هل نظرية التطور صحيحة؟ 9 براهين وحقائق تناقضها

*S.O.G*

*حامـل الصليـب*
عضو مبارك
إنضم
7 ديسمبر 2006
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
الإقامة
Germany

نظرية التطور، النظرية التي تكتنف بين طيّاتها وفرةً من الثغرات والتناقضات العلمية لدرجة لا يكون معها من المناسب أن ندعوها أصلاً نظرية علمية أو حتى نظرية معتمدة وموثوقة، هي واحدة من أكبر الخدع التي مرت في التاريخ المعاصر، ولكن وللأسف إننا نجد الكثير ممن يعتبرون هذه “النظرية” حقيقة علمية تم إثباتها، مع أن هذا الأمر لم يحدث، فهل هي على هذا القدر من المصداقية؟

لابد أن نعي تماماً أننا أمام نظرية، لا بل أمام نظرية مريعة أيضاً، وأن نفهم الفرق الهائل بين ما هو حقيقة وما هو نظرية بالتعريف، فالنظريات لا ترتقي إلى مستوى الحقائق، ناهيك عن الهوة الكبيرة الفاصلة بين ما هو صحيح وما هو مُعتَقَد، وبين ما تم إثباته وما لم يتم، فالعلم الصحيح السليم يجب أن يكون مبنياً على الحقائق، والدلائل، والقوانين المُثبتة.

سنقدم 9 حقائق وبراهين وقوانين علمية تدحض بشكل جليّ وبدون أي شك ما يُدعى نظرية التطور، وتثبت كونها مجرد واحدة من أكبر الخدع الزائفة التي مرت في عصرنا الحديث، ومن المهم أن نتذكر كون القوانين العلمية أعلى مستوىً من النظريات العلمية، أي أن القوانين العلمية المبرهنة تسمو فوق نظرية أي أحد، إذ أنها برهنت وأثبتت مبادىء علمية هامة لا يمكن تغييرها.
[كملحوظة على الهامش:نؤكد أننا لا نناقش التكيّف هنا، والذي لا يخرج عن نطاق النوع الواحد، بل ما يدعى التطور Macro-Evolution]

public-ed1.jpeg


1- قوانين الترموديناميك ونظرية الفوضى Chaos:
يصرّح وبوضوح ما يُعرف بقانون الأنتروبية بأن كل شيء يتحرك من حالة الانتظام إلى حالة اللاانتظام، وبعبارة أُخرى، إن كل شيء يتدهور ويتراجع، سواء المواد أم المتعضّيات فكلها تتقادم وتبلى، لتتغير حالتها من النماذج المنتظمة والبنى الذرّية المهيكلة إلى حالة غير منتظمة في الكون. يرتبط هذا القانون بنظرية الفوضى، حيث نرى أدلة تجريبية وعملية واضحة لها، كاحتراق النجوم وتناقص طاقتها تدريجياً، واصطدام المذنبات بالكواكب، وغيرها مما يؤكد حالة اللانظام النهائية التي يسير إليها الكون.

وعلى ضوء تلك القوانين العلمية والأدلة المثبتة، تأتي نظرية التطور لتخبرنا بأن كل شيء “يتحسّن” أو “يزداد انتظاماً”، وأن الكون يتطوّر وينتظم مع الزمن، وهذا خطأ علمي يناقض قوانين الأنتروبية ونظرية الفوضى والأدلة التجريبية العملية أجمع! فالبنى الذرية تتحطّم ولا تنتظم، والكون يتقادَم ولا يتطوّر، والإلكترونات تتباطأ تدريجياً في حركتها وليس العكس، والعناصر تبلى رويداً رويداً، وبوضع مجموعة الحقائق تلك في الحسبان، يضحى واضحاً للإنسان العاقل الصادق أن كل شيء ينحدر إلى حالة عدم انتظام وليس إلى حالة انتظام، وبدلاً من الاعتقاد بأن الكون يتطور، هو في الحقيقة يتدهور.

2- قوانين نيوتن في الحركة وقانون السببية Causality:
إن قانون نيوتن الأول، أو ما يُعرف بقانون العطالة Inertia، يقول بأن الجسم الساكن يبقى ساكناً ما لم تؤثّر عليه قوة خارجية تحرّكه، فيؤكّد بأن أي شيء في حالة عطالة عن الحركة سوف يبقى على هذه الحال، فإن كانت سرعته صفراً فسوف تبقى صفراً في حال غياب أي تأثير خارجي. وكمثال نطرح حالة دوران الأرض حول محورها، فوفقاً لقانون نيوتن الأول في الحركة، لابد من قوة خارجية أثرت على الكرة الأرضية ودفعتها للدوران حول محورها.

