أن لم تمسنا القوة الإلهية سنظل تحت سلطان إنسانيتنا العتيقة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
+ أن لم تمسنا القوة الإلهية ويسري فينا تيار النعمة المُخلِّصة فسنظل نشكو أنفسنا لأننا تحت سلطان إنسانيتنا العتيقة، نتذوق الموت كل يوم ونحيا في ضيقات وأحزان داخلية لا تنتهي، وستظل الخطية تجرح نفسيتنا وتحطمنا لأننا لا نقوى عليها، لذلك اطلبوا المعونة السماوية في مخادعكم ولا تكفوا عن الصلاة حتى تأتيكم وتمسك كل أعضاءكم فتقدسكم وتسيج حولكم بالنور الإلهي فتباد الظلمة وتهرب من أمامكم.
+ فكل من يلجأ لله بتواضع ووداعة قلب بكل ثقة، فأنه ينال منه البرّ وقوة الحياة التي تُبطل الموت، لأن كل من آمن بالمسيح الرب إله حي وحضور مُحيي، فأنه لن يرى الموت الأبدي ولن يتذوق حزن الفساد بل يكون له نور الحياة الأبدية قوة تملأ حياته بهجة وفرح عظيم متذوقاً قوة السلام وسط الضيقات وآلام هذا الزمان الرديء.
يقول القديس مقاريوس الكبير:[فكما أن الحديد إذا أُلقيَّ في النار يتحول عنه الجوهر اليابس الذي لطبيعته ويصير ليناً بقدر مقامه في النار، كذلك النفس التي تنكر العالم وتعلق شوقها بالرب بالتفتيش الكثير والكد والجهاد، وتنتظره انتظاراً دائماً بالإيمان والرجاء حتى تنال النار السمائية ومحبة الروح؛ حينئذٍ تنفك من محبة العالم وتنفلت من كل فساد الأهواء، وتتغير طبيعتها من يبوسة الخطيئة وتخضع للعريس السمائي بحب شديد لا يوصف] (العظة الرابعة للقديس مقاريوس الكبير – ص34)
[النعمة حينما يلمحها الإنسان من على بُعْد، يفرح بها، ولكن حينما تدخله القوة الإلهية وتمسك أعضاءه كلها وتستأسر قلبه ولُبَّه لمحبة الله، فإنه يتغيَّر ويصير شخصاً آخر] (العظة السابعة للقديس مقاريوس الكبير – ص59)

 
أعلى