آبائيات .... للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
إن الله نفسه اتضع من أجلك, أفلا تتضع أنت من أجل نفسك؟
عظة 25:26-26 للقديس أنبا مقار

إن الرب نفسه الذي هو الطريق والإله، قد جاء ليس من أجل نفسه, بل من أجلك أنت، لكي يعطيك نفسه مثالاً في كل عمل صالح؛ فانظر إلى أي اتضاع بلغ لما «أخذ شكل العبد» (فى7:2), وهو الإله ابن الله، والملك ابن الملك... لكن لا تحتقر جلاله الإلهي حينما تراه في الظاهر متضعاً كشبهنا، لأنه من أجلنا صار هكذا, وليس من أجل نفسه... فما أعظم اتضاعه حينما بصقوا في وجهه، ووضعوا عليه إكليل الشوك ولطموه... فإن كان الله قد نزل إلى مثل هذه الإهانات والآلام والاتضاع، فأنت ذو الطبيعة الطينية, بل والمائتة، مهما وضعت ذاتك، فلن تجاري أبدًا (اتضاع) سيدك, إن الله نفسه اتضع من أجلك، أفلا تتضع أنت من أجل نفسك؟
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
غاية مجيء الرب هو أن يمنحنا روحه القدوس
العظة 5:30-6 للقديس أنبا مقار

كما أن حياة الجسد في العالم هي النفس، كذلك حياة النفس في العالم الأبدي السماوي هي روح الله... لذلك يجب على من يطلب الإيمان والاقتراب إلى الرب، أن يلتمس نوال الروح الإلهي منذ الآن، لأنه هو حياة النفس, ولهذه الغاية أكمل الرب مجيئه ليمنح النفس روحه القدوس منذ الآن، حياًة لها... فإن كان أحد لا يطلب منذ الآن وينال نور الروح الإلهي، حياًة لنفسه، فإنه عند خروجه من الجسد يُطرح على اليسار في مواضع الظلمة، ولا يدخل ملكوت السموات... وأما النفس التي تسلك في نار الروح القدس وفي النور الإلهي، فإنها لا تُصاب بضرر من الأرواح الشريرة؛ بل إذا ما اقترب أحدهم منها، فإنه يحترق من النار السماوية التي للروح.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
جئت لأُلقي نارًا على الأرض
عظة 9:25-10 للقديس أنبا مقار

«جئت لأُلقي نارًا على الأرض, وكنت أود أن تضطرم منذ الآن», أنها شعلة الروح القدس التي تضرم القلوب. إنها النار الإلهية غير المادية التي اعتادت أن تضيء النفوس، وتمحصها كالذهب عديم الغش في الأتون؛ وتحرق الشرور التي فيها، كما يحترق الشوك والقش، لأن «إلهنا نار آكلة» (عب 29:12)....هذه هي النار العاملة في الرسل حتى تكلَّموا بألسنة نارية، وهي النار التي أضاءت حول بولس عندما أتاه الصوت، فأنارت عقله بينما أظلمت بصره المادي.... هذه هي النار التي ظهرت لموسى في العليقة، وهي النار التي رفعت إيليا من الأرض بشبه مركبة نارية... هذه هي النار التي ألهبت قلب كليوبا ورفيقه، لما كان المخلِّص يتحدث معهما بعد قيامته. كما أن الملائكة والأرواح الخادمة يشتركون أيضًا في لهيب هذه النار بحسب المكتوب: «الصانع ملائكته أرواحًا، وخدامه لهيب نار» (عب 7:1) لذلك فهي نار كاسحة للشياطين ومستأصلة للخطية. إنها قوة للقيامة وقدرة لعدم الموت، واستنارة لنفوس القديسين. فلنصلِّ إذن، لكي تدركنا نحن أيضًا هذه النار.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس نفسه يصلِّي من داخلنا
عظة 8:19-9 للقديس أنبا مقار

فلنغصب نفوسنا ونلزمها بالتواضع، حتى وإن كان قلبنا لا يهوى ذلك، ونلزمها بالوداعة والمحبة، طالبين ومتوسلين إلى الله بإيمان ورجاء ومحبة، بدون انقطاع، منتظرين هذا وواضعين إياه كهدف لنا: أن يرسل روحه إلى قلوبنا، حتى نصلِّي ونسجد لله بالروح والحق. حينئذ الروح نفسه سيصلِّي من داخلنا، والروح نفسه سيعلِّمنا الصلاة الحقيقية التي لا نقدر عليها الآن مهما غصبنا نفوسنا، ويُعلِّمنا التواضع الحقيقي الذي لا نستطيعه الآن ولا بالتغصب، ويعطينا أحشاء رأفات ولطفًا، ويعلِّمنا أن نحفظ بالحق جميع وصايا الرب بدون تعب ولا تغصب، بل على قدر ما يعرف الروح أن يملأنا من ثماره، وهكذا يقدم نفوسنا للمسيح كعروس حسنة، نقية وبلا لوم.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
كنز الروح السماوي
عظة 2:18-3 للقديس أنبا مقار

