ما بين الخطية والموت وقوة الشفاء والحياة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0


* الخطية أمر مُخيف لأنها تحمل الموت في أحضانها
** والتعدي على الوصية المقدسة هو أكثر الأمراض وجعاً للنفس، إنه يمزقها، ويعريها من نعمة الله، يقلقها وينغص عيشتها كأنه منخاس حاد يسوقها نحو الهلاك ولا تستطيع مقاومته، فهي لا تهدأ ولا ترتاح، وتأن في باطنها بصراخ خافت موجع ومؤلم يجلدها ويجعلها تنزف وليس في يدها حيلة ولا تستطيع ان تنجو مهما ما حاولت أن تفلت منه.
*** فالخطية التي تسوقنا لحياة التعدي على الوصية، تمسكنا مثل الصياد الذي يصطاد العصفور في الفخ الذي لا يقدر ان يفلت منه.
+ ولكن مهما ما كانت الخطية ذات سلطان وقوة فائقة، فهي داء ليس عديم الشفاء، لأن مخلصنا المسيح الرب الله الحي الظاهر في الجسد، أدان الخطية وصلبها بقوته وامات الموت وقام من الأموات ظافراً لحسابنا الخاص، فافرحوا معي ولنتقدم كلنا بتوبة عالمين أن قانون ومقياس التوبة وميزانها حسب أساس الإنجيل ومقياس المسيح الرب المجروح لأجل معاصينا والمسحوق لأجل آثامنا والذي بجرحه شُفينا (أشعياء 53: 5) أن يعترف الخاطئ الاعتراف الحسن إذ يتوب على أساس نطق قلبه أمام الله الحي قائلاً: [ أؤمن بالمسيح الرب مخلصي الصالح شفاء نفسي وحياتي الأبدية]
++ أن أردت حقاً أن تُشفى أرفع قلبك الآن واعترف بخطاياك بقلب متضع منكسر (القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره - مز 51 : 17) أمام المسيح الرب واثقاً أنه هو بشخصه وذاته القيامة والحياة فسيتم المكتوب عن صدق لأن الرب تكلم على فم عبيده الأنبياء الرسل قائلاً: (أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم - 1يوحنا 1: 9)، وسنسمع صوت الروح يقول: (ثق يا بني مغفورة لك خطاياك - متى 9: 2).
+++ انتبهوا يا إخوتي - لأن كما سبق وتحدثنا معاً مراراً - أن لنفوسنا قيمة عظيمة، لأن لها كيان روحي أصيل، فبكونها هي [ الموضع حيث فيه يستقر الله ]، فهي مدينته الخاصة ومكان سكناه. فنفسنا - في واقع خلقتها - جُعلت لتكون مسكن الله. فالله لا يُمكن أن يكون خارج النفس التي فيها سيجعل سكناه للبركة إلى ما لانهاية.
ونحن حينما نهبط لمستوى الخطية نحط من كرامة نفوسنا ونشوه هيكل الله ومقر سكناه، أي ندنس هيكله الخاص، وهيكل الله هو نحن (جسد ونفس وروح)، لذلك نحن نحتاج أن يتطهر الهيكل المُدنس بالتوبة ليرجع لجماله وبهاؤه الخاص، لذلك نحن في حاجة دائمة أن نحفظ ونصون هذه الكرامة التي منحها لنا الله، أي كرامة سُكناه فينا، ونظل دائماً على شركة حية مع الله بالتقوى، متأملين فيه وحده، متشحين بالمحبة الحارة والشديدة نحو شخصه الساكن فينا، فالنفس كما قال الآباء [لأنها عاقلة فهي متشحة بقوة العقل والتعقل، والثبات في الله].
+ يا إخوتي لا ينبغي أن يحتقر أحد فينا نفسه، او يقلل من شأنها:
فالنفس البشرية خالدة بالنعمة وحسب طبيعة خلقتها، إلا أنها حينما تنحل وتنجرف في الملذات الخاطئة والمتع الجسدية المنحرفة فهي تُعتبر ميتة عن الحياة الحقيقية أي النعمة مع أنها تحيا عضوياً، فالنفس بطبيعة النعمة تبقى صحيحة في صحة وعافية روحية وبهاء إلهي عظيم، وتمرض حينما تتشتت قواها الخاصة التي هي التعقل وتركيز التأمل في الله بانغماسها في الشهوات والخطايا، وشفاؤها يتم فقط حينما تتحد قوى التعقل في النفس مرة أخرى وتركز تأملها ومحبتها نحو الله وتهرب من كل أمر مخالف ضد الوصية، أما موت النفس فهو يحدث بالعبودية للخطية والعيش فيها باستمرار وبلا أي عقل ولا تعقل، ورجوع الحياة للنفس بعد موتها في الخطية أمر شاق للغاية على قدرات أي إنسان، ويتحقق فقط بالتوبة الجادة الشديدة العزم والتمسك بالرب القيامة والحياة بإيمان وثقة شديدة والتمسك بكلمته إذ قال: أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا (يوحنا 11: 25).
++ وحذاري أن يفشل أحد او يصغي لأي صوت يقول له أنك خاطي ميت غير مقبول أمام الله وليس لك توبة ولا حياة، لأن الرب قال من يقبل إليَّ لا أخرجه خارجاً، والمسيح الرب هو مسيح الخطاة والأثمة والفجار، هو طبيب المرضى المتعسر شفائهم، فلا يستكثر أحد خطيئتنه على دم المسيح الذي يغسل ويطهر أعتى العتاه وأشر الناس فجوراً، فطالما لنا مسيح حي لا نخاف لا من مرض ولا موت ولا اي شيء مهما ما كان هو، لأنه هو حياة النفس وبرها وسر نصرتها على الموت، لأن لنا أن نهتف قائلين بصوت الإنجيل الحسي: أين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاوية (1كورنثوس 15: 55)
لأننا لا نهتف حسب ظنون فكرنا ولا لكي نقنع انفسها بالقوة، بل نهتف على أساس إعلان حي من فم الله القدوس الذي قال: من يد الهاوية أفديهم، من الموت أُخلصهم، أين أوباؤك يا موت! أين شوكتك يا هاوية! تختفي الندامة عن عيني (هوشع 13: 14)
 
أعلى