وأما قانون نيوتن الثاني، فهو مرتبط بالقانون الأول، ويقول بأنه إذا أثرت قوة على جسم ما أكسبته سرعة تتناسب طرداً مع القوة المؤثرة، وعكساً مع كتلة الجسم، حيث يعبّر عنها بالقانون (ك × تع) حيث “ك” هي كتلة الجسم و “تع” هو التسارع (F = M.A)، بما يعني كون مقدار القوة المؤثرة على الجسم مساوية لجداء كتلته في تسارعه.

يلاحظ القارىء الفطن أن كلاً من قانوني نيوتن في الحركة يتعارض مع ما يدعى نظرية التطوّر، والتي تنطوي على ادّعاء علمائها التطوريين أن الكون أتى إلى الوجود بالصدفة العشوائية ومن الفراغ والعدم. إن حركة الكون ليست من عدم ولا من صدف، بل هي ووفقاً للقوانين العلمية المذكورة نتاج شيء ما –أو شخص ما- أثر بها على الكون وعناصره. فقانون نيوتن الأول (قانون العطالة) يتعارض مع الاعتقاد التطوري القائل بأن الكواكب والمجرات انتظمت من لاقوّة ولافعل أي من عدم، وبدون أي أشعة سرعة ابتدائية (سر0) طُبّقت على الكون. بمزيد من الإيضاح، اللاقوّة لن تعطي إلا لاقوّة، إلا بوجود قوة خارجية (عن الكون) أنتجت تأثير الحركة، وتلك القوة المسببة (السبب) يجب أن تكون هائلة في بلاشك، بالمقدار الذي تكفي معه لإيجاد الكون والتأثير على كل كواكبه المتحركة، وفي العلم الصحيح السليم، لكل ما يحدث سبب (قانون السببية Causality).

في ضوء تلك الخطوط العلمية، فإن العديد من العلماء يعتقدون بحدوث انفجارٍ كبير أعطى الكون الحالي، ليس فقط بسبب قوانين نيوتن للحركة وقانون السببية، بل أيضاً بسبب ما لدينا من أدلة علمية تجريبية ملموسة في الكون. وهذا تغيير مفصلي في العالم العلمي لصالح المسيحية، لأنه ومنذ بضعة سنين فقط، كانت نظرية من قبيل الانفجار الكبير تعتبر نظرية مسيحية سخيفة، للاعتقاد الذي كان سائداً بأن الكون أزلي ليس لوجوده بداية، ونذكر من تلك الأدلة الملموسة التوهج الإشعاعي اللاحق الذي اكتشفته ناسا، والتموّجات الحرارية المنتشرة عبر الكون، إلى جانب اكتشاف هابل لحقيقة تمدد الكون وتوسّعه تدريجياً مع الزمن.

ومنه، فمن المنطقي جداً أن للكون بداية، وإن كانت بدايته بالانفجار الكبير، فمن المنطقي جداً أن للانفجار الكبير مسبباً خارجياً فائق القوة –كائن فائق القوة- وضع الكون في حالة الوجود المتحرّك، ولن نتطرّأ إلى مدى دقة قوانين هذا الكون وضبطها الشديد بإتقان يسمح بوجود حياة معقدة، مما يدعم التصميم الذكي للكون.

ومن المثير للدهشة، أن ما من أحد يستطيع الإجابة على سؤال كيف بدأت الأرض بالدوران حول محورها، أي تفسير مصدر سرعتها الابتدائية التي دارت بها، والتعليل الذي قد يقدمه العلماء لا يعدو كونه مجرد تبرير، يقول بأنها كانت دوماً في هذه الحالة دون بداية، مما يتعارض وقوانين نيوتن في الحركة، وبخاصة قانون العطالة، فمن الواضح أنها إن كانت تدور حول محورها بسرعة ما، فلا بد أنها تأثرت بقوة خارجية (أو بمحصلة قوى خارجية) دفعتها إلى تلك الحركة.


