وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أبيجايل وكلمات الحكمة
gardening-gods-way.jpg


الرب يصنع لسيدي بيتًا أمينًا، لأن سيدي يحارب حروب الرب... نفس سيدي لتكن محزومة في حُزمة الحياة مع الرب إلهك ( 1صم 25: 28 ، 29)
كانت أنانية نابال هي الشِراك التي بسطها الشيطان ليؤخَذ بها داود. أما أبيجايل فكانت هي الأداة التي استخدمها الله لينقذه من هذه الشِراك.

وجيد أن يكتشف رجل الله طرق الشيطان، ولكي يتمكن من ذلك، عليه أن يُكثر من الوجود في محضر الله، إذ هناك فقط يستطيع أن يجد الإرشاد والقوة الروحية التي تمكِّنه من التعامل مع مثل هذا العدو. ولكن عندما يقِّل اختلاؤنا بالرب وتخمد جذوة الشركة المقدسة، تنصرف أذهاننا إلى النظر في إهانة الآخرين لنا. وهذا نفس ما حدث لداود،
فلو فكَّر في الأمر بهدوء أمام الرب، ما كنا نسمعه يقول: «ليتقلَّد كل واحد منكم سيفه»، ولكان قد مضى في طريقه، تاركًا نابال وشأنه.

إن الإيمان يخلع على الشخصية كرامة حقيقية، ويعطيها سموًا فوق كل الظروف الخاصة بهذا المشهد المؤقت.
فأولئك الذين عرفوا أنهم غرباء ونُزلاء، سيتذكَّرون أن كلاً من أفراح هذه الحياة وأحزانها سريعة الزوال، وبالتالي فإنهم لن يتأثروا بهذه أو بتلك. إذ إن كل شيء ههنا مكتوب عليه هذه الكلمة ”زائل“. ولذلك يجب على رجل الإيمان أن ينظر إلى ما فوق وإلى ما هو قدام.

وإننا من الصعب أن نجد كلامًا مؤثرًا مثل ذاك الذي ورد في خطاب أبيجايل المذكور في 1صموئيل25: 24- 31، فإن كل كلمة قد أُعدت لهز أوتار القلب. فأبيجايل تبيِّن في هذا الخطاب خطأ داود عند طلب الانتقام لنفسه، كما تُظهر ضعف وحماقة مَنْ يريد الانتقام من داود، وتُذكِّر داود بمهمته السامية وهي محاربة حروب الرب.
ولا شك أن هذا استحضر لقلبه الظروف التي لاقته فيها أبيجايل وهي أنه اندفع ليحارب حروبه هو الشخصية. والنقطة المهمة في هذا الخطاب البليغ، هي الإشارة المتكررة للمستقبل (ع28- 30). فكل هذه الإشارات المجيدة لمستقبل داود وبركاته المُقبلة، كان من شأنها أن تسحب قلبه بعيدًا عن آلامه وأحزانه الحاضرة، فالبيت الأمين وحُزمة الحياة والمملكة، هي أفضل جدًا من كل قطعان وممتلكات نابال.
وإذ رأى داود كل هذه الأمجاد، استطاع بكل اقتناع أن يترك نابال لنصيبه ويترك نصيبه له، لأنه بالنسبة لوارث المملكة، فإنه قليلاً من الغنم ليست لها أية جاذبية.
والشخص الذي أدرك أن على رأسه دُهن مَسحة الرب، يستطيع بسهولة أن يسمو فوق المنظور.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كخاتمٍ على قلبك
thanksgiving-prayer.gif

اجعلني كخاتمٍ على قلبك، كخاتمٍ على ساعدك. لأن المحبة قوية كالموت. الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبُها لهيبُ نارِ لظى الرب ( نش 8: 6 )
كم هو مُبهج ومُلّذ للقلب المُحب للمسيح أن يدرك المكانة التي له في قلب وعواطف الحبيب، إذ ليس شيء مُضرًا ومُعطلاً للحياة المسيحية مثل الشك أو عدم اليقين بما لنا من محبة وإعزاز في قلب المسيح.
إن الخاتم (أو الختم ٍseal) على القلب (مركز المحبة)، وعلى الساعد (مركز القوة)، هما بمثابة عهد أو ضمان إلهي بأن لنا كل محبة المسيح وكل قوته «شدة قوته»، وليس شيء أقل من ذلك يُريح ويُرضي العروس ويُشبعها.