إن الذي وجد كنز الروح القدس السماوي وامتلكه في داخله، فإنه يكمل بواسطته وبلا عيب وبنقاوة كل بر الوصايا وكل عمل الفضائل بسهولة وبدون تغصب. فلنتوسل إذن نحن أيضًا إلى الله ونطلب بشدة، ونتضرع إليه لكي ينعم علينا بكنز روحه، وهكذا نتمكَّن من أن نسلك بلا عيب ونقاوة في جميع وصاياه، ونكمل كل بر الروح إلى التمام وبنقاوة بواسطة الكنز السماوي, الذي هو المسيح... وهكذا يجب على كل واحد أن يجتهد في التوسل للرب، لكي يؤهله أن يجد وينال كنز الروح السماوي حتى يستطيع أن يكمل بلا تعب ويسٍر جميع وصايا الرب بلا عيب ونقاوة، تلك التي كان فيما قبل عاجزًا عن تكميلها، ولا حتى بتغصب، لأنه كيف يستطيع وهو فقير وعريان من شركة الروح أن يقتني تلك الخيرات الروحية بدون الكنز والغنى الروحي؟
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح يلدنا من طبيعته الخاصة
عظة 2:30 للقديس أنبا مقار

وأخيرًا جاء (المسيح) بنفسه، واحتمل الموت مستهينًا بخزي الصليب، وكل تعبه هذا وجهاده قد صار لكي يلد من نفسه، أي من طبيعته الخاصة، أولادًا من الروح. وقد سُر أن يجعلهم يولدون من فوق، أي من لاهوته الخاص. وكما أن أولئك الآباء (الأرضيين) يحزنون إن لم يلدوا أولادًا؛ هكذا الرب أيضًا الذي أحب جنس البشر لكونهم صورته الخاصة، شاء أن يلدهم من زرع لاهوته الخاص. فإن كان البعض لا يريدون أن يأتوا إلى هذا الميلاد، وأن يولدوا من رحم روح الإُلوهية، فإن المسيح يحزن عليهم حزنًا جماً، لأنه تألَّم لأجلهم وصبر على الألم لكي يخلِّصهم.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الرب يُعطي الذي يحبه عطية من ذات كيانه
عظة 16:12 للقديس أنبا مقار

لقد تركت مريم كل شيء وجلست عند قدمي الرب، وصارت تبارك الله طول النهار. أترى مقدار عكوفها على محبته؟.... اسمع: إن كان أحد يحب يسوع ويكون منتبهاً له جيداً، وليس فقط منتبهاً له بل وثابتًا في محبته، حينئذ يفكِّر الله أن يعطي شيًئا لتلك النفس مقابل محبتها له.... فمريم التي أحبت الرب وجلست عند قدميه لم يُجالسها فقط، بل أعطاها أيضاً قوة سرية من ذات كيانه، لأن الكلام عينه الذي كان يقوله الله لمريم في الهدوء كان روحاً وكان قوة. وبدخول هذا الكلام إلى قلبها كان يصير نفساً لنفسها، وروحاً لروحها, وكان قلبها يمتلئ بالقوة الإلهية.... لذلك قال الرب وهو عالم بما أعطاها: «مريم اختارت النصيب الصالح» (لو42:10), ولكن فيما بعد، ما فعلته مرثا في الخدمة باشتياق، أهلها هي أيضاً لتلك الموهبة، فنالت هي أيضًا القوة الإلهية في نفسها.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
اشتهاء العريس السماوي
عظة 4:10 للقديس أنبا مقار

