قداسة البابا لا تكتسب فضيلة بتحطيم فضيلة اخرى

وبماذا تفسر هدا ؟؟

لم تكد تهدأ عاصفة الجدل التي أثارها الأنبا يؤانس السكرتير الشخصي للبابا شنودة برؤيته المنامية التي قال إن السيدة مريم العذراء أتته فيها وأبلغته بأنه سيكون البطريرك الـ 119 للكنيسة، حتى تكررت رواية مشابهة منسوبة إلى راعي كنيسة دير القديس سمعان بالمقطم، وهو ما قد يفجر الجدل مجددا في أروقة الكنيسة.
ووفق الرواية المزعومة، فإن القمص سمعان إبراهيم أكد أن البابا كيرلس السادس الذي كان يشغل منصب البطريرك قبل البابا شنودة أتاه في المنام، وأخبره أن الكنيسة بحاجة خلال الفترة المقبلة إلى رجل صلاة، وأن هذا الرجل هو الأنبا يؤانس، وقد أبلغ تلك الرؤية إلى الأخير.
وكانت الكنيسة شهدت مؤخرا أزمة عاصفة على خلفية ما تردد عن رؤية الأنبا يؤانس للسيدة العذراء وأنه أبلغته بأنه سيكون البابا القادم، وأن البابا شنودة لن يموت إلا إذا أكمل هو- أي الأنبا يؤانس 15 عاما في سلك الرهبنة- وقد تسربت معلومات عن صدور قرار بتجميد عمل الأخير، والتمهيد للإطاحة به عبر نقله إلى أحد الأبراشيات.
وشهدت الأزمة انضمام الدكتور ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي العام للدفاع عن الأنبا يؤانس، وشن هجوما على الكنيسة، وهو ما أثار انتقادات إزاء ما اعتبرت محاولة لتسييس دور الكنيسة وإلغاء دورها الروحي.
وأكد الكاتب والباحث عادل جرجس سعد، أن الصراعات التي تشهدها الكنيسة سببها توغل رجال الأعمال داخل الكنيسة الذين يحاولون تحويلها من منظومة روحية دينية إلى جهة سياسية تدافع عن مصالحهم بالدرجة الأولى، فاختلط الديني والروحي بالمال والسياسة فكان لا بد أن ينشأ مثل تلك الصراعات.
وقال إن دخول مدعى النبوءة في تلك الصراعات كان الهدف منه توفير غطاء ديني وروحي للمتصارعين وتقديمهم للعامة في الصورة التي يريدون أن يروهم فيها، فتحزبت الكنيسة وأصبحت للشللية، وفي ضوء ذلك تحول بعض القائمين على الكنيسة إلى أباطرة وإلهة يسبح الناس بحمدهم ليلا ونهارا، مشيرا إلى أن هؤلاء عملوا على التلون أمام القيادة الكنسية كخدام لا يبغون سوى وجه الله لتسيير مصالحهم.
أما الكاتب والمفكر جمال أسعد السياسي فقد وصف تلك الرؤى والنبوءات بأنها دجل ديني، مرجعا سبب الفوضى التي تعيشها الكنيسة في الوقت الراهن إلى مخالفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للقوانين والتقاليد الكنسية والسماح للأساقفة بالترشيح لمنصب البطريرك إلى جانب الرهبان.
وأضاف: الغريب أن هؤلاء الأساقفة معروفون وتحكمهم الشللية بعكس الرهبان في الأديرة، وأنه عندما يتم انتخاب أحدهم بطريركا فإنه سيأتي بشلته وأتباعه وسيعمل على تصفية حساباته مع الطرف الأخر، وتابع متسائلا: هذا الصراع الغريب يحدث بينما لا يزال البابا شنودة على قيد الحياة فما بالنا بعد نياحته كيف سيكون الصراع؟.
وقال أسعد إن الصراع ينحصر حاليا بين الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس الذي قال عنه البابا شنودة إن من حقه أن يترشح لمنصب البطريرك وبين الأنبا يؤانس صاحب الرؤى والنبوءات التي تؤكد أنه البابا القادم والذي يدافع عنه ويسانده الدكتور ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي.
واعتبر أن ما يحدث حاليا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك انقسامات حادة وعنيفة تجتاح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأيضا المجمع المقدس وأن هناك شللية واستقطابا فيما بين الأساقفة والقيادات الدينية التي تخلت عن رعاية الشعب وانشغلت بمصالحها الشخصية الخاصة، فأصبح كل اهتمامات الأساقفة امتلاك السيارات الفارهة والسكن في القصور، والحصول على مكاسب سياسية بعيدا عن مهمتهم الأساسية وهى رعاية الشعب القبطي دينيا وروحيا.