إنها تعرف جيدًا أن الختم الذي يضمن سلامتها الحاضرة والأبدية، هما على قلبه وعلى ساعده، ومتى كانت للمؤمن هذه المعرفة، فإنه يستطيع أن يقول: «مَن سيفصلنا عن محبة المسيح؟ ... فإني مُتيقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا عُلو ولا عُمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» ( رو 8: 35 - 39).

والروح القدس هو الختم الإلهي الذي يؤكد لنا بأننا صِرنا لله إلى الأبد «إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعدِ القدوس، الذي هو عُربون ميراثنا، لفداء المقتنى، لمدح مجده .... روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء» ( رو 8: 35 - 39).

والعروس تثق في محبة الحبيب التي استطاعت أن تواجه الموت «لأن المحبة قوية كالموت»، فإنه «ليس لأحد حُبٌ أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» ( يو 15: 13 )، وهذا ما عمله ابن الله، ومحبته دائمة وأبدية، فإنها لن تنتهي أو تتعطل لأننا على قلبه، كما أنه لن يكف عن خدمتنا لأننا على ساعده، وأسماؤنا منقوشة كما على الصُدرة التي كانت على «قلب هارون».
ومنقوشة أيضًا على حجري الجزع الموضوعين على كتفه «كنقشِ الخاتم كُل واحدٍ على اسمهِ تكون للإثنى عشر سبطًا» ( خر 28: 21 ).

إن هذا يُرينا بكل وضوح أن أسماءنا لن تُمحى من أمامه، ولا شيء يستطيع أن يزعزع القديسين من مكانهم أو مقامهم السامي إذ هم غرض محبة وخدمة المسيح «هوذا على كفيَّ نقشتك» ( إش 49: 16 ).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
في وقتـه

Recipe-for-Kindness-300x277.jpg

"فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكِّل"
(غلا6: 9)
إن واجبنا كأبناء الآب الصالح الذي يُشرق شمسه على الجميع ويرسل مطره للجميع، أشراراً وصالحين (مت 5: 45 )
أن نفعل الخير للجميع كل حين تابعين خطوات سيدنا الذي "جال يصنع خيراً" كل أيام حياته فوق الأرض.

وإن كنا لا نأخذ أجرة عاجلة فلا نفشل بل لنثابر على فعل الخير لمحبتنا للخير نفسه بحسب الحياة الجديدة التي بها صرنا شركاء الطبيعة الإلهية أيضاً. على أن الله ليس بظالم حتى ينسى عملنا وتعب محبتنا وخدمتنا (عب 6: 10 ) بل لا بد وأن يكافئنا وإن طال الأمد "كأس ماء بارد .. لا يضيع أجره" (عب 6: 10 ) .

عمل مردخاى الخير فأنقذ حياة الملك ولم يحصد شيئاً. ولكن الحصاد كان مخزوناً ليُعطـَى له في وقته "في تلك الليلة طار نوم الملك". لقد نضج الحصاد في ذات الليلة التي دبر فيها الأعداء مؤامرة دنيئة لصلب مردخاى، وعوضاً عن الخشبة التي ارتفاعها خمسون ذراعاً، ركب مردخاى فرس الملك ونودى أمامه "هكذا يُصنع للرجل الذي يُسّر الملك (والحقيقة الذي يُسّر الله) بأن يكرمه".

ويوسف عمل الخير دائماً وأرضى الله في السر وفى العلن، ولكن عوضاً عن الحصاد كان السجن "آذوا بالقيد رجليه. في الحديد دخلت نفسه" (مز 105: 18 ) وظن أن وقت الحصاد قد جاء بعد أن أسدى معروفاً إلى ساقي الملك، ولكن ذلك الساقي لم يذكره بل نسيه (مز 105: 18 ) ولم يكن ذلك بدون علم الله طبعاً، بل بترتيبه الحكيم. وفى الوقت المناسب أسرعوا بيوسف من السجن إلى الملك فكان حصاداً وافراً عظيماً.

يقول الحكيم "إرمِ خبزك على وجه المياه، فإنك تجده بعد أيام كثيرة" (جا 11: 1 ) .
هذه الأيام الكثيرة، إن كانت مجهولة عندنا لكنها معدودة عند الرب لأنه حتم بالأوقات المعينة (جا 11: 1 ) .