إن النفس التي تحب الله والمسيح بالحق ولو عملت ربوات من أعمال البر، تحسب نفسها كأنها لم تعمل شيئاً بسبب اشتياقها للرب بدون شبع. حتى وإن أرهقت جسدها في الأصوام والأسهار، تعتبر ذاï؛—ﻬا كأنها لم تبدأ بعد الجهاد من أجل الفضيلة... لكنها طول النهار تجوع وتعطش بالإيمان والمحبة في الصلاة المتواترة للحصول على أسرار النعمة وعلى كل فضيلة بلا شبع، وتكون مجروحة بمحبة الروح السماوي، وتضرم باستمرار داخلها الاشتياق المشتعل بالنعمة نحو العريس السماوي، وتشتهي أن تؤهل بالكمال للدخول معه في شركة سرية لا يُنطق بها، في تقديس الروح، وأن ينكشف الغطاء عن وجه نفسها، فتنظر إلى العريس السماوي وجهاً لوجه في نوره الروحاني غير المنطوق به. وتمتزج به بكل يقين، متشبهة بموته باشتياق كثير، ومنتظرة كل حين أن تموت من أجل المسيح.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
أجسادنا ستتجلَّى مع جسد المسيح
العظة 38:15 للقديس أنبا مقار

كما أن جسد الرب تمجد لما صعد إلى الجبل وتجلَّى بالمجد الإلهي وبالنور اللانهائي، هكذا أيضًا ستتمجد أجساد القديسين وتُضيء كالبرق. فكما أن مجد المسيح الكائن داخله قد امتد إلى جسده أيضًا وجعله يضيء، هكذا أيضًا سيحدث بالمثل للقديسين, فأن قوة المسيح الكائنة داخلهم ستمتد في ذلك اليوم إلى الخارج أيضًا وتفيض على أجسادهم, فإنهم منذ الآن ينالون شركة في أذهانهم من جوهره وطبيعته، فإنه مكتوب: «إن المقدس والمقدسين جميعهم من واحد» (عب11:2), وأيضًا: «أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني» (يو22:17), فكما أن مصابيح كثيرة توقد جميعًا من نار واحدة، هكذا أيضًا بالضرورة لابد أن أجساد القديسين, التي هي أعضاء المسيح, تصير على حال المسيح نفسه.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الصوم سلاح صاغه الله
الميمر الرابع 15 للقديس مار إسحق السرياني

إن الصوم هو الوصية التي وُضعت على طبيعتنا في البداءة لتحفظها من تذوق الطعام (المنهي عنه)، ومن هنا سقط رئيس جبلتنا. لذلك فمن هذه النقطة التي كانت فيها السقطة الأولى يبدأ المجاهدون حينما يقبلون بمخافة الله على حفظ شرائعه، ومن هنا أيضًا بدأ المخلِّص نفسه لما أظهر نفسه للعالم في الأردن، فبعد معموديته أخرجه الروح إلى البرية، وصام أربعين يومًا وأربعين ليلة. وبالمثل جميع الذين يخرجون وراءه ليتبعوه يضعون بدء جهادهم على هذا الأساس, فإنه (الصوم) سلاح صاغه الله. فمن ذا الذي يهمله ولا يكون مُلامًا؟ وإن كان واضع الناموس قد صام، فمن من حافظي الناموس لا يحتاج إلى الصوم؟... ومتى رأى الشيطان هذا السلاح على أحد من الناس، يرتعب للوقت هذا العدو الطاغي، ويتذكَّر في الحال كسرته في البرية أمام المخلِّص، وتنحل قوته، ويحترق بمجرد رؤية هذا السلاح اُلمعطى لنا من قائدنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
فرح الاستشهاد
الميمر الرابع من الجزء الثالث للقديس مار إسحق السرياني

يُقال عن كثير من الشهداء إنهم في اليوم الذي كانوا يتوقَّعون فيه قبول إكليل الاستشهاد، سواء عرفوا ذلك بإعلان أو أخبرهم بذلك أحد أصدقائهم, كانوا في تلك الليلة لا يذوقون شيئًا، بل كانوا يقفون ساهرين في الصلاة من المساء إلى الصباح، يمجدون الله بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، منتظرين تلك الساعة بفرح وتهليل؛ وكمثل أُناس مستعدين للعرس، كانوا ينتظرون أن يلاقوا السيف وهم صائمون. ونحن أيضًا الآن المدعوين للاستشهاد غير المنظور ولقبول أكاليل القداسة، لنسهر ولا ندع أي عضو أو جزء من جسدنا تظهر عليه سمة الإنكار أمام أعدائنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المحبة طعام الملكوت
ميمر ظ¤ظ¦ للقديس مار إسحق السرياني

الذي وجد المحبة يقتات بالمسيح في كل يوم وفي كل ساعة، ويصير غير مائت. فالرب يقول: «من يأكل من الخبز الذي أنا عطيه لن يرى الموت إلى الأبد» (يو58:6), فطوبى لمن يأكل خبز المحبة الذي هو الرب يسوع, فإنَّ الذي يأكل المحبة، يأكل المسيح الإله الكائن فوق الكل, ويشهد عن ذلك يوحنا قائلاً: «الله محبة» (1يو8:4). الذي يعيش في المحبة ينال الحياة التي من الله، ويتنسم في هذا العالم نسيم القيامة، هذا الذي يتلذذ به الأبرار في القيامة العتيدة. فالمحبة هي الملكوت الذي وعد الرب رسله سريا أن يأكلوه في الملكوت. فماذا كان يعني بقوله: «تأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي» سوى المحبة؟ المحبة كفيلة بأن تقيت الإنسان عوض كل طعام وشراب، إنها هي الخمر التي التى تفرح قلب الإنسان, فطوبى لمن يشرب من هذه الخمر.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الاستشهاد اليومي بسكب الإيمان عوض الدم حباً في الرب
المتفرقات 4:4 للعلامة اكليمندس الإسكندري

إن الشهيد بسبب حبه للرب يفارق الحياة بكل سرور... ولذلك نحن ندعو الاستشهاد «كمالاً» ليس لأن الإنسان يصل به إلى تكميل حياته مثل الباقين، بل لأنه به يُظهر كمال فعل المحبة.... ثم إن كان الاعتراف من أجل الله يُعتبر شهادة، فإن كل نفس تسلك بالنقاوة وبمعرفة الله وتحفظ وصاياه فإنها تكون شاهدة بسيرï؛—ﻬا وبكلامها، حتى أنها مهما كانت الطريقة التي تفارق بها جسدها فهي تسكب إيمانها عوض الدم طوال حياï؛—ﻬا, وحتى إلى وقت خروجها. ولذلك قال الرب في الإنجيل : «إن كل من ترك أبًا أو أما أو إخوة... من أجل الإنجيل ومن أجل اسمي» يكون مغبوطًا؛ وهو بذلك لا يشير إلى الاستشهاد العادي, بل إلى الاستشهاد بحسب المعرفة، بالسلوك حسب منهج الإنجيل من أجل محبة الرب.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الصلاة انطلاق إلى العالم الآخر
ستروماتا 7:7 للعلامة اكليمندس الإسكندري

إن الصلاة, بتعبير أقوى, الحديث مع الله، فحتى إن كنا نهمس بدون تحريك شفاهنا, أو نصلِّي بصمت، فإننا من الداخل نصرخ نحوه, لأن الله يستمع دائمًا إلى كل حديث داخلي. حينئذ نرفع رؤوسنا ونمد أيدينا نحو السماء؛ بل ونقف على أطراف أرجلنا، صارخين بأقصى ما تبلغ إليه الصلاة، منقادين باشتياق الروح نحو الجوهر العقلي الأسمى، وكأننا نحاول باتصالنا باللوغوس أن ننفصل بالجسد عن الأرض، ونجعل نفوسنا تنطلق وكأن لها أجنحة بشهوة الخيرات الفائقة، فنقتحم الأقداس متجاهلين قيود الجسد. فإننا نعلم أن الكامل في المعرفة يتجاوز بإرادته العالم كله، تمامًا كما عبر اليهود قديمًا من مصر، وبذلك يظهر بوضوح أنه صار أقرب ما يمكن من الله.
 
التعديل الأخير:

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
حاجتنا إلى المسيح
المرّبي 9:1 للعلامة اكليمندس الإسكندري

نحن المرضى نحتاج إلى الشافي والمخلِّص، نحن الضالين نحتاج إلى المرشد، نحن العميان نحتاج إلى من يضيء عيوننا، نحن العطاش نحتاج إلى ينبوع الماء الحي، نحن الأموات نحتاج إلى من هو الحياة... فالبشرية كلها تحتاج إلى يسوع... فلنا مثل هذا المربي الصالح الذى يقول بحق: «لم آت لأُخدم بل لأَخدم» ويتعهد بأن يبذل نفسه فدية عن كثيرين... فما أعظم هذا العاطي الذي يُعطينا أفضل ما عنده، أي نفسه, وما أعظم المنفعة التي يسبغها علينا كمُحب للبشر، حتى آثر أن يجعل نفسه أخًا للبشر بدلاً من أن يكون لهم سيدًا، بل وتمادى في إحسانه حتى مات من أجلنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
افرحوا أمام وجه الرب لأنه يأتي
عظة لعيد البشارة للقديس غريغوريوس العجائبي

