كلمة حكمة اسمعوها مني في هذه الأيام للباحثين عن المعرفة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
الحكمة يا إخوتي لا تُكلف مالاً،
إنما تحتاج قلباً مُشتاقاً إليها، ونفساً تُريد أن تتأدب، فالحكمة قريبة من كل واحد وهي بطبعها أسرع من الحركة ذاتها، لأنها كالنسمة الخفيفة، قوة صافية تفيض من مجد القدير، من فمه تخرج قوة لتسكن قلب وفكر طالبها فيستنير.
انتبهوا يا أحباء الله العلي،
لأن الحكمة تُنادي والقلب الفهيم يستجيب، والنفس المشتاقة تشبع من ثمارها، فمن يأكلها يزداد جوعاً إليها، ومن يشربها يزداد إليها عطشاً، ومن يستمع إليها لا يخيب، ومن عمل بأقوالها لا يُخطئ.
شاهدوا وتعلموا وعيشوا حسب شريعة القدير
المملوءة من كل حكمة، فهي تُؤدب النفس بالتقوى وتشذبها بالمحبة الأبوية التي للقدير، لأنها نور للنفس وحياة تدوم، فالبحاثون عن المعرفة رأوا نور الكتب لكنهم لم يعرفوا الحكمة ولا فهموا سُبُلها، بل انحصروا بين دفتي الكتب واتخموا من كثرة المعرفة التي لم تقودهم للحكمة، ففسدوا مع الأيام لأنهم لم يُملحوا بالملح السماوي الحافظ النفس من الفساد.
انتبهوا أرجوكم في هذه الأيام الصعبة
اتقوا الله وخافوه وأعطوه مجداً، واحذروا من كثرة المعرفة التي لا تتحول فيكم لحياة فتهدمكم ولا تبنيكم ولا تُأصلكم في الحق والحياة الأبدية، وتعزلكم عن الحكمة، لأنها ضربة شيطانية أصابت هذا الجيل في مقتل، فمن يتقي الرب فأن شرور الأيام الأخيرة لا تمسه بسوء، وليمتحن كل واحد قلبه وليمنع نفسه عن كل ما يضرها وهذا هو صوم النفس الصالح الذي يسر الله.
_____ صلاة _____
أيها الرب القدير الكائن قبل الدهور والمالك إلى الأبد
إليك تصرخ النفس القلقة والروح المضطربة، وانت بطبعك تسمع للمسكين المستغيث، لأنك معين من ليس لهُ معين، فاسمع صلواتنا أيها الرب إلهنا لأنها تخرج بأنات قلوبنا إليك أيها الساكن في النور والقريب منا عالماً بما يجول في خاطرنا عارفاً أمراض نفوسنا الشقية يا راحمنا الرب.
فهبنا يا سيدنا كلنا عقلاً راجحاً واعياً،
وآذاناً مفتوحه تسمعك، وقلباً فهيماً لكلمتك، ونفساً مستنيرة بنور إشراق وجهك، حتى لا نعيش مضطربين محملوين بكل ريح تعليم فارغ من الحياة، ولا نعيش الزمان الباقي حسب إنسانيتنا العتيقة، بل كخليقتك الجديدة التي تتبعك في التجديد آمين
 
أعلى