"اتكل على الرب وافعل الخير. اسكن الأرض وارع الأمانة وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مز 37: 3 ) .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
حَمَل..نعم .. وأسد أيضًا!
picture86so.jpg

هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا، أصل داود، ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة. ورأيت ... خروفٌ قائمٌ كأنه مذبوحٌ ( رؤ 5: 5 ، 6)
من أجمل التشبيهات التصويرية التي للمسيح في كِلا العهدين: القديم والجديد، هو تصوير الحَمَل. نعم، فهو بالحقيقة «حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم» ( يو 1: 29 ). فمنذ الذبيحة الحيوانية التي كسى الله بها عُري آدم وحواء، بعد السقوط في الجنة، في أول سفر التكوين (تك3)، وحتى عُرس الحَمَل في آخر سفر الرؤيا (رؤ19)، بطول الكتاب المقدس وعرضه، سُداه ولُحمته؛ فداء الله للإنسان من خلال موت المسيح على الصليب وتشبيهه كالحَمَل، مرورًا بالذبائح الموسوية وما قبلها، وخروف الفصح حتى أحداث الصليب نفسها حيث فصحنا المسيح قد ذُبح لأجلنا ( 1كو 5: 7 )، هو الحَمَل؛ «حَمَل الله» ( يو 1: 36 ).

والشيء الرائع أنه رغمًا عن أن سفر الرؤيا لا يكلمنا عن اتضاع المسيح بل عن مجده، لا عن مجيئه الأول إلى العالم بل عن مجيئه الثاني، لا عن وداعته بل عن سلطانه، لا عن نعمته بل عن نقمته،
فإنه لا يغفل أن يؤكد لنا ذات الصورة التي تسبي قلوبنا كمؤمنين: صورة الحَمَل، فيذكرها 28 مرة في السفر كله.

إلا أنه للتوكيد على عظمة وتفرُّد هذا الشخص، وللتركيز على المجد والقوة اللذين سيميزان ظهوره العتيد في مجيئه الثاني إلى العالم، فإنه يضع أمامنا صورة بديعة للمسيح كالأسد جنبًا إلى جنب مع صورته كالحَمَل في ذات السفر، بل وفي ذات الأصحاح،
وفي عددين متتاليين بدون فاصل ( رؤ 5: 5 ، 6).

نعم، فالحَمَل هو الأسد!
والخروف المذبوح على الصليب كان هناك هو نفسه الأسد (يمكن قراءة مزمور22: 1 هكذا: ”بعيدًا عن خلاصي عن كلام زئيري“).

إنه الحَمَل في وداعته وتواضعه، في تسليمه وخضوعه. نعم .. لكنه في الوقت نفسه، وفي المشهد نفسه (سواء مشهد موته أو مشهد مجده) هو الأسد في سلطانه وقوته، في مجده وانتقامه.

ومن الجميل أن ينفرد سفر الرؤيا بهذه البانوراما البديعة: تصوير الحَمَل والأسد في آنٍ واحد.
فهو سفر النهايات، وحقًا فيه تتم كل النبوات حيث نقرأ عن جرو الأسد ( تك 49: 9 ، 10)، وحتى آخر الزمان.

وإن كان غضب الخروف (أو الحَمَل) مُرعبًا يوم انتقامه من أعدائه ( رؤ 6: 16 ، 17)،
فكم وكم يكون غضب الأسد إذًا؟!!
هذا ما سيراه العالم ليس بعد وقت طويل!
عندما ستراه الأرض في كرسيه الرفيع.
له كل المجد والسجود.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الغيرة من الأشرار!

Dark-Clouds-300x225.jpg

غِرت من المتكبرين، إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 )
ليست المشكلة أن آساف قال: «غِرت»، فأحيانًا تكون الغيرة مطلوبة «حسنة هي الغيرة في الحُسنَى كل حين» ( غل 4: 18 )، لكن المأساة حقًا هي أنه غار من الأشرار ( مز 37: 1 ). يا له من أمر مُحزن، أن أحد المدعوين لمجد الله، يغار من الذين يقاومهم الله! وأن أحد الأنبياء الحكماء،
يحسد الحمقى والأغبياء!

في سفر ملاخي، آخر أسفار العهد القديم، لدينا صورة مُحزنة لحالة الشعب، قد تساعدنا في فهم ما حدث مع آساف. يقول الرب لشعبه: «أقوالكم اشتدت عليَّ، قال الرب. وقلتم: ماذا قلنا عليك؟ قلتُم: عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره، وأننا سلكنا
بالحزن قدام رب الجنود؟» ( ملا 3: 13 ، 14).

