القديس ساروفيم

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,033
مستوى التفاعل
5,410
النقاط
113
121266384_2777717522513884_157975501406314294_o.jpg

ولد ساروفيم في بلدة مونتى غرانارو بإقليم ماركى بإيطاليا عام 1540م ، وكان والده يدعى جيروم رابانيانو وأمه تيودورا جيوانوشي . وفي العماد سمي باسم فليكس . قضى سنيه الأولى بالتقوى والقداسة لأن والديه كانا صالحين . لكن فقر العائلة المدقع أجبر ساروفيم الطفل بأن يعمل لدى أحد القرويين لحراسة القطعان ، بعد ما كان راعياً صغيراً اصبح مساعد بناء يحمل كل يوم أحما...لاً ثقيلة من الطين والبلاط على كتفيه الضعيفتين فشعر بانسحاق أعضائه وتحطيم قواه، لكنه ما أظهر أدنى علامة للتعب الذي يرهقه . بل كان دائما هادئاً ومبتسماً ، كان يصوم على الخبز والماء عدة مرات في الأسبوع .
كان للرب نظرة على هذه النفس المنعم عليها . سيصير راهباً فرنسيسكانياً . فتقدم الى دير الابتداء للرهبان الكبوشيين . كان يقول لاخوته الرهبان : " ليس عندى رأس مال ، لكن عندى الصليب والمسبحة الوردية ولي كبير الثقة أننى بهذا وبنعمة الله أساعد جماعة الدير واصير راهباً . ان عدم أهليته للأعمال جلبت عليه من الأخوة ومن الرؤساء توبيخات قاسية ، ثم عينوه بواباً للدير فكان بواباً مثالثاً . منظره وحده عظة كافيه بل كان يظهر كأنه رؤيا سماوية . مع الأخ ساروفيم اصبح الباب مكتب إحسان وصيدلية عجائب وبركة شفاء ومنبر رسالة . كان يوزع الحسنات ، كان الرهبان متسولين يشاركون الفقراء بكل ما لديهم . لكن وجود بواب كالأخ ساروفيم ازاد كثيراً من الفقراء لا يعرف أن يرفض لهم طلباً ، فكان يوزع ثمار الاشجار على الفقراء ، فأمره رئيس الدير بأن يقلل العطاء . اجابه ساروفيم أنا مستعد أن أطيع ياأبت ، هل يمكننا أن نرفض الحسنة لهولاء المساكين ؟ فاسمح لي ياأبت أن أكمل العطاء وأنا أكفل أن الدير سوف لا ينقصه شئ . بل بقدر ما تزداد حسناتنا يزاد كرم العناية الإلهية علينا " . اقتنع الرئيس بكلام الأخ البواب ساروفيم ، يالدهشة كانت جميع الاشجار تحمل ثماراً غزيرة جداً .
بعد مهنة البواب قلدوه وظيفة متسول فكان همه الأول أن يكون رائحة المسيح وأن يصنع خيراً مع النفوس . كان لساروفيم لطف الأم وحنانها تجاه الأخوة ، كان يقدم الطعام للرهبان المرضى وكبار السن ، كان قلبه مفتوحاً نحو السماء كما تنفتح الزهرة نحو الشمس وكأنه يعيش فى عالم آخر . وكان دائم التكرم لمريم العذراء . مريم قادت الأخ ساروفيم إلى يسوع وصار بيت القربان مقر ارتياحه ، كان يرغب أن يذهب الى دير العذراء فى لوريتو ليخدم الزوار والقداسات . منذ القديس فرنسيس صار حب الطبيعة من شيمة ابنائه القديسين . فى فصل الربيع كان القديس ساروفيم يفرح بأن يرى العصافير تطير من حوله . وكان يوصى الطيور بسذاجة قائلاً " ايها العصافير اللطيفة كوني رئيفة على صغارك واعتنى بهم حتى إذا كبروا بعنايتك يباركوا الخالق ويرنموا له . وكأنى العصافير قد فهمت خطابه فكانت ترفرف باجنحتها وتأتى حوله كأنها تعده بزغردتها انها ستتبع نصائحه . وكان ايضا يكلم السماك مثلما كان يكلم الطيور . كانت العجائب تتكاثر بكلمته واصبح الأخ ساروفيم العجائبي الكبير للجيل السادس عشر . رقد فى الرب يوم 12 أكتوبر عام 1604م عند الساعة الرابعة مساءاً ، وكان عمره آنذاك 64 عام . فرض الرئيس على رهبانه السكوت المطلق ليتجنب ازدحام الجماهير حول جثمان الأخ القديس وإذ اجتمع الاطفال افواجاً كثيرة وانتشروا فى شوارع المدينة وصاحوا بأعلى اصواتهم " مات القديس " مات الأخ ساروفيم ، كأن نسيم الصباح العجيب حمل هذه الأصوات فانتشرت فى كل مدينة اسكولي . مات القديس مات الأخ ساروفيم . فنهض أهل المدينة حالاً وألفوا تطوافاً لا نهاية له وتوجهوا الى كنيسة الرهبان الفرنسيسكان الكبوشيين حيث كان جسد القديس معروضاً . لا يمكن وصف منظر الجموع . كانوا يصعدون زفرات وصراخ الحزن والفرح . طوب الأخ ساروفيم البابا بنديكتوس الثالث عشر . ثم قام البابا كليمنضوس الثالث عشر بإعلان قداسته عام 1767م . فلتكن صلاته معنا


 
أعلى