المصدر​
 

*S.O.G*

*حامـل الصليـب*
عضو مبارك
إنضم
7 ديسمبر 2006
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
الإقامة
Germany

3- ثبات نوع الكائنات بوساطة الحمض النووي DNA:
من المستحيل علمياً، وإحصائياً، وعلى المستوى المجهري أن تتطور سحليّة ما إلى إنسان بالصدفة، أي بآلافٍ من عمليات تحول عشوائي غير موجّه مع الزمن. إن أردنا أن نتكلم في العلم الصحيح، فلا وجود أبداً للتداخل بين الكائنات الحية، فسمكة القرش لن تعطي بأي حال من الأحوال سمكة دولفين، ذلك أن كل نوع من الأحياء تم تثبيته وحفظه بترميز الدنا (DNA) المجهري الخاص به، ناهيك عن الاستحالة العلمية الكامنة وراء تدخل تراميز الدنا مصادفةً مع تراميز نوع آخر أو لتشكيل نوع آخر. وبعد كل هذا، يمكن علمياً البت بعدم إمكانية تحدّر البشر من أنواع حية أخرى (كالغوريلا مثلاً)، نتيجة لتثبيت النوع البشري عبر الدنا الخاص به، ومن الواضح استحالة نتوج نوع حي جديد (غير بشري) من البشر. هذا وإنه لو نظرنا عبرعلوم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية إلى التطوّر، لوجدنا عقبة كبيرة وعسرة أمامه، تتمثل بحقيقة كون الدنا البشري مبرمج حصرياً لكي يوصّف الكائن البشري، فكل نوع يتكاثر كنوعه وجنسه فقط، لا غير.

4- دليل التتبع الجيني للبشر:
قام المجتمع العلمي مؤخراً بتتبع تراميز الدنا البشرية تدريجياً، وانتهوا في تتبعهم هذا إلى امرأة واحدة أفريقية، وأمام هذه الحقيقة المثيرة للاهتمام، دعوا تلك المرأة التي تمثل أم البشر بـ”حواء الميتوكوندريّة” (mitochondrial Eve)، والميتوكوندريا هو ما يحمل الدنا ضمن الخلية البشرية. وأما عن الزمن الذي عاشت فيه حواء الميتوكوندريّة فهو لا يبعد أكثر من6000 عاماً مضت، وهذا يناقض خدعة ملايين السنين التي يتشدق بها أنصار التطور وغيرهم، كما اكتُشف أيضاً أن البشر بدأوا بالتكاثر منذ ذلك الوقت فقط، لا قبل، مما دعى بالعلماء إلى مراجعة حساباتهم الزمنية المختصة بوقت ظهور البشر وتعديلها من جديد، فبدلاً من ملايين السنين المزعومة، أو حتى مئات آلاف السنين، بات واضحاً أن البشر لم يسكنوا الأرض سوى مؤخراً نسبياً .

وبشكل فجائي، يتوقف التتبع الجيني للبشر عند تلك المرأة، ولا يمكن تتبع أي قدر من الدنا البشري إلى ما قبلها، ولا حتى بالاستعانة بتشكيلة واسعة من الأنواع الحية دون تمييز، في محاولة لتلمّس كون البشر قد تحدّروا من أي منها، بما فيها القرود، الشراغيف، الأميبا، الزواحف، و أنواع أُخرى. بعبارة أخرى أوضح وأجمل وقعاً: بما أن التتبع الجيني البشري يقف عند ذلك الحد، مع تلك المرأة التي تعود إلى 6000 سنة مضت لا أكثر، فما من أي برهان علمي على وجود البشر قبل تلك الفترة.

رغم كل ما سبق، يبقى في التطوريين إيمانٌ أعمى بوجود حشد وفير من الانتقالات الحادثة في مرحلة ما بين البشر والزواحف، إلا أن منهم من يعترف بالنهاية بأن لا برهان علمي على حدوث أي من تلك التبدلات “الوافرة”، وبإصرارهم على الوثوق بما يرجون، لا نكون في خضمّ علم مثبت سليم، بل في غياهب إيمان أعمى لا دليل له، فالعلم بالتعريف يستند إلى الحقائق والمنطق والبيانات والأدلة القوية، وليس على الفجوات المرجوّة، أو على ملايين الحلقات المفقودة في الأدلة والسجلات الأُحفوريّة وخرائط الدنا، والفرق واضح وجلي بين ما هو صحيح وما هو مُعتقَد، فلا يمكن للمرء أن يتشبّث بنظرية دون براهين علمية تدعمها، لا بل مع براهين علمية تنقضها، وإلا كان مؤمناً بعمى بذلك الأمر، وليس عالماً، أو أنه ينتمي إلى عقيدة أو ثقافة ما لها غاياتها.