لقد غابت التقوى الحقيقية من هؤلاء القوم الراجعين من السبي، وحلَّت محلها مجرد صور التقوى المتنوعة. ولأن قلبهم كان ذاهبًا وراء كسبهم، فإنهم لم يجدوا أية منفعة مادية من عبادة الرب. لقد كانوا يحبون الرب، لا لذاته، بل لعطاياه. تمامًا كما قال الأشرار قبلهم للرب: «أبعُد عنا، وبمعرفة طُرقك لا نُسَر. مَن هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» ( أي 21: 14 ، 15).

هذا أمر مُحزن عندما يصدر من الأمم الناسين الله، وأشد مرارة عندما يصدر من جماعة الراجعين من السبي، ولكن يا لفظاعة الأمر عندما يفكر آساف النبي والمرنم بهذا المنطق عينه! ونحن نفهم من سفر أيوب، أن هذا المنطق شيطاني، حيث قال الشيطان لله: «هل مجانًا يتقي أيوب الله؟
أَ ليس أنك سيَّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له ..
ولكن ابسط يدك الآن ومُس كل ما له فإنه في وجهك يجدف عليك» ( أي 1: 9 - 11).

وهذا المنطق الشيطاني الذي تكلم به الشيطان أمام الحضرة الإلهية، هو الذي يهمس به في أذن وعقل التقي المتألم: ما فائدة تقواك واتكالك على الله؟ ويبدو أن همسات الشيطان أصابت آساف في الصميم.

هذا هو قلب المشكلة مع آساف، بل قُل إنها مشكلة القلب. فلقد قال الحكيم: «لا يحسدن قلبك الخاطئين، بل كُن في مخافة الرب اليوم كله» ( أم 23: 17 )، لكن قلب آساف هنا حسدهم، وكادت تقع المصيبة الكبرى.
وهذا كله يجعلنا نعطي اهتمامًا أحرى لقول الوحي المقدس: «فوق كل تحفظ احفظ قلبك،
لأن منه مخارج الحياة
» ( أم 4: 23 ).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أنا آتي سريعًا

Lets-Help-Them-Find-Their-Smile-300x243.jpg

ها أنا آتي سريعًا. طوبى لمَن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب ( رؤ 22: 7 )
ها قد أوشك العام على الانتهاء، وقد اقتطعنا مرحلة أخرى من مراحل طريقنا إلى «ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل»، وأخذنا نؤرِّخ زمنًا آخر في طريق الغربة.
لذلك نحسن صنعًا،
لو ذكَّرنا بعضنا بعضًا بما سجله الروح القدس على لسان يعقوب في يومه «
إن مجيء الرب قد اقترب»( يع 5: 8 ).

لقد أحب المسيح كنيسته وبذل نفسه لأجلها، وأعلن في آخر رسائله من السماء قائلاً: «أنا آتي سريعًا».

ومن المفهوم والملحوظ أن الرب لم يحدد تاريخًا ما، بل قال فقط: «أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا» و«آتي أيضًا». وقد ظلت الفترة بين ذهابه إلى هناك وبين مجيئه الثاني، هذه السنوات الطويلة، ونحن لا نزال نتوقع إتمام قصده في دعوة عروسه السماوية. لكن إذا كان مجيئه قد وُضع أمام تلاميذه في ذلك اليوم لكي يشجع قلوبهم ويسندهم،
فكم بالحري هو أكثر بركة لنا اليوم!

فهل قلوبنا على اتفاق مع أشواق قلب الرب؟ هل نحن «منتظرون» فعلاً؟ «هذا وإنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور».

هذه تذكارات هامة يحسن بنا أن نعيرها اهتمامًا، وهي إنهاض لهمة نفوسنا في وسط ظلمة الارتداد المتزايدة، التي أصبحت تسود المسيحية. إذ حينما يعمل الروح القدس،
فالضمير والقلب يوجدان تحت الاقتناع بالخطأ بطريقة تنشئ توبة بلا ندامة، وحزنًا يؤتي ثمره بحسب الله ( 2كو 7: 9 - 11)، والأمر الثاني أن تطلب النفوس إرشاد الله بحسب كلمته التي تكون قد أُهملت وأُغفلت ( 2أخ 34: 15 ).

