هذه هديتي لك يا رب بذكرى ميلادك المقدّس... بقلمي
بعيد ميلادك يا رب اشترينا كل شيء الملابس والحلويات وكل مستلزمات الأطعمة المتنوعة التي اعتدنا أن نتناولها بالعيد
ونظّفنا بيوتنا ورتبناها أحسن ترتيب واشترينا هدايا بابا نويل للأطفال وهيأنا أنفسِنا للذهاب للكنيسة لحضور قداس العيد وثم زيارة الأهل والأقارب وجدّدنا الكثير من الأشياء المنزلية، كل هذا ابتهاجاً وفرحاً بذكرى ولادتك المجيدة .
لكني ما نسيتُ أن أهدي لك هدية، هدية، كنتَ أنت (لك كل المجد) قد أهديته لي يوم وهبتني الحياة، ويوم أن كان نقياً نظيفاً ، انه قلبي، أعلم إن قلبي لا يُليق بمقامك ومكانتك ومنزلتك، لكني أعرف مدى تواضعك، صحيح أن ذاك المذود الذي ولدتَ به أفضل بكثير من قلبي الخاطئ، لكنك أنت أتيت لأمثالي، يا رب أهديك قلبي لتنظفه وتقدِّسه وتجعله يحبك ويبقى وفياً لك لآخر خفقة منه، يا رب طهّرهُ من الأفكار السيئة والقلق والخوف والحزن والهم وسوء الظن والكسل والخمول الروحي، اجعله يلهث باسمك القدوس دائماً ويتحدث بمعجزاتك ويبشر برسالتك الخلاصية، أملأه يا رب بالمحبة لكل شيء روحي وان يبتعد عن كل شيء دنيوي لا يتوافق مع مشيئتك الصالحة، يا رب، كما أحببتَ داؤد وأسميته (القلب الموافق لقلب الله) هكذا يا رب أحببني واجعل قلبي موافقاً لقلبك القدوس بالرغم من خطاياي وزلاتي وضعفي، يا رب شكِّل قلبي كما تريدهُ أنت، لأني عاجز عن تشكيلهُ بما يتوافق مع محبتك ووصاياك ومشيئتك ...
كلما أقرر وأقول سأفعل البر وأبتعد عن الخطيئة، أرى نفسي فاعِلها بل منغمس بها، يا رب ربما قلبي لن يفرحك، لكن بالتأكيد ستفرحك شدة رغبتي بالتوبة الصادِقة، لأنك أتيتَ لأمثالنا نحن الخطاة، يا رب خذ مع قلبي، دموعي وآهاتي وهمومي وأثقالي وخوفي وقلقي وأحزاني .
يا رب هيئ قلبي وأجعله أن يكون مستعداً دائِماً وأبداً أن أنكر ذاتي لأحمل الصليب من أجل اسمك القدوس .
يا رب اجعل قلبي شجاعا أمام المخاطر وأميناً بقول الحق ولو كان على نفس صاحبه، ولا يجامل أحداً على حساب كلمتك ووصاياك المقدسة .
يا رب قلبي بين يديك بكل ما فيه من حسنات وسيئات وأنت وحدك الذي تعلم ما فيه، فان كان به قليلا من الحسنات فزده حسناتً وأكمله بصلاحك وان كان به الكثير من السيئات فأنزعها عنه وأملأه بمحبتك .
يا رب اجعل قلبي يخفق بكل عيد ومستمرا بالخفقان إلى اليوم الذي تريد أن يتوقف به عن ضخ الدم لأجزاء الجسم، ليس محبة بالدنيا بل ليكون لي متسّع من الوقت لأبشّر باسمك القدوس واعمل وصاياك ومشيئتك ... ويوم ترى بأنه يريد أن يزيغ عن محبتك وإرادتك فأوقفه بالحال ليبقى محافظاً على إيمانه ونقاءه (بعد أن تكون قد طهّرته).
يا رب دع قلبي فرِحاً دائماً بك، لأنك اخترت صاحبه أن يكون أحد أتباعك المخلّصين ويُدعَى باسمك المبارك، واجعله أن يكون دائماً مستعِداً للانتقال حيثُ أنت، حيث المسكن الأبدي ..... آمين .
التعديل الأخير: