نظرة اللاهوتى للصلاة(حواطر لاهوتية ج3)

سرجيوُس

لستم المتكلمين.
عضو مبارك
إنضم
8 أبريل 2011
المشاركات
3,442
مستوى التفاعل
425
النقاط
83
الإقامة
قلب يسوع المسيح
[FONT=&quot]


[/FONT]
www-St-Takla-org___Praying-Holy-Bible.jpg



[FONT=&quot]-إنَّ الصلاة يصعُب شرح معناها,لأن أيَّ تعريف سيكون ,ما هو إلا اجتهاد نابع من خبرة شخصية مع الثالوث القدوس,ولكن من مُنطلَق تلك الصعوبة التي نجدها في شرح مفهوم الصلاة,ومن هذا المُنطلَق فنحن نُحيل كلَّ الأمور إلى قوة الله,فالصلاة أمر نُحيله إلى الله,فالله هو البداية والنهاية في صلاتنا,هو من يبدأ,وهو ما ننتهى إليه في الأخير.

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]-فالصلاة يا اخوتى نداء الهى واستجابة بشرية[/FONT][FONT=&quot],نعم فالرب يُنادي[/FONT][FONT=&quot][افتحى لى يا اختي,يا حبيبتي ,يا حمامتي,يا كاملتي[FONT=&quot][1][/FONT]][/FONT][FONT=&quot]فالله يدعوني.نعم يدعو,يَقْرَعُ الأبواب,لديه رغبة فى الجلوس لنتهيأ للعشاء.
[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]-ولكنها مُشكلة..مُشكلتنا جميعاً,فنحن نُشبه حماة بطرس,نعم جميعُنا نُشبه تلك المرأة,فوجه الشبه في كونها مُصابة بحُمَّى شديدة,ونحن مثلها راقدين على الفراش,غير قادرين أن نفتح الباب المطروق.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]-ولكن الغريب أنها مُشكلة بالنسبة لنا,ولكن بالنسبة للرب فلا تعثُر عليه أيُّ مُشكلة,فهو يعي سبب عجزنا عن فتح وقبول تلك الدعوة,فيتجاوز تلك المعوقات ويدخل هو وينتهر الحُمَّى,وحينئذ أقوم,إنَّها حقًا نداء الهي,واستجابة بشرية.[/FONT]

[FONT=&quot]-ويتحول هذا النداء الإلهى إلى اشتياق,ورغبة جامحة,فالصلاة ما هيا إلَّا دعوة للاشتعال بنار الروح,فعلى الله أن يُشعل شمعة الصلاة ويترُكها تُنير نفوس المُصلين,ومن ثَمَّ تتحول تلك الشمعة من ذبيحة هيولية-جسدية-إلى سجود عقلي.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]-فالصلاة هي عطش لينبوع المياهِ,وطوبى لمن يعطش,لأنَّ هذا النوع من العطش-الصلاة- يقود إلى نبع المياهِ-نبع الحياة-فيمتلئ بالروح.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]-فالصلاة هي رغبة في تصفُّح قصيدة لشاعر,وشخص مُبدِع[FONT=&quot][2][/FONT] وخلَّاق للجمال,بل ومصدر لهذا الجمال,نعم فالصلاة رغبة في تصفُّح قصيدة حب خطَّها الله حُبًّا في الإنسان,بل وهي تامل فى لوحة فنية رسمها الله بإصبعه,وفي تلك اللوحة مرسوم الانسان.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]-وتُصاحب قراءَتي للقصيدة الإلهية تنهُّدات ,وفي تأملاتي في لوحتي البديعة رهبة – إعجاب- أمام روعة عمل الله,فتلك التنهُّدات هي الطريقة الفضلى لعبادة الله والسجود لهُ.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]-ومَنْ يدخل في شركة حقيقية مع الله,فهو يتشرب من الله ويمتلئ منه,فتتحول الشركة مع الله إلى تشرُّب من ذات الله,فأتحول مثل الله إلى فنان وشاعر.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]- إذا كانت الصلاة بدافع الحب الإلهى فهي تُشجِّع الضمير وتُلْبس العقل قوَّة و يتكون الرجاء الذي يُلهب الضمير,ويجعل المجاهدين يصيرون على كل الضيقات وكل شرور الأرض,ويستهينون بها إزاء الخيرات الموعود بها,وعلى هذا المِنوال تظل النعمة وقوة الروح القدُس تشجع الضمير من وقت إلى وقت,ويراها كما في مرآة[FONT=&quot][3][/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]-ولكن بعد هذا علينا أن [/FONT][FONT=&quot]نُدرك أن كل البشرية تحيا في شخص المُصلِّي أثناء الصلاة,وعند الصلاة تنهض البشرية في شخص المُصلِّي,وعند التوقُف فكلِّ البشرية تتحول عن الله[FONT=&quot][4][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]-فالصلاة يا إخوتي تتصف بالديمومة وأنْ تكون بلا انقطاع,ولكن الغريب هو كيف أصلى باستمرار وانا لديَّ عمل ,وراحة, ورياضة,وقراءة..الخ,[/FONT]
[FONT=&quot]فكيف لي أن اُصلي أثناء ما سبق؟والحقيقة أنك قادر أن تُصلِّى أثناء العمل والراحة والقراءة وممارسة الرياضة,فإن توسَّعنا في مفهوم الصلاة,فإننا نقول إن الصلاة ليست بالضرورى حصرها في المُناجاة,بل الصلاة حركة وفعل,فعندما يدعوني الله أن اتحلى بالسلوك المسيحى,واتفكر بفكر المسيح,فعليَّ أن أستجيب,وفي السلوك تكون الاستجابة,فأثناء إلتزاماتي إن تحليت بالسلوك والفكر المسيحي فأنا اُصلي مُستجيب لهذا النداء,بل إنَّ صلاتي قد تحوَّلت من كلام منطوق,إلى تنفيذ عملي,فنستحق الطوبى.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]-والتوسُّع في المفهوم السابق يُعطينا نار الروح القدُس,وكما يقول القديس مقار:عندما تنال النفس هذه النار السمائية,حينئذ تنفك من محبة العالم,وتفلت من كل فساد الأهواء,وتتغير طبيعتها-النفس-من يبوسة الخطية[FONT=&quot][5][/FONT],ليتنا ننال تلك النار التي تشتعل في قلوبنا,فتُطّهِّر هذا المكان المُقفر,وتُأكل الحشائش المزروعة في القلب,فيُصبح القلب عرش مُؤهَل أن يكون عرش للثالوث القدوس ليسكن فيه.[/FONT]