وإذ نتطلع إلى بزوغ كوكب الصبح، راجين إشراقه، لنسأل ذواتنا: هل امتلك ذلك الكوكب قلوبنا من الآن؟ ( 2بط 1: 19 ).

وأخيرًا، نتوسل إلى القارئ العزيز أن يقرأ ما جاء في 1تسالونيكي5: 1- 11 خاصًا بالحماية والملجأ المبارك ضد روح العالم، حتى بالأكثر تتشدد نفوسنا في أزمنة الانحراف الروحي عن الحق.
وليتنا نفرح في أيامنا القلائل بربنا العزيز، منتظرين قدومه إلينا لكي يأخذنا من مشهد هذا العالم المملوء بالظلام والدنَس، مُتذكرين القول:
« ليست هذه هي الراحة» ( مي 2: 10 ).

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
شاول الطرسوسي أول الخطاة
saul20epipharydx4.gif

صادقة هي الكلمة ومُستحقة كل قبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا ( 1تي 1: 15 )
عند قراءتنا 1تيموثاوس1: 15 لا يجب أن ننشغل بأفكار الإنسان بل بتصريحات الله،
وهذه التصريحات تنص على أن بولس كان أول الخطاة؛ ذلك الوصف الذي لم يُطلَّق على أحد غيره.

صحيح أن كل قلب متضع يشعر بل يَعتبر أنه أنجس وأشرّ قلب، ولكن ليس هذا هو المقصود هنا لأن الروح القدس لا يعلن إلا عن بولس وحده أنه أول الخطاة، ولا يجب أن نُضعف البتة من قوة وفائدة هذه الحقيقة نظرًا لأن الوحي دوَّنها لنا بقلم بولس نفسه، بل ينبغي أن نعتبر أن بولس كان أول الخطاة حقيقةً، فمهما بلغ شر أي إنسان، فبولس يستطيع أن يقول: ”أنا الفائق في هذا المضمار“.

بل مهما بلغت درجة سقوطه وانحطاطه فإنه يسمع صوتًا صاعدًا إلى أذنيه من هوة أعمق يناديه “أنا الأوَّل”. ولا يمكن أن يكون هناك أولان وإلا كان الوحي قد قال إنه “من أوائل الخطاة” وليس «أول الخطاة».

ولكن لنتأمل في غرض الله من معاملاته مع أول الخطاة هذا «لكنني لهذا رُحمت: ليُظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولاً كل أناةٍ، مِثالاً للعتيدين أن يُؤمنوا به للحياة الأبدية» (ع16).

فأول الخطاة موجود في السماء الآن، ولكن كيف تسنى له الوصول إلى هناك؟
بدم يسوع وحده، وفضلاً عن ذلك فهو عيِّنة المُخلَّصين الذي يتطلع إليه الجميع ليروا فيه كيفية الخلاص، لأنه كما خَلُص رأس الخطاة، هكذا يمكن أن يَخلُص مَن هم أقل منه خطية على نفس الطريقة. والنعمة التي أدركته لا بد أنها تستطيع أن تدرك الجميع، والدم الذي استطاع أن يُطهر أول الخطاة لا بد أنه يقوى على تطهير الجميع، لذلك يستطيع بولس أن يقول لأشرّ الخطاة الموجودين تحت القبة الزرقاء ”أنا أول الخطاة ولكنني رُحمْتُ، فانظروا فِيَّ مثال أناة المسيح“،
فلا يوجد خاطئ على حافة جهنم مهما كانت درجة شره أبعد من أن تصل إليه محبة الله، أو دم المسيح،
أو شهادة الروح القدس.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
ميرسى ياابنى وجبات روحيه جميلة جدااا
ربنا يبارك خدمتك الجميلة
 

+bent el malek+

بنت المــــــلك
عضو مبارك
إنضم
9 ديسمبر 2008
المشاركات
3,260
مستوى التفاعل
135
النقاط
0
جميل خالص
ميرسى على تعبك
ربنا يبارك حياتك
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
معنى التوبة وأهميتها
praying-in-success.jpg

أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله ( لو 23: 41 )

ما هي التوبة؟
التوبة هي الحكم على الذات وتاريخها، هي هدم صروح البر الذاتي من أساسها، هي اكتشاف خرابنا وإفلاسنا التام، هي الشعور بإثمنا وجُرمنا شعوراً ناشئاً من فعل الروح القدس وكلمة الله في القلب والضمير، هي الحزن القلبي على الخطية وبُغضها البُغض الشديد.