5- الطفرات وماهيتها:
الطفرة تعريفاً وعملياً وتجربيياً، هي حدث سلبي بالنسبة للكائن الحي، وليس إيجابي، فما أثبته العلم كونُ الطفرات سبباً لأمراضٍ وتشوهاتٍ بالغة في الكائن الحي، تصل في سوئها إلى قتله، لا إلى تطوره وتحسينه جينياً! وبلغة البيولوجيا، فإن الطفرات تنتج من تغير سلبي في الكائن الحي، وتؤدي إلى عاقبة جينية سلبية بالنسبة إلى الكائن الحي، وهي وراء أسوأ الأمراض التي عرفها الإنسان. أما ما نراه من تغييرات إيجابية في حياة المتعضّيات لا تسبب لها عموماً ضرراً جينياً، فهذا يُدعى “تكيّف” وليس تطوّر، وحدوده لاتتعدى بأي حال النوع الحي الواحد، ولا يؤدي إلى إيجاد نوع حي جديد من آخر.

نأتي الآن إلى أقوال التطوريين في هذه الجزئية، فهم يقولون بأن الدنا البشري يتبدل تدريجياً بالطفرات إلى أن يصل إلى نوع جديد أعلى وأرقى من البشر. وعلى مبدأ “من كلامك أدينك”، لو كان البشر قد تطوروا منذ ملايين السنين، فإن ملايين السنين التي خلت كافية ليظهر معها اليوم الصنف البشري خارق الذكاء والمتطور عن الإنسان، وهذا بدون شك لم يحدث، ناهيك عن كون هذا الادعاء تناقضاً مع الدليل العلمي المبيّن لمدى سلبية ورداءة تأثيرات الطفرات بالنسبة للكائنات الحية مع الزمن، هذا كله إن اعتبرنا أن الدنا البشري سيسمح بمثل تلك الطفرات المتكررة، لأنه لن يفعل.

في الحقيقة، لدى كل خلية حية مستودعاً من الآليات المعدِّلة بغية تصحيح أي أخطاء وتغييرات قد تطرأ أثناء تضاعفات الدنا، من ضمنها ما تقوم به بروتينات خاصة تشبه جيشاً من الآلات الفاحصة لتسلسل الدنا في إطار سعيها لمنع أي طفرة من الحدوث، وأمام هذا الجيش، تنهار حصون التطور الهشّة التي تعتمد على حدوث الطفرات كآليات تطوّرية في الأحياء، فمن الجلي علمياً أن تلك التغيرات المميتة الشذوذيّة ليست تطوّرية ولا تحسينيّة ولا آلية منتهجة في الأحياء. أضف إلى ذلك، يخبرنا العلماء عن إجرائية معروفة تدعى “الجرف الجيني- genetic drift” أو “الأنتروبية الجينية – genetic entropy”، و التي تقول أنه وبمرور الزمن ومع تراكم الطفرات في ذريّة الأنواع الحيّة فإن تلك الأنواع سوف تنقرض. بعبارة أوضح، قرد التطوريين سوف يكون منقرضاً الآن لما طرأ عليه من طفرات بحسب زعمهم، ولَإنه من الأصدق والأصح القول بأن الطفرات هي تدهور في النوع الحي، ليس لما تحدثه من كوارث ضمن المتعضيات فحسب، بل لأنها ممنوعة داخل الخلايا من قبل البروتينات المصححة لأي اختلالات قد تحدث في الدنا.

وكخلاصة لما سبق، ما نراه من طفرات يسبب في الغالبية العظمى من الحالات أمراضاً وكوارث للأنواع الحية، ويفضي إلى تشوهات تنتهي بإبادة النوع الحي في النهاية، ولعل من الجدير بالذكر ما بين حدوث الطفرات وقانون الأنتروبية من ترابط، فكل شيء يتدهور ويبلى.