اليوم تتهلَّل صفوف الملائكة بالتسابيح، ونور حضرة المسيح يُضيء على المؤمنين, اليوم قد جاء الربيع المُبهج، الذي هو المسيح، شمس البر، وقد أضاء حولنا بنوره البهي، وأنار أذهان المؤمنين. اليوم آدم يُخَلق من جديد، ويطفر مع الملائكة منطلقًا إلى السماء. اليوم اكتست جميع أرجاء المسكونة بالفرح، لأن الروح القدس قد حلَّ على البشر, اليوم تٌضيء النعمة الإلهية ورجاء الخيرات غير المنظورة بالعجائب التي تفوق العقل، وتكشف لنا بوضوح السر المخفي منذ الدهر... اليوم يتم قول داود القائل: لتفرح السماوات وتبتهج الأرض, لتفرح البقاع وكل شجر الغاب، أمام وجه الرب، لأنه يأتي.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
افرحوا أمام وجه الرب لأنه يأتي
عظة لعيد البشارة للقديس غريغوريوس العجائبي

اليوم تتهلَّل صفوف الملائكة بالتسابيح، ونور حضرة المسيح يُضيء على المؤمنين, اليوم قد جاء الربيع المُبهج، الذي هو المسيح، شمس البر، وقد أضاء حولنا بنوره البهي، وأنار أذهان المؤمنين. اليوم آدم يُخَلق من جديد، ويطفر مع الملائكة منطلقًا إلى السماء. اليوم اكتست جميع أرجاء المسكونة بالفرح، لأن الروح القدس قد حلَّ على البشر, اليوم تٌضيء النعمة الإلهية ورجاء الخيرات غير المنظورة بالعجائب التي تفوق العقل، وتكشف لنا بوضوح السر المخفي منذ الدهر... اليوم يتم قول داود القائل: لتفرح السماوات وتبتهج الأرض, لتفرح البقاع وكل شجر الغاب، أمام وجه الرب، لأنه يأتي.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
غاية السر الأعظم أن نصير واحداً في المسيح
عظة 23:7 للقديس غريغوريوس النزينزي

ما هذا السر الجديد الذي يخصني؟ إني صغير وعظيم، حقير وساٍم، مائت وغير مائت، أرضي وسماوي، الأُولى مع العالم السفلي، والأُخرى مع الله. الأولى مع الجسد، والأخرى مع الروح. ينبغي أن أُدَفن مع المسيح وأقوم معه، أن أرث معه وأصير ابنًا لله، بل وأصير متحدًا بالله نفسه ( حرفياً: أن أصير ابناً لله, بل والله نفسه), هذه هي غاية السر الأعظم من نحونا. هذا هو ما يريده لنا الإله الذي تأنس وافتقر من أجلنا، لكي يقيم الجسد ويفتدي الصورة، ويجدد خلقة الإنسان، لكي نصير نحن جميعًا واحدًا في المسيح (غل28:3) الذي قد صار بالتمام "الكل في الكل" فينا جميعًا بكل كيانه، حتى لا يكون فينا فيما بعد ذكر ولا أٌنثى, بربرى, سكيثى, عبد, حر, التي كلها صفات الجسد بل لا نعود فيما بعد نحمل في ذواتنا إلا الشكل الإلهي، الذي به وله قد خُلقنا، بل وتشكَّلنا وتطبعنا، لدرجة أننا لا نعود فيما بعد نُعرف إلا بهذا الشكل وحده.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
لنعيد ليس بالخليقة الأولى, بل بتجديد الخليقة
عظة 38 عن الميلاد للقديس غريغوريوس النزينزي

وأنا أيضًا أُعلن قوة هذا اليوم, يوم الميلاد, لأن فيه غير الجسدي يتجسّد، والكلمة يتجسّم، غير المنظور يصير منظورًا، وغير المحسوس يصير ملموسًا، غير الزمني يبتدئ, ابن الله يصير ابنًا للإنسان، يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد... هذا هو احتفالنا الذي نحتفل به اليوم: مجيء الله إلى البشر ليتسنى لنا أن نأتي نحن إليه؛ أو بالتدقيق، أن نعود إليه, فإننا بخلع الإنسان العتيق نلبس الجديد؛ وكما أننا متنا في آدم، هكذا في المسيح سنحيا، إذ نوَلد معه ونصلب معه وندفن معه ونقوم معه ثانية... هكذا نُعيد، ليس بطريقة عالمية، بل بما يفوق العالم، ليس بالخليقة الأولى، بل بتجديد الخليقة... ما أكثر الأعياد، ولكن غايتها جميعاً واحدة: هي كمالي، وإعادة خلقتي من جديد، إلى آدم الأصيل, وقِّر الميلاد الذي به انفككت من قيود ميلادك الأول. كرم بيت لحم هذه الصغرى، التي أرجعتك إلى الفردوس, واسجد أمام المذود لأنك أنت غير العاقل نلت منه اللوغوس طعاماً.
 
أعلى