ونحن نخاف كثيراً أن يُغض النظر عن التوبة في كثير من تعليمنا وتبشيرنا، نخاف أن ننسى أن "الله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا" حباً في تسهيل خبر البشارة وجعله بسيطاً، إن الخاطئ يجب أن يأتي إلى الشعور بخطيته وذنبه وهلاكه واستحقاقه جهنم إلى أبد الآبدين، يجب أن يشعر أن الخطية مُريعة جداً في نظر الله، مُريعة لدرجة أنه لم يمكن التكفير عنها بأقل من موت المسيح، ومُريعة لدرجة أن الذي يموت وخطاياه غير مغفورة، لا بد أن يُدان ويبقى إلى الأبد في البحيرة المتقدة بنار وكبريت.

تأملوا في قضية اللص التائب على الصليب. اصغوا إلى كلماته "أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا".

لقد شعر أنه محكوم عليه بالعدل، وأنه إنما يحصد استحقاق ما فعل، هذا هو الشعور بالذنب والحكم على الذات وأعمالها، وهي مقدمة الرجوع إلى الله والواسطة التي بها نستطيع أن نتمتع بخلاصه.

فالتوبة لازمة وأعمقها أفضلها، جيد للمحراث أن يتوغل في الأرض ويقلِّب تربتها ويشق فيها خطوطاً عميقة لتتأصل فيها بذار كلمة الله،
ونحن واثقون أنه كلما تعمقنا في معرفة خرابنا الأبدي، كلما ازداد تمتعنا ببر الله الذي بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون.

على أنه يجب أن نفهم جيداً أن التوبة ليست هي عمل هذا الشيء أو ذاك، فماذا عمل اللص؟ وماذا كان يمكنه أن يعمل وهو لا يقدر أن يحرك يداً أو رجلاً؟
ومع ذلك كان تائباً وظهرت توبته في نبرات الحكم على الذات التي فاه بها، وهكذا يجب أن يكون دائماً الحكم على الخطية، حكماً سريعاً وعميقاً. ثم ماذا؟ ما هو الترتيب الإلهي؟
"توبوا وارجعوا".

يا له من ترتيب جميل!
فاكتشاف الذات وخرابها أولاً، ثم اكتشاف الله وعلاجه، الشعور بفراغ النفس أولاً ثم الحصول على ملء المسيح.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المسيح.. مصدر القوة الوحيد
jesus-christ-pics-2019.jpg

كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فيَّ ( يو 15: 4 )
تأمل في عناقيد العنب المُدلاة من الغصن. أين وجد الغصن القوة لكي ينتج مثل هذه الثمار الرائعة؟ يقينًا ليس بواسطة مجهوداته، بل بمجرد ثباته في علاقة حية بالكرمة، التي ترسل بدورها عُصارة الحياة المُنعشة إلى الغصن فيُثمر.

وهذا ما يحدث معنا كمؤمنين. فنحن بلا قوة في ذواتنا لنُثمر لله، وذلك حتى في وجود الطبيعة الجديدة التي تشتاق إلى ذلك الثمر المبارك. وكل مجهوداتنا الشخصية سعيًا وراء قوة في أنفسنا، تنتهي بالفشل والانكسار.

ولكن عندما ندرك حقيقة أننا بلا قوة، ونكف تمامًا عن محاولات البحث عن قوة فينا، ونتحول بأنظارنا عن أنفسنا إلى الرب يسوع ونثبِّتها عليه، فإن القوة عندئذٍ ستتدفق من شخصه الكريم بالروح القدس وتهَبنا نُصرة على الخطية، ونُثمر في حياتنا ثمرًا يمجد الله، وتجلب لنا الفرح والسلام.

ولنا مثال آخر يوضح لنا الأمر ذاته، وذلك في سير بطرس على الماء في متى14: 28- 33، فلم تكن لبطرس أية قوة في ذاته ليمشي على الماء بكل تأكيد.

ولكنه عندما ثبَّت عينيه على الرب، فإن الرب شدّده وأعطاه قوة إلهية خاصة أمكنه بها السير على الماء خطوة تلو الأخرى. ولكن، وللأسف، عندما تحولت عينا بطرس عن الرب، ابتدأ يغرق على الفور.