 
التعديل الأخير:

*S.O.G*

*حامـل الصليـب*
عضو مبارك
إنضم
7 ديسمبر 2006
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
الإقامة
Germany

6- فجوات السجلات الأحفورية:
يدعي التطوريون أن لهم دليلاً على التطور، مخفياً بين طيات مليارات السنين المفقودة في السجلات الأحفورية، وهذا الادعاء يكافىء القول: ” لا دليل لدينا، ولكننا نرجو ونؤمن بوجوده”! فتلك الفجوات المفقودة عبر مليارات السنين لا تثبت أي شيء فيما يخص التطور، سواء بتحدرنا من الزواحف أو بتطورنا من وحيدات الخلايا إلى أشباه القرود، وما من أحد عبر التاريخ البشري كله تمكّن من برهان هكذا ادّعاء فارغ، إلا أن أصحابنا التطوريون مصرون على كون تلك الانتقالات حادثة لامحالى، ولو لم نجد لها أي دليل علمي! إذاً لا يجب أن ندعو التطوّر علماً، بل حدساً أو تخمين. ومنه، ما من دليل أياً كان لإثبات ما في تلك الفجوات الأحفورية ملياريّة السنين، ونحن أمام واحد من أكبر الأخطاء والتخبطات العلمية في التاريخ.

7- طرق التأريخ الكربوني غير الموثوقة:
قام العلماء بقياس عمر جلود الحيتان بالاعتماد على الكربون، ووفقاً لنتائج تلك المنهجية كانت أعمار الجلود المدروسة مئاتٍ من السنين! ذلك أن طرق الكربون في قياس الأعمار والتأريخ ليست دقيقة فيما يخص قياس أعمار الأشياء، لاسيّما إذا تعلق الأمر بالكرة الأرضية. فكرة طريقة الكربون في التأريخ تقوم على قياس درجة التقادم والاضمحلال في الشيء للوصول إلى عمره، إلا أن هذه الفكرة مغلوطة بالنظر إلى أن المواد تبلى بدرجات متفاوتة، بعضها أسرع من الآخر وبعضها أبطأ، كما أن سرعة التقادم والفساد تختلف بين المتعضيات الحية والمتعضيات غير الحية، وكمثال على ذلك، فإن أشجار الريدوود “redwood” لا تحيا (تبقى بدون فساد) لأكثر من مئة عام، بينما الصخور تبقى صامدة لآلاف السنين. إلى جانب ذلك، إنه لمن غير المنطقي أن تعتمد على طرق الكربون C-14 في تحديد عمر الأرض التي لا تتوقف عن التغيّر، وفي تغيّرها هذا تؤثر على مستويات الكربون C-14 نفسها، مثل ما ينتج عن الإشعاعات والأحداث الكارثية والتبدلات في الحقل المغناطيسي الأرضي وغيرها من العوامل، فكيف يمكن أن تعتمد على مقياسٍ يقوم على مبدأ مغلوط في آلية عمله من أجل قياس أشياء تملك إمكانية التأثير على ذلك المقياس بالعديد من عواملها؟ بالتأكيد لن يكون ذلك تصرفاً موثوقاً.

8- تنظيمات المعلومات المعقّدة:
إن توخينا المنهجية العلمية والإحصائية، يغدو من عدم المنطق ومن السخافة بمكان أن ندعي انبثاق الانتظام من الفوضى واللاانتظام، فمن المستحيل أن نصل إلى ما بين يدينا من بنى معلوماتية منتظمة عن طريق العشوائية أو قيامها هي بتنظيم نفسها! وأما ما نقصده بتلك المعلومات الذكية المنظّمة فهو ترميز الدنا المكون من مليارات العناصر المعلوماتية (في كل خلية بشرية مثلاً لدينا 3 مليار محرف في سلسلة الدنا البشري)، وهو على درجة من التعقيد والتنظيم تتفّه كل من يرى بأنه نتاج عملية عشوائية غير موجّهة (صدفة)، أو من يعتقد بأنه نظّم نفسه بنفسه. لتقريب الاستحالة العلمية، من يدعي أن معلومات الدنا البشري محض صدفة أو محض عملية ذاتية لا أكثر، هو كمن يقول بأن شرائح الكومبيوتر فائقة التعقيد تجمّعت معاً بشكل غير موجّه أو جمّعت نفسها بنفسها وفق سلسلة من العمليات العشوائية، أو أن الرمازات المصدرية العائدة لنظام تشغيل ما كالويندوز 8 هي نتاج عمليات عشوائية غير موجّهة لا مصمم لها، فرمّاز الدنا البشري أشبه ما يكون ببرنامج يوصّف الكائن البشري الحي، وهذه الفكرة استحالة إحصائية وعلمية. لا يمكن للشرائح الحاسوبية أن تكون نتاج أنامل العشوائية والصدفة غير الموجّهة، فهي وبلا أدنى شك لها صانع ومصمم، فحيثما وُجد البِنَاء ينبغي أن بنّاءه موجود، وحيثما وُجد الذكاء ينبغي أن المصمم الذكيّ موجود، فالذكاء والمعلومات ليسا من أبناء العشوائية واللاعقل واللاتوجيه على الإطلاق.

