قبلة على جبين "أم الشهداء":
الكنيسة البطرسية تتعافى
الجيش
ينهى الترميم بأبواب جديدة ونظام مراقبة متطور وإضاءة متحفية
وبعثة إيطالية تصل قريبا لإصلاح الجداريات
كتبت سارة علام
بعد أسابيع مؤلمة عاشتها الكنيسة البطرسية، التى لقبت بـ"أم الشهداء"، عادت اليوم لتتزين وتتعافى، بعدما أنهت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ترميمها وإصلاحها، لتشهد مساء السبت أول صلاة عشية فى رأس السنة، وتبدأ الكنيسة صفحة جديدة فى حياتها، تتذكر فيها شهداءها وتطلق صلواتها للسماء.
على باب الكنيسة الجديد، وضع الكهنة صور الشهداء، متوجين بالتاج الذهبى الذى يرتديه القديسون فى السماء، وفوق اللوحة كُتبت الآية "تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يوحنا 2:16)، وفى الداخل كان العمال يفرشون أرضيات الكنيسة الجريحة بالسجاد الأحمر، بديلًا للدم الذى كسى أرضيتها، واختلطت رائحته ببخور الصلاة.
أمام مظاهر التوهج التى بدت على جنبات "أم الشهداء"، كانت وجوه الحضور لامعة ومضيئة، تختلط بهجتها باستعادة الكنيسة، برائحة شهدائها التى تحوم حول المكان، ومن الحضور المهندس ميشيل بطرس غالى، سليل العائلة البطرسية "منشأة الكنيسة"، يشرف بنفسه على اللمسات النهائية قبيل الافتتاح، فلم تمنعه سنوات عمره التى تجاوزت السبعين من الحضور كل يوم، ليتأكد أن عائلته تنام مطمئنة فى قبرها الذى يقع أسفل هيكل الكنيسة، سيسعد الموتى إن ارتدت الكنيسة حلة جديدة.
ما القس "رويس" كاهن الكنيسة، فكان يطمئن على أن كل شىء على ما يرام، يسأل عن أجهزة الصوت، هل تم تركيبها ؟ هل ستنقل صوته المبحوح للمصلين الليلة ؟ دون أن يخفى ابتسامة فرحه بالعودة إلى مكانه المفضل، هيكل الكنيسة ومذبحها، حيث يخدم فيها منذ سنوات.
تادرس سيدراك: العمل انتهى تماما.. وعالجنا مشكلة المياه الجوفية
بعد أيام متواصلة من العمل، واقتراب عيد الميلاد وحلول موعد التسليم بعد انتهاء عملية ترميمها بنسبة 100%، إذ سلمتها الشركة المنفذة لدار الهيئة الهندسية للقوات المسلحة .
جداريات البطرسية
المهندس تادرس سيدراك، أحد منفذى المشروع، قال لـ"اليوم السابع" إن العمل بالكنيسة انتهى تمامًا، بعدما تم تركيب سقف جديد بعد انهيار القديم إثر الانفجار، وتم تزويد السقف بقاعدة خشبية وإضاءة متحفية تعطى للكنيسة الأثرية شكلًا فريدًا، مع إضافة نجف أثرى كانت الكنيسة قد رفعته منذ فترة.
وبالنسبة للأعمدة الرخامية الأثرية قال "سيدراك" إن الشركة عملت على ترميم ما تكسر منها، إضافة إلى إنشاء هيكل جديد للكنيسة، مع معالجة المياه الجوفية التى رشحت أسفل الهيكل، فى مقر مدافن عائلة بطرس غالى، التى تدفن موتاها بالكنيسة التى تحمل اسمها، متابعًا: "تم استحداث نظام صرف جديد، ونظام مراقبة آلى بالكاميرات والصوت، ينقل كل حركة وهمسة داخل الكنيسة وخارجها، كما جرى تركيب بوابات خشبية جديدة بعد انفجار الأبواب القديمة، مع معالجة شروخ قديمة فى الحائط كانت قد أثرت على جسم الكنيسة بعد زلزال عام 1992، إذ تم تدعيمها بحزام حديدى لتقاوم عوامل الزمن".
ترميم الجداريات الأثرية بلمسة فنية إيطالية
وفيما يخص ترميم الجداريات الأثرية، كشف المهندس تادرس سيدراك، عن زيارة فنانين إيطاليين للكنيسة منذ أيام، وأنهم يعملون على استكمال الترميمات الأثرية للجداريات الإيطالية، على أن يعودوا للعمل عقب انتهاء إجازات الكريسماس، ويُذكر أن الكنيسة البطرسية مبنية على الطراز "البازيليكى"، ويبلغ طولها 28 مترًا وعرضها 17 مترًا، ويتوسطها صحن الكنيسة، الذى يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية فى كل جانب، وتولى تصميم المبانى والزخارف مهندس السرايات الخديوية "أنطونيو لاشياك"، وتعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور، رسمها الرسام الإيطالى "بريمو بابتشيرولى"، وأمضى خمس سنوات فى تزيين الكنيسة بهذه اللوحات الجميلة، التى تمثل فترات من حياة السيد المسيح والرسل والقديسين.