم لشرح النصوص الكتابية التي تدل علي شئ فلكي أو أي نص يكون فيه شئ مادي غير عقيدي أو أخراوي ففي هذا نستخدم العلوم البشرية في شرح النصوص فيكون لا تسلط الكتاب علي العلم ولا تسلط العلم علي الكتاب المقدس فإذ كان الحكم من الأول علي الأخر فحينها يكون النور ظلام والظلام نور ويكون من كِلاَ الطرفين بينهما تصارع ودم وحرب لا تنتهي فكلاهما له غرضه وكلاهما له أساليبه في الشرح وله زمنه في الشرح فمثلا:
1) هل هناك أختلاف بين الكتاب والعلم بأن المقصود من " النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ " هو الشمس ؟ أو
2) هل هناك أختلاف بين الكتاب والعلم عندما كانت الأرض كلها مغمورة بالماء وأن اليابس كانت في يكون ما في القديم كانت كتلة واحدة ؟ تك 1: 9 أو
3) هل هناك أختلاف بين الكتاب والعلم بأن المقصود بالجلد هو الغلاف الجوي عندما " قَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ .. فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ .. وَكَانَ كَذلِكَ .. وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً .. " في تك 1: 6-8 ؟ أو
4) هل هناك أختلاف بين العلم والكتاب عندما يقول الكتاب بنهاية هذه الخليقة كلها عندما يشير إلي ذلك الكتاب في نصوص كثيرةً ؟!

نعود إلي وحد النصوص :
فنجد قبل الكلام عن الشمس والأرض بأنه هناك أتفاق مع بعض ماعدا ذكر يوم الراحة فكلامنا ليس أجتهاد ولا هو تهرب من أسئلة حرجة ولا هناك في النصوص شئ من صُنع البشر فنحاول الهروب منه بكلمة ” لا نعرف “ أو ” لا تُجادل أو تُناقش يا أخ علي “ بل لنا التساؤل وعلي الله أن الفهم فهذا هو كلامه في الكتاب المقدس حينما قال : « ٦ قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ. » هو 4: 6 وحينما قال : « اِسْأَلُوا تُعْطَوْا لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ فأَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ “(4)

وهو ما تقوله الكتب الشرح اللغوي للكتاب [في البدء خلق..: العبارة في العبرية يمكن أن تُقرأ "عندما بدأ الله في الخلق.." وهي تقابل ما جاء في (٤:٢) "يوم عمل الرب الإله.."](5) فالكـتاب لم يتحدث عن ثلاث عوالم بل عالم واحد وهو عالمنا المادي وهو واحد من أدم وليس قبل أدم شئ بل من أدم إلي نوح ومن نوح وأولاده إلى الآن العالم متواصل من حين خُلق. فالسماوات والأرض ليس عالم وخرب بل السماوات منها الغلاف الجوي المرئي لنا والأرض هي كل ما تكون من حين بدأ الخلق عندما قال الله: ( ليكن نور ) فكان من هذا النور تكوين المواد الأولية التي سوف يخلق منها الله العالم المادي المرئي من حولنا من كواكب ومجرات وهذا ما توضحه كلمات الكتاب إذا أخذناها كلمة كلمة و وضحنا معناها الفردي : [ في البدء: الكلمة العبرية "برشيت"، وتعني "في أوائل"، "في بداية"، "في الأصل" ... خلق: الكلمة في كل العهد القديم تأتي دائما مرتبطة بالله، فهو وحده الذي يخلق من العدم (رج مز۱۲ :۸۹، ٥:١٤٨). كذ۲۷،۲۱ … الله: الاسم ترجمة للكلمة العبرية "إلوهيم"، وهو اسم جمع، لكنه يأتي دائماً – فيما عدا المرات التي جاءت لتشير إلى الآلهة الوثنية – مرتبطا بفعل في صيغة المفرد. الفاعل الواحد رغم صيغة الجمع في الاسم ينفي أي تفكير في تعدد الآلهة … السماوات: الكلمة العبرية تعني "أعالي"، "أجواء" … الأرض: الكلمة العبرية تعني هنا كل كتلة الكون المادي، وليس الأرض اليابسة ](6) فالآية الأولي ما هي إلاّ إعلان عن خلق الله للسماوات والأرض فهذه عبارة تمهيدية تُلخص عمل الله في عبارة واحدة كمقدمة تبدأ تفاصيلها في ع 3 وتكتمل معناها التفصيلية في ع 2: 25. بإعلانها يقصد بها:
1- كمال الخلق.
2- الأصول الأولى للخليقة كلها.
3- كل شيء في الخليقة.
4- السماوات بكل ما فيها، والأرض بكل ما عليها.
5- كل ما يرى (الخليقة المادية)، وكل ما لا يرى (الكائنات الروحانية).(7)


------------------------------------------
(1) الأرض هنا ليست كوكب الأرض بل كل ما هو ناتج عن هذا النور الذي خلق الله منه الشموس والأقمار والكواكب وكل العالم الكوني من مادة وكتلة. فالنور الأول هو ما يُعرف حالياً بالأنفجار الكبير
(2) الكتاب هنا يُشير إلي تواجد المياه في بداية الخلق وهناك فرق بين المياه التي علي كوكب الأرض وما كان متواجد علي / في الكون المادي فهذه المياه غير مياه التي علي الأرض.وهو ما يُشير إليه العلم بـ ( ماء كوني أو وجود الماء في الكون ) فليست هي المياه التي قيل عنها في اليوم الثاني: ” وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. “ لأن كلمة ”الأَرْضُ“ كما قُلنا هي جميع المادة الناتج عن قول الله: ” لِيَكُنْ نُورٌ “ فالكم الهائل من هذه المادة يجب أن تكون المياه التي فيه أكثر من المياه التي يحويها كوكب الأرض لِكبر الكون الشاسع فهذا هو ما نفهمه من كلمة ” الْغَمْرِ “ فهي تعني: عربياً: الكثيرُ - غمَر الماءُ : كثُر وعَلا مَن دخلَه وغطّاه / وعبرياً : المياه الكثير - أعماق البحر - الهوة… الخ
(3) ما سوف نفعلهُ : هو ترتيب بحسب الشرح وتقريب المعني وليس بحسب الترتيب الكتابي أو ترتيب علمي لظهور الكائنات بل لتأكد علي أن سفر التكوين في الكتاب المقدس واحد في تفكيرهُ
(4) أقتباس مناسب للشرح من مت 7 : 7 / 8 / 11
(5) كتاب التكوين بالخلفيات التوضيحية ص 1
(6) سفر التكوين بالخلفيات التوضيحية ص 1
(7) كتاب التكوين بالخلفيات التوضيحية ص 1

 
أعلى