صلاة للقمص تادرس يعقوب
اسرع واجعل من نفسى مسكناً لك,ومن قلبى مستقراً..
تعال..فانى مريض حُباً,بُعدى عنك هو موت لى وذكرك يُحى نفسى!
رائحتك تعيد لى قوتى,وذكراك يخفف الامى,ظهورك شبع لى..
يا حياة نفسى..قلبى يجرى ورائك ,ويذوب عند تذكر خبراتك,
متى يحين رحيلى الى ملكوتك؟!متى احظى بمعاينة جمالك ,
ايها الحياة,سعادة قلبى!
لماذا تحجب وجهك عنى,يا سعادة نفسى الوحيد[FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT]​


mina fawzy
سرجيوس
____________________
[FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot]سفر النشيد2:5[/FONT]

[FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot]اللاهوت المسيحى والانسان المعاصر ج1-المطران كيرلس سليم بسترس ص30[/FONT]

[FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot]الروح القدوسوعمله داخل النفس ص92 [/FONT]

[FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot]عهد الصحراء ص 32[/FONT]

[FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot]العظة الرابعة ابومقار
[/FONT]

[FONT=&quot][6][/FONT][FONT=&quot] الله فردوس نفسى-القمص تادرس يعقوب ص24[/FONT]
[/FONT]
 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
موضوع قيم، لأن قيمته في روح الخبرة
فالصلاة فرح القديسين ونجاة الخطاة وشفيعة المحبين
 

"خْرْيْسْتْوْفُوْرُوْسْ"

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 فبراير 2012
المشاركات
5,408
مستوى التفاعل
2,562
النقاط
113
الإقامة
"بْيْنَ كَفَيْكَ يْسُوْعْ"
"لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ.... وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ" (إنجيل يوحنا 4: 21 و23).

"وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (إنجيل لوقا 18: 1).

لا شيء يربط الانسان بخالقه الا الصلاه..وحين توقفه عن ذكر خالقه فهو توقف عن الاتصال به،،

انها شعور بحضور الله فى داخلنا وشعور بلذة الحديث اليه ،،ليس لطلبات ورغبات لكن لكي نُسلم له كل الفكر فى كل وقت ،،

موضوع اكثر من رائع ..ربنا يبارككــ،

 

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113
ما اقوها الصلاة
الصلاة هى ما توصلنا برب المجد
الانسان بدون صلاة بعيد كل البعد عن الله
 
أعلى