فماذا فعل لحظتها؟ هل حاول أن يبحث عن قوة في نفسه؟

كلا، لقد فعل الشيء الوحيد الذي يقدر عليه؛ صرخ إلى الرب لينقذه من الغَرَق. وفي الحال مدّ الرب يسوع يده وانتشله، وهذا عين ما يحدث معنا في حياتنا الروحية، إذ نحن لا نمتلك أية قوة في أنفسنا، ولكننا إذا ثبتنا أعيننا على الرب، وسرنا أمامه في النور، فإنه سوف يؤيدنا بالقوة؛ بالروح القدس لنسلك بما يمجده.

وإن تحولت أعيننا عن الرب في لحظة ضعف وغفلة، علينا وقتها أن نصرخ إلى الرب طلبًا للمعونة، تمامًا كما فعل بطرس، وساعتها يتدخل الرب وينقذنا.

أحبائي .. دعونا لا ننسى أبدًا هذه الحقيقة الهامة:
أن المسيح هو دائمًا وأبدًا العلاج الفعلي والعملي لكل ما يزعجنا ويتعبنا، وبدونه لا نستطيع أن نفعل شيئًا (بحسب فكره ولمجده)، وكلما حفظنا أنفسنا بالقرب منه، ملتصقين به في شركة سرية عميقة معه،
كلما اختبرنا النصرة والفرح والسلام، ذاك الذي بدونه لا نعرف معنى السلام أو الفرح الحقيقي.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
المسيح.. مصدر القوة الوحيد
وجبه جميلة جدااا ياابنى
ربنا معاك ويبارك خدمتك الجميلة
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المسيح.. مصدر القوة الوحيد
وجبه جميلة جدااا ياابنى
ربنا معاك ويبارك خدمتك الجميلة
ميرسى يا أمى لمشاركة حضرتك الطيبة
كل سنة وحضرتك طيبة
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أهم سؤال
2011-Wallpaper-06-150x150.jpg



لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ ( مر 8: 36 ، 37)
لقد انقضى عام وابتدأ عام جديد من رحلة حياتنا فوق الأرض. وإننا نوّد أن نوجّه إلى القارئ العزيز في هذه المناسبة كلمات قليلة، راجين من إلهنا أن يقرنها بعمل روحه في ضمير وقلب كل واحد.

ولنبدأ بأهم سؤال وهو:

هل تصالحت مع الله؟
هل قبلت الرب يسوع مخلصًا شخصيًا لك؟ هل تعلم أنك خاطئ وليس لك تبرير مُطلقًا أمام الله إلا على أساس موت وقيامة ربنا يسوع المسيح؟ وهل تؤمن أن المسيح كان على الصليب حاملاً دينونة الخطايا لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية؟

إن كنت لم تحصل بعد على هذا اليقين فإننا نرجوك من أجل نفسك الخالدة أن لا تؤجل البت في أخطر موضوع يستحق منك الاهتمام باتخاذ قرار حاسم «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟» ( مر 8: 36 ، 37).

ليتك تتوب عن خطاياك الآن، وليتك تعترف أمام الله بعجزك عن إصلاح حالتك وتطلب منه الرحمة وهو لا بد يرحمك.

لقد أبقاك الله في الوجود، وأعطاك فرصة أخرى للتوبة، فلا تؤجل للغد.
ها قد انقضى عام، وكثيرون ممن شاهدوا بدء العام الماضي قد غادروا الدنيا قبل نهايته، وأنت لا تعرف مقدار أيامك الباقية على الأرض. فاهرب لحياتك فإن الشيطان يخدعك بالتأجيل يومًا بعد يوم، وسنة بعد سنة،
إلى أن تضيع منك الفرصة إلى الأبد.

إننا نرجوك الآن أن لا تترك هذا المقال حتى تتأكد من موقفك أمام الله وأن تقول بدون أدنى تردُّد: ”لقد خلصت“.

ولا ننسى أن نُذكِّر المؤمنين الأحباء بأن مرور الأعوام إنما يقرِّبنا إلى لحظة اللقاء المبارك مع ربنا. فيا ليت الصوت يرن في آذاننا عاليًا في أول هذا العام «هوذا العريس مُقبل، فاخرجن للقائه!» ( مت 25: 6 ).
وعندئذٍ نمنطق أحقائنا، ونوقد سُرج شهادتنا، وننفض كل غبار عَلَق بنا من العالم، ونخرج لانتظار سيدنا قائلين من أعماق قلوبنا معًا:
«آمين. تعال أيها الرب يسوع» ( رؤ 22: 20 ).

 
أعلى