9- أدلة التصميم الذكي في الكون:
إن المؤشرات المنطقية التي تشير إلى المصمم الذكي ليست محصورة في خلايانا فحسب، بل هي ظاهرة وجلية وواضحة في النظام الكوني كله، والذي وفقه تدور وتتموضع وتتحرك الكواكب، بدءاً من الغلاف الجوي وحتى تصميم النظام الشمسي، مروراً بالمسافة المحكمة التي تفصل بين الأرض والشمس، والزاوية المحددة بعناية لكي ينحني بمقدارها محور الأرض عن الشاقول، والتكوين الكيميائي الدقيق لغلافنا الجوي، وتموضع القمر حول الأرض، وغيرها من الحقائق الكونية والذرية وخلاف ذلك، والتي لولاها لما كان للحياة المعقدة من فرصة في الظهور كما يخبرنا العلم (قد نناقش هذه الدلائل باستفاضة في مقال آخر).

وعلى سبيل المثال لا الحصر، إن كوكبنا الأرض، جوهرة الكون الزرقاء وأكرم حجارته، محمي من المذنبات والأجسام الكونية الخطرة بشكل فريد وفق آلية تموضع الكواكب وتحلّقها في نظامنا الشمسي، فالمشتري (جوبيتر) بحجمه الكبير وجاذبيته القوية يشد إليه الكتل المجريّة ويحيدها عن الوصول إلى مجال كوكبنا الصغير، وأما ما وصل منها فيخبرنا السطح البعيد للقمر بأنه تكفل بقدر كبير منها، لما نرى عليه من آثار الارتطامات والحفر.

ختاماً، إنه ليصعب أن نصدق بأن أي عالم صادق ومخلص سوف يعترف بنظرية التطور المريعة والتي أُثخنت بـ”مليارات السنين” من الفجوات والثغرات والتناقضات العلمية ، وحتى لو أراد المرء أن يحيد عن العلم ليؤمن بعقيدة التطور، وديانة القرد، فلعلها أسوأ ما يطالبك بإيمان أعمى مخالف للحقائق والوقائع والعلوم، وهناك من المستندات التاريخية الموثوقة ما يفوقها منطقية بكثير.

مثلاً، لدينا من الدلائل (بما فيهم الشهود العيان) ما يثبت حقائق الهولوكوست بما يفوق ما لدينا من دلائل لنظرية التطور الجوفاء، لا بل إن الحقائق المثبتة الراسخة تعارض معتقدات التطوريين، وتصرخ بالتفاهة العلمية الكامنة في نظرية التطور، النظرية التي هي واحدة من أكبر خدع التاريخ المعاصر.

يتساءل المرء: لماذا يصر العلماء على التهافت على التطورية، والتشبث الأعمى بها، وتجاهل الأدلة الواقعية الحقيقية الراسخة، ويصرون بعناد على طرحها في المدارس؟ قد يكون أحد التعاليل لهذه الخيانة العلمية أنهم قد اختاروا تجاهل البراهين الجلية الموجودة، لاتباع أجندة معينة تحذو بهم إلى الغدر بأمانتهم العلمية وتدريس نظرية جوفاء ركيكة غير موثوقة ولا مثبتة ولا حتى علميّة.

إن كان لابد أن تدرس هذه النظرية الفاشلة علمياً، فليشار إلى مدى الهشاشة التي فيها، ولتدرّس بجانبها البدائل المطروحة، ليكون العلم حيادياً وغير منساقاً وراء أي معتقد، وأقصد بالبديل رؤية التصميم الذكي للكون، أو رؤية الخلقيين، التي ترى أن الكون مصمم ومخلوق ومنظّم بطريقة لابد أن له مصمم، وإن كان هذا الأمر غير مقبول خاصة لأنه يدعم الكتاب المقدس في حقائقه، فإن كتابنا المقدس ليس كتاباً خرافياً بل هو وبكل ثقة كتاب مثبت تاريخياً وأثرياً، وهو الحق كلّه، يقف أمامه علماء الآثار بكل احترام، على حد تعبير الباحث الكتابي والبروفيسور ميلّير بورّوز، وقد يكون لنا في هذا الجانب كلام سيأتي وقته.

المصدر
 
أعلى